vendredi 31 octobre 2014

بعد تعيين 'طارق ذياب' وزيرا للشباب والرياضة: السيّد الوزير الأوّل إبني يسألني لماذا نتعلّم

هل يُدرك السيّد الوزير الأوّل حجم ما تُنفقه العائلة التّونسيّة سنويّا على الدروس الخصوصيّة لضمان كلّ أسباب التّفوّق والنجاح لأبنائها؟ وهل يدرك أنّ الآباء والأمّهات ينامون ويصحون وهم يردّدون على أسماع أبنائهم ما حفظوه على مربّيهم من أحاديث نبويّة وشعارات أو أشعار بأنّ العلم نور وأنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة وأنّ طلب العلم لا يقف عند سنّ أو حدّ وهو مطلوب ولو كان في الصين ولو شئنا لاستعرضنا منها ما يكفي لملء كلّ الصفحات؟
لماذا نتعلّم إذا كان بالإمكان أن تصبح وزيرا وأنت لم تتجاوز عتبة المرحلة الأولى من التعليم الثانويّ؟ صدمني السؤال وجعلني في حيرة. في البداية شككت في الأمر واعتقدت أنّ هناك خطأ. ولكنّ الجواب كان قاطعا. تلك هي الحقيقة وأبناؤنا لهم من سعة الإطّلاع ما يمكن أن يُحْرِجَ لا الأولياء فقط ولكن كبار المسؤولين أيضا. فهل سيهجر أبناؤنا مقاعد الدراسة وهل ستتحوّل ساحات المدارس إلى ملاعب مفتوحة لتنمية الموارد الرياضيّة لأبنائنا؟
عفوا السيّد الوزير ليس القصد الإهانة أو التقليل من شأن الرياضة ولا من ملكات ومواهب الرياضيّين ولكنّ الرسالة قد تحمل في طيّاتها إلى أبنائنا وشبابنا من أصحاب الشهائد الجامعيّة الكثير من الإشارات الخاطئة، ونحن في بلد لا خيار أمامه سوى الإستثمار في طاقاته البشريّة الخلاّقة وعقول أبنائه...
السؤال يؤرقني ويحرجني أمام طفلي وهو الّذي لا يخلو من مواهب رياضيّة متعدّدة، فهل سأندم يوما إن حرمتُه من فرصة تنمية مواهبه الرياضيّة وأهدرت أمامه فرصة أن يتولّى يوما منصب الوزارة... ألم يكن بإمكان السيّد الوزير أن يختار لهذا المنصب رياضيّا يجمع في مسيرته بين المؤهّلات العلميّة والكرويّة وهم بالتّأكيد كُثُرٌ في تونس الولاّدة...؟
آسيا العتروس،
بعد تعيين 'طارق ذياب' وزيرا للشباب والرياضة :
 السيّد الوزير الأوّل إبني يسألني لماذا نتعلّم...،
المغرب، العدد 105 ، الأحد 25 ديسمبر 2011 ، ص. 4

ميخائيل نعيمة - نهضة الشرق العربي وموقفه إزاء المدنيّة الغربيّة

كتب "ميخائيل نعيمة" هذه التساؤلات سنة 1966 ومازالت نفس الأسئلة  المطروحة بعد كلّ هذه السنوات، السؤال الّذي يمكن أن نطرحه: لماذا لم نستطع الخروج من أزمتنا نحن العرب ؟
  1. هل تعتقدون أنّ نهضة الأقطار العربيّة قائمة على أساس وطيد يضمن البقاء أم هي فوران وقتي لا يلبث أن يخمد ؟
  2. هل تعتقدون بإمكان تضامن هذه الأقطار وتآلفها، ومتى وبأيّ العوامل وما شأن اللغة قي ذلك ؟
  3. هل ينبغي لأهل الأقطار العربيّة إقتباس عناصر المدنيّة الغربيّة وبأيّ قدر وعند أيّ حدّ يجب أن يقف هذا الإقتباس ؟
لقد كثرت "نهضاتنا" في هذه الأيّام وتعدّدت "حركاتنا" حتّى لا أستمع إلاّ بالناهضين ولا ترى إلاّ القائمين بحركة ما، فهناك الحركة الوطنيّة والجنسيّة والسياسيّة. وهناك النهضة الأدبيّة والتهذيبيّة والإقتصاديّة. وكدت أنسى النسائيّة وكثيرا ما سألت نفسي ماذا عسانا نعني بقولنا "نهضة". أنقصد أنّنا كتّا غافلين فاستفقنا، أم مستلقين على ظهورنا فانتصبنا، أم سائرين في مؤخّرة موكب الحياة فأصبحنا في منتصفه أو مقدّمته؟ وكيف لنا، كلّما خطونا خطوة أن نعرف هل خطونا إلى الأمام، أم إلى الوراء، أم بقينا حيث كنّا؟
قد يحسب البعض مثل هذه الأسئلة ضربا من البداهة أو البلادة، غير أنّني أسألهم بكلّ احترام أن يطلعوني على المقياس الّذي يقيسون به "التّقدّم" لأطلعهم على رأيي في "نهضاتهم".
إنّ مسافرا خرج من بيته قاصدا محطذة القطار فوصلها يعرف أنّه قد "تقدّم" في رحلته ذراعا أو فرسخا. فكيف لأمّة أن تعرف أنّها "تقدّمت" في سيرها؟ هل يتمّ لها ذلك إذا انتقلت من حكم أجنبيّ إلى وطنيّ؟ أو من ملكيّ إلى جمهوريّ؟ أو إذا كانت لها مدرسة واحدة فأصبحت لها مدارس؟ أو معمل فغدت وعندها ألف معمل؟ أو طيّارة أو قطعة بحريّة صغيرة فأصبحت وعندها طيّارات وأساطيل لا تقهر؟ وبعبارة أخرى - هل إذا بلغت الأقطار العربيّة يوما شأن الولايات المتّحدة أو انقلترا أو فرنسا أو اليابان تحسب انّها "تقدّمت"؟
إذا كان لما تعوّدنا أن ندعوه "رقيّا" أو "تقدّما" من معنى فمعناه يجب أن يقاس بالسعادة الناتجة عنه. ولا مقياس للسعادة في نظري إلاّ واحد، وهو مقدار التغلّب على الخوف بكلّ أنواعه، خوف الموت وخوف الجوع والألم والفاقة والعبوديّة وكلّ ما هنالك من ضروب الخوف. لأنّ التغلّب على الخوف يولد تلك الطمأنينة الروحيّة الّتي لا سعادة إلاّ بها. فإذا كانت المدنيّة الغربيّة، كما نعرفها، تساعد على استئصال الخوف أكثر من المدنيّة الشرقيّة فهي حَرِيَّةٌ بالحفظ والتقليد، وحَرِيٌّ إذ ذاك بالشرق أن يتبنّى من الغرب برلماناته ومعاهده العلميّة والمدنيّة وأن يتزيّأ  بأزيائه الأدبيّة وأن لا يقف في تقليده عند حدّ.
فلنقف هنيهة ولنقابل بين المدنيّتين لنرى هل المدنيّة الغربيّة حَرِيَّةٌ بأن تتّخذها الأقطار العربيّة قِبلة لها؟
عندما أسأل نفسي عن الفرق بين الشرق والغرب أراه منحصرا في نقطة جوهريّة واحدة. وهي أنّ الشرق يستسلم لقوّة أكبر منه فلا يحاربها والغرب يعتدّ بقوّته ويحارب بها كلّ قوّة.
الشرق يرى الخليقة كاملة لأنّها صنع الإلاه الكامل. والغرب يرى فيها كثيرا من النقص ويسعى "لتحسينها".
الشرق يقول مع محمّد :"قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا" ويصلّي مع عيسى :"لتكن مشيئتك" ومع بوذا يجرّد نفسه من كلّ شهواتها. ومع لاوتسو يترفّع عن كلّ الأرضيّات ليتّحد بروحه مع "الطاو" أو الروح الكبرى. أمّا الغرب فيقول :"فلتكن مشيئتي" وإذا يخفق في مسعاه يعود إليه ثانية وثالثة ويبقى يعلّل نفسه بالفوز. وعندما يدركه الموت يوصي بمطامحه لذرّيّته. الشرق توهّم مرّة أنّ في إمكانه الوصول إلى عرش ربّه، فبنى برج بابل. وإذ هبط برجه أقرّ بضعفه وجبروت خالقه وسلّم. أمّا الغرب فيبني كلّ يوم برجا، وكلّ يوم يهبط برجه، فيعود إلى ترميمه مصمّما على إدراك كنه الوجود من تلقاء نفسه.
الشرق يقول :"ولا غالب إلاّ الله". أمّا الغرب فيقول :"ولا غالب إلاّ أنا".
إنّ ادّعاء الغرب بقوّته واستسلام الشرق لقوّة أكبر منه هما الحدّ الفاصل بينهما. وعندي أنّ في إقرار الشرق بضعفه تجاه قوى الموت والحياة غلبة له.وفي مكابرة الغرب إزاء قوى الموت والحياة إنخذاله وانحداره. فما الغرب محاولا إصلاح الخليقة وفهم أسرارها إلاّ كسمكة في بحر تُحاول "تحسينه" والوقوف على مكنوناته.
إنّ ما أدركه الشرق منذ أجيال بإيمانه واختباراته الروحيّة يحاول الغرب اليوم أن يتوصّل إليه بمكروسكوبه وتلسكوبه. ومن العبر أنّه كلّما تعمّق في لدرسه عاد إلى الشرق ونفض عن بعض تعاليمه غبار الدّهور وصقلها ثمّ عرضها على إخوانه كأنذها حقائق جديدة. فهو يُنقِّب في هذه الأيّام عن فلسفات الصّين والهند واليهود والعرب والعجم ليجد فيها مفاتيح لِما أُقْفِلَ  في وجهه من أسرار الوجود وعبثًا جرّب أن يفتحه ببراهينه وتعاليمه.
نهضة الشرق العربي وموقفه إزاء المدنيّة الغربيّة،
جواب على استفتاء الهلال،
المغرب، العدد 86، السبت 03 ديسمبر 2011

mercredi 29 octobre 2014

عبد الإنكليز... عن نشأة مملكة ابن سعود

جعفر البكلي 
طأطأ سلطان نجد عبد العزيز آل سعود رأسه أمام المندوب البريطاني السامي في العراق بيرسي كوكس، وتهدّج صوته، ثم أخذ يتوسّل بمذلّة، قائلاً: «جنابك انتَ أبوي وانتَ أمي. وأنا مستحيل أن أنسى فضلك عليّ. انتو اللي سوّيتوني وأخذتوا بإيدي، وانتو اللي رفعتوني وشلتوني. وأنا مستعد، بإشارة منك، لأن أتنازل لك هالحين عن نص مملكتي... لا والله، أنا أتنازل عن مملكتي كلها، إذا جنابك تأمرني!».
كان هذا كل ما استطاعه السلطان عبد العزيز آل سعود من ردّ على توبيخ ضابط بريطاني له أثناء اجتماعهما في مؤتمر العقير الذي بدأ يوم 21 تشرين الثاني 1922، والذي تمّ فيه رسم الحدود بين سلطنة نجد ومملكة العراق ومشيخة الكويت. وكان سبب التوبيخ البريطاني أنّ الجنرال كوكس قرّر انتزاع مناطق من بادية السماوة، وإلحاقها بحدود العراق، متجاهلاً مطالبة ابن سعود بها. فلمّا أبدى الأخير اعتراضاً على ما اعتبره إجحافاً لحق بحدود سلطنته، ناله من مندوب التاج البريطاني تقريعٌ استوجب من سلطان نجد أن يردّ عليه بالتوسل والضراعة!
ولقد دُوِّنَ محضر ذلك الاجتماع، بما جرى فيه من توبيخ المندوب السامي البريطاني وتوسلات العاهل السعودي، في وثائق رسمية كتبها الوكيل السياسي البريطاني في البحرين (حينذاك) الكولونيل هارولد ريتشارد باتريك ديكسون (H.R.P.Dickson )، وأرسلها إلى وزارة الخارجية في لندن، يوم 26 تشرين الثاني 1922.
ثمّ بعد أربعة عقود، كتب هارولد ديكسون مذكراته الدبلوماسية عن السنوات المديدة التي عمل فيها سفيراً لحكومته في دول الخليج العربي، ونشرها في كتاب سمّاه «الكويت وجاراتها»، (نشر في لندن عام 1956). وأعاد سرد الواقعة التي جرت في بلدة العقير بالتفصيل، وكان هو شاهداً عليها، حيث إنه عمل مساعداً ومترجماً لبيرسي كوكس في الوفد البريطاني. ولقد سجّل السفير ديكسون في كتابه المذكور، النص الآتي:
«في اليوم السادس للمفاوضات في العقير، لم يطق السير بيرسي كوكس صبراً، واتهم عبد العزيز بن سعود بأنه يتصرف تصرفاً صبيانياً باقتراحه حدوداً عشائرية بين العراق ونجد. ولم يكن السير كوكس يُجيد اللغة العربية، فقمت أنا (ديكسون) بالترجمة. ولقد أدهشني أن أرى سلطان نجد يُوَبَّخُ من قِبَل المندوب السامي لحكومة صاحب الجلالة كتلميذ وقح. ثمّ إنّ السير كوكس أبلغ ابن سعود بلهجة قاطعة أنه هو من سيخطط الحدود بنفسه، بصرف النظر عن كل اعتراض. حينها انهار عبد العزيز وأخذ يتودد ويتوسل، مُعلناً أن السير بيرسي كوكس هو أبوه وهو أمه، وأنه هو الذي صنعه ورفعه من لا شيء إلى المكانة التي يحتلها، وأنه على استعداد لأن يتخلى عن نصف مملكته، بل عنها كلها إذا أمره السير بيرسي بذلك. إذّاك أخذ كوكس قلماً أحمر، ورسم خطوطاً على خريطة الجزيرة العربية توضح الحدود من الخليج إلى شرقي الأردن» (1).
ثمّ يكمل السفير البريطاني هارولد ديكسون رواية شهادته، فيسجّل النص الآتي:
«قرابة الساعة التاسعة من المساء، حدثت مُقابلة مدهشة. فلقد طلب عبد العزيز بن سعود لقاء السير بيرسي كوكس من جديد. فصحبته إليه. ووجدنا ابن سعود واقفاً وحده، وسط خيمته، وقد بدا عليه الاضطراب. ثمّ بادر عبد العزيز السير كوكس قائلاً له بصوت كئيب: «يا صديقي، لقد حرمتني من نصف مملكتي. والأفضل أن تأخذها كلها، وتدعني أذهب إلى المنفى». وقد ظل ذلك الرجل الضخم واقفاً أمامنا حزيناً، ثمّ إنه بغتة أخذ في البكاء» (2).
يا بهجة الرّوح، جُدْ لي بالوصال
إنّ قصة العلاقة بين عبد العزيز آل سعود وسلطات الاستعمار البريطاني داخَلها دوماً كثير من اللبس أو التهويل، ما جعل عدداً من الحقائق في تلك العلاقة يختلط بكثير من الأضاليل. ولقد دأبت السردية الرسمية السعودية مثلاً على تهميش الدور البريطاني في نشأة الكيان السعودي، أو تجاهله، متحاشية التطرق إليه. وأمّا السرديات المعارضة لآل سعود فقد أطنبت، بدورها، في تضخيم تلك العلاقة، والنفخ فيها، ووصفها بالمؤامرة حيناً، وربطها بالأصول اليهودية (المزعومة) للعائلة المالكة السعودية حيناً آخر (يمكن اعتبار كتاب «تاريخ آل سعود» لناصر السعيد أبرز مثال على ذلك التهويل الدعائي الفج). ولكنّ الوثائق البريطانية - ولا سيما ما تضمّنه القسم التاريخي في الموسوعة الرسمية «دليل الخليج الفارسي وعُمان ووسط الجزيرة العربية» (3) التي أشرف على إعدادها المستشرق والإداري والسياسي جون غوردن لوريمر في العقدين الأولين من القرن العشرين، لصالح حكومة الهند البريطانية - تمنحنا مدخلاً إلى رواية أكثر موضوعية ومنطقية واتساقاً وإنصافاً عن حقيقة الدور البريطاني في صنع مُلك عبد العزيز آل سعود. بل إنّ المراسلات التي تضمنها ذلك الدليل بين الدبلوماسيين البريطانيين في منطقة الخليج وبين رؤسائهم في نيودلهي تدحض تماماً السردية القائلة بأن عودة آل سعود الثالثة إلى السلطة في بداية القرن العشرين، كانت خطة بريطانية محبوكة.
في المقابل، فإنّ موسوعة «دليل الخليج» (التي صنفتها الحكومات البريطانية المتعاقبة زهاء 70 عاماً، تحت بند «سرّي/ حكر على العمل الرسمي») تطلعنا على جملة من المراسلات التي بدأت منذ سنة 1902، وبعثها عبد العزيز آل سعود وكذلك أبوه عبد الرحمن إلى الوكيل السياسي البريطاني في البحرين، وإلى المقيم السياسي البريطاني في بوشهر. وكان الهدف من تلك المراسلات خطب ودّ البريطانيين، وعرض خدماتهم عليهم. ولكن جميع تلك العروض السعودية التي تستجدي الوصال لم تلق أيّ صدى من طرف وكلاء بريطانيا في المنطقة. فطيلة عقد كامل من الزمن، لم يكلف نفسه المقيم السياسي في بوشهر (والذي لم يكن آنذاك سوى الرائد بيرسي كوكس)، ولا كلّف أيّ واحد من مساعديه الوكلاء السياسيين في المحميات الخليجية ليردّ على رسائل ابن سعود التي عرض في بعضها وضع إمارته الرياض تحت نظام مشيخات الساحل المتصالح التي يحميها التاج البريطاني، ويدبّر لها شؤونها الخارجية، بل إن عبد العزيز زاد فعرض أنه يقبل بوكيل سياسي بريطاني في الرياض، أسوة بمشايخ البحرين والكويت ومسقط، وتكون لهذا الوكيل سلطة الإشارة عليه أو نهيه (4).
ويبدو أنّ آل سعود استخلصوا من إقامتهم تحت جناح الشيخ مبارك الصباح أثناء سنوات المنفى الكويتي، دروساً عدة. وأبرزها أنّ كرسي الأمير لا تستقر قوائمه في صحراء العرب حتى يلوذ صاحبه بحماية بريطانية تمنحه صك الشرعية، وتردّ كيد الأعداء عنه. ولقد رأى عبد العزيز بأمّ عينه كيف أنّ سفينة حربية بريطانية واحدة (هي «بيرسيوس») ردّت بمدافعها غزو جيش ابن رشيد للكويت، وكانت قاب قوسين أن تسقط في يده، بعدما دحر الشيخ مبارك قبل ذلك بأشهر، في معركة الصريف عام 1901.
لكن الذي فات ابن سعود هو أنّ حسابات بريطانيا في حمايتها لابن صباح لا تنطبق بحال عليه. وذلك لأنّ الكويت كانت تملك أهم ميناء طبيعي في الخليج، وأمّا الرياض فلم تكن تهمّ بريطانيا في شيء، بل كانت زمنذاك قرية نائية في قلب الصحراء، لا يميزها عن غيرها في البادية القاحلة سوى الغبار والجهل والجلافة. ثمّ إنّ بريطانيا بإصباغها الحماية على الشيخ مبارك، إنما كانت تهيئ له كي يتطاول متشجعاً بمهابة مدافع سفنها، فيمدّ حدود مشيخته شمالاً، لتسدّ هذه الحدودُ الجديدة على العراق (العثماني حينذاك، والبلد الوحيد في الخليج الذي لم يكن لها سلطة عليه) منافذه إلى مياه البحر، ويصير الخليج بذلك بحيرة بريطانية خالصة، بضفتيه الفارسية والعربية. فذلك ما عنته الكويت لبريطانيا في بداية القرن العشرين: حاجز يخنق العراق في بَرّه، ويعيقه - إلاّ قليلاً - عن الوصول إلى ضفاف البحر. وأمّا إمارة ابن سعود الصحراوية فلم تكن تفيد بشيء ذلك التدبير كله.
ولقد وصل الصدود بالبريطانيين حدَّ أنهم عندما علموا بأن عبد الرحمن آل سعود (والد عبد العزيز أمير الرياض الجديد) سيقوم بزيارة للكويت في بداية عام 1905، صدرت أوامر إلى الوكيل البريطاني بالكويت الكابتن نوكس، لكي يتحاشى مقابلة «الإمام السعودي». بلى، لقد مرّ زمان كان فيه البريطانيون يعتبرون أي اتصال مباشر مع أمير سعودي أمراً غير مرغوب فيه!
على أنّ نظام المشيخات الخليجية المحمية من بريطانيا، والذي تمنى عبد العزيز أن يدخل في نطاقه، كان نظاماً يستحق التوقف عنده لفهم حجم الاستلاب الذي مثله المستعمر البريطاني لعبيده من شيوخ العرب. ولقد حفظت لنا المصادر باللغة الانكليزية مشاهد كثيرة طريفة ودالة. ومن ذلك ما حصل في البحرين، في 26 تشرين الثاني 1903، حين وصل نائب الملك في الهند اللورد جورج ناثانيال كيرزون إلى الأرخبيل العربي الصغير، في السفينة «هاردينغ»، وبرفقته ثماني سفن حربية بريطانية أخرى، للاجتماع بالشيخ عيسى بن علي بن خليفة. وكانت المنامة هي المحطة قبل الأخيرة ضمن محطات جولة كيرزون الخليجية في مسقط والشارقة وبندر عباس والكويت. ولم تكن موانئ المشيخات العربية الصغيرة في ذلك الزمن قادرة على استقبال سفن بريطانيا الحربية الضخمة. فكان الزوار يهبطون من سفنهم متجهين إلى البر عبر زوارق. وكان عبيد شيوخ الخليج يعمدون إلى استقبال زوارق الضيوف المبجلين وهم يَسُوسُون خيولاً وراءهم خائضين في البحر. كل ذلك ليمتطي الزائر الأوروبي حصاناً، فلا يضطر إلى تلويث حذائه بفضلات الغائط التي كانت تملأ أرجاء الشاطئ. وكان رجال البحرية البريطانية إذا نزلوا من سفنهم، يشعل كل واحد منهم سيجاراً لمكافحة تلك الروائح الكريهة المنبعثة من الشاطئ. وأمّا اللورد كيرزون وضباطه الكبار، فقد كان لهم نصيب آخر حافل من إجلال آل خليفة. فلقد أمر الشيخ عيسى أبناءه أنفسهم كي يحملوا على أكتافهم الرجال البيض المبجلين. ولكن اللورد أبى أن يلمسه أحد أو أن يرفعه فوق عنقه. فلم يجد شيوخ آل خليفة حينها بدّاً من أن يرفعوا على أكتافهم، بدلاً من اللورد، عرشه المصنوع من الذهب والفضة، والذي جاء به كيرزون خصّيصاً من الهند. وكانت تلك هي وسيلة أفراد الأسرة الحاكمة في البحرين للإعراب عن مدى إجلالهم وإخلاصهم لبريطانيا العظمى (5).
أخاصمك آه... أسيبك لا
لقد كانت هناك ثلاثة أسباب تفسر لماذا تجنبت بريطانيا التعويل على ابن سعود، في أوائل ظهوره على مسرح الأحداث النجدية في بداية القرن العشرين. وكان السبب الأول يكمن في صيت السعوديين السيئ الذي اكتسبوه قبل قرن، باعتبارهم جماعة دينية متطرفة، وغير مروّضة، وطالما أثارت القلاقل والشغب والمتاعب نتيجة تزمتها ودمويتها وشهيتها الدائمة للتوسع. وكان التراث الوهابي يثير شكوكاً حقيقية في إمكانية طمع السعوديين من جديد بما صار تحت أيدي البريطانيين من مشيخات الساحل المتصالح، إن استتب الأمر لابن سعود في نجد. وأمّا السبب الثاني فكان استرضاء تركيا - في المدى القصير - وهي التي ترى لنفسها حقوقاً وسيادة على «سنجق نجد». ولم يكن من مصلحة لندن أن تثير سخط اسطنبول أكثر بدعمها لبدوي متمرد عليها. وكانت السياسة الخارجية البريطانية تحسب للعثمانيين حساب أنهم ما زالوا المتحكمين في مضيق الدردنيل، وهو ممر بحري أساسي نحو روسيا. وأما السبب الثالث لصدود بريطانيا عن تودد عبد العزيز لها، فيكمن في أنّ حركته المغامرة لاسترداد ملك آبائه من ابن رشيد المتحالف مع العثمانيين، كانت فرصها في بداياتها أقرب إلى الفشل منها إلى النجاح، وذلك لتفاوت الإمكانيات الكبير بين الخصمين. ولقد كتب الوكيل السياسي البريطاني في الكويت بتاريخ 3 أيلول 1904 رسالة إلى المقيم البريطاني في بوشهر، قال فيها إن الاحتمال بعيد جداً في أن يستطيع ابن سعود تثبيت وضعه دون مساعدة خارجية، ما قد يعني سقوطه في وقت قصير. وهو لن يجد إلا حليفه مبارك ليلجأ إليه في كل مشكلة. ثمّ شرح الوكيل البريطاني بالكويت كيف أنّ مبارك يرسل للرياض دعماً أسبوعياً من الأسلحة والذخيرة والمؤن (6).
على أنّ الملاحِظَ يجد أنّ حكومة الهند البريطانية كانت تبدي في سياستها للخليج العربي تبايناً ما مع استراتيجية وزارة الخارجية في لندن. ولقد بدا ذلك في غضها الطرف وعدم وقوفها حجر عثرة في طريق دعم مبارك الصباح لأمير الرياض الجديد عبد العزيز. ولم تكن أحلام شيخ الكويت أيضاً خافية عنها، وهو الذي طالما هيّأ نفسه لكي يصير سيد بلاد نجد الجديد عبر تحريكه لابن سعود. ولقد ظلّ مبارك يتوهم دوماً أن عبد العزيز ما هو إلاّ «دمية» يحركها كما يشاء. وفي مراسلة إلى المقيم البريطاني في بوشهر بتاريخ 24 حزيران 1904، قرّرت حكومة الهند أنّه ليس من المصلحة أن يحظر السلاح عن ابن سعود المناوئ لابن رشيد الذي تسانده السلطنة العثمانية (7). ولقد كان التشجيع غير المباشر من حكومة الهند البريطانية لابن سعود، وتشجيعها المباشر لابن صباح كي يناوشا ابن رشيد، متسقاً مع خططها التقليدية، وسياستها للمشيخات العربية، وسعيها إلى خلق زعامات قبلية صغيرة ومتنازعة وخاضعة كلها لسيطرتها.
ولقد بقي ذلك التباين بين سياستي لندن ونيودلهي في النظرة إلى دور أمير الرياض عبد العزيز آل سعود قائماً إلى حدود ما قبل الحرب العالمية الأولى، حين حُسِم تماماً ذلك الجدل لصالح وجهة نظر الحكومة الهندية البريطانية، بعدما ضمت تركيا نفسها إلى محور أعداء لندن في الحرب. وفي أيلول 1914 فهمت بريطانيا أخيراً أنّ البدوي السعودي الذي ظل لمدّة اثنتي عشرة سنة مواظباً على كتابة رسائل الغزل لها، يستحق أن تنظر إليه الآن بشيء من الاهتمام. وهكذا فقد قررت وزارة الخارجية البريطانية أن ترسل الوكيل السياسي السابق في الكويت الكابتن وليام شكسبير - وكان هو الدبلوماسي البريطاني الوحيد الذي التقى سابقاً عبد العزيز وتعرَّف إليه عن كثب - ليتفاوض في شأن اتفاقية تعترف فيها لندن بمن صار يلقب بـ«حاكم نجد والحَسَا (الأحساء) والقطيف والجبيل وتوابعها ومراسيها على خليج فارس»، وتتعهد له بحماية شخصه ومُلكه، مقابل أن يتعهد هو تعهداً تاماً بأن لا يقطع أمراً يتعلق بسياسته الخارجية أو الاقتصادية من دون موافقتها، وأنه سوف يتبع نصائحها في ذلك دون تحفظ» (8). وكان الهدف الواقعي لبريطانيا من هذه الاتفاقية هو أن يشاغب ابن سعود أعداءها الأتراك وحلفاءهم آل رشيد في حائل، وأن تكون قواته مخلب قط لها تحارب بواسطتهم العثمانيين في جنوب العراق حتى تصل جيوشها لاحقاً من الهند إلى الشرق الأوسط. وكان للبريطانيين مطلب خاص آخر، وهو أن يصدر شيوخ الوهابيين فتوى دينية تحرّم على الجنود العرب الخدمة في صفوف الجيش التركي، وتدعوهم إلى الانشقاق عنه. (وكان الجنود العرب أكثرية بين الجنود العثمانيين في العراق والشام). وفعلاً، فلقد وجد المفتي الوهابي ذريعة لإصدار تلك الفتوى. ذلك أن تركيا قد والت - حسب رأيه - «الكفارَ» الألمان في القتال، وبذلك تحقق فيها حكم الآية القرآنية: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضُهم أولياء بعض. ومن يَتَوَلهُم منكم فإنه منهم}. وكانت تلك الفتوى الدينية مساهمة وهابية في بروباغندا بريطانيا «المؤمنة». وعلى أساس هذه المساعدة الإسلامية، فقد قرر السير بيرسي زكريا كوكس (ذي الأصول اليهودية) أن يمنح - باسم حكومة صاحب الجلالة - للأمير عبد العزيز بن سعود لقب فارس. وهكذا أصبح بالإمكان تسمية حاكم الرياض الوهابي «السير عبد العزيز بن سعود». وفعلاً، فقد أشارت إليه الوثائق البريطانية على هذا النحو لبضع سنوات. لكن عبد العزيز نفسه لم يستعمل لقب «السير» أبداً، وإنما لبس وسام النجمة ليوم واحد حتى يتمكن البريطانيون من تصويره به، ثم وضع الوسام في مكان ما، ولم يلبسه مرة ثانية على الإطلاق.
بسيفكَ لا بسيفِ الانكليز/ فتحت البَرَّ: easy ثمّ easy
لقد كان عزم بريطانيا في أن تُشغّل عبد العزيز آل سعود وجماعته لحسابها، متزامناً تاريخياً (بل وسابقاً) لمحاولات المندوب السامي البريطاني في مصر السير هنري مكماهون (بين تموز 1915 وكانون الثاني 1916)، تشغيلَ جماعة الهاشميين بزعامة شريف مكة حسين بن علي. لكن مسعى التعويل على عبد العزيز سرعان ما تعثر، بسبب خسارته المهينة ضد قبائل شمر في معركة «جراب» في 17 كانون الثاني 1915، والتي أعقبتها بعد ستة أشهر، خسارة أخرى أكثر فداحة ضد قبائل العجمان في معركة «كنزان» حيث جرح عبد العزيز نفسه، وقتل شقيقه الأصغر سعد. وهكذا صار ابن سعود ديكاً منتوف الريش تماماً، ويعيش أسوأ أوقاته. ولم يعد بالإمكان التعويل عليه حتى في مسائل محلية، فضلاً عن أمور تهمّ مقادير السياسة العالمية. ولقد تمردت عليه قبيلة العجمان في شمال نجد، وقبيلة المرة في جنوبه، وخرجت الأحساء كلها عن سيطرته، ما عدا الهفوف والقطيف، وأخذت سلطته الناشئة بالتفكك. لكنّ بريطانيا - لحسن حظ عبد العزيز - أوفت بوعودها التي قطعتها له بعد توقيعه اتفاقية دارين بالقطيف، في 26 كانون الأول 1915، فزوّدته بثلاثمئة بندقية تركية، وعشرة آلاف روبية عام 1915، ثمّ بألف بندقية إضافية، ومئتي ألف رصاصة، وعشرين ألف جنيه استرليني عام 1916 (تضاعف هذا المبلغ ليصل إلى ستين ألف جنيه في بداية العشرينيات). ولا شك أنّه لولا ذلك المدد البريطاني السخي لما تمكن «ملك الرمال» من الوقوف على ساقيه من جديد في وجه مناوئيه، وما كان ليخضع العجمان أو يعيد السيطرة على الأحساء، أو يستعيد سيطرته على المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية من جديد، بل لربما كان تاريخ الشرق الأوسط في القرن العشرين قد تبدل تبدلاً دراماتيكياً، أو كتِبَ من دون ذكر لمملكة آل سعود.
وعلى مدى ثلاثين عاماً، منذ معاهدة دارين سنة 1915، التي وقعها ابن سعود مع بيرسي كوكس، وإلى حدود سنة 1945 حينما وقع العاهل السعودي معاهدته الجديدة مع الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت على ظهر السفينة «كوينسي»؛ كان عبد العزيز طوال تلك المدة عبداً مطيعاً للإنكليز. فلم يكن غريباً حينئذ المشهد الذي وصفه السفير هارولد ديكسون قرب ميناء العقير، على ساحل الخليج العربي، حين طأطأ سلطان نجد عبد العزيز آل سعود رأسه أمام المندوب البريطاني السامي في العراق بيرسي كوكس، وتهدج صوته، ثمّ أخذ يتوسل بمذلّة، قائلاً: «جنابك انتَ أبوي وانتَ أمي. وأنا مستحيل أن أنسى فضلك عليّ. انتو اللي سوّيتوني وأخذتوا بإيدي، وانتو اللي رفعتوني وشلتوني. وأنا مستعد، بإشارة منك، لأن أتنازل لك هالحين عن نص مملكتي... لا والله، أنا أتنازل عن مملكتي كلها، إذا جنابك تأمرني!».
مراجع وهوامش
(1) هارولد ديكسون، الكويت وجاراتها، ج1، ص281.
(2) المصدر السابق، ص282.
(3) صدرت ترجمتان لموسوعة دليل الخليج الفارسي، منذ أن سمحت الحكومة البريطانية بنشره عام 1970، إحداهما في قطر والثانية في سلطنة عمان. وأما النسخة الأصلية للدليل فعنوانها الانكليزي هو:Gazetteer of the Persian Gulf, Oman and Central Arabia
(4) جون غوردن لوريمر، دليل الخليج الفارسي، القسم التاريخي، ج3، ص1721.
(5) أورد لوريمر في وثائق موسوعة دليل الخليج تفاصيل إضافية عن زيارة حاكم الهند كيرزون للمشيخات العربية في الأسبوع الأخير من نوفمبر1903. ولكن الكاتب البريطاني روبرت لايْسي تميز بإيراده تفاصيل «طريفة» لتلك الزيارة التاريخية، في كتابه
The Kingdom: Arabia and the House of Saud
(6) خالد محمود السعدون، العلاقات بين نجد والكويت (1319-1341هـ / 1902-1922م)، ص100.
(7) لوريمر، دليل الخليج الفارسي، القسم التاريخي، ج6، صص 3770 -3776.
(8) Alexei Vassiliev, The History of Saudi Arabia, p238
يذكر أنّ الكابتن شكسبير الذي فاوض ابن سعود قبل بيرسي كوكس على بنود هذه الاتفاقية، قتِل في 17 كانون الثاني 1915 في معركة «جراب» بين قوات آل سعود وقوات آل رشيد. وكان شكسبير قد تحمس أثناء وجوده في معسكر السعوديين قبيل المعركة لكي يساعدهم بخبرته في المدفعية. لكن السعوديين سريعاً ما انهزموا، وأما الإنكليزي فلم يلبث أن قتل، ثم قطع جنود قبيلة شمر رأسه، وأهدوه إلى الأتراك الذين طافوا به بين الناس، قبل أن يعلقوا خوذة الضابط البريطاني الحربية على بوابة المسجد النبوي في المدينة، كدليل قاطع على موالاة آل سعود للكفار الإنكليز.
* كاتب عربي
رأي
العدد ٢٤٣١ الأربعاء ٢٩ تشرين الأول ٢٠١٤

jeudi 23 octobre 2014

L’homme qui déteste Jacob Walles

Par Nizar AYED
 
J'ai un ami qui éprouve une haine particulière envers Jacob Walles, ambassadeur des Etats Unis en Tunisie. Il s’est réjoui d’apprendre l’existence d’un plan pour assassiner l’ambassadeur, par voiture piégée, révélé par la jeune fille de Douar Hicher, en relation avec le chef terroriste algérien Lokman Abou Sakhr.
 Mon ami est un militant progressiste, révolutionnaire, démocrate, socialiste, nationaliste, droit de l’hommiste ... qui impute à Jacob Walles la responsabilité de l’ensemble des difficultés auxquelles la Tunisie est confrontée. S'il se dispute avec son épouse, mon ami considère que c'est la faute à Jacob Walles.
 S'il a une altercation avec son patron, il insulte Jacob Walles.
 Si la connexion internet n'est pas fluide, c'est la faute à Jacob Walles.
 Si la soupe est piquante, c'est le père de Jacob Walles qu'il insulte.
 Chaque matin, sous la douche, mon ami commence sa journée par des injures et des outrages à l'égard de l'ambassadeur américain. Il saute sous l'eau, se fait une friction par le shampoing Head and Shoulders, produit phare de la firme américaine Procter & Gamble, basée à Cincinnati dans l'Ohio, en murmurant des insultes à l'égard de Jacob Walles. Ensuite, il se brosse les dents avec un dentifrice Colgate, produit de la firme new yorkaise Colgate Palmolive Company, se rase avec un rasoir Gillette II Sensor, produit de la firme américaine The Gillette Company , basée à Boston, tout en insultant Jacob Walles. Il enfile son boxer américain H, haut de gamme de la firme new yorkaise Tommy Hilfiger Corporation, puis son Polo Ralph Lauren, produit de la firme américaine Ralph Lauren Corporation, basée à New York ,met son jean Levi's, produit de la firme Levi Strauss, basée à San Francisco, en Californie, se parfume avec son parfum CK One , produit fétiche de Calvin Klein, appartenant au groupe new yorkais Phillips-Van Heusen, tout en insultant Jacob Walles.
 Par la suite, Il se dirige vers la cuisine, ouvre son frigo Whirlpool, fleuron de l'entreprise américaine Whirlpool Corporation , basée à Benton , fait sortir le lait pour préparer son café long black Maxwell, produit de la Maxwell House, café américain appartenant au Kraft Food Group basé dans l’Illinois, un café qu'il sirote avec des brownies et un bol de Kellogg's, produit de l'entreprise américaine Kellogg's company, basée dans l'Etat de Michigan, tout en insultant Jacob Walles. Prêt pour sortir, mon ami met ses baskets Nike, marque de la société américaine fondée en 1972 à l'Oregon State, met sa Ray Ban, brandmark de la société américaine Bausch and Lomb, tout en insultant Jacob Walles.
Il quitte son appartement. Avec un briquet Zippo, marque américaine créée en 1932 à Bradford, en Pennsylvanie, il allume une Marlboro, cigarettes blondes, fabriquées aux États-Unis par Philip Morris, tire quelques bouffées en insultant Jacob Walles. Il fait appel à l'ascenseur OTIS, fabrication d'OTIS Elevator Company, une entreprise américaine du Connecticut, l'ascenseur tarde à arriver, mon ami s’énerve et insulte Jacob Walles.
Au sous sol, Il saute dans son Pick Up Ford Ranger III, model du constructeur américain Ford Motor Company, basé dans la ville de Détroit, dans le Michigan, allume la radio sur un air de Jazz, ouvre sa boite de chewing-gum Wrigley Freedent, produit de la société américaine Mars Incorporated, il mâche son chewing-gum tout en insultant Jacob Walles. Confortablement installé dans son siège, il passe un premier coup de fil de son smartphone Apple, un produit d'Apple Inc., une multinationale américaine qui siège à Cupertino.
Le réseau au sous sol étant faible, il insulte Jacob Walles. Il quitte le parking, passe par la station service ExxonMobil, géant pétrolier américain basé à Dallas, pour faire le plein de carburant, le terminal de paiement électronique étant saturé, il insulte Jacob Walles.
Arrivé au bureau, il ouvre son PC de marque Hewlett-Packard, produit de la multinationale américaine basée dans la Silicon Valley, il démarre un logiciel Microsoft, produit phare du géant américain Microsoft Corporation, la connexion n’étant pas fluide, il insulte Jacob Walles.
 Avec un stylo Reynolds, produit de la firme américaine International Pen Company, il prend quelques notes sur son Post It 3M, produit de la firme 3M Company, basée au Minnesota.
Trois heures plus tard, sa montre Fossil, produite par la firme texane d’horlogerie de luxe, affichant midi, mon ami descend au restaurant du coin, il commande un hamburger et une portion de riz Uncle Ben’s, un riz produit à Houston, au Texas.
Entre temps, il passe aux toilettes, l’hygiène dans le sanitaire signé Jacob Delafon, marque de l’entreprise américaine The Kohler Company, fondée en 1873 dans le Wisconsin, n’étant pas parfaite, mon ami s’indigne et insulte Jacob Walles.
Avec un savon Palmolive, produit de l’entreprise new yorkaise Colgate Palmolive, il se lave les mains, mais n’ayant pas trouvé des kleenex, produit de la Kimberley Clark Corporation, basée dans l’Irving au Texas, mon ami s’énerve et insulte Jacob Walles.
 Installé à table, le serveur lui sert un Coca Cola, produit de la multinationale américaine,The Coca-Cola Company, basée en Géorgie, le Coca n’étant pas suffisamment frais, notre ami insulte Jacob Walles.
 Il commence à déjeuner, il arrose le riz au Ketchup Heinz, produit de l’entreprise agroalimentaire américaine H. J. Heinz Company. La sauce épicée étant piquante, mon ami insulte Jacob Walles.
 De retour au bureau, il consulte son compte LinkedIn, réseau social professionnel en ligne créé à Mountain View en Californie, puis son compte Facebook, réseau social développé en Californie par Mark Zuckerberg, la connexion n'étant toujours pas fluide, il insulte l’arrière grand père de Jacob Walles.

18 heures, mon ami quitte son bureau sis rue Hooker Doolittle, ancien proconsul américain en Tunisie. Sur son chemin, il s'arrête à la pharmacie du coin pour acheter un paquet Doliprane, produit du laboratoire américain Bristol Myers Squibb, et un paquet de Trojan Extase Condoms, préservatif américain produit par la Church & Dwight Company. Le Doliprane étant en rupture de stock , il insulte Jacob Walles.

Il fait la queue devant la caisse N.C.R., produit de la NCR Corporation, une entreprise américaine fondée en 1884, il paye par sa carte de paiement Visa, du nom de l'entreprise financière sise au financial district de San Francisco.
 Arrivé chez lui, le thermomètre affiche 38 °, il démarre le climatiseur Carrier, fabriqué par l’entreprise américaine de Farmington, au Connecticut. Il se déshabille en sirotant quelques bières Budweiser, brassées dans les meilleures brasseries de la société Anheuser-Busch dans la ville de Saint Louis aux Etats-Unis.

A la cuisine, il avale un steak, sirote un whisky Jack Daniel's, produit des distilleries raffinées du Tennessie,  mais ne trouvant pas au frigo assez de glaçons, il insulte Jacob Walles.
Au salon, il ouvre la télé sur un thriller américain,... à peine allongé devant la télé,  sa femme au lit, l’interpelle d'urgence. Il se dirige vers la boite à pharmacie, tire une gélule de citrate de sildénafil, un médicament de la classe des inhibiteurs de la phosphodiestérase de type 5, développé sous la marque Viagra par la firme pharmaceutique new yorkaise Pfizer, observe longuement la gélule, prend une gorgée de son verre de whisky Jack Daniel’s et murmure : " God Bless Jacob Walles ".
A bon entendeur, bonne soirée .

* Nizar Ayed est avocat, Président de L'Association tunisienne américain Fulbright
http://www.businessnews.com.tn/lhomme-qui-deteste-jacob-walles,526,50334,3

mercredi 22 octobre 2014

الإمام الكافر

قال سائق سيّارة الأجرة بعدما تثبّت من 'أخذ فلوسه'  كاملة من الركاب : "هذه الأمّة مآلها العذاب... لأنّها كفرت وفسقت وفجرت وانحرفت عن الدين القويم... فإلى الجحيم... إنّه بعد الفياضانات و القلاقل... ستأتي الزلازل الّتي ستدكّ المدن والجبال... ثمّ تنتشر الأوبئة والطواعين... لتتحوّل هذه الرقعة إلى مقبرة كبرى... آمين".
كان الرجل يتحدث مكفهرّ الوجه منهذه المشاهد الرهيبة ضاغطا على  مخارج الحروف بنبرة التشفّي... والتعطّش إلى رائحة الموت... فصمت المسافرون... فخال  السائق أنّهم موافقون ومقتنعون... فشجّعه ذلك على مواصلة الدرس فرفع عقيرته ممتطيا طبقة صوتيّة أعلى وخطابا زجريّا أرقى... فربط كلّ الكوارث والآفات السالفة والحاليّة والقادمة بكفر الكافرين ومروق المارقين... وألحّ على ضرورة التخلّص منهم واستئصالهم تجنّبا لنفمة اللّه... ثمّ زايد أو لعلّه أخطأ في جواز قتل الثلث لإصلاح الثلثين... فقال : "اللّه يبيح لنا قتل الثلثين لإصلاح الثلث". عندئذ قاطعه أحد الراكبين وكان شيخا وقورا يتجاوز السبعين : "يا هذا... لماذا كلّ هذا... الحقد على الثلث أو الثلثين... فنحن مؤمنون... وماذا فعلنا حتّى نُؤخذ بجريرة الغير... وكيف تقول إنّنا انحرفنا عن الدين وعدد المساجد والجوامع ما انفكّ يتضاعف منذ عشرات السنين حتّى أنّك تجد في القرية الصغيرة ثلاثة أو أربعة مساجد ولا تجد فيها إلّا مدرسة واحدة... ولا مستوصفا ولا بلديّة ولا فرعا لإدارة مركزيّة ولا مصنعا... ثمّ لماذا نكذب هكذا على الله أمام خلق الله فنُشبّه لهم "الذات العليّة" بقوّة بشريّة متغطرسة، متشنّجة، حاقدة وغبيّة  تخلط بين الأبرياء والمجرمين والصادقين والمنافقين والعقلاء والمجانين... تماما كما كان يفعل الحمقى من سلاطين القرون السالفة... ثمّ ما أدراك - يا أخا العرب - أنّ من تدّعي أنّهم كافرون (عندك)... هم كافرون عند الله... فكيف تحسم في هذا الأمر اليوم وهو أمر لا يحسم فيه إلاّ يوم القيامة... أفلا ترى أنّ ما قمت به إنّما هو باطل... بل إنّه تطاول على الجلالة وادّعاء بمشاركة الله في أحكام الله... والعياذ بالله... أليست هذه "نبوءة الكذّاب" المبشّرة بالخراب... هداك الله يا ولدي وهدانا إلى طريق العقل والصواب... أحيطك علما في الختام أنّني إمام وأبي إمام وجدّي إمام... والسلام".
ما إن فرغ الإمام من الكلام حتّى أوقف سائقنا السيّارة وزعق في الشيخ بوقاحة وجسارة : "إهبط أيّها اللّعين فلديّ يقين أنّنا إذا حملناك لن نصل إلى مقاصدنا سالمين... إنّ سيّارتي إمارتي لا تتّسع للمحرّفين والمرتدّين... رغم أنف الدّولة... والقانون".
 عمّار منصور، (التربيع والتدوير)،
الإمام الكافر، المغرب، العدد 84،
الخميس 01 ديسمبر 2011، ص. 11

mardi 21 octobre 2014

ألفة يوسف - عبادات بلا أخلاق

كتبتُ مقالا بعنوان "عبادات بلا أخلاق" أحاول فيه أن أتساءل عن سبب المفارقة بين انتشار العبادات وانهيار المنظومة القيميّة والأخلاقيّة الّتي نجد لها صدى في جلّ معاملاتنا اليوميّة. إنّ الإلتزام بالشكل يظلّ هيّنا والأهمّ هو الإلتزام بالمضمون الروحاني الّذي هو جوهر الدين... لقد انتصر الفقهيّ في تراثنا انتصارا ساحقا على الصوفي وأصبح حديث الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم : "إنّمابُعِثْتُ لِأُتمّم مكارم الأخلاق" قولا يستحضره البعض دون أن يتساءل عن مدى تلاؤم سلوكه معه.
ألفة يوسف
المغرب، العدد 76 ،
الثلاثاء 22  نوفمبر 2011 ، ص. 2
 

dimanche 19 octobre 2014

Robots en roue libre

On ignore si elle égayait déjà l'homme de Neandertal dans sa caverne, mais la figure de l'arroseur arrosé offre à l'humanité une source de joie intarissable. En mai dernier, le Financial Times révélait qu'une campagne de publicité en ligne de la marque Mercedes-Benz avait été majoritairement visionnée par ... des robots. D'ingénieux filous ont en effet conçu des programmes capables de feindre la présence d'internautes sur des sites factices afin d'appâter les annonceurs et d'empocher leurs euros. Ces automates numériques, appelés "bots" - diminutif de robots -, "miment des mouvements de curseurs et des clics de souris, donnant l'impression qu'une vraie personne est en train de visiter le site", explique le quotidien britannique, qui s'alarme : "La dérangeante vérité de la publicité en ligne - un marché de 120 milliards de dollars [95 milliards d'euros] -, c'est que son secteur le plus dynamique et le plus innovant est de plus en plus exploité par des criminels".(1)
La publicité sur Internet repose sur le même principe que la réclame traditionnelle : des médias vendent leurs usagers à des annonceurs. Sauf que ces derniers n'achètent pas du temps de cerveau en vrac, comme à la télévision, mais des cerveaux attentifs à l'unité. Les éditeurs de sites désireux de commercialiser des espaces pour des vidéos ou des bannières publicitaires collectent des informations sur leurs visiteurs et les envoient aux agences de marketing numérique. En croisant ces données avec d'autres, comme les requêtes formulées sur les moteurs de recherche, ces agences calculent pour chaque publicité à placer la valeur potentielle de l'internaute - c'est-à-dire la probabilité qu'il succombe à la publicité - et choisissent de placer ou non l'annonce sur le site qu'il est en train de visiter. Le tout en quelques millisecondes.
Au centre de ce système, des plates-formes entièrement automatisées mettent en relation annonceurs et éditeurs de sites. Suivant un modèle inspiré des marchés financiers, des enchères proposent en temps réel à chaque publicité un espace sur le site qui, à cet instant, lui correspond le mieux. Et l'annonceur le plus offrant gagne sa place sur la page convoitée. Les escrocs adorent fausser cette brillante mécanique : il leur suffit d'inonder les plates-formes avec des offres d'emplacements sur des sites où grenouillent des visiteurs imagniaires.
Tel fut le destin des annonces de Mercedes. La marque allemande avait sollicité Rocket Fuel, une société de marketing numérique qui promettait "un succès triomphal pour nos clients et une meilleure expérience en ligne pour les consommateurs grâce au big data et à l'intelligence artificielle". Mais, sans doute encore trop artificiellement intelligent, l'automate a placé une partie des annonces sur des sites fantômes où des robots miment la présence de visiteurs. "Nous rejetons quotidiennement environ 40% des emplacements car ils ne passent pas nos filtres de sécurité" (2), a reconnu Rocket Fuel dans un piteux communiqué. Filtres qui sont eux-mêmes... des programmes informatiques.
Autrement dit, des robots veillent à ce que des annonces ventilées sur le Net par des robots ne soient pas visionnées par des robots. Rarement l'utilité sociale de l'industrie publicitaire aura été illustrée avec autant de talent.
Pierre Rimbert
Le Monde Diplomatique
N° 725, 61e année
Août 2014, P. 19
(1) Robert Cookson, "Mercedes online ads viewed more by fraudster robots than humans" et "Fraud lurks on shadows of changing digital advertising landscape", Financial Times, Londres, 26 mai et 11 juillet 2014.
(2) "A response to the Financial Times", 27 mai 2014, http://rocketfuel.com/blog

Hérétiques contre faucons

par Stephen F. Cohen, octobre 2014
Nous assistons à la plus dangereuse confrontation entre la Russie et les Etats-Unis de ces dernières décennies, la pire sans doute depuis la crise des missiles de 1962. La guerre civile en Ukraine, précipitée par le changement illégal de gouvernement à Kiev en février, pourrait en effet conduire à une bataille frontale opposant l’Organisation du traité de l’Atlantique nord (OTAN) et la Russie. Longtemps impensable, un tel scénario devient concevable. Et plusieurs éléments indiquent que cette nouvelle guerre froide serait encore plus grave que la première — à laquelle la planète n’a survécu que de justesse(1).
L’épicentre de la tension ne se situe plus à Berlin, mais à la frontière même de la Russie. En Ukraine, une région vitale pour Moscou, les mauvais calculs, les accidents et les provocations pèseront plus lourd que ceux dont le monde a été témoin il y a quelques décennies en Allemagne.
Plus grave : les acteurs de cette nouvelle guerre froide pourraient plus facilement céder aux charmes de l’arme nucléaire. Certains stratèges militaires moscovites annoncent que, si les troupes conventionnelles occidentales, bien supérieures en nombre, menacent directement la Russie, celle-ci recourra à des armes nucléaires tactiques. L’encerclement du pays auquel procède actuellement l’OTAN, avec des bases militaires et des systèmes antimissiles, rend d’autant plus plausible une telle réplique.
L’absence de règles de retenue mutuelle semblables à celles que s’imposèrent les deux camps, surtout à partir de la crise des missiles, représente un autre facteur de risque. La nécessaire modération réciproque achoppe sur les soupçons, ressentiments, malentendus et informations erronées, tant à Moscou qu’à Washington. M.Henry Kissinger(2) observe que « la diabolisation de Vladimir Poutine ne peut tenir lieu de politique : elle fournit simplement un alibi pour l’absence de politique ». Cette diabolisation équivaut au renoncement à toute analyse sérieuse, à toute élaboration d’une politique raisonnée.
Enfin, la nouvelle guerre froide sera d'autant plus dangeureuse qu'aucune opposition efficace n'existe aux Etats-Unis. Nous, les opposants à la politique étrangère néfaste du gouvernement, n'avons le soutien d'aucune personnalité influente, et nous ne sommes pas organisés. Rien à voir avec les années 1970 et 1980, quand nous luttions en faveur de ce qu'on appelait alors la "détente". Nous représentions certes une minorité, mais une minorité substanbtielle avec des alliés en haut lieu, y compris au Congrès et au ministère des affaires étrangères. Les grands journaux, les chaînes de radio et de télévision sollicitaient notre point de vue. Nous nous appuyions sur une base populaire et même sur un groupe de pression à Washington, l'American Committee on East-West Accord, où siégeaient des patrons, des personnalités politiques, des universitaires en vue et des hommes d'Etat de l'envregure d'un George Frost Kennan (3).
Aujourd'hui, nous n'avons rien de tout cela. Nous ne disposons d'aucun accès à l'administration Obama et de pratiquement aucun au Congrès, devenu un bastion bipartisan de la politique d'affrontement. Les grands médias nous ignorent. Depuis le début de la crise en Ukraine, ni les éditoriaux ni les tribunes du New York Times, du Washington Post ou du Wall Street Journal n'ont relayé nos idées. Elles n'ont été exposées ni sur la chaîne MSNBC ni sur Fox News, dont les analyses tendancieuses diffèrent peu : tout est toujours "la faute aux Russes". Nous publions certes dans les médias "alternatifs", mais on ne les tient pas pour dignes de foi ou significatifs à Washington. De ma longue vie, je n'ai pas le souvenir d'une aussi grave défaillance du débat démocratique au cours d'une crise comparable.
J'estime de mon devoir de rappeler que chaque médaille a deux côtés, et d'expliquer le point de vue de Moscou sur la crise en Ukraine. Cela me vaut d'incessantes attaques - y compris dans des publications réputées de gauche. Me voici caricaturé en tête de proue des "apologistes" de Poutine, son "idiot utile", son "meilleur ami" et, pis encore, son "lèche-bottes". J'ai toujours essuyé des critiques, notamment en cours de mes vingt années comme commentateur pour CBC News. Mais je n'ai jamais fait l'objet d'attaques si personnelles et si calomnieuses.
Certains de leurs auteurs - ou ceux qui les inspirent - sont les champions de la politique étrangère menée par Washington ces deux dernières décennies, qui a conduit à la crise en Ukraine. En nous dénigrant, ils cherchent à occulter leur complicité dans le désastre en cours. Ces néomaccarthystes (4) veulent étouffer le débat démocratique en nous stigmatisant dans les émissions d'information les plus visibles, les grands journaux et auprès des décideurs politiques. Et, dans l'ensemble, ils y parviennent.
Tout cela signifie qu'en réalité nous, les dissidents, sommes les vrais démocrates du pays, les vrais patriotes de la sécurité. Nous ne cherchons pas à faire taire ces va-t-en-guerre ; nous voulons débattre avec eux. Nous devons leur faire comprendre que l'actuelle politique étrangère des États-Unis risque d'avoir des conséquences désastreuses pour la sécurité de notre pays comme pour le reste du monde. Les périls et le coût d'une nouvelle guerre froide prolongée se répercuteront sur la vie de nos enfants et de nos petits-enfants. Cette politique irresponsable prive déjà Washington de ce partenaire essentiel que représente le Kremlin dans des domaines aussi vitaux pour notre sécurité que l'Iran, la Syrie et l'Afghanistan, la non-prolifération nucléaire ou le terrorisme international.
Mais il faut dire aussi que nous sommes en partie responsables du déséquilibre, voire de l'inexistence, du débat. L'organisation et la solidarité font défaut. Certaines personnes partagent en privé notre point de vue, sans jamais s'exprimer dans ce sens. Pourtant, dans notre démocratie où le coût de la dissidence est relativement modeste, le silence n'est plus qu'une option patriotique.
On nous a enseigné que la modération de la pensée et du langage constituait toujours la meilleure solution. Mais, dans une crise aussi grave, la modération n'a aucune valeur. elle se mue en conformisme, en complicité. Je me souviens d'une discussion autour de cette question entre dissidents soviétiques, quand je séjournais parmi eux à Moscou dans les années 1970 et 1980. Certains d'entre eux nous ont récemment qualifiés de "dissidents américains". Une analogie imparfaite : mes amis soviétiques comptaient beaucoup moins de possibilités d'entrer en dissidence et risquaient beaucoup plus gros. Mais une analogie instructive néanmoins. Les dissidents soviétiques protestaient contre une orthodoxie doctrinaire inflexible, des privilèges abusifs et une pensée politique sclérosée. En conséquence, les autorités et les médias soviétiques voyaient en eux des hérétiques. Depuis les années 1990 et l'administration Clinton, des idées très peu judicieuses concernant la politique étrangère se sont figées en orthodoxie bipartisane. Or la réponse naturelle à toute orthodoxie, c'est l'hérésie. Alors, je dis à mes amis : "Soyons hérétiques, sans nous soucier des conséquences personnelles, dans l'espoir que d'autres viendront se joindre à nous, comme cela s'est produit si souvent au cours de l'histoire".
La perspective la plus encourageante que je puisse offrir à mes alliés est de leur rappeler que souvent les changements débutent comme des hérésies. Ou, pour citer M. Mikhaïl Gorbatchev commentant sa lutte à l'intérieur d'une nomenklatura encore plus rigide que la nôtre : "Toute nouveauté en philosophie commence par une hérésie, et en politique, par une opinion minoritaire". Quant au patriotisme, écoutons Woodrow Wilson (5) : "Le plus grand patriote est quelquefois celui qui persévère dans la direction qu'il tient pour juste, même s'il voit que la moitié du monde est contre lui".
Stephen F. Cohen
Le Monde Diplomatique
N°727, 61e Année
Octobre 2014, P. 32
Spécialiste de l’Union soviétique, critique de premier plan de la politique étrangère américaine pendant la guerre froide, Stephen F. Cohen est professeur émérite des universités de New York et de Princeton. Une première version de cet article est parue dans The Nation (New York) du 15 septembre 2014.
(1) Durant la guerre froide (1947-1989), plusieurs crises majeures et fausses alertes furent près de déclencher une guerre nucléaire.
(2) Architecte de la politique étrangère américaine pendant les présidences de Richard Nixon et de Gerald Ford. Acteur central du rapprochement avec la Chine et de la détente avec l'URSS, il entérina également le coup d'Etat au Chili en 1973 et l'occupation du Timor oriental par l'Indonésie en 1975.
(3) Diplomate et historien (1904-2005), théoricien de la politique d'endiguement de l'URSS en 1946, puis promoteur du désengagement américain et de la détente. Lire Olivier Zajec, "Admirateur de Tchekhov et artisan de la guerre froide", Le Monde Diplomatique, août 2014.
(4) En référence au maccarthysme, inquisition anticommuniste extrémiste des années 1950 impulsée par le sénateur républicain Joseph McCarthy.
(5) Président des États-Unis de 1913 à 1921 instigateur de la Société des nations.

samedi 18 octobre 2014

Peut-on se passer de Dieu?


L'athéisme n'est pas une entreprise de tout repos pour qui veut trouver un sens à l'existence. Aujourd'hui, nombre de penseurs cherchent à nouveau dans la religion des ressources pour penser notre monde.
Par Eric Aeschimann et Marie Lemonnier
"Il y a des gens que la pornographie gène, moi pas du tout. Ce qui me gêne, qui me paraît beaucoup plus délicat à aborder, beaucoup plus impudique que des confidences sexuelles, ce sont "ces choses-là" : les choses de l'âme, celles qui ont trait à Dieu". Nous sommes à la page 546 du nouveau livre d'Emmanuel Carrère. L'auteur de "D'autres vies que la mienne" est l'un des romanciers actuels les plus cotés, l'incarnation même de l'ère de l'autofiction, symbole du narcissisme contemporain. Sa maison d'édition, P.O.L, est le temple de la branchitude littéraire. Et pourtant, le récit très attendu qui paraîtra le 10 septembre porte entièrement sur la question de la foi. Son titre : "le Royaume". Avec un "R" majuscule : le Royaume de Dieu. Et visiblement, il lui en a plus coûté de se dévoiler sur ce terrain-là que sur n'importe quel autre pan de son intimité.
Dans "Son visage et le tien"(1), récit à paraître début octobre où il retrace lui aussi l'histoire de sa relation au divin, Alexis Jenni, prix Goncourt 2011 pour "l'Art français de la guerre", raconte l'effroi de sa propre mère face à cette interrogation : "Elle craignait cette masse obscure qui pesait sur sa vie ; elle était tout imprégnée  de ce poids, mais sans vouloir s'en approcher, et non plus s'en éloigner, ni même en parler". Une masse sombre qui nous encombre, qu'on ne veut pas regarder, mais qu'on sait présente, là, juste derrière nous...
Dieu est mort, proclame Nietzsche. Mais le big crash causé par cette disparation n'a pas fini de faire sentir son effet de souffle. et, faute d'avoir retrouvé le cadavre, certains peuvent crier à la disparition momentanée. Pourtant, le certificat de décès n'est guère nécessaire. Sauf à confondre les nouveaux relents identitaires avec un "retour du religieux", ou à donner une importance démesurée à de petites sphères fondamentalistes - plutôt rares de ce côté-ci de l'Atlantique -, Dieu n'habite plus le monde des Européens depuis un moment. Renvoyé à l'état de poussière céleste ou simplement rangé aux abonnés absents. La chose a été largement diagnostiquée : désenchantement du monde, sortie de la religion, sécularisation... Ni les control freaks intégristes, plus passionnés par des règles de vie codifiées que par de grandes questions théologiques, ni le retour en grâce du pèlerinage au Saint-Jacques-de-Compostelle (http://fr.wikipedia.org/wiki/Saint-Jacques-de-Compostelle) - pas si éloigné finalement d'un genre de safari religieux -, ni les folies salafistes, ni le judaïsme ultra haredim, et encore moins le néopaganisme new age de certains Occidentaux, ne permettent d'avancer une réelle inversion de la tendance au déclin de la foi. Seulement, ce célèbre disparu, qu'on le nomme "Dieu le Père" chez les chrétiens, "l'imprononçable" dans le judaïsme ou Allah dans l'islam qui connaît 99 appellations mais pas de pluriel, n'en reste pas moins étonnamment présent dans nos esprits. Comme une ombre géante, une persistance rétinienne, un fantôme insistant.
Et il ne suffit pas de se proclamer athée pour avoir à jamais liquidé le récurrent problème. "Je ne crois pas en Dieu mais il me manque", écrit Julian Barnes, "athée heureux" mais obsédé par la mort, en ouverture de "Rien à craindre", paru en 2008 en Grande-Bretagne. "Il y a des jours où mes anciennes convictions me manquent à la façon d'un membre amputé", a même reconnu le chef de file américains des activistes anti-Dieu, Christopher Hitchens, passé par le christianisme grec orthodoxe avant de lancer une offensive générale contre la religion. L'auteur récemment décédé de "Dieu n'est pas grand" disait là, paradoxalement, la difficulté à combler un vide de la taille de Dieu. "J'ai décidé à un moment de ne plus croire, et j'ai senti un trou effrayant. Je me suis empressé de croire à nouveau", fait également dire à son grand-père l'écrivain Alexis Jenni. L'athéisme, écrivait Sartre, est décidément une entreprise cruelle et de longue haleine.
Athée revendiqué mais refusant cette pente postmoderne à la nostalgie vaine pour les idoles passées, Alain de Botton avait pour sa part déplacé la perspective dans drôle et très percutant "Petit Guide des religions à l'usage des mécréants", sorti en 2012. Les religions sont trop utiles, trop efficaces et trop intelligentes, y disait-il, pour être abandonnées aux seuls croyants. Au lieu de les rallier, le philosophe britannique invitait les athées et agnostiques de tout poil à "piller" les bonnes idées dont elles regorgent.
A leur manière déconcertante, certains des plus grands noms de la pensée contemporaine se sont du reste déjà engagés depuis une quinzaine d'années dans la "razzia" sur les concepts les plus forts du monothéisme. A tel point que l'on s'est autorisé à parler d'un véritable "tournant théologique" de la pensée actuelle. Historiquement, les philosophes ont d'abord pensé le Dieu organisateur, d'Aristote jusqu'à Leibniz ; puis le Dieu du cœur, de Pascal ou de Kierkegaard. La foi dans le progrès aidant, la philosophie s'est ensuite passée de Dieu. Au XIXe siècle, elle rangea la grande figure au placard des constructions humaines ne fournissant qu'une consolation illusoire (Feuerbach, Marx, Freud) ; il y avait certes d'autres sujets de l'histoire : le peuple, la Révolution, l'inconscient... Avec la chute des idéologies et des grands récits laïques, au XXe siècle, le vide deviendra cette fois abyssal. Avec le siècle du "mal", c'est le Dieu de la morale qui s'absente définitivement. "Dieu est mort au bout de la corde d'un bourreau à Auschwitz", écrit l'auteur de "la Nuit", Elie Wiesel, après avoir subi l'horreur de l'univers concentrationnaire.
Pas vraiment étonnant, dès lors, que le renouveau de la pensée de Dieu jaillisse prioritairement du côté d'intellectuels radicaux comme Alain Badiou, qui se lançait dès 1997 (2) sur les traces d'un saint Paul porteur du premier projet universaliste, ou le philosophe star Slavoj Zizek, qui, depuis "la Marionnette et le Nain. Le christianisme entre perversion et subversion" (Seuil, 2006) et "Fragile absolu. Pourquoi l'héritage chrétien vaut-il d'être défendu?" (Flammarion, 2008), tente de réhabiliter la notion d'infini pour la penser d'un point de vue matérialiste. C'est tout le noyau proprement révolutionnaire du christianisme que ces athées cherchent ainsi à extraire dans l'espoir d'ouvrir de nouveaux types d'espaces collectifs. Formidable retournement de situation : Dieu qui était l'opium du peuple chez Marx devient la possibilité même d'un dépassement critique du capitalisme, Dieu, du coup, devient un Dieu-notion, sans attribut sans qualité, sans dogme no credo, sans affiliation ni révélation. Dieu est vide et c'est paradoxalement ce qui fait son attrait nouveau.
"Notre époque découvre la théologie, énonçait déjà Deleuze, dès 1965, dans "Logique du sens". On n'a plus du tout besoin de croire en Dieu. Nous cherchons plutôt la "structure", c'est-à-dire la forme qui peut être remplie par les croyances, mais qui n'a nullement besoin de l'être pour être dite théologique". Dans le même élan, le philosophe Jean-Luc Nancy, qui avoue avoir toujours tourné autour du concept de Dieu sans vouloir s'en arracher, y cherche une "trouée" possible pour un monde fermé sur lui-même (3).
Au début du film "Melancholia", l'hypnotique chef-d'oeuvre du réalisateur Lars von Trier sorti en 2011, Justine (Kristen Dunst) va se marier. Elle devrait être éperdue de bonheur, mais non : ce mariage la dégoûte et elle sombre dans la dépression, tandis que tout semble réussir à sa sœur Claire (Charlotte Gainsbourg), propriétaire du splendide domaine. Mais à l'approche de la planète Melancholia qui doit percuter la terre, Claire s'effondre psychiquement et Justine reprend vie ; et elle fait ce geste inouï : face à l'imminence de la destruction du monde, elle ramasse quelques branches et dresse une petite tente, non pour se protéger, mais pour proclamer quelque chose ... Réunissant les quelques branches d'un long passé théologique, les philosophes contemporains semblent, eux aussi, préparer le terrain pour des vérités à venir.
(1) "Son visage et le tien", d'Alexis Jenni, chez Albin Michel, à paraître le 2 octobre.
(2) "Saint-Paul. La fondation de l'universalisme" par Alain Badiou, PUF, 1997.
(3) "L'Adoration" de Jean-Luc Nancy, Galilée, 2000.

LE PARI DE KIERKEGAARD

Par Vincent Delecroix
Croire, c'est parier. Nul besoin de songer au pari de Pascal pour s'en souvenir, puisque nous l'éprouvons tous les jours: j'ai fait hier soir le pari que le soleil se lèverait demain et en m'asseyant à ce bureau, j'ai parié, sans m'en apercevoir, que la chaise était solide. Qu'est-ce qui différencie ces croyances ordinaires, d'ailleurs vitales, du pari sur l'immoralité de l'âme ou l'existence de Dieu? La seule différence apparente tient à ce qu'on peut parier avec plus ou moins d'assurance, en étant presque sûr de gagner (il est très peu probable que le soleil ne se lève pas demain) ou en demeurant dans l'incertitude. Question d'enjeu, de degrés aussi, d'indices concordants. Question de calcul, donc, c'est-à-dire de rationalité : l'une des règles fondamentales de la rationalité moderne que nous a enseignée Locke commande de proportionner son assentiment au degré d'évidence disponible.
A ce jeu, le pari de la foi paraît assez déraisonnable, sinon irrationnel. Or il arrive que le "croyant", loin de chercher à réduire cette lacune (le manque d'évidence) , la revendique au contraire comme l'une des marques essentielles de sa foi. Est-il stupide ? C'est possible, mais il est possible aussi qu'il comprenne autrement ce que signifie croire. Car voilà le problème : cet acte présente deux faces presque opposées, comme "je crois que" est soit l'expression d'un doute relatif et proportionné, soit au contraire une affirmation absolue. Ne croire que sur le fondement d'indices concordants, demande alors le "croyant", attendre d'avoir des preuves suffisantes, proportionner timidement son assentiment au degré d'évidence, est-ce vraiment croire, au sens fort ? Même dans ce cas, il y a un instant où il faut se jeter à l'eau, décider : toutes les raisons du monde ne peuvent se substituer à ce saut dans l'inconnu, aussi minuscule soit-il. Or c'est ce moment que la foi radicalise, en mettant l'accent sur le hiatus qui sépare raisons de croire et décision de croire. Affaire de décision, elle devient un pur acte de la volonté et non une question de savoir. Donc : plus l'écart se creuse, plus le pari est risqué, plus pur est l'acte de croire comme décision et engagement. Ce qui revient à soutenir ce paradoxe fondateur : croire vraiment, avoir la foi, ce n'est pas croire au croyable. On ne peut croire vraiment, au sens fort,  qu'à l'incroyable, telle est la surprenante logique qui fait de la foi un pari. Deux tempéraments s'opposent alors, peut-être deux vertus : la prudence d'un côté (la croyance ordinaire qui a affaire au crédible), l'audace de l'autre (la foi qui a affaire à l'in-croyable). Celui qui cherche le confort des assurances, celui qui vit l'effroi du salut. Le second ressemble à Abraham, "le père de la foi". Lorsque Kierkegaard veut faire apparaître les traits spécifiques de la foi religieuse, c'est en effet vers Abraham qu'il se tourne, vers l'histoire de cet homme à qui Dieu avait promis une riche descendance et à qui il demande, de manière incompréhensible et révoltante, de sacrifier son fils unique et chéri. Celui à qui le Dieu moral commande le pire des meurtres, mais qui croit contre toute sagesse ou calcul, contre la loi morale. Dieu tiendra parole : Abraham choisit de faire confiance (fides, foi) contre toute raison. Il montre aussi que croire n'est croire au possible, mais justement à l'impossible (à Dieu tout est possible) - à la possibilité de l'impossible, commente à son tour Derrida -, non pas au terme d'un calcul raisonnable mais "en vertu de l'absurde", selon l'expression de Kierkegaard. Dans ce cas, affaire de volonté nue, la revanche ne regarde que l'individu dans sa singularité : il y engage toute sa personne, la forme de son existence s'y décide. Selon Kierkegaard, tant qu'elle n'aura pas affronté cette épreuve - décider pour ou contre, mais décider vraiment, parier - la subjectivité restera en dessous d'elle-même, car c'est dans la solitude radicale du pari où l'on engage toute sa vie qu'on devient un sujet, un Individu véritable.
BIO: Philosophe et romancier, Vincent Delecroix, 44 ans, enseigne la philosophie de la religion à l'Ecole pratique des Hautes Etudes. Il est l'auteur notamment de "la Preuve de l'existence de Dieu" (Actes Sud, 2004).

MARX CONTRE LES ENDORMEURS

Par Jean Salem
"La religion est l'opium du peuple", das Opium des Volks. Cette formule, ô combien célèbre, se trouve dans l'un des deux écrits que le jeune Karl Marx avait rédigés, en 1843, pour l'unique numéro des "Annales franco-allemandes". Cette revue était éditée par des révolutionnaires allemands, alors émigrés à Paris. Et les deux opuscules de Marx qui y figuraient avaient pour titres respectifs "la Question juive" et "contribution à la critique de la philosophie du droit de Hegel. Introduction". "La misère religieuse, écrivait Marx dans ce dernier texte, est, d'une part, l'expression de la misère réelle, et, d'autre part, la protestation contre la misère réelle. La religion est le soupir de la créature accablée par le malheur, l'âme d'un monde sans cœur, de même qu'elle est l'esprit d'une époque sans esprit. C'est l'opium du peuple". Thèse, antithèse, synthèse, comme on le voit. non pas blanc, noir, gris... Non. soupir, esprit d'un monde sans âme, narcotique. Expression, protestation, opium. La somme n'est pas nulle : elle est, à l'évidence, négative.
1. La religion est "expression" de la misère réelle, comme cela se voit, de nos jours, dans nombre de pays dont les peuples sont méprisés ou martyrisés. La religion est le rêve. Et le rêve est l'inversion de la conscience éveillée. Hommes et femmes, par son truchement, se tournent vers l'intériorité, ou vers la communauté des croyants, afin d'y trouver un auditoire pour leurs douleurs. Ici, ils expriment les secrets qui les oppressent, ici, ils soulagent leurs cœurs dévastés. "Dieu est une larme d'amour versée en cachette sur la misère humaine", écrivait déjà Feuerbach, que Marx a lu et révéré. Dieu, c'est un "soupire inexprimable qui se trouve au tréfonds de l'âme", avait déclaré Sebastian Franck, un mystique du XVIe siècle.
2. Mais la religion est aussi "protestation" contre la misère réelle, comme cela se devine dans la promesse de l'Evangile de Matthieu, selon laquelle "les derniers seront les premiers, et les premiers seront les derniers". Voyez la théologie de la libération, en Amérique latine, qui, dans les années 1970, avait l'option de l' "option préférentielle pour les pauvres" sa principale règle de conduite. Voyez le prêtre Thomas Müntzer qui tenta, au cours de la guerre des Paysans, en Allemagne, de soulever les campagnes contre les princes régnants et les ecclésiastiques. Et qui finit décapité en 1525. Engels voyait en lui l'un des premiers communistes.
3. Vient enfin la synthèse, qui n'est pas un entre-deux pâlichon, destiné à réconcilier tout le monde : la religion est l'opium du peuple, un antalgique, un hypnogène, un émollient. L'homme religieux n'est heureux que de manière imaginaire. Et le véritable bonheur du peuple exige donc que la religion soit supprimée en tant que bonheur illusoire. Car elle est toujours une arme, un recours possible pour toutes les variétés d'endormeurs. Ses hiérarques enseignent généralement soumission et résignation vis-à-vis des puissants. Elle sert aisément à ceux-ci de "manteau et prétexte", comme a dit Machiavel, lorsqu'ils entendent mener quelque croisade ou quelque guerre de rapine ("le Prince", chap. XXI). Le grand secret du régime monarchique et son intérêt majeur, déclare dans le même sens Spinoza, est de tromper les hommes et de colorer du nom de religion "la crainte qui doit les maîtriser, afin qu'ils combattent poure leur servitude, comme s'il s'agissait de leur salut" (Traité théologico-politique", préface). Et Lucrèce, l'épicurien, avait dénoncé, dès l'Antiquité, l'imposture et la cruauté des devins qui, chez les païens, tout du moins, réclamaient que du sang humain fût versé au cours d'atroces sacrifices. Bref, les mots doucereux, lénifiants de la religion recouvrent, le plus souvent, une volonté de sanctifier... l'état de fait actuel, les inégalités, l'oppression, les injustices et les déséquilibres sociaux. Kant avait signalé, lui aussi, que son rôle se réduit, parfois, à celui d'un vulgaire opiacé. Critiquer la religion, selon Marx, ce sera donc critiquer cette vallée de larmes, dont la religion est l'auréole. La combattre, ce sera lutter, comme par ricochet, contre ce monde lui-même. Contre ce monde dont elle est un peu l'arôme spirituel. Ce sera, somme toute, exiger qu'il soit renoncé à une situation qui a besoin d'illusions.
BIO: Fils du militant communiste Henri Alleg, le philosophe Jean Salem, 61 ans, enseigne à l'université Paris-I et anime à la Sorbonne le séminaire "Marx au XXIe siècle". Il est notamment l'auteur du "Bonheur ou l'art d'être heureux par gros temps" (Bordas, 2005), et des "Atomistes de l'Antiquité. Démocratie, Epicure, Lucrèce" (Flammarion, 2013).


COMMENT DIEU VINT AUX HOMMES

Entretien avec Thomas Römer
Issu d'un façonnage multiséculaire, le monothéisme apparaît d'abord comme le geste politique d'un petit peuple, l'ancien Israël. L'éminent bibliste nous raconte l'histoire de cette "invention" collective.
Propos receuillis par Marie Lemonnier
Le Nouvel Observateur Comment naît le dieu unique issu de la Bible hébraïque ?
Thomas Römer D'abord, le dieu unique n'est pas tombé du ciel du jour au lendemain. On ne s'est pas non plus réuni autour d'une table en se disant qu'il y avait  trop de dieux et qu'on allait n'en garder qu'un seul. Le polythéisme est d'ailleurs une idée qui semble plus logique que le monothéisme, dans le sens où la diversité des dieux reflète les aspirations, les souhaits et les fantasmes des hommes. Le ciel polythéiste représente un roi entouré de ses ministres, une hiérarchie... On projette dans le ciel ce qui se passe sur la terre, ce qui permet aussi de légitimer les pouvoirs en place. Car, depuis toujours, et même si la Bible dit que Dieu a créé l'homme à son image, ce sont en réalité les hommes qui ont créé des dieux à la leur. Dans le Proche-Orient ancien, chaque peuple a ainsi son dieu tutélaire national auquel sont associées d'autres figures divines.
Pour Israël, ce dieu protecteur est connu sous le nom de Yahvé. Qui est-il ?
C'est un dieu de l'orage et de la guerre, jeune et fougueux, qui correspond au Seth des Egyptiens et au Baal du nord du Levant. Israël l'emprunte à un groupe nomade du Sud appelé Shasou, qui entretenait des relations conflictuelles avec les Egyptiens et qui pourrait avoir obtenu une victoire contre eux attribuée au dieu Yahvé. C'est en 852 av. J.-C. qu'appraît la première mention de Yahvé comme dieu d'Israël sur la stèle d'un roi moabite du nom de Mesah. Mais Yahvé n'a pas toujours été le dieu d'Israël, ni le seul. A côté de Yahvé, la Bible mentionne également El. El est la première divinité sous la protection de laquelle se sont placées les tribus des fils de Jacob, lorsqu'elles se sont fédérées sous le nom d'Israël dans les montagnes de Samarie, au XIIème siècle avant notre ère. Le nom d'Israël se compose d'ailleurs avec son nom. El est la divinité suprême des panthéons cananéens et proto-arabes, la figure du créateur du monde et père de tous les dieux, un vieux sage retiré des affaires du monde.
Pourquoi Yahvé prend-il la place du puissant El ?
Ce sont vos préjugés monothéistes qui vous font dire ça. Les deux dieux ont pu être honorés de façon concomitante. Ce n'est que progressivement que la religion d'Israël s'est unifiée autour de Yahvé et de lui seul. Le règne de Josias marque à cet égard un tournant. Avec sa réforme politique et religieuse, dans les années 620 av. J.C., le roi opère un grand ménage dans le temple de Jérusalem. Pour consolider une royauté et une identité affaiblies, Josias centralise la religion judéenne autour de Yahvé et élimine les cultes qui lui étaient liés, comme celui d'Aresha, sa parède [divinité associée, NDLR]. On estime aussi que l'ouverture primitive du livre du Deutéronome, "Ecoute, Israël, Yahvé est notre Dieu, Yahvé est Un" (Dt 6,4), est rédigée à ce moment-là. Mais il ne s'agit pas encore d'un véritable monothéisme au sens où nous l'entendons aujourd'hui, car l'existence d'autres dieux n'est pas niée. Ce que la Loi de Deutéronome exige n'est d'abord qu'une monolâtrie, c'est-à)dire le fait de n'adorer qu'une seule divinité, Yahvé, et en un seul endroit, le temple de Jérusalem.
Comment donc le Yahvé d'Israël finit-il par s'imposer comme unique dieu et créateur de l'univers?
Le biblique est un acte politique. Il naît à un moment où les structures traditionnelles sont ébranlées. Nous sommes à l'époque de la destruction de Jérusalem, en 587 av. J.-C., quand les Babyloniens s'emparent du petit royaume de Juda. Le temple est détruit, le roi et l'intelligentsia sont déportés, il n'a plus de cohésion géographique. Or de telles défaites étaient généralement interprétées comme une faiblesse du dieu protecteur face aux dieux des vainqueurs. Quand le deuxième Isaïe proteste que "le bras de Yahvé n'est pas trop court" (Is 59,1), c'est le signe que la question de sa puissance a été posée. La société judéenne vit une crise identitaire profonde. Mais le coup de génie des intellectuels judéens en exil va être de retourner cette rhétorique des vainqueurs au profit de Yahvé. Les scribes qu'on appelle aujourd'hui "deutéronomistes", puisqu'ils s'inspirent du style et de la théologie de Deutéronome, vont donc écrire l'histoire. A la fin du Livre des Rois (2 Rois 24-25), ils expliquent ainsi que c'est Yahvé lui-même qui a décidé tous ces événements et qu'il s'est servi des Babyloniens comme d'un outil entre ses mains pour punir son peuple et les rois qui se sont sans cesse écartés de sa volonté, qui est inscrite dans le livre de Deutéronome. Et si Yahvé s'est montré capable de contrôler les dieux de Babylone, c'est que ceux-ci ne sont pas de vrais dieux, mais des statues qu'on promène, de vulgaires bouts de bois ou de métal fondu sans le moindre pouvoir. Une importante polémique sur les idoles va éclater. La conséquence est claire : face à ces statues façonnées par la main de l'homme, il n'y qu'un seul vrai dieu, Yahvé. "C'est moi Yahvé, il n'y en a point d'autre", dit le deuxième Isaïe.
Le monothéisme commence donc ici ?
Le rejet catégorique de toute divinité autre que Yahvé est une étape vers l'idée monothéiste inaugurée par le judaïsme. Pourtant, prenons garde aux anachronismes, la Bible n'expose pas de doctrine cohérente sur l'identité de Dieu. Il ne faut pas oublier que le monothéisme est un concept moderne forgé au siècle des Lumières pour défendre deux thèses : la première, dont nous sommes héritiers, est la supériorité des religions monothéistes sur les polythéistes; la seconde pose qu'un monothéisme primitif aurait préexisté aux systèmes polythéistes, qui ainsi vénéraient sans le savoir un même principe créateur. C'est donc un concept très chargé idéologiquement! Néanmoins, des textes bibliques qui insistent sur l'affirmation que Yahvé est le seul dieu, et que les autres dieux sont des "idoles", se trouvent bien à l'origine du monothéisme. Ce qui est fascinant, c'est que cette invention du monothéisme dans les débuts du judaïsme, qui sera également à l'origine du christianisme et de l'islam, vient d'un petit peuple assez misérable et qui vivait dans l'équivalent d'un tiers-monde pour les Perses.
Comment devient-il universel ?
Ce n'est que bien plus tard, avec les rabbins et les Pères de l'Eglise, que s'affirme l'idée d'un dieu seul et donc universel, omniprésent et omniscient. Dans la Bible, on ne parle que de "Dieu un". Les textes bibliques utilisent même fréquemment des concepts polythéistes. "Dieu règne sur l'assemblée des dieux", dit par exemple le psaume 82. Dans les textes plus récents, on voit encore réapparaître des ministres de la cour céleste, des anges... Sans doute pour réduire la distance entre ce Dieu transcendant et infiniment lointain et l'homme. La persistance des concepts polythéistes reflète peut-être aussi l'impossibilité de penser le monothéisme jusqu'au bout. Car le problème du monothéisme, c'est qu'il pose une question théologique ou philosophique importante : la question de l'origine du mal. En l'absence de dieux qui endossent les rôles malveillants, le dieu unique devient responsable de tout en quelque sorte. C'est pourquoi on invente cette dualité Dieu-diable. On va essayer de sortir le mal de Dieu et l'attribuer à Satan. Dans la Bible hebraïque, le Satan reste encore sous les ordres de Yahvé, mais dans le Nouveau Testament le diable est souvent présenté comme l'ennemi de Dieu, ce qui est déjà plus dualiste que monothéiste. Apparemment, le ciel ne peut rester totalement vide.
Peut-on finalement se passer de Dieu ?
Le monothéisme a institué une césure qu'il est difficile de faire oublier, surtout dans une civilisation occidentale tellement influencée, en bien et en mal, par le christianisme. Ma seule certitude, c'est que même dans un contexte laïque et areligieux l'homme ne peut pas se passer de la question du sens, c'est même ce qui le définit. Mais l'homme peut-il se mettre à la place de Dieu, remplir le vide? Cela nécessite un peu plus d'imagination philosophique. Ce qu'il n'est pas interdit d'espérer.
BIO: Thomas Römer, 59 ans, est titulaire de la chaire "milieux bibliques" au Collège de France, à Paris, et professeur spécialiste de Bible hébraïque à l'université de Lausanne. Cet expert mondialement reconnu a publié cette année deux ouvrages lumineux : "la Bible, quelles histoires ! Les dernières hypothèses" (Bayard et Labor et Fides), et "l'Invention de Dieu" (Seuil), qui vient de remporter le prix du livre d'histoire des religions décerné par l'Académie des Inscriptions et Belles-Lettres.
Le Nouvel Observateur
N° 2598, 21 Août 2014