lundi 10 avril 2017

قواعد العشق الأربعون -- إليف شافاق

قواعد العشق الأربعون
إليف شافاق
ترجمة : خالد الجبيلي
طوى، لندن، ٢۰۱۲
"عندما كنت طفلاً، رأيت الله،
رأيتُ ملائكة،
رأيتُ أسرار العالمَين العلوي والسفلي.
ظننتُ أنّ جميع الرجال رأوا ما رأيتُه.
لكنّي سرعان ما أدركتُ أنّهم لم يروا..." (شمس التبريزي)
إستهلال
                إيلا – نورثامبتون، ١٧ أيار (مايو) ٢٠٠٨
"على الرغم ممّا يقوله البعض، فإنّ العشق ليس مجرّد شعور حلو مقدّر له أن يأتي ويذهب بسرعة" (ص ٢٦).
"بأشكال عدّة، لا يختلف القرن الحادي والعشرون كثيرُا عن القرن الثالث عشر. وسيُدوّن التاريخ أنّ هذين القرنين كانا عصر صراعات دينيّة إلى حدّ لم يسبق له مثيل، وعصر ساد فيه سوء التفاهم الثقافي، والشعور العام بعد الأمان والخوف من الآخر.  وفي أوقات كهذه، تكون الحاجة إلى الحبّ أشدّ من أيّ وقت مضى" (ص ٢٧).
الكفر الحلو
رواية أ.ز. زاهارا

"يقول الصوفيّون إنّ سرّ القرآن يكمن في سورة الفاتحة،
وسرّ الفاتحة يكمن في عبارة بسم الله الرحمن الرحيم
ويكمن جوهر  بسم الله الرحمن الرحيم في حرف الباء
حيث توجد نقطة تحت هذا الحرف...
وتجسّد النقطة تحت حرف الباء الكون برمّته...
ب كما يبدأ المثنوي بحرف الباء".
مقدّمة
القاتل – الإسكندرية، تشرين الثاني (نوفمبر) ١٢٥٢
"كنت أُنَفِّذُ الأعمال القذرة لصالح الآخرين. حتّى الله أدرك الحاجة إلى شخص مثلي في خطّته المقدّسة عندما عيّن عزرائيل، ملاك الموت، لإنهاء حياة الناس. وهكذا يخاف الناس الملاك ويلعنونه ويمقتونه، بينما تظلّ يدا الله نظيفتين، ويظلّ اسمه نقيًّا. وفي ذلك جور على هذا الملاك" (ص ٣٦).
الجزء الأوّل : الأرض، الأشياء الّتي تكون صلبة، متشرّبة وساكنة
شمس – حانة في ظاهر سمرقند، آذار(مارس) ١٢٤٢
"ألا يقول الله ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ﴾؟ فالله لا يقبع بعيدًا في السماوات العالية، بل يقبع في داخل كلّ منّا. لذلك فهو لا يتخلّى عنّا، فكيف له أن يتخلّى عن نفسه؟" (ص ٤٧).
"إنّها القاعدة الأولى يا أخي: إنّ الطريقة الّتي نرى فيها الله ما هي إلاّ انعكاس للطريقة الّتي نرى فيها أنفسنا. فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا سوى الخوف والملامة، فهذا يعني أنّ قدرًا من الخوف والملامة يتدفّق في نفوسنا. أمّا إذا رأينا الله مفعمًا بالمحبّة والرحمة، فإنّنا نكون كذلك". (ص ٤٨).
"عندما ينسانا الله ويتركنا وحيدين هنا، يقع على عاتقنا، نحن الناس العاديّين، أن نصبح أشدّاء أو نحقّق العدل بأيدينا. لذلك عندما تكلّمه في المرّة القادمة، أرجو أن تُخبره ذلك. وسأقول له إنّه عندما يتخلّى عن حملانه، فلن تنتظر هذه الحملان بوداعة وخنوع حتّى تُذبَح. بل ستتحوّل إلى ذئاب" (ص٤٩-٥٠).
إيلا – نورثامبتون، ١٨ أيار (مايو) ٢٠٠٨
شمس – حانة في ظاهر سمرقند، آذار(مارس) ١٢٤٢
"[...] وخلال هذه الرحلات والتجارب، رحت أجمع قائمةً لم تُدوَّنْ في أيّ كتاب، بل حُفِرت في روحي فقط. وقد أطلقتُ على هذه القائمة الشخصيّة "المبادئ الأساسيّة للصوفيّين الجوّالين في الإسلام"؛ وإنّي أعتبرها قائمة شاملة وموثوقة وثابتة كما هي قوانين الطبيعة. وهي تُشكّل مدوّنة "القواعد الأربعون لدين العشق"، الّتي لا يمكن تحقيقها إلاّ من خلال العشق، والعشق وحده. وتقول إحدى تلك القواعد: "إنّ الطريق إلى الحقيقة يمرّ من القلب، لا من الرّأس. فاجعل قلبك، لا عقلك، دليلك الرئيسي. واجِه، تحدَّ، وتغلّب في نهاية المطاف على "النفس" بقلبك. إنّ معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله" ". (ص ٦١-٦٢).
"لم يكن الموت هو الّذي يُقاقني، لأنّني لم أكن أعتبره نهاية؛ بل ما كان يقلقني هو أن أموت من دون أن أُخَلِّدَ تُراثًا. إذ يتكدّس في صدري حشد من الكلمات، وقصص كثيرة تنتظر أن أحكيها. كنتُ أريد أن أنقل المعارف الّتي توصّلتُ إليها إلى شخص آخر، سواء كان أستاذًا أم تلميذًا. إنّي أبحث عن نظير-رفيق" (ص ٦٢).
إيلا – نورثامبتون، ١٩ أيار (مايو) ٢٠٠٨
"لِيَخْتَرْ  أحدنا الآخر رفيقًا له !
ولِيَجْلِسْ أحدنا عند قدميْ الآخر !
ففي داخلنا الكثير من الإنسجام – ولا تظنّن
أنّنا ما نراه فحسب" (ص ٦٤-٦٥).
"إِخْتَرْ الحبّ، الحبّ ! فمن دون حياة الحبّ العذبة،
تُمسي الحياة عبئا ثقيلاً – كما ترى" (ص ٦٦).
السّيّد – بغداد، نيسان (أبريل) ١٢٤٢
"لا يجادل أحد في أنّ مدينة بغداد مدينة رائعة، لكن لا يوجد جمالٌ على وجه الأرض يدوم إلى الأبد. إذ إنذ المدن تنتصب فوق أعمدة روحيّة، كالمرايا العملاقة، وهي تعكس قلوب سكّانها، فإذا أظلمت هذه القلوب، وفقدت إيمانها، فإنّها ستفقد بريقها وبهاءها. لقد حدث ذلك لمدنٍ كثيرة؛ وهو يحدث دائمًا" (ص ٧٥).
"إنّ الشريعة كالشمعة، تُوفِّرُ نورًا لا يُقدَّرُ بثمنٍ. لكن يجب ألاّ ننسى أنّ الشمعة تساعدنا على الإنتقال من مكان إلى آخر في الظلام، وإذا نسينا إلى أين نحن ذاهبون وركّزنا على الشمعة، فما النفع من ذلك؟" (ص ٧٦).
"لا تحكم على الطريقة الّتي يتواصل بها النّاس مع الله، فلكلّ امرئ طريقته وصلاته الخاصّة. إنّ الله لا يأخذنا بكلمتنا، بل ينظر في أعماق قلوبنا. وليست المناسك أو الطقوس هي الّتي تجعلنا مؤمنين، بل إن كانت قلوبنا صافية أم لا" (ص ٧٩).
إيلا – نورثامبتون، ٢٠ أيار (مايو) ٢٠٠٨
"يخطئ البعض عندما يخلطون بين "الإذعان" و"الضعف". فالإذعان شكل من أشكال القبول السلمي بشروط الكون. ومن بينها الأمور الّتي لا نستطيع تغييرها أو فهمها حاليّا" (ص ٨٤).
التلميذ – بغداد، نيسان (أبريل) ١٢٤٢
"تقول إحدى القواعد إنّه يمكنك أن تدرس الله من خلال كلّ شيء وكلّ شخص في هذا الكون، لأنّ وجود الله لا ينحصر في المسجد، أو في الكنيسة أو في الكنيس. لكنّك إذا كنتَ لا تزال تريد أن تعرف أين يقع عرشه بالتحديد، يوجد مكان واحد فقط تستطيع أن تبحث فيه عنه، وهو قلب عاشق حقيقيّ. فلم يعش أحد بعد رؤيته، ولم يمت أحد بعد رؤيته. فمن يجده يبقى معه إلى الأبد" (ص ٨٩).
إيلا – نورثامبتون، ٢٠ أيار (مايو) ٢٠٠٨
السّيّد – بغداد، ۲٦ كانون الثاني (يناير) ١٢٤٣
"يتكوّن الفكر والحبّ من موادّ مختلفة. فالفكر يربط البشر في عُقَدٍ، لكنّ الحبّ يُذيب جميع العُقَد. إنّ الفكر حذر على الدّوام وهو يقول : "إحذر الكثير من النشوة"، بينما الحبّ يقول : "لا تكترث! أَقْدِمْ على هذه المجازفة". وفي حين أنّ الفكر لا يمكن أن يتلاشى بسهولة، فإنّ الحبّ يتهدّم بسهولة ويصبح ركامًا من تلقاء نفسه. لكن الكنوز تتوارى بين الأنقاض. والقلب الكسير يخبئ كنوزًا" (ص ١٠٠).
الرسالة – من القيصريّة إلى بغداد، شباط (فبراير) ١۲٤٣
شمس – بغداد، ۱٨ كانون الأوّل (ديسمبر) ۱۲٤٣
"الوحدة والخلوة شيئان مختلفان. فعندما تكون وحيدًا، من السّهل أن تخدع نفسك ويُخَيَّلُ إليك أنّك تسير على الطريق القويم. أمّا الخلوة فهي أفضل لنا، لأنّها تعني أن تكون وحدك دون أن تشعر بأنّك وحيد. لكن في نهاية الأمر، من الأفضل لك أن تبحث عن شخص، شخص يكون بمثابة مرآة لك. تذكّر أنّك لا تستطيع أن ترى نفسك حقّا، إلاّ في قلب شخص آخر، وبوجود الله في داخلك" (ص ١١٠).
إيلا – نورثامبتون، ۲۲ أيار (مايو) ٢٠٠٨
الرسالة – من بغداد إلى قيصريّة، ۲٩ أيلول (سبتمبر) ۱۲٤٣
التلميذ – بغداد، ۲٩ أيلول (سبتمبر) ۱۲٤٣
شمس – بغداد، ٣٠ أيلول (سبتمبر) ۱۲٤٣
"لا يوجد فرق كبير بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال. فمهما كانت وجهتك، يجب أن تجعل الرّحلة الّتي تقوم بها رحلةً في داخلك. فإذا سافرتَ في داخلك، فسيكون بوسعك اجتياز العالم الشاسع وما وراءه" (ص ۱۲٨).
"عندما تجد القابلة أنّ الحبلى لا تتألّم أثناء المخاض، فإنّها تعرف أنّ الطّريق ليس سالكًا بعدُ لوليدها، فلن تضعَ وليدها إذًا. ولكي تولدَ نفْسٌ جديدة، يجب أن يكون ألم" (ص ۱۲٩).
"إنّ السعي وراء الحبّ يغيّرنا. فما من أحد يسعى وراء الحبّ إلاّ وينضج أثناء رحلته. فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحبّ، حتّى تتغيّر من الداخل ومن الخارج" (ص ۱۲٩).
التلميذ – بغداد، ٣٠ أيلول (سبتمبر) ۱۲٤٣
"يوجد معلّمون مزيّفون وأساتذة مزيّفون في هذا العالم أكثر عددًا من النّجوم في الكون المرئيّ. فلا تخلط بين الأشخاص الأنانيّين الّذين يعلمون بدافع السّلطة وبين المعلّمين الحقيقيّين. فالمعلّم الروحي الصادق لا يوجّه انتباهك إليه ولا يتوقّع طاعةً مطلقةً، أو إعجابًا تامًّا منك، بل يساعدك على أن تُقدّر نفسك الدّاخليّة وتحترمها. إنّ المعلّمين الحقيقيّين شفّافون كالبلّور، يعبر نور الله من خلالهم" (ص ۱٣۲).
إيلا – نورثامبتون، ۲٤ أيار (مايو) ٢٠٠٨
الجزء الثاني : الماء، الأشياء السائلة تتغيّر، ولا يمكن التّنبّؤ بها
الرومي – قونية، ۱٥ تشرين الأوّل (أكتوبر) ۱۲٤٤
شمس – قونية، ۱٥ تشرين الأوّل (أكتوبر) ۱۲٤٤
"لا تحاول أن تقاوم التّغييرات الّتي تعترض سبيلك، بل دع الحياة تعيش فيك. ولا تقلق إذا قلبت حياتك رأسا على عقب. فكيف يمكنك أن تعرف أنّ الجانب الّذي اعتدتَ عليه أفضل من الجانب الّذي سيأتي؟" (ص ١٤٨).
"إنّ الله منهمك في إكمال صنعك، من الدّاخل ومن الخارج. إنّه منهمك بك تمامًا. فكلّ إنسان هو عمل متواصل يتحرّك ببطء لكن بثبات نحو الكمال. فكلّ واحد منّا هو عبارة عن عمل فنّيّ غير مكتمل يسعى جاهدًا للإكتمال. إنّ الله يتعامل مع كلّ واحد منّا على حدة لأنّ البشريّة لوحة جميلة رسمها خطّاط ماهر تتساوى فيها جميع النقاط من حيث الأهمّيّة لإكمال الصورة" (ص ١٥٠).
"لا أظنّ أنّ هناك مشكلة مع الحزن. بل على العكس تمامًا – فالنّفاق هو الّذي يجعل النّاس سعداء، أمّا الحقيقة فتجعلهم يشعرون بالحزن" (ص ١٥١).
حسن المتسوّل – قونية، ١٧ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١۲٤٤
شمس – قونية، ١٧ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١۲٤٤
"من السهل أن تُحِبَّ إلهًا يتّصف بالكمال، والنّقاء، والعصمة. لكن الأصعب من ذلك أن تُحِبَّ إخوانك البشر بكلّ نقائصهم وعيوبهم. تذكّر، أنّ المرء لا يعرف إلاّ ما هو قادر على أن يُحِبَّ. فلا حكمة من دون حبّ. وما لم نتعلّم كيف نُحِبُّ خَلْقَ الله، فلن نستطيع أن نُحِبَّ حقًّا ولن نعرف الله حقًّا" (ص ١٦٠).
"هذه إحدى القواعد الأربعين: إنّ القذارة الحقيقيّة تقبع في الدّاخل، أمّا القذارة الأخرى فهي تزول بغسلها. ويوجد نوع واحد من القذارة لا يمكن تطهيرها بالماء النّقيّ، وهو لوثة الكراهيّة والتّعصّب الّتي تُلوِّثُ الرّوح. نستطيع أن نُطَهِّرَ أجسامنا بالزّهد والصّيام، لكن الحبّ وحده هو تاّذي يطهّر قلوبنا" (ص ۱٦۲).
"إنّ كلّ إنسان عبارة عن كتاب مفتوح، وكلّ واحد منّا قرآن متنقّل. إنّ البحث عن الله متأصّل في قلوب الجميع، سواء أكان وليًّا أم قدّيسًّا أم مومسًا. فالحبّ يقبع في داخل كلّ منّا منذ اللّحظة الّتي نولدُ فيها، وينتظر الفرصة الّتي يظهر فيها منذ تلك اللّحظة. وهذاما تقوله إحدى القواعد الأربعين: يقبع الكون كلّه داخل كلّ إنسان – في داخلك. كلّ شيء تريْنَه حولك، بما في ذلك الأشياء الّتي قد لا تحبّينها، حتّى الأشخاص الّذين تحتقرينهم أو تمقتينهم، يقبعون في داخلك بدرجات متفاوتة. لذلك، لا تبحثي عن الشيطان خارج نفسك – أيضا. فالشيطان ليس قوّة خارقة تهاجمك من الخارج، بل هو صوت عاديّ ينبعث من داخلك. فإذا تعرّفت على نفسك تمامًا، وواجهتِ بصدقٍ وقسوة جانبيك المُظلم والمُشرق، عندها تبلغين أرقى أشكال الوعي. وعندما تعرفين نفسك، فإنّك ستعرفين الله" (ص ۱٦٤-۱٦٥).
إيلا – نورثامبتون، ۲٨ أيار (مايو) ٢٠٠٨
"هل تعرفين أنّ الأربعين في الفكر الصوفي ترمز إلى الصعود من مستوى إلى مستوى أعلى، وإلى يقظة روحيّة؟ فعندما نحزن نحزن لمدّة أربعين يومًا. وعندما يولد طفل فهو يستغرق أربعين يومًا حتّى يتهيّأ لبدء الحياة على الأرض. وعندما نعشق يجب أن ننتظر أربعين يومًا حتّى نتأكّد من حقيقة مشاعرنا. لقد استمرّ طوفان نوح أربعين يومًا، وفي حين دمّر الماء الحياة، فقد جرف أيضًا جميع الشّوائب، ومكّن البشر من بدء حياة جديدة. وفي الصوفيّة الإسلاميّة أربعون درجة تفصل بين الإنسان والله. بالإضافة إلى ذلك، هناك أربع مراحل أساسيّة من الوعي في كلّ منها عشر درجات، فيصبح مجموعها أربعين. وقد خرج المسيح إلى القفر أربعين يومًا وليلة. وكان محمّد في الأربعين من عمره عندما نزل عليه الوحي. وتأمّل بوذا تحت شجرة زيزفون أربعين يومًا. بالإضافة إلى قواعد شمس الأربعين" (ص ۱٦٨-١٦٩).
البغي وردة الصحراء – قونية، ١٧ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١٢٤٤
حسن الشّحّاذ – قونية، ١٧ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١٢٤٤
سليمان السكران – قونية، ١٧ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١٢٤٤
"كلّ واحد يبحث في ذاته عن الله. وهناك قاعدة في هذا الشّأن: لقد خُلِقْنَا جميعًا على صورته، ومع ذلك فإنّنا جميعًا مخلوقات مختلفة ومميّزة. لا يوجد شخصان متشابهان، ولا يخفق قلبان لهما الإيقاع ذاته. ولو أراد الله أن نكون متشابهين، لخلقنا متشابهين. لذلك، فإنّ عدم احترام الإختلافات وفرض أفكارك على الآخرين، يعني عدم احترام النّظام المقدّس الّذي أرساه الله" (ص ۲٠٧-۲٠٨).
"إنّ الشّكّ شيء جيّد. فهو يعني أنّك حيّ تُرزق ودائم البحث. [...] كما أنّ المرء لا يُصبح مؤمنًا بين عشيّة وضحاها. إذ يُخَيَّلُ إلى المرء أنّه مؤمن، ثمّ يحدث شيء في حياته فيُصبح مُلحدًا، ثمّ يعود ويُؤمن ثانيةً، ثمّ يُصبح متشكّكًا، وهكذا دواليك، حتّى يبلغ مرحلةً مُعيّنةً. إنّنا نتردّد باستمرار. هذه هي الطّريقة الوحيدة الّتي تجعلنا نمضي إلى الأمام. ومع كلّ خطوة جديدة، نزداد قُربًا من الحقيقة" (ص ۲٠٨).
"عندما يدخل عاشق حقيقيّ لله إلى حانة، فإنّها تصبح غرفة صلاته، لكن عندما يدخل شارب الخمر إلى الغرفة نفسها، فإنّها تصبح خمّارته. ففي كلّ شيء نفعله، قلوبنا هي المهمّة، لا مظاهرنا الخارجيّة. فالصوفيّون لا يحكمون على الآخرين من مظهرهم أو من هم ؛ وعندما يحدّق صوفيّ في شخص ما، فإنّه يغمض عينيه ويفتح عينًا ثالثة – العين الّتي ترى العالم الدّاخلي –" (ص ۲٠٩).
إيلا – نورثامبتون، ٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
"لم يكن عزيز [ز. زاهارا] رجلاً صاحب دعابات صغيرة. فهو يعتقد بأنّ الّذين لم يجعلوا من قلوبهم دليلاً أساسيًّا يقودهم في الحياة، الّذين لا يستطيعون الإنفتاح على الحبّ ويسيرون على هديه، كما تتبع زهرة عبّاد الشمس الشمس، فهم ليسوا أحياء حقيقيّين" (ص۲١۲).
إيلا – نورثامبتون، ٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
"وصلتني رسالتكِ وأنا أتهيّأ لمغادرة أمستردام إلى ملاوي [...]. الآن، إذا سار كلّ شيء على ما يرام، فإنّي سأعود بعد أربعة أيّام. هل يمكنني أن آمل ذلك؟ نعم. هل يمكنني أن أتحكّم بذلك؟ لا! فكلّ ما يمكنني عمله هو أن آخذ حاسوبي النّقّال، وأحاول إيجاد وصلة جيّدة بالانترنت، وآمل أن أعيش يومًا آخر، أمّا ما تبقّى فليس في يدي. وهذا ما يُطلِق عليه الصوفيّون العنصر الخامس – الفراغ. العنصر الإلهيّ الّذي لا يمكن تفسيره، والّذي لا يمكن التحكّم به، والّذي لا نستطيع نحن البشر أن نفهمه، ومع ذلك يجب أن ندركه طوال الوقت. فأنا لا أؤمن ب"التقاعس" إن كنتِ تقصدين ذلك لأنّكِ لا تفعلين شيئًا على الإطلاق، ولا تُبْدِين اهتمامًا عميقًا بالحياة. لكنّي أؤمن باحترام العنصر الخامس. أظنّ أنّ كلّ واحد منّا يُقيمُ عهدًا مع الله. أعرف أنّني فعلتُ ذلك. فعندما أصبحتُ صوفيًّا، وعدتُ الله أن أفعل ما يجب أن أفعله بحسب مقدرتي، وأن أترك الباقي له، وله وحده فقط. وقد قبِلْتُ الحقيقة بأنّ هناك أشياء تتجاوز حدودي ومقدرتي. فلا يمكنني أن أرى إلاّ بعض الأجزاء، مثل قِطَعٍ عائمة في فيلم سينمائيّ. أمّا المخطّط الأكبر فهو يتجاوز إدراكي. الآن تظنّين أنّني رجل متديّن. لا، لستُ كذلك. بل أنا رجل روحانيّ، وهو شيء مختلف. فالتّديّن والروحانيّة ليسا الشيء نفسه، وأظنّ أنّ الفجوة بين هذين الشّيئين لم تكن أعمق ممّا هي عليه اليوم. فعندما أنظر إلى العالم، أرى ورطة تزداد عمقًا. فمن ناحية، نحن نؤمن بحرّيّة الفرد وقوّته بغضّ النّظر عن الله، أو الحكومة، أو المجتمع. ومن نواحٍ عدّة، بدأ البشر يزدادون أنانيّة،وبدأ العالم يصبح أكثر مادّيّة. ومن النّاحية الأخرى، بدأت الإنسانيّة ككلٍّ تصبح أكثر روحانيّة. فبعد الإعتماد على العقل منذ فترة طويلة، يبدو أنّنا وصلنا إلى نقطة يجب أن نُقِرَّ فيها بحدود العقل. واليوم، كما كان الحال في العصور الوسطى، هناك انفجار في الإهتمام بالرّوحانيّات. وبدأ عدد أكبر من النّاس في الغرب يحاولون التّقرّب من الرّوحانيّات في غمرة حياتهم المنهمكة بالعمل. لكن بالرّغم من نيّاتهم الطّيّبة، فإنّ أساليبهم غير كافية في معظم الأحيان. فالروحانيّات ليست توابل أخرى لذات الطبق القديم. إنّها ليست شيئًا يمكننا إضافته إلى حياتنا من دون أن نُدْخِلَ تغييرات رئيسيّة عليها. [...] هل تعلمين أنّ شمس التبريزي قال إنّ العالم قِدْرٌ ضخم  يُطهى فيه شيء ضخم؟ لكنّنا لا نعرف ما هو حتّى الآن. فكلّ ما نفعله، أو نلمسه، أو نفكّر فيه، هو أحد مكوّنات ذلك الخليط. يجب أن نسأل أنفسنا ماذا نضيف إلى القدر. فهل نضيف استياء، أو عداوات، أو غضبًا، أو عنفًا؟ أم نضيف حُبًّا وانسجامًا؟" (ص ٢١٥-۲١٧).
الجزء الثالث : الرّيح : الأشياء الّتي تتحرّك، تتطوّر، وتتحدّى
المتعصّب – قونية، ١٩ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١۲٤٤
شمس – قونية، ٣٠ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١۲٤٤
الرومي – قونية، ٣١ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١۲٤٤
إيلا – نورثامبتون، ٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
علاء الدين – قونية، ١٦ كانون الأوّل (ديسمبر) ١۲٤٤
الرومي – قونية، ١٨ كانون الثاني (يناير) ١۲٤٤
كيرا – قونية، ١٨ كانون الأوّل (ديسمبر) ١۲٤٤
كيميا – قونية، ۲٠ كانون الأوّل (ديسمبر) ١۲٤٤
إيلا – نورثامبتون، ٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
كيرا – قونية، ٥ أيار (مايو) ١۲٤٥
شمس التبريزي – قونية، ١۲ حزيران (يونيو) ١۲٤٥
"مؤمن مضطرب! إذا صام المرء شهر رمضان كلّه باسم الله، وقدّم خروفًا أو عنزة كلّ عيد ليغفر الله له ذنوبه، وإذا جاهد المرء طوال حياته ليحجّ إلى بيت الله الحرام في مكّة المكرّمة، وإذا سجد خمس مرّات كلّ يوم على سجّادة صلاة، وليس في قلبه مكان للمحبّة، فما الفائدة من كلّ هذا العناء؟ فالإيمان مجرّد كلمة، إن لم تكن المحبّة في جوهرها، فإنّه يصبح رخوا، مترهّلا، يخلو من أيّ حياة، غامضا وأجوف، ولا يمكنك أن تحسّ به حقّا.
هل يعتقدون بأنّ الله يقيم في مكّة المكرّمة أو في المدينة المنوّرة؟ أو في أيّ مسجد من مساجد العالم؟ كيف يمكنهم تصوّر أنّ الله يمكن أن يكون محصورًا في فضاء محدود وهو الّذي يقول : «ما وسعني أرضي ولا سمائي، ووسعني قلب عبدي المؤمن».
إنّي أُشفق على الأحمق الّذي يظنّ أنّ حدود عقله البشري هي حدود الله عزّ وجلّ. إنّي أُشفق على الجاهل الّذي يعتقد بأنّه يستطيع أن يساوم الله ويسوّي حساباته وديونه معه. هل يظنّ هؤلاء الله بقّالاً يزن حسناتنا وسيّئاتنا في ميزانين منفصلين؟ هل يظنّون أنّه يسجّل ذنوبنا في دفتر حساباته بدقّة حتّى نسدّد له ما علينا ذات يوم؟ أهذه هي فكرتهم عن الوحدانيّة؟
إنّ إلهي ليس بقّالاً ولا محاسبًا، بل إنّه إله عظيم. إله حيّ! فلماذا أريد إلهًا ميتًا؟ إنّه حيّ. اسمه الحيّ القيّم. لماذا أتخبّط في مخاوف أبديّة وقلق لا ينتهي، حيث يقيّدني دائمًا بالمحرّمات والمحظورات؟ فلا حدود لرحمته. إذ إنّ اسمه الودود، الحميد. إنّي أحمده بكلّ كلماتي وتصرّفاتي، بشكل طبيعي ويُسر كما أتنفّس الهواء.
اسمه الحميد. فكيف يمكنني أن أستغيب الآخرين وأُشهّر بهم وأنا أعلم في أعماق قلبي أنّ الله هو السميع البصير؟ اسمه البشير. جميل يفوق كلّ الأحلام والآمال.
الجميل، القيّوم، الرحمن، الرحيم. أثناء المجاعات والفيضانات، وخلال الجفاف والظمأ، سأغنّي وأرقص له حتّى تخور ركبتاي، حتّى ينهار جسمي، وحتّى يتوقّف قلبي عن الخفقان. سأحطّم نفسي إلى شذرات حتّى لا أعدو  إلاّ مجرّد ذرّة في العدم، عابر سبيل في الفراغ المحض، هباء الهباء في هندسته العظيمة الرائعة. ولن أكفّ عن امتداح عظمته وكرمه بامتنان، وسعادة. سأشكره على كلّ ما منحني إيّاه وما حرمني منه، لأنّه يعرف ما هو الأفضل لي.
عندما تذكّرتُ قاعدة أخرى في قائمتي، غمرتني موجة جديدة من السعادة والأمل. يتبوّأ الإنسان مكانةً فريدةً بين خلق الله، إذ يقول عزّ وجلّ، «و نفختُ فيه من روحي». فقد خُلقنا جميعًا، من دون استثناء، لكي نكون خلفاء الله على الأرض. فاسأل نفسك، كم مرّة تصرّفت كخليفة له، هذا إن فعلت ذلك؟ تذكّر أنّه يقع على عاتق كلّ منّا اكتشاف الروح الإلهيّة في داخله حتّى يعيش وفقها.
وبدلاً من أن يفني المتديّنون المتعصّبون ذواتهم في حبّ الله ويجاهدون أنفسهم، فهم يحاربون أناسًا آخرين، يولّدون موجة إثر موجة من الخوف. وينظرون إلى الكون كلّه بعيون يشوبها الخوف، ولا عجب أنّهم يرون أشياء كثيرة يخافها النّاس. فعندما يحدث زلزال أو جفاف، أو تقع كارثة يعتبرون هذا دليلاً على غضب الله، وكأنّ الله لا يقول صراحةً، «إنّ رحمتي سبقت غضبي». وعندما يغضبون من أحد لسبب أو لآخر، فإنّهم يتوقّعون أنّ الله سبحانه وتعالى سيتدخّل بالنيابة عنهم ويثأر من أجلهم. وتغمر حياتَهم حالةٌ متواصلة من المرارة والعداوة، ويلاحقهم سخط كبير أينما ذهبوا، مثل غيمة سوداء، فيسوّد ماضيهم ومستقبلهم.
يوجد شيء في الإيمان يجعل المرء غير قادر على رؤية الغابة لأنّه يرى الأشجار. إنّ الدّين بكليته أعظم وأعمق بكثير من الأجزاء الصغيرة المكوّنة له؛ ويجب قراءة كلّ قاعدة في إطار القواعد كلّها. والقواعد الكاملة تتوارى في الجوهر.
لكن بدلاً من البحث عن جوهر القرآن، وأخذه ككلّ، ينتقي المتعصّبون آية أو آيتين بعينهما، ويمنحون الأولويّة للأوامر الإلهيّة الّتي يرون أنّها تتناغم مع أسلوب تفكيرهم وعقولهم الّتي يسكنها الخوف. ولا يكفّون عن التّذكير بأنّ البشر جميعًا سيُرغمون على السّير يوم القيامة على السّراط، الأرفع من شعرة، والأحدّ من سيف. وعندها يسقط المذنبون الّذين لا يستطيعون اجتياز السّراط، فيسقطون في قعر جهنّم، ويعانون إلى الأبد. أمّا الّذين عاشوا حياة تقيّة فسيتمكّنون من عبور السّراط حتّى نهايته، وسيُكافؤون بفاكهة لذيذة، ومياه عذبة، وحوريّات. هذه هي، بإيجاز، فكرتهم عن الحياة الآخرة. ويتركّز هاجسهم الرّئيسي في الحياة على الأهوال وعلى الجزاء والنّار والفاكهة، والملائكة والشياطين، وفي سعيهم الدّائب للوصول إلى مستقبل يبرّر من هم اليوم، فإنّهم ينسون الله! ألا يعرفون هذه القاعدة من القواعد الأربعين؟ إنّ جهنّم تقبع هنا والآن، وكذلك الجنّة. توقّفوا عن التّفكير بجهنّم بخوف أو الحلم بالجنّة، لأنّهما موجودتان في هذه اللّخظة بالذّات. ففي كلّ مرّة نحبّ، نصعد إلى السّماء. وفي كلّ مرّة نكره، أو نحسد، أو نحارب أحدًا، فإنّنا نسقط مباشرة في نار جهنّم. هذا ما تقوله القاعدة الخامسة والعشرون.
هل يوجد جحيم أسوأ من العذاب الّذي يعانيه الإنسان عندما يعرف في أعماق ضميره أنّه اقترف ذنبًا، ذنبًا جسيمًا؟ اسأل ذلك الرّجل، فإنّه سيُخبرك ما هي جهنّم. هل توجد جنّة أفضل من النّعمة الّتي تهبط على الإنسان في تلك اللّحظات النّادرة من الحياة عندما تُفتح فيها مزاليج الكون، ويشعر بأنّه يمتلك كلّ أسرار الخلود ويتّحد مع الله اتّحادًا تامًّا؟ إسأل ذلك الرّجل، فإنّه سيُخبرك ما هي الجنّة.
لماذا كلّ هذا القلق ممّا سيحدث بعد الحياة، مستقبل متخيّل، عندما تكون هذه اللّحظة بالذّات هي الزمن الوحيد الّذي نستطيع أن نشعر حقًّا وبصورة كاملة بوجود الله وغيابه في حياتنا؟ إنّ الصوفيّين يحبّون الله، لا خوفًا من العقاب في نار جهنّم، ولا رغبة في الثواب والمكافأ في الجنّة، بل يحبّون الله لمجرّد محبّته الخالصة، محبّة نقيّة وسهلة، غير ملوّثة، خالية من أيّ مصلحة.
الحبّ هو العلّة. الحبّ هو المعلول.
فعندما تحبّ الله، وعندما تحبّ كلّ مخلوقاته من أجله، وبفضله، تذوب جميع الإنقسامات وتختفي. ومن هنا، لا يعود هناك شيء يدعى "أنا"، وكلّ ما تبلغه هو صفر كبير يغطّي كيانك كلّه.
قبل أيّام، كنتُ أنا والرّومي نمعن التّفكير في هذه الأمور، عندما أغمض عينيه فجأة وردّد الأبيات التّالية:
«لستُ مسيحيًّا ولا يهوديًّا ولا مسلمًا، لستُ بوذيًّا ولا هندوسيًّا، ولا صوفيًّا ولا من أتباع زن. لا أتبع أيّ دين أو نظام ثقافيّ. لستُ من الشرق، ولا من الغرب.
إنّ مكاني هو اللاّمكان، أثر اللاّأثر».
يظنّ الرومي أنّه لا يمكن أن يكون شاعرًا، لكن يوجد شاعر في داخله. شاعر رائع! وقد برز ذلك الشّاعر الآن.
نعم، إنّ الرّومي على حقّ، فهو ليس من الشرق ولا من الغرب، إنّه ينتمي إلى مملكة الحبّ. إنّه ينتمي إلى المحبوب." (ص ۲٦٦-۲٧٠)
إيلا – نورثامبتون، ١۲ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بيبرس المحارب – قونية، ١٠ تموز (يوليو) ١۲٤٥
إيلا – نورثامبتون، ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
الرومي – قونية، ١٧ آب (أغسطس) ١۲٤٥
كيميا – قونية، ١٧ آب (أغسطس) ١۲٤٥
سلطان ولد – قونية، ٤ أيلول (سبتمبر) ١۲٤٥
"يُشبه هذا العالم جبلاً مكسوًّا بالثّلج يردّد صدى صوتك. فكلّ ما تقوله، سواء أكان جيّدًا أم سيّئًا، سيعود إليك على نحوٍ ما. لذلك، إذا كان هناك شخص يتحدّث بالسّوء عنك، فإنّ التّحدّث عنه بالسّوء بالطّريقة نفسها يزيد الأمر سوءًا. وستجد نفسك حبيس حلقة مفرغة من طاقة حقودة. لذلك، انطلق وفكّر طوال أربعين يومًا وليلة بأشياء لطيفة عن ذلك الشّخص. إنّ كلّ سيء سيصبح مختلفًا في النّهاية، لأنّك ستصبح مختلفًا في داخلك" (ص ٣٠٨-٣٠٩)
إيلا – نورثامبتون، ١٥ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
البغي وردة الصحراء – قونية، كانون الثاني (يناير) ١٢٤٦
"إنّ الماضي تفسير، والمستقبل وهم. إنّ العالم يتحرّك عبر الزمن وكأنّه خطّ مستقيم، يمضي من الماضي إلى المستقبل.  بل إنّ الزّمن يتحرّك من خلالنا وفي داخلنا، في لوالب لا نهاية لها.
إنّ السرمديّة لا تعني الزّمن المطلق، بل تعني الخلود.
فإن أردتِ اختبار  النّور الأبديّ، فعليكِ أن تُخرجي الماضي والمستقبل من عقلك وتظلّي داخل اللّحظة الرّاهنة.
كما تريْن، فإنّ اللّحظة الحاليّة هي كلّ ما كان وكلّ ما سيكون. وعندما تفهمين هذه الحقيقة، فلن يبقى ما تخشين منه [...]" (ص ٣۱٧-٣۱٨).
كيميا – قونية، كانون الثاني (يناير) ١۲٤٦
"لا يعني القدر أنّ حياتك محدّدة بقدر محتوم. لذلك، فإنّ ترك كلّ شيء للقدر، وعدم المشاركة في عزف موسيقى الكون دليل على جهل مطلق" (ص ٣۲٥).
"لا يعنيني الحلال و لاالحرام. فأنا أفضّل أن أطفئ نار جهنّم، وأن أحرق الجنّة حتّى يحبّ النّاس اللهَ من أجل الحبّ الخالص" (ص ٣۲٦)
شمس – قونية، كانون الثاني (يناير) ١۲٤٦
إيلا – نورثامبتون، ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
البغي وردة الصحراء – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
إيلا – نورثامبتون، ١٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
شمس – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
الجزء الرابع : النّار : الأشياء الّتي تدمّر  وتحطّم
سليمان السكران – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
علاء الدّين – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
"إذا أردتَ أن تقوّي إيمانك، فيجب أن تكون ليّنًا في داخلك. لأنّه لكي يشتدّ إيمانك، ويصبح صلبًا كالصخرة، يجب أن تكون قلبك خفيفًا كالرّيشة. فإذا أُصِبْنا بمرض، أو وقعت حادثة، أو تعرّضنا لخسارة، أو أصابنا خوف، بطريقة أو بأخرى، فإنّنا نواجه جميعًا الحوادث الّتي تُعلّمنا كيف نصبح أقلّ أنانيّة وأكثر حكمة، وأكثر عطفًا، وأكثر كرمًا. ومع أنّ بعضنا يتعلّم الدّرس ويزداد رقّة واعتدالاً، يزداد آخرون قسوةً. إنّ الوسيلة الّتي تمكّنك من الإقتراب من الحقيقة أكثر تكمن في أن يتّسع قلبك لاستيعاب البشريّة كلّها، وأن يظلّ فيه متّسع لمزيد من الحبّ". (ص ٣٥٣).
شمس – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
"[...] إنّ النّموّ الروحيّ يكمن في وعينا، لا بوجّسنا من أمور معيّنة [...]. يجب ألاّ يحول شيء بين نفسك وبين الله؛ لا أئمّة، ولا قساوسة، ولا أحبار، ولا أيّ وصيّ آخر على الزعامة الأخلاقيّة أو الدينيّة، ولا السّادة الرّوحيّون، ولا حتّى إيمانك. آمن بقيمك ومبادئك، لكن لا تفرضها على الآخرين، وإذا كنت تحطّم قلوب الآخرين، فمهما كانت العقيدة الدينيّة الّتي تعتنقها، فهي ليست عقيدةً جيّدةً".
"إبتعد عن عبادة الأصنام بجميع أنواعها، لأنّها تشوّه رؤيتك. ليكن الله، والله وحده دليلك. تعلّم الحقيقة، يا صديقي، لكن احرص على ألاّ تصنع من الحقائق الّتي تتكوّن لديك أوثانًا" (ص ٣٥٦-٣٥٧).
إيلا – نورثامبتون، ۲٤ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
المتعصّب – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
حسام التلميذ – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
بيبرس المحارب – قونية، أيار (مايو) ١٢٤٦
إيلا – نورثامبتون، ۲٦ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
كيرا – قونية، أيار (مايو) ١٢٤٦
"لِيَكُنْ عقلكِ صافيًا يا طفلتي [...] تذكّري قاعدة أخرى : على الرغم من أنّ المرء في هذا العالم يجاهد ليحقّق شيئًا ويصبح شخصًا مهمًّا، فإنّه سيخلّف كلّ شيء بعد موته. إنّك تهدفين إلى بلوغ المرحلة العليا من العدم. عيشي هذه الحياة خفيفة وفارغة مثل الرقم صفر. إنّنا لا نختلف عن أصيص الزرع. فليست الزينة في الخارج، بل الفراغ في داخلنا هو الّذي يجعلنا نقف منتصبي القامة. مثل هذا تمامًا، فالوعي بالعدم وليس ما نتطلّع إلى تحقيقه، هو الّذي يبقينا نواصل الحياة" (ص ٣٨٤).
سلطان ولد – قونية، حزيران (يونيو) ١٢٤٦
سليمان السكران – قونية، حزيران (يونيو) ١٢٤٦
علاء الدّين – قونية، حزيران (يونيو) ١٢٤٦
شمس – قونية، حزيران (يونيو) ١٢٤٦
إيلا – نورثامبتون، ۲٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
الجزء الخامس : العدم : الأشياء الموجودة من خلال غيابها
سلطان ولد – قونية، تموز (يوليو) ١٢٤٦
الرومي – قونية، آب (أغسطس) ١٢٤٦
"إنّ الحياة تعني الكمال، فكلّ حادثة تقع، كبيرة كانت أم صغيرة، وكلّ مشقّة نكابدها هي جانب من خطّة إلهيّة تحدث حتّى النهاية. إنّ المجاهدة متأصّلة في نفوس البشر، لذلك يقول الله في كتابه العزيز  ﴿سَنُرِيهُمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهُمْ حَتَّى يَتَبَيّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ﴾؛ ولا مجال لشيء يُسمّى الصدفة في تدبير الله" (ص ٤۱٥-٤۱٦).
شمس – دمشق، نيسان (أبريل) ١٢٤٧
"لا يعني الإستسلام أن يكون المرء ضعيفًا أو سلبيًّا، ولا يؤدّي إلى الإيمان بالقضاء والقدر أو الإستسلام، بل على العكس تمامًا. إذ تكمن القوّة الحقيقيّة في الإستسلام – القوّة المنبعثة من الدّاخل. فالّذين يستسلمون للجوهر الإلاهي في الحياة، يعيشون بطمأنينة وسلام حتّى عندما يتعرّض العالم برمّته إلى اضطراب تلو اضطراب" (ص ٤۲٠).
كيميا – قونية، أيار (مايو) ١٢٤٧
كيرا – قونية، أيار (مايو) ١٢٤٧
إيلا – بوسطن، ۲٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
شمس – قونية، أيار (مايو) ١٢٤٧
شمس – قونية، أيار (مايو) ١٢٤٧
"في هذا العالم، ليست الأشياء المتشابهة أو المنتظمة، بل المتناقضات الصّارخة، هي ما يجعلنا نتقدّم خطوة إلى الأمام. ففي داخل كلّ منّا توجد جميع المتناقضات في الكون، لذلك يجب على المؤمن أن يلتقي بالكافر القابع في داخله.
وعلى الشخص الكافر أن يتعرّف على المؤمن الصّامت في داخله. وإلى أن نصل إلى اليوم الّذي يبلغ فيه مرحلة الكمال، مرحلة الإنسان المثاليّ، فإنّ الإيمان ليس إلاّ عمليّة تدريجيّة، ويستلزم وجود نظيره : الكفر" (ص ٤٤٤).
كيميا – قونية، كانون الأوّل (ديسمبر) ١٢٤٧
وردة الصحراء– قونية، كانون الأوّل (ديسمبر) ١٢٤٧
إيلا – بوسطن، ٣ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
سليمان السكران – قونية، آذار (مارس) ١٢٤٨
"لقد خُلِقَ هذا العالم على مبدإ التبادل ؛ فكلّ امرئ يُكَافَأُ على كلّ ذرّة خير يفعلها، ويُعاقَبُ على كلّ ذرّة شرّ يفعلها. لا تخف من المؤامرات، أو المكر، أو المكائد الّتي يحيكُها الآخرون ؛ وتذكّر أنّه إذا نَصَبَ لك أخدهم شركًا، فإنّ الله يكون قد فعل ذلك. فهو المخطّط الأكبر. إذ لا تتحرّك ورقة شجرة من دون علمه. آمِنْ بذلك ببساطة وبصورة تامّة. فكلّ ما يفعله الله، يفعله بشكل جميل" (ص ٤٧٣).
القاتل – قونية، آذار (مارس) ١٢٤٨
"إنّ الله ميقاتيّ دقيق. إنّه دقيق إلى حدّ أنّ ترتيبه وتنظيمه يجعلان كلّ شيء على وجه الأرض يتمّ في حينه، لا قبل دقيقة ولا بعد دقيقة. والساعة تمشي بدقّة شديدة بالنسبة للجميع بلا استثناء. فلكلّ شخص وقت للحبّ ووقت للموت" (ص ٤٧٧).
إيلا – نورثامبتون، ۱۲آب (أغسطس) ٢٠٠٨
علاء الدين – قونية، نيسان (أبريل) ۱۲٤٨
سلطان ولد – قونية، أيلول (سبتمبر) ۱۲٤٨
الرومي – قونية، ٣۱ تشرين الأوّل (أكتوبر) ۱۲٦٠
"مع أنّ الأجزاء تتغيّر، فإنّ الكلّ يظلّ ذاته، لأنّه عندما يغادر لصٌّ هذا العالم، يولد لصّ جديد، وعندما يموت شخص شريف، يحلّ مكانه شخص شريف آخر. وبهذه الطريقة لا يبقى شيء من دون تغيير، بل لا يتغيّر شيء أبدًا أيضًا.
لأنّه مقابل كلّ صوفيّ يموت، يولد صوفيّ آخر في مكان ما في العالم.
إنّ ديننا هو دين العشق، وجميع البشر مرتبطون بسلسلة من القلوب. فإذا انفصلت حلقة منها، حلّت محلّها حلقة أخرى في مكان آخر، ومع موت كلّ شمس تبريزيّ، يظهر شمس جديد في عصر مختلف، بإسم مختلف.
إنّ الأسماء تتغيّر، تأتي ونذهب، لكن الجوهر يبقى ذاته" (ص٤٩۲).
إيلا – قونية، ٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
"تقول القاعدة الأربعون : لا قيمة للحياة من دون عشق. لا تسأل نفسك ما نوع العشق الّذي تريده، روحيّ أم ماديّ، إلهيّ أم دنيويّ، غربيّ أم شرقيّ... فالإنقسامات لا تؤدّي إلاّ إلى مزيد من الإنقسامات. ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف.  إنّه كما هو، نقيّ وبسيط.
العشق ماء الحياة. والعشيق هو روح من النّار !
يصبح الكون مختلفًا عندما تعشق النّارُ الماءَ" (ص ٥٠٠)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire