vendredi 3 juin 2022

نظام التفاهة لآلان دونو (مقدّمة الكتاب والفصل الأوّل: "المعرفة والخبرة)

 نظام التفاهة

La médiocratie

مقدّمة

"إقتحام سجن الباستيل Bastille هي الحادثة الشهيرة التي وقعت في باريس في يوليو من عام 1789، والتي كانت بمثابة الشرارة لاندلاع الثورة الفرنسية، التي استمرّت للفترة من عام 1789 وحتى عام 1799" [المُترجِمة] (ص. 69).

"حريق الرايخستاغ l’incendie de Reicshtag بتاريخ 27 فبراير من عام 1933، شبّ حريق في مبنى البرلمان الألماني (الرايخستاج Reichstag). وبذريعة الإجراءات الأمنيّة، وما تلاها من ملاحقات واعتقالات، كان هذا الحريق سببًا لإحكام قبضة الحزب النازي على السلطة بقيادة زعيمه أدولف هتلر Adolf Hitler ووصوله إلى سدّة الحكم في ألمانيا" [المُترجِمة] (ص. 69).

"كانت البارِجة "أورورا" l’Aurore إحدى قطع الأسطول البحري العسكري الروسي، وقد شاركت في الحرب الروسية-اليابانية التي وقعت في الفترة من عام 1904 إلى عام 1905" [المُترجِمة] (ص. 69-70).

« Robert Musil, The Man without Qualities, tr. Sophie Wilkins (New York: Vintage International, 1996), p. 57” (ص. 70)

"إلى حدٍّ كبيرٍ، ساهم تقسيم العمل وتصنيعه – اليدويّ منه والفكري – في ظهور السلطة التافهة mediocre power. إنّ
إجادة كلّ مهمّة لجعلها نافعةً لمنتجٍ نهائيٍّ، أحدٌ لا يعرف ما هو، هي مسألةٌ قد ساهمت في ظهور "خبراءٍ" فارغين، يهرفون بخُطبٍ جيّدة التوقيت ومتضمّنة لشذراتٍ من الحقيقة، فيما يتمّ اختزال العمّال إلى أدواتٍ " لا يعدو فيها العمل الدائم مدى الحياة... أن يكون محض وسيلةٍ لضمان وجودهم ذاته" [
Carl Marx, Wage Labour and Capitalwww.marxists.org]" (ص. 71)

"كارل ماركس Karl Marx (1818-1883) هو فيلسوفٌ ألمانيٌّ وعالم اجتماعٍ واقتصاديٌّ مبرّز، كان له دورٌ ضخمٌ في الفكر الإقتصاديّ والسياسيّ، فوضع النظريّة الإشتراكيّة، التي كانت أساسًا لكثيرٍ من الحركات السياسيّة، والتي كانت وراء العديد من الأحداث التاريخيّة الكبرى حول العالم. ما زال كتابه العَلَم، "رأس المال" Das Kapital، يُعتبر من أهمّ المراجع في علم الاقتصاد" [المُترجِمة] (ص. 71).

"الحرفة أو الصّنعة تعني عملاً يدويًّا يتعلّمه الناس ويتناقلونه بأسلوب التّلمذة الصناعيّة، سواء في نطاق الأسرة التي تختصّ بعملٍ مُتوارثٍ أو في نطاق الرابِطة الحرفيّة التي اهتمّت بتنظيم العمل وتقاناته. انظر: هاشم الطويل وعباطة التوايهة، "أثر بعض المتغيّرات الديموغرافية في المكانة الاجتماعية للمهن"، مجلّة العلوم الاجتماعية (جامعة الكويت)، العدد 3، المجلد 29، خريف 2001، ص. 123" [المُترجِمة] (ص. 71).

« Karl Marx, A Contribution to the Critique of Political Economy, Appendix 1.3 : ‘The Methods of Political Economy’, tr. S. W. Ryazanska (Moscow: Progress Publishers), www.marxists.org” (ص. 72).

"الإتيمولوجيا Etymology هو علم بَسطِ أو تعليل أصول الألفاظ" [المُترجِمة] (ص. 73).

« Jean de La Bruyère, The Characters, p. 39, tr. Henri Van Laun, Project Gutenberg ebook, www.gutenberg.org.

وجان دي لا برويير Jean de La Bruyère (1645-1696) هو أديبٌ وكاتبٌ فرنسيٌّ، وكتابه الكاريكاتوري السّاخر هذا هو كتابٌ شهير سجّل فيه انطباعاته الشخصيّة حول طبائع الناس، وملاحظاته المجتمعيّة العامة حول ظهور طبقاتٍ اجتماعيّةٍ جديدةٍ وما ارتبط بها من طُرُزٍ متغيّرةٍ في نمط الحياة والطبائع والفكر والملابس. [المُترجِمة]. للمزيد، انظر: عبد الرزاق الأصفر، المذاهب الأدبيّة لدى الغرب (دمشق: اتحاد الكتّاب العرب، 1999)، ص. 53. وانظر أيضًا:

Raymond Couallier, ‘Naissance et origines de La Bruyère’, Revue d’Histoire littéraire de la France, Juillet-Septembre 1963." (ص. 73)

"لويس بوييه Louis Bouilhet (1821-1869) هو شاعرٌ وكاتبٌ مسرحيٌّ فرنسيّ، كان صديقًا للروائي الفرنسي جوستاف فلوبير Gustave Flaubert" [المُترجِمة] (ص. 74).

"جوستاف فلوبير Gustave Flaubert (1821-1880) هو روائي فرنسي، وضع روايات شهيرة، منها "سالامبو" Salammbô و"التربية العاطفية" L’Éducation sentimentale و"مدام بوفاري" Madame Bovary التي تعتبر من عيون الأدب الفرنسي" [المُترجِمة] (ص. 74).

"Gustave Flaubert, ‘Préface aux Dernières chansons De Louis Bouilhet’, http://flubert.univ.rouen.fr" (ص. 75).

"Laurence J. Peter and Raymond Hull, The Peter Principle : Why Thingd Always Go Wrong (Cutchogue, New York : Buccaneer Books, 1969), p. 45 .(ص. 75) "

"Laurence J. Peter and Raymond Hull, The Peter Principle (Cutchogue, New York : Buccaneer Books, 1969), 45  .(ص. 76) "

"Hans Magnus Enzensberger, ‘In Praise of the Illiterate’, tr. Martin Chalmers, in Zig Zag: The Politics of Culture and Vice Versa (New York: The Free Press, 1997), p.281.(ص.76) "

" "الآيديولوجيا" Ideology هي علم الأفكار، المتعلّق بدراسة مجموع الإعتقادات الخاصّة بمجتمعٍ أو بطبقةٍ من الناس. وعندما تتعلّق بمذهبٍ سياسيٍّ أو اجتماعيٍّ، فإنّ الآيديولوجيا تتمثّل بتأييد الأعمال التي تقوم بها سلطة حاكمة، أو حزب، أو طبقة اجتماعيّة (فالماركسيّة، مثلاً، هي آيديولوجيا). جبور عبد النور، المعجم الأدبي (بيروت: دار العلم للملايين، 1984)، ص. 44" [المُترجِمة] (ص. 76).

"لقد بلغ من الأمر أنّ علماء النفس – الذين أصبحوا يشعرون أنّهم في مكانِهم الطبيعي عندما يكونون في كليّات التجارة – صاروا يقلِبون علاقات القيمة value relationships رأسًا على عقب، فيُعرّفون أشكالاً معيّنةً من الكفاءة باعتبارها فائضًا من "السّيطرة على النفس" excess of self-control(ص. 77).

"C. Z. Koval, M.R. Vandellen, G.M. Fitzsimons, and K.W. Ranby, ‘The Burden of Responsibility : Interpersonal Costs of High Self-Control’, Journal of Personality and Social Psychology, 108, 5 (May 2015), pp. 750-66 .(ص. 77) "

"أليكساندر زينوفييف Alexander Zinoviev (1922-2006)، فيلسوفٌ روسيّ وكاتب وعالم اجتماع، كما كان يتعاطى الصحافة" [المُترجِمة] (ص. 77).

"Alexander Zinoviev, The Yawning Heights, tr. Gordon Clough (London, Sydney and Toronto: The Bodley Head, 1979), p. 279.(ص.78) "

" "طقوس العبور" (وتسمّى أيضًا "طقوس الاستهلال" أو "طقوس الابتداء") initiation rites هي مجموعةٌ من الأعمال، الممارسات أو الإجراءات التي قد تفرضها جماعةٌ ما على مَن يرغب في عضويّتها، أو اللازمة لاعتبار شخصٍ ما قد انتقل من مرحلةٍ إلى أخرى. من ذلك، ما تفرضه بعض الجماعات العشائريّة أو القَبَليّة على الشباب فيها كطقوسٍ ينتج عن اجتيازها إعلان انتقالهم من طور الطفولة إلى طور الرجولة، أو ما قد تتطلّبه بعض المنظّمات السريّة من طالبي عضويّتها (كالجمعيّات الماسونيّة masonic socities أو الأخويّات الجامعيّة fraternities)" [المُترجِمة] (ص. 80).

" "الروليت الروسية" Russian Roulette هي لعبة من ألعاب المقامرة الخَطِرة، القائمة على الشجاعة المتهوّرة. فيها، يتمّ وضع رصاصةٍ واحدةٍ في مسدّس، مع تدوير الأسطوانة بحيث لا يُعرف ما إذا كانت ستُطلَق أم لا، ثمّ يبدأ اللّعب بين شخصين يتناوبان الإطلاق بحيث يأخذ كلّ منهما المسدّس على التوالي ويصوّبه نحو رأسه ويقدح الزِناد، مع احتمال انطلاق الرصاصة – ومن ثمّ موته – في كلّ مرّة. تنتهي اللعبة بوفاة أحد اللاعبين، مع استحقاق اللاعب الآخر للأموال محلّ المقامرة" [المُترجِمة] (ص. 80).

" "الذات" Subject هي فكرة تأمّلية قديمة، حيث يذهب الفكر الفلسفي – بشكل عام – إلى أنّ الذات هي ما يعارض "الظاهرة"  Phenomenon؛ فالظاهرة هي تَصوّر المرء عن الشيء، في حين أنّ الذات هي الشيء نفسه" [المُترجِمة] (ص. 81).

"كان إدوارد سعيد Edward W. Said (1935-2003) مثقّفًا بارزًا وأستاذًا جامعيًّا للغة الإنجليزية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا Columbia University في نيويورك، وله العديد من الكتب حول الأوضاع العربيّة وسياقها الكولونيالي، من أهمّها "الإستشراق" Orientalism. كما كان مدافعًا قويًّا عن القضيّة الفلسطينيّة في الوسطين الأكاديمي والسياسي" [المُترجِمة] (ص. 81).

"محاضرات ريث Reith Lectures هي مجموعة من المحاضرات السنويّة التي تقدّمها شخصيّات شهيرة، والتي تنظمّها هيئة البثّ البريطانيّة BBC وتذاع من قِبَلِها. بدأ البثّ الإذاعي لهذه المحاضرات منذ عام 1948، وهي تحمل اسم اللورد ريث Lord Reith الذي كان أوّل مديرٍ لهيئة بثّ BBC. على مرّ السنين، شارك في هذه المحاضرات العديد من ألمع الشخصيّات وأبرز المفكّرين" [المُترجِمة] (ص. 82).

" "السفسطة" Sophism هي منهجٌ فكريٌّ في الجدل، ظهر في بلاد اليونان القديمة بين القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد، وهو يعتمد على الحجج العقليّة المقبولة ظاهرًا والمغلوطة واقعًا، التي تقصد إلى الإرباك الفكريّ بقصد الخلط. بذلك، يقدّم الجدل السفسطائي حججًا تنطلق من مقدّماتٍ صحيحةٍ وتنتهي إلى نتائج تبدو منطقيّةً ولكنّها ليست كذلك من حيث إنّها لا تترتّب على المقدّمات بالضرورة (مثل القول بأنّ شبه الجزيرة العربيّة هي منطقة جغرافيّة حارّة، وبما أنّ الصومال هي منطقة حارّة، فهذا يعني أنّ الصومال تقع في شبه الجزيرة العربية). وقد كان بين الفيلسوف أفلاطون والسفسطائيّين خصومات فكريّة معروفة، قصد من ورائها إلى تعرية منهجهم الفكري هذا وتوضيح ألاعيبه للناس" [المُترجِمة] (ص. 82).

"وفقًا لسعيد Said "بصفةٍ خاصّة، فإنّ الخطر الذي يتهدّد مثقّف اليوم – في الغرب كما في بقيّة أنحاء العالم – لا يكمُن في الجامعة، ولا في الأحياء المُحيطة بالمدينة، ولا في التسليع الشّنيع للصّحافة ودور النّشر، وإنّما في موقفٍ عامٍّ شاملٍ سوف أسمّيه المهنيّة professionalism" [Edward W. Said, Representations of the Intellectual : The 1993 Reith Lectures (New York : Vintage Books, 1996, pp. 73-74)] (ص. 82).

"كان سيغموند فرويد Sigmund Freud (1865-1939) طبيبًا نمساويًّا ورائدًا للتحليل النفسي. عرف بالتجديد في هذا المجال من خلال تقديم أفكار غير معروفة من قبل مثل الكشف عن اللاوعي، والرغبة الجنسية كدافع أولي، والتجديد في التقنيات العلاجية، وحلقات العلاج النفسي وتكوين الجمعيات التخصصية. له كتابات عديدة هامّة، مثل "دراسات في الهستيريا" Studies on Hysteria، "موسى والتوحيد" Moses and Monotheism، "الطوطم والتابو" Totem and Taboo، "قلق في الحضارة" Civilization and its Discontent، وغيرها" [المُترجِمة] (ص. 83).

" "الوسط العادل" Golden Mean هي مفهومٌ أخلاقيٌّ قديم، يسمّى باللاتينية Aurea Mediocritas. وقد وردت الإشارة إلى هذا "الوسط العادل" في قصائد الشاعر الروماني الشهير هوراس Horace (65 قبل الميلاد)، وتحديدًا في قصيدته 10، 2، Odes، التي كانت تدور حول الغاية الأخلاقية المتمثّلة في الوصول إلى المنطقة الوسط الفاضلة بين نقيضين خاطئين (وهي فكرة ذَكرها قبلع العديد من الفلاسفة، وعلى رأسهم أرسطو). فالقاعدة الفلسفية في هذا الشأن هي أنّ "كلّ فضيلة إنّما تقع بين رذيلتين، هما الإفراط والتفريط"، فبمقدار ما يكون الفعل أقرب للوسط منه إلى أحد الطرفين يكون فاعلاً فاضلاً، أمّا قربه من أيٍّ من الطرفين فيجعل منه مرذولاً (فالإنفاق لا يستحيل كرمًا – أي فضيلة – إلاّ إذا وقع في المنتصف لبن طرفين، هما البخل والإسراف). كثير من الكتابات العربية يشير إلى هذا المفهوم تحت عنوان "نظرية الأوساط" " [المُترجِمة] (ص. 83-84).

"رغم انّه يصعب الخروج بتعريفٍ محدّد لها، فإنّ "البنيويّة" Structuralism هي اتّجاهٌ فكريٌّ واسعٌ يتضمّن الكثير من النظريّات، ذاع في مجال علم اللغة والنقد الأدبي ابتداءً، ومنه انتشر إلى كثير من الحقول المعرفيّة. والبنيويّة – بشكل عامٍّ – مقاربةٌ تقوم على أساسٍ من فكرة الكليّة أو المجموع المنتظم، حيث تذهب إلى أنّ كلّ ظاهرةٍ من الظواهر الإنسانيّة تشكّل "بُنيَة" (structure)، فتتكوّن من جملةٍ من العناصر المتماسكة أو المتضامنة، يرتبط كلّ عنصرٍ فيها بالعناصر الأخرى، فلا يتمتّع بأيّة دلالةٍ إلاّ ضمن النطاق العام لهذا الكلّ. وبذلك، فإنّ البُنيَة هي النظام المسّق الذي تتّحد كلّ أجزائه المتضامنة وفق رابطةٍ تجعله متفاعلاٌ بعضه مع بعض، بحيث يستند كلّ هذه الأجزاء إلى الآخر لتشكّل في مجموعها كلاًّ واحدًا" [المُترجِمة] (ص. 84).

الفصل الأوّل:

"المعرفة" والخبرة

" "التقادم المُخطّط له" planned obsolescence هو ظاهرةٌ اقتصاديّةٌ تتعلّق بالتخطيط الإنتاجيّ لدورة حياؤ المُنتج الإستهلاكي، بحيث يتمّ طرح هذا المنتج في نقاط البيع السوقيّة لفترةٍ محدّدةٍ من الزمن، ثمّ استبداله بمنتجٍ استهلاكيٍّ آخر يؤدّي نفس وظيفته، عن طريق وقف تسويق الأوّل أو التوقّف عن إنتاج قطع غيارٍ له أو طرح بديلٍ مطوّرٍ عنه، وذلك لحمل المستهلكين على تغييره وشراء البديل الجديد، رغم كون الأوّل مازال صالحًا للإستعمال. تبدو هذه الظاهرة أوضح ما يكون في مجال الأجهزة التقنيّة وطُرُز الملابس (الموضة). انظر: J. Longmuss and E. Poppe, ‘Planned obsolescence : Who Are Those Planners ?’, PLATE Conference, Delft Universuty of Technology, 8-10 November 2017.

يُذكَر أنّ "التقادم المُخطّط له" planned obsolescence هو ممارسة مجرَّمة في بعض البلدان. فقد أصدرت فرنسا مؤخّرًا قانونًا يقرّر اعتباره جريمة يعاقَب عليها بالسجن والغرامة. كما أنّه بموجب هذا القانون، تلتزم الشركات الفرنسية بإبلاغ المستهلكين حول المدد التي ستكون قطع غيار المنتجات التي اشتروها متوفّرة خلالها، وذلك تحت طائلة الغرامة أيضًا. - [المُترجِمة]. انظر: Homa Khaleeli, ‘End of the line for stuff that’s built to die ?’, The Guardian, 3 March 2015" (ص. 87-88).

"Chris Hedges, Empire of Illusion : The End of Literacy and the Triumph of Spectacle (Toronto : Alfred A Knopf Canada, 2009), p.90 (ص. 88).

"عائلة روكيفلير Rockefeller الأمريكيّة هي عائلةٌ تجاريّةٌ بارزة، عمِل أفرادها في مجال استخراج النفط في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فكوّنوا ثروة كبيرة منه عن طريق شركة Standard Oil التي تمّ تأسيسها عام 1870، والتي من خلالها سيطرت هذه العائلة على الحصّة الأكبر من صناعة تكرير النفط في الولايات المتحدة. كما كانت لعائلة روكيفلير Rockefeller استثماراتٌ هامّةٌ في قطاعيّ الصناعة والصيرفة. وقد انتقل بعض أفرادها إلى العمل السياسي، ومازالت لها يدٌ طويلة في قطاع المال والإستثمار، تمكّنت معه من السيطرة على بنك تشيس مانهاتن Chase Manhattan Bank (تمّ تغيير اسمه إلى بنك تشيس Chase Bank الآن)، والذي يُعتبر واحدًا من أهمّ البنوك في الولايات المتحدة الأمريكيّة" [المُترجِمة].

Chernow, Ron, Titan: The Life of John D. Rockefeller, Sr, 1999, Vintage Books, Random House Publishing(ص. 89).

"مونسانتو Monsanto هي شركة عملاقة متعدّدة الجنسيّات، تعمل في مجال التكنولوجيا الحيويّة الزراعيّة bio-agricultural farming، وتُعدّ واحدة من أكبر أربع شركات المنتجة للبذور المُعدّلة جينيًّا والمصمّمة لمقاومة أفضل لكلّ من الآفات الطبيعيّة والمبيدات الحشريّة والأنواء الجويّة، وذلك بهدف تحسين إنتاجيّة المحاصيل الزراعيّة (الشركات الثلاث الأخرى هي "نوفارتيس" Novartis و"دوبون" Dupont و"أفنتيس" Aventis). وشركة مونسانتو Monsanto مسؤولة عن إنتاج 90% من العضويّات المعدّلة جينيًّا في العالم (لا سيّما الذرة وفول الصويا ومشتقّاتهما)، ويقوم عملها على استخراج وفصل الجينات المقاوِمة للبكتيريا الضّارة بهذه الزروعات، ثمّ زرعها في الحمض النووي للبذور المختلفة. وبعدها، تسجّل شركة مونسانتو Monsanto براءة اختراع لذلك، وتحتفظ بحقّها الحصري عليه، ممّا يعني أنّ المزارعين الراغبين في الإستفادة من هذه البذور المعدَّلة وراثيًّا يكون عليهم التعاقد مع الشركة، وفق شروطٍ عقديّةٍ صارمة، من أبرزها منع المزارع المتعاقد من الإحتفاظ بالبذور لسنةٍ أخرى، وكذلك إلزامه بعدم استخراج بذور من محصولٍ حاليٍّ لاستخدامها في موسمٍ زراعيٍّ قادم. ولضمان الإلتزام بذلك، فقد تعاقدت الشركة مع شركة تحقيقاتٍ خاصّةٍ لهذا الغرض، هي شركة "بينكرتون للتحقيقات" Pinkerton Investigators (أو الشرطة الجينيّة Gene police، كما يسمّيها المزارعون). وقد أدّت هذه الممارسة إلى الإضرار بكثيرٍ من المزارعين، سواء من تعاقدوا مع شركة مونسانتو Monsanto (لأنّ المُزارع يخضع بذلك للشركة التي اعتمد على بذورها من حيث ما تفرضه من شروطٍ قاسيةٍ وأسعارٍ مبالغٍ فيها) أو من اختاروا الزراعة التقليديّة (لأنّ البذور التي تُنتِجها شركة مونسانتو Monsanto تتميّز بقابليّةٍ عاليةٍ للتطاير، ومن ثمّ التغلغل في تربات حقولهم من دون علمٍ منهم أو رغبة، ممّا يعرّضهم للمسؤوليّة. هذا، ناهيك عمّا يعنيه ذلك من تأثّر المحاصيل بهذه البذور لسنوات مقبلة). لقد بلغ من الحذر العالمي المتزايد من ممارسات هذه الشركة أنّ بعض الدول – مثل البيرو والمجر – منعت مزارعيها من استيراد البذور المعدَّلة وراثيًّا للسنوات العشر المقبلة، إلى أن يتمّ إجراء الدراسات العلميّة الكاملة حول الأثر الحقيقيّ لهذه البذور. بشكل عامّ، انظر: جيريمى ريفكين، عصر الوصول، ترجمة صباح صدّيق الدملوجي (بيروت: المنظمة العربية للترجمة، 2009)" [المُترجِمة] (ص. 89-90).

"شركة تكساس إنسترومنتس Texas Instruments Inc. هي شركة أمريكية كبرى، تمارس نشاطًا ضخمًا في المجال التقني، ومقرّها دالاس، تكساس، الولايات المتحدة" [المُترجِمة] (ص.90).

"برايس ووترهاوس كوبرز Price Waterhouse Coopers -PWC هي شركة متعدّدة الجنسيّات ذات نشاطٍ مهنيّ، يقع مقرّها في لندن، المملكة المتحدة. يعود تاريخ إنشاء الشركة إلى القرن التاسع عشر، وهي تُعدّ واحدة من الشركات العالميّة الأربع الكبرى المتخصّصة في مراجعة الحسابات (الثلاث الأُخَر هي شركات "ديلويت" Deloitte، "إرنست ويونج"Ernst & Young ، و"كي بي إم جي" KPMG)" [المُترجِمة] (ص. 90).

"بوش Bosch هي واحدة من كبريات الشركات الصناعيّة الألمانيّة، وهي شركة قابضة لحوالي 350 شركة أخرى، ويمتدّ نشاطها في حوالي 150 بلدًا، وذلك في عدّة مجالات، أبرزها هي صناعة قطع غيار السيارات، السلع الإستهلاكيّة، الطاقة وتكنولوجيا البناء" [المُترجِمة] (ص. 90).

"ماكس فيبر Max Weber (1864-1920) هو عالم اقتصادٍ واجتماع وسياسيٌّ ألماني. درس الحقوق من حيث الأصل، ولكنّه ترك بصمات كبرى في مجالات الفلسفة والتاريخ والاقتصاد والنقد والإدارة واللاهوت وعلم الجمال. تمثّل دوره الأبرز في مؤلّفاته الهامة في علم الاجتماع، حتّى صار يُعدّ واحدًا من العلماء المؤسّسين لهذا الحقل العلمي، إلى جانب كارل ماركس Carl Marx وإميل دوركهايم mile DurkheimÉ. في دراساته، كانت الفكرة المركزيّة لدى فيبر Weber تدور حول العلاقات التبادليّة بين البُنى الثقافيّة من جهة (لا سيّما القانونيّة والإداريّة والسياسيّة)، والنشاط الاقتصادي من جهةٍ أخرى. من أبرز مؤلّفاته: "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية" The Protestant Ethic and the Spirit of Capitalism، "كتابات في السوسيولوجيا" Essays in Sociology، و"الاقتصاد والمجتمع" Economy and Society" [المُترجِمة] (ص. 91).

" Max Weber, ‘Science as Vocation’ I From Max Weber : Essays in Sociology, ed. And tr. H. H. Gerth and C. Wright Mills (New York: Oxford Press, 1946), pp. 129-56HH " (ص. 92).

" [لقد] كان البعض مندهشًا من التشابه بين رئيس [جامعة مونتريال Université de Montréal] هذا ["إنّ العقول ينبغي أن تُفصَّلوفق احتياجات سوق العمل"] وتلك الملاحظة الشهيرة لباتريك لو روي Patrick le Roy، المدير التنفيذي لشبكة TF1 التلفزيونية [شبكة TF1 هي قناة تلفزيونية فرنسيّة -[المُترجِمة]] التي أبداها عام 2004، حين قال "إنّ ما نبيعه لشركة كوكا كولا Coca-Cola هو الوقت المُتاح للدماغ البشري" " (ص. 92).

"Libero Zuppiroli, La Bulle universitaire Faut-il poursuivre le rêve américain ? (Lausanne : Éditions d’En Bas, 2010) " (ص. 93).

"كلمة "فيتش" Fetish تشير إلى الوثن المعبود الذي عادة ما يكون موضع اعتقاد لكثير من الشعوب البدائيّة، التي تؤمن بقدراته السحريّة أو الغيبيّة على الحماية أو التوفيق أو الشفاء، كما قد تشير الكلمة إلى تميمةٍ أو تعويذةٍ تؤدّي ذات الغرض، والإثنان يُستخدمان في الطقوس الجماعيّة عادة. يُذكر أنّ سيغموند فرويد Segmund Freud، رائد التحليل النفسي، قد وضع عام 1927 دراسةً حول الموضوع بعنوان Fetishism، مع ربطه بعناصر اللاوعي لدى الإنسان" [المُترجِمة] (ص. 93).

"Lisa-Marie Geravais, ‘Malade, L’université’, Le Devoir, March 10,2012" (ص. 94).

أن تفقِد عقلَك

"جورج سيميل Georg Simmel (1858-1918) هو أستاذٌ جامعيٌّ وفيلسوفٌ وعالم اجتماعٍ ألمانيّ. له اهتمام خاصّ بتحليل الحياة الحَضَريّة في فترات التحوّل من القرية إلى المدينة الحديثة metropolis في بدايات القرن العشرين، وما اختلط بها من تطوّر التصنبع، ثمّ ما نتج عن ذلك من مظاهر عدّها سلبيّة، كالإستلاب والعزلة والإستقلال الفردي والعقلنة والفكر الحسابي وتقسيم العمل والإقتصاد النقدي" [المُترجِمة] (ص. 94).

"Georg Simmel, ‘The Concept and Tragedy of Culture’, tr. Mark Ritter and David Frisby, In Simmel on culture: Selected Writings, ed. David Frisby and Mike Featherstone (Landon, Thousand Oaks and New Delhi: SAGE Publications, 1997), pp. 55-75" (ص. 94).

"لقد ابتعدنا كثيرًا عن عمليّة المعرفة the process of knowing، أي العمليّة التي نكتشف بمقتضاها وعينا وما هو قادرٌ عليه من خلال "سعادة الشخص المبتكِر بعمله، صغيرًا أم كبيرًا". فعندما يتعلّق الأمر بالشخص المبتكِر، فإنّه، وفقًا لسيميل Simmel : "بالإضافة إلى تفريغ توتّره الداخلي، إثبات القوّة الشخصيّة، والرضى الناجم عن إشباع حجة، هناك أيضًا ضربٌ من الرضى الموضوعيّ بحقيقة أنّ هذا العمل صار الآن موجودًا، وأنّ عالَم الأشياء ذات القيمة أصبح الآن أكثر غنًى بهذه القطعة الخاصّة" " (ص. 95).

"جورج هيغل Georg Hegel (1770-1831) هو من كبار الفلاسفة الألمان ومن مؤسّسي الفكر المثالي الألماني. كان أثره الأكبر يتمثّل في ترسيخ أسس "المنهج الجَدَليّ" Dialectics الذي يتمثّل في "الأطروحة" thesis (الفكرة الأصل التي تمثّل منطلق الجدل)، "الأطروحة النقيضة" anthesis (أي التعارض أو التنازع بين قانونيْن أو مبدئيْن فلسفيّين عند تطبيقهما عمليًّا، شريطة أن يكونا قائميْن، أصلاً، على مقدّمات مُتعادلة في الصحّة)، ثمّ "التوليف" بين الإثنين synthesis. ويُنظر إلى هيغل Hegel باعتباره آخر الفلاسفة الكبار، ولأفكاره أثرٌ ملموسٌ في كثير من أعمال الفلاسفة الذين أتوا من بعده. كان كتابه "فينومينولوجيا الروح" Phénoménologie de l’esprit واحدًا من أهمّ أعماله وأشهرها" [المُترجِمة] (ص. 95).

صُنّاع الرأي العِلميّ

"كيبيك Quebec هي إحدى مقاطعات كندا، وأكبرها مساحة" (ص. 97)

"Edelman, ‘Strategic Plan : Québec, May 20, 2014, www.greenpeace.org/canada, p.25" (ص. 98).

"Greenpeace Canada, ‘Leaked Documents Show TransCanada Planning Dirty Ticks Campaign to Support Energy East Pipeline’, Nov. 18, 2014, www.greenpeace.org/canada" (ص.98)

" " من أين يأتي الخبير وما هي خطّته المهنيّة؟ هل يعمل في القطاع العام؟ إن كان الأمر كذلك، فهل يعتزِم البقاء فيه حتّى نهاية مسيرته المهنيّة، أم أنّه يرغب بالإنتقال إلى القطاع الخاص؟ من يموّل المختبر الذي يعمل فيه، سواء كان هذا المختبر عامًا أو خاصًا؟ من الواضح أنّ الخبير ليس مستقلاًّ، وأنّ عمله ينبغي تشكيله وفق طبيعة التمويل الذي يحصل عليه [Éric Eugène, Le lobbying est-il une imposture ? (Paris : Cherche-Midi, 2002)]" (ص. 99).

إنّه مُمِلّ، إنّه علميّ

"الأصل كما ورد في النّص الفرنسي هو on verra de quel bois je me chauffe (الذي يُترجم إلى: "سنرى من أيّ حطبٍ سأتدفّأ")، في إشارةٍ إلى المثل الفرنسي montrer de quel bois on se chauffe، وهو يُستخدم للتعبير عن المَحكّ الذي يُظهر قدرات الفرد، أو التصرّف وفقًا للظروف المتغيّرة" [المُترجِمة] (ص. 100).

"موريس بلانشو Maurice Blanchot (1907-2003) كاتب وروائي وناقد فرنسي، له رؤًى فلسفيّة كانت ذات تأثير بارز على فلاسفة ما بعد الحداثة، مثل ميشيل فوكو Michel Foucault وجيل دولوز Gilles Deleuze ورولان بارت Roland Barthes وجاك دريدا Jacques Derrida. من أبرز أعماله "توما الغامض" Thomas l’Obscur، "الإنسان الأخير" Le Dernier homme، و"كتابات الفاجعة" L’Ecriture du désastre" [المُترجِمة] (ص. 100-101).

"جاك دريدا Jacques Derrida (1930-2004) فيلسوف فرنسي من يهود الجزائر ومن مواليدها. اشتهر بتقديم مفهوم "التفكيك" Deconstruction في تحليل النصوص والخطاب. تناول الكثير من القضايا الإشكاليّة بالدراسة والتحليل، مع تركيز خاص على اللغة والأدب والسياسة و الأديان والجماليّات والأخلاق وعلم النفس. كان لِدريدا Derrida أثرٌ كبيرٌ على معاصريه وعلى من جاؤوا بعده من الفلاسفة والمفكرين، إذ كان خصب الإنتاج، فكُتُبُهُ تنيف عن الأربعين كتابًا (من أهمّها "في علم الكتابة" Of Grammatology و"الكتابة والإختلاف" Writing and Difference)، إضافة إلى الكثير من المقالات" [المُترجِمة] (ص. 101).

"جاك لاكان Jacques Lacan (1901-1981) هو واحدٌ من أهمّ أعلام التحليل النفسي في فرنسا. كان متخصّصًا في القراءات التفسيريّة والنقديّة – والتحويريّة أحيانًا – لأفكار رائد التحليل النفسي سيغموند فرويد Sigmund Freud (حيث بدأ من شعار "العودة إلى فرويد") وعُرِف بإحداث تغييراتٍ عميقةٍ وهامّةٍ في هذا العلم وفي طرائقه" [المُترجِمة] (ص. 101).

"جوليا كريستيفا Julia Kristeva (1941-) هي فيلسوفة فرنسيّة من أصلٍ بلغاريٍّ، ذات اهتمام بالأدب والنقد واللّسانيّات وتاريخ الفنون والتحليل النفسي. تُعتبر كريستيفا Kristeva من أبرز مُنظّري الحركة البنيويّة Structuralism، كما أنّها ناشطةٌ في الفكر والحركة النسويّين Feminism[المُترجِمة] (ص. 101).

"في مقالةٍ له بعنوان "في مديح الأُمِيّ" In Praise of the Illiterate، يستحضِر هانز ماغنوس إنزنسبيرجر Hans Magnus Enzensberger الأصول البعيدة للمشكلة: " العمل على جعل الشعب متعلّمًا لا علاقة له بالتنوير. كان محسنو الثقافة وراهبوها الذين دعوا إلى ذلك مجرّد شركاءَ للصناعة الراأسماليّة، التي كانت تتطلّب من الدولة أن تُعِدَّ لها عمالةً ماهرةً جاهزةً لها... كان ضربٌ آخرٌ من التطوّر على المحكّ. لقد كان الأمر يتعلّق بترويض الأميّين، هذه "الطبقة الأدنى من الناس"، باستبعاد خيالهم وعنادهم. ومنذ ذلك الوقت فصاعدًا لم يتمّ استغلال قوّة عضلاتهم ومهاراتهم الجسديّة فقط، بل وعقولهم أيضًا" [Enzensberger, ‘In Praise of the Illiterate’, pp. 279-80. من الجدير بالذكر أنّ هناك مقالاً شهيرًا بهذا المعنى للشاعر الأسباني بيدرو ساليناس Pedro Salinas، يحذّر فيه من وضعٍ تعليميٍّ مشابه، يؤدّي إلى إنتاج من أسماهم بـــ "الأميّون الجدد". أنظر: Pedro Salinas, ‘The New Illiterates’, reproduced in : The Unesco Courier, no. 242, July 1990, pp. 42-45. وقد سبق لي ترجمة هذا المقال منذ بضع سنوات، بالإشتراك مع أحد الزملاء: ثابت خميس ومشاعل الهاجري، "الأمّيون الجُدُد" (في طور النشر)] [المُترجِمة]" (ص. 101-102)

"برنارد مادوف Bernard Madoff (1938-) رجل أعمال أمريكي، قام بعمليّة احتيال ضخمة جدًّا خلال الأزمة الماليّة عام 2008، من قبيل النّمط المعروف بــــ"خطّة بونزي" Ponzi Scheme (وهي عمليّة احتيال ذات طبيعة هَرَميّة، فيها، يقوم المشغّل المحتال بدفع العائد لمستثمريه القديمين ليس من الأرباح، التي لا وجود لها، ولكن من خلال رأس المال الجديد المدفوع من قِبَلِ مستثمريه الجدد، وهكذا دواليك)، وهي عمليّة تسبّبت في ضياع المليارات على الأطراف الضحايا، وتضرّرت منها بنوكٌ في عدّة دول، مثل سويسرا وفرنسا وأسبانيا وعداها. وقد ألقت السلطات الأمريكيّة القبض على مادوف Madoff، وتمّت محاكمته، فصدر الحكم عليه عام 2009 بالحبس لمدّة 150 عامًا، وهو الحدّ الزمنيّ الأقصى الذي يسمح القانون للمحاكم الأمريكيّة الحكم بالحبس في نطاقه" [المُترجِمة] (ص. 103-104).

"عالم الاجتماع الفرنسي المبرّز إميل دوركايم mile DurkheimÉ هو مؤسّس علم الاجتماع الحديث كما نعرفه اليوم. نتيجة لعدم إيمانه بالعلم التأملّي الخَليّ من النتائج، فقد كان منهج دوركايم يقوم على التنظير والتجريب معًا، وقد تعلّقت أهمّ مباحثه بموضوعات التربية والعمل والإنتحار. له عدّة مؤلّفات، من أهمّها "في تقسيم العمل الاجتماعي" De la division du travail social و"قواعد المنهج السوسيولوجي" Les Règles de la méthode sociologique[المُترجِمة] (ص. 104).

" " العَقْد الاجتماعي" Social Contract هي نظريّةٌ سياسيّةٌ تذهب إلى أنّ الفرد وُجِدَ تاريخيًّا قبل المجتمع، وكان يعيش حياةً حرّةً بالكامل إلى أن قرّر بإرادته التنازل عن جزءٍ من حرّيّته للسلطة من أجل تأمين احتياجاته، وذلك لاضطراره إلى العيش المُشتَرَك مع الآخرين بما يخلق "مجتمع"، وأنّ هذا المجتمع – لتأمين أمنه ومعيشته – قد تنازل بدوره لأحد أفراده عن جزءٍ من حرّيّاته مقابل اضطلاع الأخير بهذه المهامّ، ممّا ولّد عَقْدًا اجتماعيًّا سياسيًّا واقعيًّا يعطي هذا الفرد السلطة والسيادة على المجنمع، مقابل أن يكون هو مسؤولاً أمام المجتمع بشأن أداء مهامّه هذه، وهو العَقْد الإجتماعيّ الذي يؤدّي إلى إنشاء الدولة أو الكيان السياسي، فيصبح الحكّام مجرّد منفّذين لإرادة الشعب الذي يكون له الحقّ في إسقاطهم في أيّ وقت. كان كلٌّ من جون لوك John Lock وجان-جاك روسو Jean-Jacques Rousseau وإيمانويل كانط Immanuel Kant من أبرز من نادوا بهذه الفكرة، ولا شكّ أنّ في ذلك خروجًا عن فكرة "الحقّ الإلهي" Divine Right التي كانت مطبَّقةً في أوروبا قبل ذلك، والتي يذهب إلى أنّ الملوك إنّما يأخذون سلطاتهم من الرّبّ مباشرةً – ممّا يعني أنّهم مسؤولون أمامه فقط – وليس من الشعب" [المُترجِمة] (ص. 104-105).

"كانت لويز ميشيل Louise Michel (1830-1905) ثوريّةً فرنسيّةً من معتنقي الفكر اللاسلطوي (الأناركيّة Anarchy). وقد عملت بالتدريس، إلاّ أنّه بسبب إصرارها على اتّباع أساليبها الخاصّة في تعليم الأطفال فقد فُصِلَت من عدّة مدارس. لاحقًا، أصبحت إحدى ناشطي الحركة الراديكاليّة في باريس، ومن خطبائها المفوّهين. شاركت ميشيل Michel في أحداث كومينة باريس Paris Commune عام 1871 (وهي الحكومة الشعبيّة التي سيطرت على باريس لفترة قصيرة، غضبًا من خسارة فرنسا في حربها ضدّ بروسيا). وقد عاقبتها السلطات الفرنسيّة بأن نفتها إلى تامستعمرات للعمل هناك، ثمّ سجنتها إثر عودتها إلى فرنسا. يُؤثَرُ عنها أنّها كانت على فراش الموت حين علِمت بخبر اندلاع الثورة الروسيذة عام 1905، فقامت، ورقصت، ثمّ عادت فاستلقت على فراشها، قائلة: "الآن، أنا جاهزة للموت" " [المُترجِمة] (ص. 105).

"هربرت ماركيوز Herbert Marcuse (1898-1979) هو مفكّرٌ ألمانيٌّ أمريكيٌّ، كان عضوًا في "جماعة فرانكفورت الثقافيّة" Frankfurt School of Critical Theory (إلى جانب ماكس هوركهايمرMax Horkheimer  وثيودور أدورنو Theodor Adorno)، ومنظّرًا لليسار الراديكاليّ وحركات اليسار الجديد. كما كان ناقدًا حادًّا – ومتشائمًا – للهيمنة الصناعيّة باعتبارها تُحوِّلُ الإنسان إلى محض آلةٍ إنتاجيّةٍ ومن ثمَّ تنتهي به إلى وضع الإستلاب. من أهمّ كُتُبِهِ "العقل والثورة" Reason and Revolution و"الحضارة والرغبة" Eros and Civilization[المُترجِمة] (ص. 105)

" "الأوليغارشيّة" أو "الأوليغاركيّة" Oligarchy هي صورةٌ من صُوَرِ الحكم تكون السلطة السياسيّة فيه محصورةً بِيَدِ قِلَّةٍ متنفِّذةٍ؛ هُم إمّا ذوو مال، أو أملاك، أو نَسَب، أو نفوذ متوارَث، أو مناصب عسكريّة، دعم من جهات أحنبيّة، أو متحكّمين في وسائل إعلام، أو أحزاب، أو طوائف دينيّة. وفيها تقوم هذه القلّة بتسيير كلّ مقدَّرات الدولة من موارد وخُطط بما يخدم مصالحها وأهدافها دون بقيّة الشعب. وكان الفيلسوف اليوناني أفلاطون Plato هو أوّل من قدّم هذه الفكرة في كتابه "الجمهوريّة" The Republic الذي أشار فيه إلى ثلاثة أنظمة للحكم؛ هي الدولة المثاليّة (الجمهوريّة) ثمّ الدولة الديمقراطيّة وبعدها حكم الأوليغارشيّة، التي عادةً ما تنتهي إلى حكم للطغيان يسعى دائمًا إلى الإستئثار بالسلطة. هذا، ويلاحظ أنّ الأوليغارشيّة لو اقتصرت على ذوي الأملاك (كرِجال المال أو الصناعة أو أصحاب الأراضي الزراعيّة) لكانت تعني "حكم الأثرياء" فقط (بلوتوقراطيّة)، كما يلي أدناه، ولكن الأوليغارشيّة أوسع من طلك، كما تقدّم" [المُترجِمة] (ص. 105-106).

" "البلوتوقراطيّة" plutocracy أو plutarchy هي حكومة الأثرياء، وهي تقوم على يد ذوي الثروات الضخمة، الذين يُملون إراداتهم على سياسات الدولة من خلال ما يمتلكونه من وسائل المال والإعلام المؤثّرة والفاعلة، على اختلافها" [المُترجِمة] (ص. 106).

" "الشموليّة" totalitarianism هي مفهومٌ سياسيٌّ يُطلق على الدولة التحكّميّة، التي تحاول السيطرة على حياة الأفراد الخاصّة والعامّة معًا (منل النُّظُم الشيوعيّة والنازيّة والفاشستيّة)، وذلك من خلال التحكّم التام بمسائل الاقتصاد والتعليم والفنون والسلوكيّات العامّة، أو، وفقًا لتعبير الزعيم الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني Benito Mussolini: "كلّ شيء داخل الدولة، لا شيء خارج الدولة، لا شيء ضدّ الدولة". وبمقاربةٍ أدبيّةٍ، لعلّ في الرواية الشهيرة للكاتب الإنجليزي جورج أورويل George Orwell "1984" صورةً سياسيّةً جيّدةً حول طبيعة الحياة في ظلّ النظام الشمولي" [المُترجِمة] (ص. 106).

"عائلة ديسماريه Desmarais هي عائلةٌ ثريّةٌ تسيطر على أكبر مؤسّسات المال والإعلام في كندا، وطالما لعبت دورًا بارزًا في الحياة السياسيّة فيها" [المُترجِمة] (ص.107).

"فريدريش نيتشه Friedrich Nietzsche (1844-1900) هو فيلسوف ألمانيّ وأستاذ جامعيّ وعالم لغويّات، كان مفكِّرًا متفرّدًا، ذو تأثير كبير على الفلسفة الغربيّة كما نعرفها اليوم. انتقد نيتشه Nietzsche الفِكرَيْن لبمسيحي والمثالي وعارض القيم السائدة، حتّى اعتبر البعض فكرَه من الإرهاصات المبكّرة للنازيّة والفاشستيّة. كان صديقًا للموسيقار ريتشارد فاجنر Richard Wagner، حتّى أنّه وضع كتابًا عن موسيقاه، ولكنّهما تخاصما فيما بعد وانقطعت العلاقة بينهما. في أربعيناته، فَقَدَ قُواه العقليّة، وعاش في رعاية أسرته حتّى توفيّ. من أبرز مؤلّفاته: "هكذا تكلّم زرادشت" Thus Spoke Zarathustra، "هو ذا الإنسان" Ecce Homo، "ما وراء الخير والشرّ" Beyond Good and Evil، "أفول الأصنام" Twilight of the Idols، إضافة إلى أعمالٍ هامّةٍ أخرى" [المُترجِمة] (ص. 107).

"Gilles Deleuze, Two Regimes of Madness, ed. David Lapoujade, tr. Ames Hodges and Mike Taormina (New York: Semiotexte, 2006), p. 369" (ص.107).

"المورفولوجيا" Morphology هي علم التشكّل، الذي يُعنى بدراسة الشكل والبُنية، دونما اعتبار للوظيفة. بذلك، فموضوع الدراسة فيه يختلف باختلاف التخصّص. وغالبًا ما تتعلّق المورفولوجيا بدراسة الأشياء العضويّة، مثل موضوعات علم الخليّة أو علم الأنسجة أو علم التشريح. ومع ذلك، فقد تتعلّق بدراسة أشياءَ مثل غير عضويّة كما هي الحال مع الجيولوجيا (دراسة بُنية الصّخور)، أو حتى اللّغويّات أو النحت أو الحوسَبَة" [المُترجِمة] (ص. 108).

"هناك تفرقةٌ عُرفيّةٌ في مجال العمل بين العمّال "ذوي الياقات البيضاء white-collar" الذين يغلب وجودهم في قطاع الخدمات (كالأطبّاء والمهندسين والمدرّسين المحاسبين وموظّفي المكاتب)، وبين العمّال من "ذوي الياقات الزرقاء blue collar" الذين يعملون في مجال الإنتاج السِّلَعيّ عادةً (كعُمّال الوِرَش والمصانع) [المُترجِمة] (ص. 109).

"C. Wright Mills, White Collar : The American Middle Classes (New York : Oxford University Press, 1953), p. 151" (ص. 109)

الكتابة على طريق الخراب

"Kristen R. Ghodsee, ‘Ethnographes as Writers : A Light-Hearted Introduction to Academese’, Savage Minds : Notes and Queries in Anthropolgy (blog), https://Savageminds.org, Jan 4, 2015" (ص. 108).

"Steven Pinker, ‘Why Academics Stink at Writing’, Chronicle of Higher Eductation, Sept. 26, 2014" (ص. 111).

"في عام 1959 خرج عالم اللغة زيللج هاريس Zellig Harris بمصطلح "الميتا-خطاب" metadiscourse، الذي استخدمه للإشارة إلى المعلومات ذات الصفة الثانوية في النص. وبذلك، فإنّ مصطلح "الميتا-خطاب" هو مصطلحٌ شاملٌ يضمّ جميع الأدوات اللّغويّة التي يستخدمها الكاتب لتنظيم نصّه والتفاعل مع القارئ، وذلك من حيث إبداء آرائه وتوجّهاته بشأن كلِّ من لنصّ الذي يكتبه وبشأن القارئ معًا. ويتعلّق مفهوم "الميتا-خطاب" بوجود نوعين من المعاني، هما المعنى الموضوعيّ propositional meaning أوّلاً (وهو المعنى الذي يزوّد القارئ بالمعلومات الأساسيّة عن الموضوع)، والمعنى الميتا-خطابيّ metadiscoursal meaning ثانيًا (أي الأدوات اللّغويّة التي يستخدمها الكاتب لنقل اتّجتهاته أو آرائه إلى القارئ أو لتوجيه القارئ). انظر: هالة راشد حسني، الميتا خطاب في قسم المناقشة في البحوث اللغويّة الإنجليزية والعربيّة: دراسة لغويّة مقارنة (الفيوم: جامعة الفيوم، كلية الأداب – قسم اللغة الإنجليزية، 2015)، ص. 2" [المُترجِمة] (ص. 112).

"في نقده لنظرائه، يتحدّى [ستيفن] بينكر [Steven] Pinker الإعتقاد العام الذي يذهب إلى أنّ كلّ خطابٍ علميٍّ هو شأنٌ داخليٌّ غامض، كما أنّه يرفض الإتّهام التقليديّ الذي يذهب إلى أنّ الباحثين يتعمّدون جعل لغتهم غامضةً بحيث لا يفهمها أحد. وفي حين أنّ هذا الشكّ قد يكون مبرَّرًا في بعض الأحيان، فإنّ الأمر، بالنسبة لبنكر Pinker ، يتعلّق بعوامل أخرى أكثر أهميّة. وواحدٌ من هذه العوامل يتمثّل في حقيقة أنّ الباحثين محبوسون بداخل الاقتصاد المؤسّسي والفكرة المقدّسة للأعمال العلميّة المُراجَعَة من قِبَلِ الأقران peer-reviewed scientific work، ممّا يقودهم إلى تطوير أسلوب كتابةٍ لا يهدف إلى الإتّصال أو التبادل، وإنّما إلى عرض الذات بطريقةٍ تتوافق مع بيئتهم. (ص. 113)

"ناومي كلاين Naomi Klein (1970-) هي صحفيّةٌ وكاتبةٌ كنديّة، لها مواقفُ مناهضةٌ للسياسات الليبيراليّة، وكتاباتٌ تحليليّةٌ عن العولمة والشركات متعدّدة الجنسيّات. أصدرت كلاين Klein عدّة كتبٍ شهيرةٍ حول هذه الموضوعات، منها "من دون علانة تجاريّة" No Logo و"أسوار ونوافذ" Fences and Windows و"عقيدة الصدمة" The Shock Doctrine[المُترجِمة] (ص. 114).

"جريج بالاست Greg Palast (1952-) هو صحفيٌّ يعمل في مجال الصّحافة الإستقصائيّة investigative journalism لكلٍّ من هيئة الإذاعة البريطانيّة BBC وصحيفة الجارديان The Guardian الإنجليزيّة في عدّة موضوعات، مع تركيزٍ خاصٍّ على اتّحادات العمل، حماية المستهلك ومخالفات الشركات الكبرى" [المُترجِمة] (ص. 114).

مثقّفون صغار

"سوبرمان Superman هي شخصيّة قصصيّة لرجلٍ جبّارٍ آتٍ من كوكب آخر وذي قدراتٍ جسديّةٍ وفكريّةٍ خارقةٍ، يعيش حياةً مزدوجةً يكون في الجانب السرّيّ منها رجلاٌ مسالِمًا (هو كلارك كنت Clark Kent الخجول، الذي يُخفي جانبَه القويّ). وقد وضع هذه الشخصيّة الخياليّة كلٌّ من الأمريكيَّيْن جيري سيغل Jerry Siegel وجو شستر Joe Shuster، ونشرتها منشورات دي سي كوميكس DC Comics في قصصٍ مصوَّرةٍ للأطفال، عام 1938. وقد نجحت شخصيّة سوبرمان Superman نجاحًا كبيرًا، حتّى أنّها تُرْجِمت إلى كثيرٍ من لغات العالم، إضافةً إلى ما تمّ إنتاجه عنها من مسلسلاتٍ تلفزيونيّةٍ وأفلامٍ سينمائيّةٍ [المُترجِمة] (ص. 115-116).

"Marshall McLuhan, The Mechanical Bride : Folklore of Industrial Man (Berkeley : Gingko Press, 2002), pp. 102-103" (ص. 116).

" "البراغماتيّة Pragmatism (وتُسمّى أيضًا العملانيّة أو الذرائعيّة) هي اتّجاهٌ فلسفيٌّ يربط بين كلٍّ من النظريّة والتطبيق ولا يفصل بينهما، فيُقرّر أنّ الأفكار لا تتحدّد قيَمها إلاّ من خلال جدواها كما تُبيّنها الممارسة العمليّة. ساد هذا الإتّجاه في الفكر الفلسفيّ الأمريكي، فكان شارل ساندرس بيرس Charles S. Peirce (1839-1914) هو أوّل من ابتكر كلمة "البراغماتية"، وذلك في مقالته الشهيرة "كيف نجعل أفكارنا واضحة؟" How to Make Our Ideas Clear، وكان من أبرز المُنظّرين له هما وليام جيمس William James وجون ديوي John Dewey، ثم تلاهم آخرون مثل ريتشارد رورتي Richard Rorty وهيلاري بتنام Hilary Putnam وغيرهم" (ص. 117-118).

"كان الكتاب الشهير "ليفياثان" Leviathan (والتسمية مُستقاة من الوحش التوراتي المشار إليه في العهد القديم) هو المساهمة الأهم للفيسلوف الإنجليزي توماس هوبز Thomas Hobbes (1588-1679)، الذي يعتبر من أبرز فلاسفة القرن السابع عشر في مجال الفكر القانوني، حيث وضع أسس الكثير من الأفكار التي لاقت الانتشار في كثير من نظم العالم. يناقش الكتاب فكرة الدولة المُسيطِرة، من خلال مقدّماتٍ تتمثل في فكرة "القانون الطبيعي" natural law. ويذهب هوبز Hobbes إلى أنّ الناس في حالة الطبيعة – أي الحالة السابقة على تكوين الدولة السياسية – يبحث واحدهم عن مصالحه الخاصة بأنانية، وعلى رأسها البقاء أولاً ومن بعده المغانم والمجدـ، فيستأثر كلّ منهم بما يتمكن منه، ومن هنا خرج بفكرة "أنّ الإنسان ذئب ٌلأخيه الإنسان" homo homini lupus. وهكذا، فهوبز Hobbes يرى أنّ الإنسان ليس مَدَنيًّا بطبعه (بخلاف ما يذهب إليه أرسطو)، إذ لو تُرِكَ الناس دون قانون فسيصبح "الكلُّ في حربٍ مع الكلّ" the wear of all against all. من هنا، لا بدّ من نزول الأفراد عن حقوقهم لسلطةٍ مركزيّةٍ تتمثّل في السلطان باعتباره مصدر الحُكم والعدالة، وهكذا فإنّ كلّ شيء، وفقًا لهوبز Hobbes، يخضع لإدارة السلطان وحُكمَه المُطلَق" [المُترجِمة] (ص. 118).

"[...] وقد قامت ماري بينيلد Marie Bénilde بتشريحٍ قاسٍ للدور الذي لعبه البحث الجامعي في مداهنة عقولنا والتلاعب بها، وذلك بواسطة علم النفس psychology، علم الأعصاب neurology، والسيميائيات semiology، ["السميولوجيا" Semiotics (وتُسمّى أيضًا السيميائيات أو علم العلامات، من الكلمة الإغريقيّة semeîon التي تعني "العلامة") هو علمٌ ظهر في بدايات القرن العشرين، ليدرس أنساق العلامات والإشارات، سواءٌ كانت لغويّةٌ أو رمزيّة، وسواءٌ كانت طبيعيّة (كأصوات الحيوانات أو ظواهر الطبيعة) أم اصطناعيّة (كاللّغات والأيقونات والحركات والتعليمات والرقص والطقوس). وفي حين أنّ "السيميولوجيا" Semiotics تدرس العلامات أو الأدلّة اللغوية وغير اللغوية، فإنّ "اللسانيّات" Linguistics تعدّ جزءًا من السيميولوجيا، إلاّ أنّ هذه اللّسانيّات لا تدرس سوى الأدلّة أو العلامات اللغويّة وحدها، ممّا يعني أنّ المنهج السيميائي اللغوي – تحديدًا – يقوم على تفكيك النّص ودراسة بُنيته باعتباره نظامًا من العلامات الّغويّة، التي تستند إلى "علم الدلالة" Semantics الذي يدرس المعنى، والقائم على ركيزتيْن دلاليّتيْن أساسيّتيْن، هما "الدال" (signifier) الذي يمثّل الشكل/الصوت و"المدلول" (signified) الذي يمثّل المعنى/الفكرة (فذِكر الشمس الساطعة هي علامة حرارة الطقس، والإشارة إلى انتشار البثور على الجسد هي علامة المرض). والرائد المؤسّس لهذا العلم هو السويسري فرديناند دي سوسير Ferdinand de Saussure، كما يُعتبر كلّ من تشارلز ساندرز بيرس Charles Sanders Peirce وفلاديمير بروب Vladimir Propp ورولان بارت Roland Barthes وأومبيرتو إيكو Umberto Eco من أبرز من ساهموا في تطويره. ومن المثير للإهتمام ما يبدو من أنّ هذا العلم، الجديد، كانت له إرهاصاتٌ ما في الموروث العربي، إذ ورد في القرآن الكريم "سيماهم في وجوههم من أثر الجسود" (سورة الفتح، الآية 29)، كما قال الشاعر أرطاة الفزاري (لبمُلقّب بالبكّاء): "غلام رماه الله بالخير يافعُا / له سِيمِياءٌ لا تشقّ على البصر". وقال النابغة الجعدي: "ولهم سيما إذ تبصرهم / بيّنت ريبةَ من كان سأل". هذا، وفي مقدّمته الشهيرة، الخاصّة بكتابه المُعَنْوَن "تاريخ العِبَر وديوان المُبتدأ والخَبَرِ"، وتحت عنوان "علم أسرار الحروف"، أشار ابن خلدون إلى "علم السيمياء" باعتباره علمًا للطلاسم يستخدمه بعض المتصوّفة [المُترجِمة]أ] ناهيك عن علوم الحاسب الآلي comptuer science، الهندسة engineering، التسويق marketing، وإدارة الأعمال business management [Marie Bénilde, On achète bien les cerveaux : La publicité et les médias (Paris : Liber/ Raison d’agir, 2008)]. والأمر صحيح، فمع ظهور العمليّات العصبيّة neuro-aesthetics - وخصوصًا السينمائيّات العصبيّة neurocinematics المطوّرة من قِبل عالِم النفس يوري هاسون Uri Hasson من جامعة برنستون Princeton University - ما عاد القصّ يستند إلى "الشفقة والرعب"، هذه العناصر ذات الطراز القديم التي ادّعت لنفسها قوى تطهّريّة cathartic power ["التطهير" Catharsis هو مصطلحٌ يجد أصله في اللفظ اليوناني Katharsis، ويفيد معاني التنظيف أو التنقية النفسيّة. ويقوم هذا التطهير على المفهوم الفلسفيّ الذي خرج به أرسطو، والذي يذهب إلى اعتبار الإنفعال الذي تستثيره كلّ من الفنون (كالمسرح والموسيقى) أو الآداب أو الإحتفالات الطقوسيّة هو في حقيقته ممارسةٌ تطهّريّةٌ تخلّص النفس من المشاعر الضارّة وتفرّغها من الانفعالات المكبوتة، وذلك لدى الطرفين، الممارس والمتلقّي معًا. وقد كان المعنى القديم للكلمة يرتبط بلفظ Pharmakos اليوناني الذي يعني العقار والسّم معًا، أي معالجة الداء بالداء، ويعود ذلك إلى زمنٍ أسبق، هو زمن الأساطير والقصائد الأولى وما كان يصاحبها من ممارساتٍ طقوسيّةٍ ذات وظيفةٍ علاجيّة، الأمر الذي أدّى لأن يقال معه إنّ "الفنون صيدليّة". انظر في ذلك: رضا الأبيض، "الأدب علاجًا"، مجلّة الجديد، سبتمبر/أيلول 2018، العدد 4، ص. 118. هذا، وقد قام الفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه Friedrich Nietzsche (1900-1844) بربط مفهوم التطهير بالطقوس، كما أدخله عالِم النفس النمساوي سيغموند فرويد Sigmund Freud (1865-1939) في مجال التحليل النفسي. ومن الأهميّة بمكان الإشارة إلى أنّنا نجد الفكرة ذاتها عند الفيلسوف المسلم الفارابي (874-950)، الذي كان يُسمّى "المُعلِّم الثاني" (بعد أرسطو؛ "المعلّم الأوّل"). – [المُترجِمة]. انظرZere S. Shakerimova et al, ‘Psychotherapeutic Function of the Kazakh Traditional Music', International Journal of Environmental & Science Education, 2016, Vol. 11, No. 17, p. 10322] لخلق حالةٍ يمكن أن يتماهى معها المشاهد، وإنّما صار يستند إلى تحليلٍ ثاقبٍ لقِشرة الفصّ الجبهيّ medial prefrontal cortex، هذا الجزء من الدماغ الذي يضيء في اللّحظة التي يقول فيها المشاهد لنفسه "هذا أنا بالضبط!" حتى عندما ينظر إلى مشاهدَ وقصصٍ مختلفةٍ بدرجةٍ كبيرةٍ. إنّ مجموعات التركيز focus groups ما عادت تمثّل استطلاعًا لما يحبّه أو ما لا يحبّه مُشاهدون مُختارون بعناية. وبخلاف ذلك، صار التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي functional magnetic resonance imaging يُستخدَم لدراسة استجابات عقول المشاهدين" (ص. 119-121).

أن تلعب اللعبة

"لقد صارت العلاقات بداخل الجامعة مؤذيةً إلى درجةٍ كبيرةٍ حتّى أنّ عالم الاجتماع أليكساندر أفونسو Alexndre Afonso - الذي يُدرّس في قسم الاقتصاد السياسي في كينجز كوليدجز King’s College في لندن، والذي دَرَسَ بِنَى تهريب المخدّرات – لا يتردّد في مقارنة الأنماط المؤسّسيّة للجامعة بتلك الخاصّة بالجريمة المُنظّمة organized crime. فبحثُه المُعنوَن "كيف تشبه الأكاديميا عصابة المُخدِّرات" How Academia Resembles a Drug Gang، والمنشور عام 2013 على موقع جامعة لندن للإقتصاد والعلوم السياسيّة على الإنترنت London School of Economics and Political Science، يُقارن بين الدخول المتفاوِتة بشكلٍ كبيرٍ في شبكات التهريب – التي يكسب فيها بائعو الشوارع "أجرًا" بائسًا فيما الأرباح يحصِدها الزعماء الكبار – ونظام التعويض المالي السائد في الجامعة. ويتساءل أفونسو Afonso عن السّبب الذي يدفع البعة الصّغار للعمل مقابل أجرٍ يقلّ أحيانًا عن الحدّ الأدنى للأجور [مبدأ "الحدّ الأدنى للأجور" minimum wage يعني قيمةً ماليّةً تُحدّدها تشريعات العمل للعمل المُؤدّى خلال عددٍ معيّنٍ من الساعات، فلا يكون لربّ العمل أن ينزل عنها في الأجر الذي يدفعه لعامله، حتّى وإن اتّفق الطرفان على أقلّ منه. وهذا الحدّ الأدنى للأجور يتقرّر لحماية العمّال من آثار التّضخّم في الاقتصاد، من خلال الرّبط بين مستوى الأجر ومستوى الزّيادة في الأسعار، وكذلك لتحقيق التّكافؤ في المنافسة بين المشروعات (فتكون المنشآت على قدم المساواة في ميدان المنافسة من حيث عدم وجود تفاوتٍ واضحٍ في الأجور المدفوعة للعمّال الذين يقومون بذات العمل). انظر: مشاعل عبد العزيز الهاجري، قانون العمل الكويتي الجديد – السّمات المنهجيّة والمُستحدثات الموضوعيّة: دراسة انتقاديّة للقانون رقم 6 لسنة 2010 في شأن العمل في القطاع الأهلي (الكويت: شركة آفاق للنشر والتوزيع، 2017). – [المُترجِمة].]. ويكمن الجواب، كما يقول، في أنّ "الدافع الأساسيّ للناس للبقاء في هذا المجال هو فرصة الثّروة المستقبليّة، بدلاً من المدخول الحاليّ وظروف العمل. فباعة المخدّرات من المرتبة الأدنى يتنازلون عن المدخول مقابل ثروةٍ مستقبليّةٍ (غير محقّقة) ... إنّهم على استعدادٍ لواحدةٍ من اثنتين؛ إمّا أن يصبحوا أغنياء وإمّا أن يموتوا وهُم يحاولون تحقيق ذلك" [Alexandre Afonso, (How Academia Resembles a Drug Gang’, LES Imapct Blog, http://blogs.lse.ac.uk/impactofsocialsciences, Dec. 11,2013] " (ص. 122-123).

"[Marie-àve Maillé, ‘Ma réaction à la table ronde sur le doctorat envoyé à l’équipe de Médium large’, lettre published on social media, May 20, 2015]" (ص. 124).

"[Tiphanie Riviere, Carnets de thèse (Paris : Editions du Seuil, 2015] (ص. 124).

"[ترتبط " البطالة" unemployment بالدّورة الاقتصاديّة للدُول economic cycle، حيث تزداد نِسَبُها في حال حدوث أزماتٍ اقتصاديّةٍ مؤقّتةٍ، سواء كانت ناجمةً عن عوامل داخليّة (الركود الاقتصادي، إجراءات التوظيف، عدم التوافق بين مُخرَجات التعليم وسوق العمل)، أو عوامل خارجيّة (كتأثير منظومة الاقتصاد العالمي). فإذا ما نشطت الدّورة الإقتصاديّة، انعكس ذلك على الاقتصاد المحليّ، فتتوفّر فُرَص العمل وتنخفض نسبة العاطلين عن العمل في المجتمع. أنظر: محمد عبد الله البكر، "أثر البطالة في البناء الاجتماعي للمجتمع"، مجلّة العلوم الإجتماعيّة (جامعة الكويت)، العدد 2، المجلّد 32، 2004، ص. 264. – [المُترجِمة].] (ص. 125-126).

[Mohamed Harfi, Les difficultés d’insertion professionnelle des docteurs, Bureau du premier ministre de la République française, Commissariat général à la stratégie et à la prospective, Oct. 2013, www.letudiant.fr ] (ص. 126).

[المافيا Mafia هو اسم يُطلق على العصابات الإيطاليّة، لا سيّما تلك التي تمارِس نشاطها في صقلّيّة Sicily. وبمرور الوقت، صار هذا الإسم تسمية جامعة تُطلق على عصابات الجريمة المنظَّمة حول العالم بشكلٍ عامٍّ. – المُترجِمة].] (ص. 126).

[Paul Allen Anderson, ‘The Game is the Game : Tautology and Allegory in the Wire’, Criticism 52, 3-4 (Summer-Fall 2010).] (ص. 126).

"تبدو 'اللعبة'، في المقام الأوّل، وكأنّها مجموعةٌ من القواعد والإجراءات غير المكتوبة ذات الطبيعة المعتادة، وإن كانت غير سميّة، والتي يجب اتّباعها في بيئةٍ معيّنةٍ حتّى يمكنك تحقيق أهدافك. ويشمل 'لعب اللعبة' المشاركة في بعض الطقوس (كالظهور في فعاليّةٍ مسائيّة، التبرّع بشكلٍ علنيٍّ لجهةٍ خيريّةٍ معيّنة، تهنئة زميلٍ على كتابة مقالٍ ممتازٍ أنت لم تقرأه أصلاً)، ورغم أنّ هذا ليس إلزاميًّا، إلاّ أنّه سوف يُثبِت ولاءك للمجموعة، الشبكة، أو المؤسّسة. ومع ذلك، فالجانب الخفيّ من هذه الطقوس الإجتماعيّة هو جانبٌ عنيفٌ. فعدمُ الولاء يُعاقَب بالموت، إمّا رمزيًّا أو برصاصاتٍ حقيقيّة، إذ إنّ هذه القواعد غير المكتوبة تُطبَّق على يدِ سلطةٍ عديمة الرّحمة. ولأنّ القواعد ليست واضحةً دائمًا، فإنّ 'اللعبة' ذلتها ليست واضحة؛ بل إن حتّى وضع قواعد 'اللعبة' – بحدّ ذاته – لعبة. وأخيرًا، فإنّ 'اللعبة' هي أقرب ما تكون كمجموعةٍ من القواعد منها إلى ديناميكيات سلطةٍ وضعها لاعبون يحاولون فرض قواعدهم على الآخرين.

و'اللّعبة'، في حقيقتها، تأتي على وجهين. إنّها تبدو كرياضة، أو كحربٍ (مُستتِرة)، ضمن إطارٍ لا وضوح فيه. وفي هذه 'اللّعبة' الخالية من القواعد عمومًا، فإنّ كلّ شيءٍ يُقبل. نحن نعرف سلفًا بأنّ 'اعب اللعبة' يعني الإبتعاد عن المجال المعتاد: فقد تنطوي على غشّ، أو التصرّف وفق نهجٍ أخلاقيٍّ قاسٍ قد ينطوي على عنفٍ علنيٍّ أو حتّى جريمة. ومن المسلَّم به أنّ البعض سوف يتمّ الإمساك بهم، ومع ذلك فالخسارة لا تضع حدًّا للّعبة؛ على العكس، إنّها جزءٌ منها، فالأمر أشبه بالوقوف في مربّع 'اذهب إلى السجن' Go to Jail [يُراد بهذا التشبيه الإشارة إلى لعبة 'مونوبولي' Monopoly (الإحتكار)، وهي لعبة لوحيّة board game شهيرة ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1904، وتدور فكرتها حول قيام اللاعبين ببيع وشراء عقارات وشوارع ومعالم مدنية أخرى، وبناء البيوت والفنادق عليها، مع المخاطرة المستمرّة بالتعرّض للخسارة من خلال الإلزام بدفع الضرائب أو الحكم بالذهاب إلى السجن، وكلّ ذلك من خلال رمي اللاعبين للنرد بحركاتٍ متتابعة. ويتمثّل غرض هذه اللعبة بفوز اللاعب الذي يتمكّن من مراكمة القدر الأكبر من الثروة، ومن ثَمّ فإنّ هذه اللعبة رمزٌ للرأسماليّة في أوضح حالاتها" – [المُترجِمة].]، لأنّ السجن أو الخطر هما أمران لا تعدو معهما أن تكون مجرّد احتمالاتٍ يوميّة. فإذا تبيّن أنّ خطّة أحدهم قاتلةٌ لنا، فإنّنا سنسقط ونحن نحاول كسب المنحة أو المنصب الذي نستحقّه قانونًا. 'هييه، إنّها اللّعبة' Yo, it’s the game. وتتضمّن 'اللعبة' تراتبيّات hierarchies من القواعد، تتراوح من النُّظُم التقليديّة الحازمة إلى تلك العدوانيّة. وقد تكون هنالك مجموعةٌ من القواعد ذات العلاقة بالولاء، وأخرى من الإجراءات العقابيّة للتعامل مع الأخطاء، وطردٌ عشوائيّ عندما يُداهمك أمرٌ معادٍ يفرض عليك مجموعةً جديدةً من القواعد المطبّقة على "اللّعبة" ككلّ" (ص. 127-128).

"يقول فارلام شالاموف Varlam Shalamov، الذي يعرف عمّا يتحدّث، إنّك لا تستطيع أن ترتجِل طريقك إلى الأعلى في "اللّعبة"؛ فالبراعة هي مسألةٌ لا بدّ من التمكّن منها. في مقالٍ له بعنوان "سكيتشات من عال الجريمة"، كتب شالاموف Shalamov: "إنّ لشيءٌ غير كافٍ أن تسرق فقط، إذ ينبغي أن تنتمي إلى "نظام" (من الدجّالين بالوراثة)، وهو أمرٌ يتحقّق ليس فقط من خلال السرقة أو القتل. بالتأكيد، لا يُمنَح كلّ صاحب "وزنٍ ثقيلٍ" وكلّ قاتلٍ مرتبة شرفٍ بين الدجّالين فقط لأنّه اتّفق أن كان سارقًا أو قاتلاً. فلهؤلاء (أي القائمين على اللّعبة) "حُماةٌ" خاصّون للنقاء الأخلاقي، كما أنّ لديهم "أسرارَ المهنة" ذات أهميّةٍ كبرى وهي التي يعملون وفقًا لها... إنّ القوانين العامّة لهذا العالَم (هي، مثل الحياة ذاتها، عُرضةٌ للتغيير) [ Varlam Shalmov, Ocherki Prestupnogo mira (Sketches of the Criminal World), https://Shlmov.ru. This Paragraph was translated from the Russian by John Woodsworth]" (ص.129).

" 'اللّعبة' هي كنايةٌ euphemism عن نظامٍ سياسيٍّ آخر: نظامٌ ذو بُنيةٍ قائمةٍ بشكلٍ سيّءٍ، لا يمكن الحديث عنه حتّى من قِبَلِ من يقومون على حِفظه سنةً بعد أخرى، اعتباطيّ، غير قابلٍ للتوقّع، وطبعًا: غير ديمقراطيّ إلى حدٍّ كبيرٍ. قلاديمقراطيّة تعني القدرة على مناقشة القواعد مع الآخرين، تبريرها، وتوضيح مدى شدّتِها عند التطبيق. إنّ نموذجنا، الدّجّال الأستاذ، يُموْضِع نفسَه أوّلاً في علاقةٍ مع نظامٍ نفسيٍّ لصنع قانونٍ ينتمي إليه وحده: إنّه مبنيٌّ على ديناميكيّات السّلطة التي يمكنه تأسيسها. فالقواعد الرسميّة من قوانين ولوائح وبروتوكولات يمكن أن تستمرّ في الوجود، طبعًا، إلاّ أنّه من المقدَّر لها إمّا أن تُخْرَقَ وإمّا أن تُوَظَّفَ كأداة. في جميع الأحوال، فإنّ اللاّعبين ذوي النفوذ هم في موقعٍ يسمح لهم بالإسراف على 'اللّعبة'. ويمكِن لهؤلاء، باعتبارهم المؤسّسين لديناميكيّات 'اللّعبة'، استخدام القوانين الرسميّة للتغلّب على الخصم، أو للطعن في مصداقيّة فكرة، أو لسحق حركةٍ شعبيّةٍ. وكلُّ من يقول لنفسه 'أنا لا أعيش بالطريقة التي تعيش وفقها أنت، فلديّ حياتي الخاصة ذات القوانين الأخرى، والاهتمامات الأخرى، والتعريفات الأخرى للشرف' فإنّه بطريقته الخاصة، دجّال أستاذ آخر. وفقًا لشالاموف فإنّ 'الأخلاق' المترتّبة على هذه الطريقة في الحياة تنطوي على تعسّف ضدّ الآخرين وفقًا لفلسفةٍ تحطّ من قيمتهم" (ص. 129-130).

"إنّ 'لعب اللّعبة' يعني إعادة تأسيسها بطريقتك الخاصّة، أن تدّعي جزءًا منها لنفسك، أن تعزّز ما تعتقد أنّه من قواعدها، وأن تُسجّل النقاط من خلال إيجاد أشخاصٍ آخرين تتعسّف ضدّهم أو تخدعهم. يستمرّ الأشخاص التافهون بطلب المزيد؛ إنّهم يُحِبّون أن يُبيّنوا أنّ أحدًا لا يستطيع أن يُظهرهم بمظهر المغفّلين، وهُم سيقومون بأيّ شيء لتجنُّب أن يُلقى بهم خارج 'اللّعبة'. هذه هي العقول القويّة التي 'تفهم' المطلوب. بطبيعة الحال، فإنّ مقاربتهم الإستراتيجيّة – والعُدوانيّة أحيانًا – تزيل من 'اللّعبة' كلّ احتمالٍ للفكر النزيه. إنّ سيطرتهم تقود إلى الموت الإجتماعيّ للفكر، لا محالة" (ص. 130).

[Michel Seymour, Une idée de l’université (Montréal : Éditions du boréal, 2013)] (ص. 131).

["الجنّة الضريبية" tax haven (وقد تُسمّى أيضًا الملاذ الضريبي) هي بلد أو منطقة في بلد يتقرّر جعلها ذات نظامٍ ضريبيٍّ مرن، سواءٌ عن طريق فرض معدّلات ضرائبَ منخفضة القيمة أو منح إعفاءاتٍ ضريبيّةٍ على أُسسٍ تشجيعيّةٍ أو عدم فرض أيّة ضرائب على الإطلاق، ممّا يشكّل عامل جذبٍ للعملاء حول العالم. إذ يقوم الأفراد والشركات الراغبون في التخلّص من دفع الإلتزامات الضريبيّة في دُولهم بنقل رؤوس أموالهم إلى تلك الجنان الضريبيّة ويودعونها في مصارفها، التي عادةً ما تكون نظمًا مصرفيّةً عديمة الشفافيّة وذات سرّيّةٍ عاليةٍ، بحيث يصعب على الجهات الضريبيّة الدوليّة اختراقها والوقوف على ما أُودِع فيها، الأمر الذي يحمي هؤلاء المودعين من الملاحقات القانونية. وعادةً ما تتوجّه هذه الجنان الضريبيّة بعروضها الضريبيّة هذه إلى الأفراد الأثرياء أو الشركات ذات رأس المال المُعتبر لجذب الإستثمارات إليها. ويُقدَّر عدد الجنان الضريبيّة في العالم اليوم بحوالي أربعين جنّةً ضريبيّةً تقريبًا، منها: جزر مارشال، الجزر العذراء البريطانيّة، مالطا، ليبيريا، جبل طارق، الباهاماس، وغيرها. – [المُترجِمة]. للمزيد، انظر: Jannick Damgaard, Thomas Elkjaer, and Niels Johannesenn ‘Piercing the Veil : Some $12 Trillion Worldwide is Just Phantom Corporate Investment’, IMF Finance & Development, June 2018, Vol. 55, No. 2, pp. 51-53] (ص. 132).

[ Jean-François Cloutier, ‘Des placements offshore hantent l’Université de Montréal’, Journal de Montréal, April 13, 2014] (ص. 133).

[الأرخبيل archipelago هو تشكيل جغرافيّ يتكوّن من مجموعة متقاربية من الجزر. – [المُترجِمة]] (ص. 134).

[كان سلوبودان ميلوسوفيتش Slobodan Miloševic (2006-1941) رئيسًا لجمهوريّة يوغسلافيا الإتحاديّةثمّ، بعد تقسيمها، رئيسًا لصربيا. في عهده نشبت حرب البوسنة والهرسك (من 1992 حتّى 1995). تمّت محاكمته أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة بتهمة الإبادة الجماعيّة في تلك الحرب، ولكنّه مات ميتةً طبيعيّةً أثناء المحاكمة. – [المُترجِمة]] (ص. 134).

[Marina Walker Guevara et al., ‘Offshore Leaks : Révélations sur l’argent caché des « princes rouges » chinois’, Le Monde, Jan 21, 2014] (ص. 134).

[كيانات الأوفشور Offshore هي كياناتٌ تجاريّةٌ أو ماليّةٌ أو قانونيّةٌ (شركات تجاريّة، مصارف، مكاتب محاماة) تجعل مراكز إداراتها في إحدى الجنان الضريبيّة tax havens، تهرّبًا منالنظام القانوني والضريبي في البلد الأمّ. – [المُترجِمة]] (ص. 134).

[زوق Zoug هي مدينة تقع في سويسرا، وهي ذات نظامٍ ضريبيٍّ مُهادن، ممّا جعلها مركزًا لكثيرٍ من الشركات العالميّة الكبرى. – [المُترجِمة]] (ص. 135).

[Christian Rappaz, ‘Affaire Giroud : Les dessous d’un scandale’, L’Illustré, Marcg 12, 2014] (ص. 135).

[Abdou Semmar, ‘Les affaires louches de Sonastrach aux öles Vierges Britanniques’ Algérie-Focus, Feb. 19, 2013] (ص. 135).

[كانت مجموعة بارمالات Parmalat الإيطاليّة ثامن أكبر مجموعةٍ صناعيّةٍ في إيطاليا، وهي متخصّصةٌ في المواد الغذائيّة وتشتهر بإنتاج الحليب ومنتجات الألبان. وقد توسّع حجم هذه الشركة ونشاطها إلى مدى ضخم (كان يعمل فيها حوالي 40 ألف عامل موزّعين في أكثر من 30 دولة، كما بلغ حجم أعمالها حوالي سبعة مليارات يورو، وهو المبلغ الذي يفوق الناتج المحلي لدُول إفريقيّةٍ مثل السنغال وأنغولا أو جنوب أمريكية مثل بوليفيا وباراغواي). وقد ظلّ هذا النجاح قائمًا إلى أن قامت بارمالات Parmalat بتأسيس غابةٍ متداخلةٍ من الشركات التابعة التي تمثّل واجهةً لها في مناطق الجنان الضريبيّة (كالجزر العذراء البريطانيّة وجزر كايمان وغيرها). ولرفعِ قيم أسهمها في البورصات العالميّة، أعلنت بارمالات Parmalat أنّها قد حقّقت أرباحًا تصل إلى أربعة مليارات يورو تقريبًا، وأنّ هذه الأرباح مودَعةٌ في "بنك أميركا" Bank of America الواقع في جزر كايمان The Cayman Islands، ثمّ قدّمت وثيقة للمدقّقين الماليّين تدعي صدورها عن هذا المصرف الأميركي لتأكيد مزاعمها بأنّها تمتك أموالاً سائلة واستثماراتٍ بهذه القيمة. لاحقًا، أكّد المصرف المعنيّ أنّ هذه الوثيقة هي وثيقةٌ مزوّرة، وأنّ الموجودات المدعاة لا وجود لها في حساب الشركة. من هنا، انهارت قيمة أسهم بارمالات Parmalat فلم تعد تساوي شيئًا، فأعلنت الشركة إفلاسها عام 2003، بخسارةٍ بلغت حوالي 14 مليار يورو، نجم عنها تبديد مدخرات أكثر من 100 ألفٍ من صغار المستثمرين وتعرّض كثير منهم، بدورهم، للإفلاس. فورًا، قامت الحكومة الإيطالية بتحضير خطّة إفلاس سريعة أعدّت خصيصًا لمجموعة بارمالات Parmalat بسبب من تعقّد الوضع نظرًا لضخامة نشاط هذه المجموعة، وتقدّم مجموعة الدائنين الذين لم تسدّد لهم بارمالات Parmalat مستحقّاتهم الماليّة بعد بطلب حمايةٍ نت القضاء. وتمّت محاكمة مؤسّس بارمالات Parmalat كاستيلو تانزي Calisto Tanzi (72 عاما) بتهم النصب والاحتيال لما تبيّن لاحقًا من وجود الكثير من الممارسات المتعلّقة بالتزوير والحسابات المُتلاعب بها والميزانيّات غير المنضبِطة والأرباح الوهميّة، وتمّ الحكم عليه بالسجن في حكم عبّرت المحكمة فيه عن قناعتها بكون تانزي Tanzi قد قام ارتكب جرائم تزوير الحسابات وتضليل المراجعين والتلاعب بأسعار أسهم الشركة. تمت متابعة القضيّة، إلى أن أيّدت المحكمة العليا الإيطاليّة الحكم الصادر فيها، ومنح حوالي 30 ألف مساهم في الشركة الحقّ في الحصول على تعويضاتٍ من هذه التفليسة بقيمة 103 ملايين يورو، وذلك بمثابة تعويضٍ عن الأضرار التي تعرّضوا لها إثر إفلاس الشركة. – [المُترجِمة]. للمزيد، انظر: Rezart Dibra, ‘Corporate Governance Failure : The Case of Enron and Parmalat’, European Scientific Journal, June 2016 edition vol. 12, No.16, p. 286 and after] (ص. 135-136).

["الليبرتارية" Libertarianism هي اتّجاهٌ فكريٌّ سياسيٌّ اقتصاديٌّ، تكوّنت معالمه في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وذلك في أعمال كلّ من جون لوك John Locke وديفيد هيوم David Hume وآدم سميث Adam Smith وتوماس جيفرسون Thomas Jefferson وتوماس بين Thomas Paine. ويرتكز هذا الإتّجاه على صون الحرية الفرديّة، مع الدعوة إلى التحرّر وإزالة القيود المفروضة على الأفراد من قِبَلِ الدولة (كالقوانين) أو من قِبَلِ المجتمع (كالعادات والتقاليد)، والتقليص من نطاقها ما أمكن، لاعتبار أنّ الفرد هو من يملك نفسه، ومن ثَمّ تكون له هو دون غيره حرّيّة التصرّف فيها من حيث الفكر والفعل ومن حيث الملكيّة، ما دام هذا التصرّف لا ينطوي على تعدٍّ على الآخرين. من هنا، فإنّ الليبرتاريين يدعون دائمًا إلى تحجيم أدوار الحكومات والتضييق من تدخّلاتها الفاعلة في الحياة الإجتماعية أو الاقتصادية، وقصر وظائفها على الأدوار الدُّنيا التي تضمن حماية الحريّات الفردية، والملكية الخاصة، والسوق الحرّة. ومن أهمّ ركائز الليبرتارية: (1) الفردانية والحقوق الفردية، (2) حكم القانون rule of law، بمعنى إخضاع جميع آليات الدولة ومؤسساتها وعلاقات الأفراد ببعضهم أو بالجهات الحكومية لحكم التشريعات الصادرة عن البرلمان باعتباره سلطة منتخبة ديمقراطيًّا، (3) الحكومة المحدودة، أو ما يسمّى بــ "دولة الحارس الليلي" night-watchman state، ذات المهام المحدودة والدستور الواضح الذي يفرض القيود على السلطة ويحدّ من استبدادها، (4) الأسواق المفتوحة، غير الموجَّهة من قِبَلِ الحكومات، باعتبارها الطريق إلى الحريّة الخاصة والتبادل العقدي بالوسائل الرضائيّة التي تتيح خلق الثروة ومن ثَمّ تحقيق الرفاهيّة، (5) النظام التلقائي spontaneous order، أي إفساح المجال للأفراد لتشكيل تجمّعاتٍ حرّةٍ ومفتوحةٍ ذاتِ أهدافٍ مشتركة، ومن ثَمّ تحقيق الإنسجام الطبيعي للمصالح الفرديّة، عن طريق المنافسة الحرّة والسوق المفتوحة، وكم دون تدخّل الدولة فيها، (6) تشجيع العمل والإنتاج، مع الدعوة إلى إلغاء الضرائب وعدم توزيع الثروات على من لم يشاركوا في خلقها، (7) مبدأ السِّلم، لأنّ الإقتصادات الناجحة هي آليّاتٌ ناجعةٌ للتطوّر والتغيير الإيجابي، فيما الحروب عائقٌ له بكلّ ما تجلبه من عنف وخراب. – [المُترجِمة]. للتوسّع: صمويل بريتان وآخرون، مستقبل الليبرتارية (بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 2008)؛ محمد عثمان محمود، العدالة الإجتماعيّة في الفكر الليبرالي السياسي المعاصر (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السيايات، 2014). وانظر أيضًا: Daniel D. Moseley, ‘What is Libertarianism ? », Basic Incom Studies, Vol. 6, No. 2, June 25, 2011] (ص. 136-137).

[François Lachance, ‘La caisse du RRUM obtient un rendement exceptionnel’, Forum, Nov. 9, 1998] (ص. 137).

[‘Le Risque fiducaire’, Zone Libre, Radio-Canada, Jan. 30, 2004] (ص. 138).

["الدعوى الجماعية" action class هي دعوى يقيمها فرد أو جماعة (يُطلق عليهم "المُدَّعي" أو "ممثّل الجماعة") باسم مجموعة من الأفراد ذوي المطالب الممثالة (ويُسمّون group members) يشتركون في أنّ لهم ذات المركز القانوني تجاه المدّعى عليه، الذي قد يكون شخصًا طبيعيًّا أو اعتباريًّا (وإن كان الأخير هو الأغلب). من ذلك، مثلاً، أن تقوم مجموعةٌ من المُدخّنين المصابين بسرطان الرئة بمقاضاة شركةٍ لصنع السجائر. هنا، يباشر المدَّعي تقديم الدعوى الجماعية نيابةً عن المجموعة من دون أن يحتاج إلى موافقة جميع أعضائها، وتتولّى محكمة واحدة النظر في جميع المسائل المتعلّقة بجميع أعضاء المجموعة بصدد هذه الدعوى. ولا يكون مجموعة الأعضاء في الدعوى الجماعية مسؤولين بصفةٍ فرديّةٍ عن تكاليف الدعوى الجماعية، بل يكون "المُدّعي" مسؤولاً وحده عن هذه التكاليف. وما لم يكن أصحاب المصلحة قد اختاروا البقاء – ابتداءً – خارج هذه الدعوى القضائيّة (وهو ما يُعرف بــ opting-out)، فإنّه إذا صدر الحكم أو التسوية لمصلحة المُدّعي ومجموعة أعضاء المجموعة الذين قرّروا أن يكونوا جزءًا من الدعوى الجماعيّة (ويسمّى ذلك opting-in) فإنّ هؤلاء يستفيدون جميعًا من التسويات المالية أو التعويضات القضائيّة التي تمخّضت عن الدعوى. أمّا إذا خسر مجموعة الأعضاء دعواهم الجماعية أو كان القرار فيها غير مُرضٍ لهم فإنّهم يلتزمون مع ذلك بأيّ حكمٍ قضائيٍّ أو تسويةٍ يتمّ التوصّل إليها، كما أنّهم لا يعودون قادرين على تقديم نفس الدعوى في إجراءات دعوى جديدة. وعلى أيّة حال، وايًّا ما كانت النتيجة التي تنتهي إليها الدعوى الجماعيّة، فوحدهم الأعضاء الذين اختاروا أن يكونوا خارج الدعوى هم من يحقّ لهم مطالبة المُدّعى عليه في دعوى قضائيّة جديدة ومستقلّة. ولا شكّ أنّ الدعوى الجماعيّة بذلك هي آليّةٌ قضائيّةٌ فعّالةٌ جدّا لتسهيل المطالبات القانونيّة المُشتركة وتنظيمها، إذ يكون للجمعيّات معها حقّ القاضي دفاعًا عن مصالح أعضائها، فيُتاح لها – في حال الإعتداء على أيٍّ من المصالح الّتي أنشئت من هذه الجمعيّات من أجلها – الحقّ في رفع الدعوى المدنيّة (سواء أمام القضاء المدني أو القضاء الجزائي) للمطالبة بالتعويض عن الأضرار المادّيّة والمعنويّة التي لحقت بالمصالح الفرديّة والجماعيّة لأعضائها، ويثبت لها في هذا الصدد الحقّ في مباشرة كافّة الحقوق المُعترف بها للطرف المدني. ولعلّ في النقابات العمّاليّة واتّحادات ملاّك الشقق والمباني والجمعيّات العموميّة للشركات وجمعيّات حماية المستهلك، في عمومها، لا تعرف فكرة الدعوى الجماعيّة، فمازالت تعتمد الفكرة التقليديّة للدعوى، إذ لا يكفي أن تكون للمدعي مصلحة قائمة فقط قبل السماح له بأن يكون طرفًا في الدعوى، بل لا بدّ أن تكون مصلحته هذه شخصيّة ومباشرة وفرديّة أيضًا. حول الدعوى الجماعية بشكل عامّ، انظر: ماثياس ريمان ورينهارد زيمرمان (محررون)، كتاب أكسفورد للقانون المقارن (بيروت: الشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2016)؛ جمال فاخر النكاس، "شرط المصلحة في الدعوى الجماعية مع مقارنة التطبيق المرن في القانون المقارن بالتطبيق المتشدّد في القانون الكويتي"، مجلّة المحامي (تصدر عن جمعيّة المحامين الكويتيّة)، السنة 20، أبريل/مايو، يونيو 1996، ص. 5. – [المُترجِمة]". (ص. 138-139)

"['أوراق الجنّة' (Paradise Papers) هي عبارةٌ عن مجموعةٍ ضخمةٍ من المستندات (ما يقرب من 13 مليون مستند) التي تكشف تفاصيل الإستثمارات الخارجية السريّة للعديد من أثرياء العالم (حوالي 120 ألف طرف ما بين أفرادٍ وشركات)، والتي تمّ تسريبها ونشرها على الملأ عام 2017. وقد تمّ تسريب هذه المستندات بطريثةٍ غير واضحة، إلاّ أنّها تتعلّق جميعًا بشركاتٍ تجاريّةٍ وهميّةٍ أسّسها مكتبٌ للمحاماة في برمودا Bermuda، بإشراف شركةٍ مقرّها في سنغافورة Singapore، بهدف تجنيب العملاء دفع الضرائب لِدُوَلِهِم أو إخفاء تعاملاتهم الماليّة من خلال شبكةٍ معقَّدةٍ من الشركات متعدّدة الجنسيّات وبِنى الإئتمان المعقَّدة والملاذات الضريبيّة التي تعزها الشفافيّة. وقد كشفت هذه المستندات عن تورّط العديد من مشاهير العالم بالأمر، وهُم يتراوحون بين ساسة (كالملكة إليزابيت الثانية Queen Elizabeth II و الرئيس الكولومبي خوان سانتوس President Juan Santos) وفنانين (كالمخرج الفرنسي جان-جاك أرنو Jean-Jacques Arnaud والمغنّية الكنديّة آفريل لافين Avril Lavigne) وشركاتٍ تجاريّةٍ كبرى (مثل عملاقَي المعلوماتية مايكروسوفت  Microsoftوفيسبوك Facebook، نايكي Nike للمستلزمات الرياضية، ماكدونالدز McDonalds للوجبات السريعة، أوبر Uber للنقل، وغيرها). – [المُترجِمة]]" (ص. 139).

[Ed Pilkington, ‘Top US Universities Use Offshore Funds ti Grow Their Huge Endowments’, Guardian, Nov. 8, 2017 ; Luke Harding and Richard Adams, ‘Paradise Papers : Oxford and Cambridge Invested Tens of Millions Offshore’, Guardian, Nov. 8, 2017 ; Robert Cribb, ‘U of T’s Endowment, Pension Funds Have Investments in two Offshore Tax Havens’, Toronto Star, Nov. 8, 2017 ; Stephanie Salunov, ‘Endowments Boom as Colleges Bury Earning Overseas’, New York Times, Nov. 8, 2017 ; Sasha Chavkin, Emilia Diaz-Struck, and Cecile S. Callego, ‘More Than 100 Universities and Colleges Included in Offshore Leaks Database’, International Consortium of Investigative Journalists (ICIJ), Blog, www.icij.org, Nov. 17, 2017] (ص. 140).

"[المقصود هنا هو "نظريّة الخيار العقلاني" Rational Choice Theory التي يقوم عليها علم الاقتصاد. فهذا العلم يُعنى بدراسة السلوك الإنسانيّ كعلاقةٍ بين كلٍّ من الغايات والموارد، ممّا يعني أنّ المشكلة الإقتصاديّة تدور حول فكرة "الإختيار" choice وما قد يرتبط بانتقاء هذا الخيار من محفزّاتٍ ووسائل متاحة. وتعتبر هذه الفكرة أساسًا لما تعارف الإقتصاديّون على تسميته بـ "نظريّة تكلفة الفرصة" Opportunity Cost Theory، والتي يتمثّل فحواها في أنّ صعوبة حصول الفرد على كلّ ما يريد في الآن نفسه هو أمرٌ يعني اضطراره إلى أن ينتقي من بين الخيارات المطروحة أمامه. وبذلك، فكلّ اختيارٍ من هذا القبيل هو أمرٌ يتضمّن – بالضرورة – تكلفةً تُسمّى "تكلفة الفرصة" opportunity cost، وهي تتمثّل بالتضحية التي يتحمّلها الشخص حين يختار بين عددٍ من الإختيارات الممكنة، أي قيمة أفضل خيارٍ متروك (فعندما يتوفّر للشخص مبلغٌ من المال فيقرّر أن يشتري به سيّارةً جديدة، على سبيل المثال، فإنّ شراء السيارة يعني التضحية بالخيارات الأخرى المطروحة مثل ترميم المنزل، أو السفر، أو العلاج/ ممّا يعني أنّ هذه هي تكلفة الفرصة على المستوى الشخصي). وعليه، فإنّ النّشاط يُعتبر "اقتصاديًّا" عندما يسعى إلى مقاومة النّدرة النسبيّة للموارد scarcity من خلال العمليّات الإنتاجيّة، من حيث إنّ النّدرة هي عدم كفاية الموارد المتاحة لإشباع جميع الإحتياجات والرغبات الإنسانيّة. انظر: مشاعل عبد العزيز الهاجري، "تطوّر المنظور القانوني للعمل – من السلعة إلى القيمة: دراسة في المفاهيم الاقتصادية والسياسية والإتفاقات الدولية المتعلّقة بقيمة العمل وأثرها في التشريع الكويتي الوطني (قانون العمل رقم 6 لسنة 2010)، مجلّة الحقوق (جامعة الكويت)، العدد 1، السنة 39، سبتمبر 2015. - [المُترجِمة]]" (ص. 140-141).

الخاسرون

[James J. Turk, ed., Academic Freedom in Conflict : The Struggle over Free Speech Rights in the University (Toronto : Lorimer, 2014)] (ص.141).

"في عام 2014، كتَبت كاثرين مارتينلي Catherine Martenelli قائلة "شهادة تؤلمني" j’ai mal à mon diplôme، عندما أدركت أنّه بتقديم شعاراتٍ مثل "اقتصاد المعرفة" knowledge economy فإنّ الجامعة تضلّل طلبتها بكلماتٍ فارغة [Catherine Martenelli, ‘Jai mal à mon diplôme !’, Métro, (Montréal), Aug. 10, 2014]. ليس فقط أنّ الجامعة تضرّ بمهنة طلبتها البحثيّة من خلال تحويل كلّ شيء إلى الإحترافيّة والأدائيّة المُفرَطة، بل إنّها تفعل ذلك من دون هدفٍ أيضًا. لماذا تقضي الجامعة سنوات طويلة في تدريب الخرّيجين، فقط لترمي بهم إلى البريّة، وهي تعلم جيّدًا أنّها غير قادرةٍ على توفير مساراتٍ مهنيّةٍ لأكثر من 70% منهم؟ تُعطي مارتينلي Martenelli مثالاً مؤلمًا: يستمرّ معهدٌ مُمَوَّلٌ من الدولة في تدريب أعدادٍ كبيرةٍ من أمناء المكتبات، في حين أنّ تخقيضات الميزانيّة التي تقرّرها الدولة ستقود حتمًا إلى تسريح عددٍ كبيرٍ من العاملين من هذا المجال. ورغم أنّها مسكونةٌ بهاجس قابليّة خرّيجيها للإنخراط في سوق العمل، فإنّ الجامعة لا تبدو مهتمّةً بجعل الناس يفهمون طبيعة أيٍّ من الحقول المعرفيّة فيها disciplines، وذلك فيما عدا الهندسة engineering، الإدارة Administration، الطِبّ Medicine، علم النفس Psychology، القانون Law، وقليلٌ عداها. إنّ المجتمع الذي يموّل الجامعة لا يُعطي تفسيرًا واضحًا حول الكيفيّة التي تكون فيها تخصّصاتٌ مثل الدراسة الأدبيّة Literary Studies، التخطيط الحضري Urban Planning، أو علم الاجتماع Sociology ذات علاقةٍ بحياته وتطوّره؛ ربّما كان السبب يعود إلى حقيقة أنّ الباحثين أنفسهم ما عاد لديهم وقتٌ للتعاطي مع هذا السؤال. على المدى الطويل، سوف يجعل هذا الأمر الأكاديميين – وخصوصًا حَمَلَة شهادات الدكتوراه – يبدون هامشيّين إلى حدٍّ لا أمل معه. ومع ذلك، فلو كانت الجامعة جادّةً نحو التشارك في الفكر وتطويره، فإنّ مهارات هؤلاء سوف تكون مُقدّرةً إلى درجةٍ كبيرة، سواء كان ذلك في المجال الوظيفيّ أو من منظور المواطنين" (ص.142-143).

[Justin Gillis and John Schwartz, ‘Deeper Ties for Corporate Cash for Doubtful Climate Researcher’, New York Times, Feb. 21, 2015] (ص. 144).

[Danny Hakim, ‘Scientists Loved and Loathed by an Agrochemical Giant’, New York Times, Dec. 31, 2016] (ص. 144).

[Anahad O’Connor, ‘Coca-Cola Funds Scientists Who Shift Blame for Obesity Away from Bad Diets’, New York Times, Aug. 9, 2015] (ص. 144).

[Duff Wilson, ‘Harvard Medical School in Ethics Quandary’, New York Times, March 2, 2019] (ص. 144).

[Charles Ferguson, Inside Job, documentary, sony Pictures, 2010 : John A. Byne, ‘Inside Job Causes changes at Columbia’, Poets & Quants, http://poetsandquants.com, May 18, 2011] (ص. 144).

[Luc Bonneville, ‘Les pressions vécues et décrites par des professeurs d’une université canadienne’, Questions de communication, 26 (2014), pp. 197-218] (ص. 145).

"قليلون هم من أشاروا إلى ما أثارته إيفون ريفارد Yvon Rivard عام 2012: "الأستاذ الجامعي 'الجيّد' اليوم هو الأستاذ المعفيّ من التدريس لأنّه حصل على الكثير من المِنَح، حتّى صار ينبغي أن يكرّس نفسه للبحث في شيءٍ هو يعرفه سلفًا، من خلال تقديم مشروع (مع الميزانيّة والببليوجرافيا [الببليوجرافيا Bibliography، في علم المكتبات، هي تسميةٌ تطلق على القائمة الكاملة للمراجع التي مثّلت مصادر المعلومات التي استند إليها بحثٌ ما، فتتضمّن البيانات التفصيليّة لكلّ مرجع من حيث اسم المؤلّفّ، عنوان المرجع (سواء كان كتابًا أو دراسةً أو أطروحة جامعيّة أو غيرها)، رقم الطبعة (في حال تعدّدها)، وبيانات النشر (اسم الناشر وكان النشر وسنته). – [المُترجِمة]] إلى باحثين (مُحكِّمين) كان هو نفسه قد قام بتقييمهم في منافساتٍ سابقة [Yvon Rivard, Aimer, enseigner (Montréal : Éditions du Boréal, 2012)]" (ص. 146).

"[Andrée Lajote, Vive la recherche libre ! (Montréal : Liber 2009]" (ص. 147).

"[Comité d’Ethique du CNRS (COMETS) and Présidence du CNRS, ‘La politique de l’excellence en  recherche’, CNRS, www.cnrs.fr, May 2014]" (ص. 148).

"[إسم هذه المجلّة، Contre Jour، مستقّى من تقنية التصوير التي تحمل ذات الإسم بالفرنسية، والتي تسمّى بالإنجليزية against day light أي مواجهة ضوء النهار. وتقوم هذه التقنية على تصوير الموضوعات مع إظهار ضوء الشمس خلفها مباشرة، لضمان الحصول على خلفيّةٍ مُضاءةٍ بقوّة – [المُترجِمة]]" (ص. 148).

"[‘Imaginaires de l’enseignement’, Contre-jour, No. 33, Summer 2014]" (ص. 149).

آثار مُعاكِسَة

"[Anonymous, ‘Academia : An Abusive Partner’, Mettre la thèse en parenthèse, (blog), http://thesenparenthse.blogspot.ca, July 4, 2014]" (ص. 149).

"[فيرجينيا وولف Virginia Woolf (1882-1941) هي واحدةٌ من أهمّ الروائيّات الإنجليزيات. لها أعمالٌ روائيّةٌ عديدة، من أشهرها "السيدة دالواي" Mrs. Dalloway، "الفنار" The Lighthouse، و"غرفة للمرء وحده" A Room of One’s Own (يذهب جانبٌ كبيرٌ من النقد الأدبي إلى اعتبار هذه الأخيرة من الإرهاصات المبكّرة للكتابة النسويّة الصِرفة). قضت فيرجينيا وولف الشقّ الأكبر من حياتها في دوراتٍ متكرّرةٍ من الإصابة بالإكتئاب والتشافي منه، إلى أن انتحرت في عمر الـ 59 عاما. – المُترجِمة]]" (ص. 151).

"[هيرمان بروخ Hermann Broch (1886-1951) هو كاتبٌ نمساويٌّ من كتّاب الحداثة. كان معارضًا للنازيّة، فاعتقله الجيش الألماني لدى احتلال ألمانيا للنمسا عام 1938، ثمّ أطلق سراحه بجهود بعض أصدقائه، ومنهم الكاتب الآيرلندي جيمس جويس James Joyce، فهاجر إلى بريطانيا ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة. من أشهر أعماله الأدبيّة روايتا "موت فيرجيل" The Death of Virgil و"المُسَرْنَمون" (أو "السائرون نيامًا") The Sleepwalkers. كان بروخ Broch مرشّحًا للحصول على جائزة نوبل في الآداب عام 1950. – [المُترجِمة]]" (ص. 151).

"[جورج شتاينر George Steiner (1929-) هو كاتبٌ ومفكّرٌ وناقدٌ أدبيٌّ موسوعيّ، أمريكيٌّ من أصلٍ فرنسيّ. له كتاباتٌ عديدةٌ حول اللّغات والآدال والتاريخ والمجتمع، وهو محاضرٌ في جامعة كامبريدج Cambridge University. – [المُترجِمة]]" (ص. 151).

"[بيير فاديبونكور Pierre Vadeboncoeur (1920-2010) هو محامٍ وكاتبٌ كنديّ. نشر العديد من الكتابات، كما أنّه في القضايا العماليّة. – [المُترجِمة]]" (ص. 151).

"[...] يتّفق ريفار Rivard مع الفيلسوف الفرنسي باتريس لورو Patrice Loraux، الذي يذهب إلى أنّ الأستاذ ينبغي أن يصدم طلبته إلى حدٍّ ما، مهما كان صغيرًا، حتّى يستفزّ في دواخلهم ردّة فعلٍ حتميّة [Patrice Loraux, Le Tempo de la pensée (Paris : Éditions du Seuil, 1993)]. كان دومينيك بيستر Dominique Pestre، المتخصّص في الإبيستمولوجيا [الإبيستمولوجيا Epistemology هي نظريّة المعرفة، وهي فرعٌ فلسفيٌّ يبحث بشكلٍ نقديٍّ في طبيعة المعرفة وحدودها، من خلال تناول أنواع العلوم، فروضها، إمكاناتها، تطوّرها، مناهجها، ونتائجها. – [المُترجِمة]. أنظر: مشاعل عبد العزيز الهاجري، "قلاع وجسور: الدراسات البينية وأثرها في الإتّصال بين الحقول المعرفيّة – دراسة في القانون كحقل معرفي مستقلّ وعلاقته بعداه من العلوم"، مجلّة الحقوق (جامعة الكويت)، العدد 3، السنة 31، سبتمبر 2007. وانظر أيضًا: The Penguin Dictionary of Philosophy, ed. By Thomas Maunter (London : The Penguin Group, 2000), pp. 174-175] يقول إنّ الدهشة التي تعتريك عندما ترى عظمة الأشياء هي شيءٌ يُختبَر أيضًا في الحقول المعرفيّة disciplines التي يُظنّ خطأً أنّها باردةٌ ورزينة، كالفيزياء مثلاً [Dominique Pestre, A contre-science : Politiques et savoirs des sociétés contemporaines (Paris : Éditions du Seuil, 2013)] (ص. 152).

[في النصّ الأصلي ترد كلمة philistine، التي تعني الشخص المُعادي للثقافة أو غير الآبه بها – [المُترجِمة].] (ص. 153).

[Kate B. Carey, et al., ‘Incapacitated and Forcible Rape of Collage Women : Prevalence Across the First Year’, Journal of Adolescent Health, 56, 6 (June 2015)] (ص. 154).

[من الملاحظ أنّ هناك بعض الخلط في أدبيّات العلوم الإجتماعيّة العربيّة بشأن التفرقة بين مصطلحَي "الجنس" sex و"الجندر" gender (أو النوع الاجتماعي). فلفظ "الجنس" sex هو لفظٌ يحيل إلى معطىً طبيعيّ، هو بذلك يشير إلى التقسيم العضويّ للجنس البشري إلى ذكور وإناث، مممّا يعني أنّ "الجنس" sex هو مفهومٌ فسيولوجيّ. أمّا لفظ "الجندر" gender فهو تسميةٌ حديثةٌ نسبيًّا ظهرت في سبعينيّات القرن الماضي، وهي تحيل إلى معطىً ثقافيّ، فتتعلّق بالنوع الاجتماعي للإنسان من حيث السّمات والعلاقات والأدوار الإجتماعيّة والقِيَم والقوالب المُحدّدة مجتعيًّا – سلفًا وقبل ميلاد الفرد – لكلٍّ من الجنسين (كربط الفتيات بالبقاء في البيت، ومنح الأولاد حريّة التحرّك خارجه). بذلك، فالجندر gender هو فكرةٌ أساسها أنّ المجتمع هو ما يُسبغ على كلٍّ من الذكر والأنثى أفكاره بشأن محدّدات الذكورة والأنوثة، ممّا يعني – بخلاف التصنيف الفسيولوجيّ الثابت – ا،ّ هذه مسألةٌ ديناميكيّة تتغيّر بتغيّر الزمان والمكان، وتتأثّر باعتباراتٍ إجتماعيّةٍ شتّى (كالعِرق والثقافة والطبقة الإجتماعيّة والتعليم والدين والدخل المادي وغيرها). هذا، ويُلاحظ أنّ المقاربات الجندريّة صارت تنتشر الآن في العديد من الإتّفاقيّات الدوليّة والكثير من الكتابات الإجتماعيّة. – [المُترجِمة]] (ص. 154-155).

[المُراد بتعبير "المجموعات التي جرى عرقنتها" racialized groups هو أنّ هذه المجموعات ليست مجموعاتٍ عرقيّةً بطبيعتها، وإنّما جرى اعتبارها كذلك فقط –[المُترجِمة]] (ص. 155).

الخلاص: الكاتِب العاطِل عن العَمَل، المُعلّم غير المُستقرّ، والأستاذ الجاهل

[جزيرة ريه Ile de Ré هي جزيرةٌ تقع على الساحل الغربيّ لفرنسا. وقد اشتهرت هذه الجزيرة بإنتاج الملح قديمًا، أمّا مؤخّرًا، فقد صارت وجهةً سياحيّةً رفيعةً للأثرياء والمشاهير. – [المُترجِمة]] (ص. 155).

[Denis de Rougemont, Journal d’un intellectuel en chômage (2013 : Chêne-Bourg, Switzerland : La Baconnière, 2012)] (ص. 155).

[جاك رانسيير Jacques Rancière (1940-) هو مُنَظِّر نقدي وفيلسوف وأستاذ جامعي فرنسي. يكتب في موضوعات الديمقراطية والهوية والدين] (ص. 160).

[Jacques Rancière, The Method of Equality : Interviews with Laurent Jeanpierre and Dork Zabunyan, tr. Julie Rose (Cambridge, UK and Madlen, MA : Polity Press, 2016)] (ص. 160).

[المدرسة العليا للأساتذة École normale supérieure - ENS هي واحدة من أرفع مؤسسات التعليم العالي الفرنسية، أُسِّست إبّان الثورة الفرنسية لضمان توفير فرص التعليم الجيّدة للمستحقين من أبناء الدولة الفرنسيّة أيًّا ما كانت خلفيّتهم الطبقيّة، وذلك على أساسٍ من اعتبارَي العدالة والمساواة، ولكنّها أغلقت أبوابها بسبب الظروف الإقتصاديّة آنذاك، ثمّ أعيد فتحها من قِبل نابليون بونابرت. من حيث الأصل، كانت هذه المؤسّسة معهدًا لتدريب الأساتذة، إلاّ أنّها تطوّرت لتصبح معهدًا عاليًا لا يدرِس فيه إلاّ عددٌ محدودٌ من الطلبة ذوي المؤهّلات العالية والمستوى الأكاديميّ الرفيع (بناءً على اختباراتٍ قاسيةٍ، يقبل هذا المعهد 200 طالبٍ فقط في العام الواحد)، حتّى صار يُخرِّج نخب الدولة الفرنسيّة العاملين في مجالات شتّى، ومنهم العلماء ومحاضرو الجامعات ورؤساء الدول، بل والحائزون على جوائز نوبل أيضًا – [المُترجِمة]] (ص. 160)

[لوي ألتوسير Louis Althusser (1918-1990)، هو فيلسوفٌ فرنسي ومن كبار منظّري الماركسيّة. هاجم الممارسات المتعلّقة بكلّ من عبادة الآيديولوجيا وتقديس الشخصيّة. كما كان من أهمّ فلاسفة البنيويّة Structuralism في القرن العشرين. له شروحاتٌ هامّةٌ لأفكار كارل ماركس. ورغم نجاحه الفكري الكبير، إلاّ أنّ حالته العقليّة قد تدهورت في سنواته الأخيرة، حتّى أنّه قتل زوجته. ونظرًا لانتهاء السلطات إلى تقرير عدم مسؤوليّيته العقليّة عن فعله، فقد أودع دارًا للمسنّين إلى أن توفّي. – [المُترجِمة]] (ص. 161).

[يعتبر الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو Michel Foucault (1926-1984) من أهمّ فلاسفة القرن العشرين (رغم أنّه كان يرفض تسميته بالفيلسوف). كان مشروعه الفكري بنيويًّا، إذ يتعلّق بتحليلٍ هامِّ وعميقٍ لِبنى موضوعاتٍ شتّى، تدور جميعها حول السلطة كمركز، فدرست تحوّلاتها من العصر الكلاسيكي مرورًا بعصر الحداثة إلى عصر ما بعد الحداثة، مثل: الجريمة ("الإنضباط والعقوبات" Discipline and Punishالعلوم الإنسانية ("حفريّات المعرفة" An Archaeology of the Human Sciences)، الجنون ("تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" History of Madness in the Classical Age)، الطب ("مولد العيادة" The Birth of the Clinic الجنس ("تاريخ الجنسانية" The History of Sexuality)، وغيرها. وتجد جميع أبحاث فوكو Foucault هذه أصلها في ثلاثة دروس ألقاها في الكوليج دو فرانس Collège de France في أواخر السبعينيّات، وكانت بعنوان: "ضرورة الدفاع عن المجتمع" (1976)، "الأمن والإقليم والسكان" (1978)، و"ظهور السلطة الحيوية" (1979)، وقد لاقت هذه المحاضرات شعبيّة كبيرة حتّى لُقِّبَ فوكو Foucault بـ"أستاذ القاعات السّبع"، لأنّ قاعة المحاضرات هناك كانت تمتلئ بالحضور، ممّا حدا بالمنظّمين إلى توفير قاعاتٍ أخرى لهم مع تزويدها بمكبّراتٍ للصوت لبثّ محاضراته. – [المُترجِمة]] (ص. 161).

[التفكيك Deconstruction هو مذهبٌ في الفلسفة والنقد الأدبي يتعلّق بدراسة العلاقات بين النصوص والمعاني. وقد ظهر هذا المذهب على يد الفيلسوف المعاصر جاك دريدا (1930-2004)، الذي كتب عنه كثيرًا ونظّر له في العديد من كتبه، وتتمثّل فحواه في أنّ النصّ الأدبي هو نصٌّ متعذّرٌ على الإحاطة الكاملة أيًّا كان الكاتب أو القارئ، لأنّ التعاطي مع النصوص الأدبيّة هي مسألةٌ ذاتيّةٌ صِرفةٌ تتعلّق بكلّ قارئٍ على حدة، فتتأثّر برؤيته ومشاعره وظروفه، الأمر الذي يعني أنّ وجود نصٍّ ثابتٍ مُصْمِتٍ هو أمرٌ لا وجود له. – [المُترجِمة]] (ص. 162).

[[...] إنّ المساواة لا تلمّح إلى التكافؤ المجرّد بين الأفراد، وإنّما إلى حقيقة أنّه "رغم كونه موزَّعًا بطريقةٍ مختلفةٍ، فإنّ الذكاء هو واحدٌ للجميع. يمكننا دائمًا أن نجِد مواقف نتحقّق فيها من تساوي الذكاء، أو أن نخلِق مثل هذه المواقف". وهكذا، يذهب رانسيير Rancière إلى أنّ سحب القُرعة هو أفضل طريقةٍ لتحديد من يؤول إليه الحُكم في الديمقراطيّة، حيث إنّ القدرة على التفكير ليست حكرًا على أيّة جماعةٍ اجتماعيّة متميّزة، كما أنّه ما من هيكلٍ تراتبيٍّ يمكن تأسيسه على أساسِ ما مرّةً واحدة وإلى الأبد. وفي حين أن سحب القرعة لا يضمن الجدارة، فإنّه لا سببَ هناك للإعتقاد بأنّ مجلسًا اختير بعشوائيّة هو أقلّ قدرةً من مجلسٍ شُكِّل عن طريق العمليّة الإنتخابيّة، لأنّ هذه الأخيرة تعطي الأفضليّة لنوعٍ واحدٍ فقط من المعرفة: معرفة كيفيّة اكتساب السلطة] (ص. 164).

[مبدأ "حكم القانون" rule of law هو مبدأٌ أوّليٌّ في العلوم السياسية يفيد كون الكلمة الأعلى في الدولة – النافذة على كلٍّ من الأفراد والسلطات والمؤسسات فيها – هي كلمة القانون، ممّا يعني التزام جميع هذه الأطراف فيها بأحكامه، وذلك من خلال ضماناتٍ أساسيّةٍ تكفل عدم تَغوّل السلطة أو افتئاتها على أيّ طرف، مثل: اعتبار السلطة التشريعيّة هي صاحبة الإختصاص الأصيل بالتشريع (مع إمكان قيامها بتفويض اختصاصها التشريعي هذا إلى السلطة التنفيذية في حالات ضيّقة)، علنيّة القانون (من خلال نشره بالجريدة الرسميّة لتمكين جمع الأشخاص الطبيعيّين والإعتباريّين من العِلم بأحكامه)، الشفافيّة (وضوح الإجراءات والمراكز القانونيّة)، المُساءلة (إمكان محاسبة المسؤول ومقاضاته)، فصل السلطات مع تعاونها (التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائيّة)، خضوع جهة الإدارة – أي الحكومة – للقانون (خضوع القرارات الحكوميّة لأحكام القضاء)، استقلال القضاء (عدم خضوعه لتأثيراتٍ خارجيّةٍ قد تئثّر في أحكامه)، احترام حقوق الإنسان (كما تقرّرت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة عام 1948)، تعيين الحدود للسلطات التقديريّة للحكومة وللقضاء معًا (حتّى لا يتمّ نفريغ القانون من محتواه من خلال المبالغة فيها)، ثبات القانون (من حيث استقرار أُطُر التشريع والإستثمار والديموقراطيّة)، قرينة البراءة (اعتبار كلّ فردٍ بريئًا إلى أن تثبُت إدانته من خلال محاكمةٍ عادلةٍ)، عدم نفاذ القانون بأثرٍ رجعيٍّ (فالمراكز القانونيّة التي نشأت بموجب قانونٍ سابقٍ لا يمكن مسُّها بصدور قانونٍ جديدٍ، فلا يُساءل الأشخاص عن الثيام بأفعالٍ صدرت عنهم في الماضي حين كانت غير مجرّمة وقتها، وإن صدر بعدها قانونٌ يجرّمها لاحقًا)، المحاكمات لبعلنيّة (فلا يجوز محاكمة شخصٍ دون إجراءاتٍ مشهودةٍ). – [المُترجِمة]] (ص.164-165).

[Jean-Pierre Winter, Transmettre (ou pas), (Paris : Albin Michel, 2012).

وجان-بيير وينتر Jean-Pierre Winter (1951-) هو محلِّلٌ نفسيٌّ وكاتبٌ فرنسيٌّ من أصلٍ هنغاري، حاصلٌ على درجاتٍ علميّةٍ في الفلسفة والقانون والإقتصاد، وله كتاباتٌ عديدةٌ في هذه المجالات وفي غيرها. – [المُترجِمة]] (ص. 165).

[Sigmund Freud, A General Intoduction to Psychoanalysis, tr. G. Stanley Hall (New York : Horace Liveright, 1920), p. 308 ; quoted in French in Winter, Transmettre (ou Pas), pp. 19-20] (ص .166).

[Friedrich Nietzsche, Digital Critical Edition of the Complete Works and Letters, ed. Paolo D’Iorio, based on the critical text by G. Colli and M. Montinari (Berlin and New York : De Gruyter, 1967), www.nietzschesource.org; quoted in French in Winter, Transmettre (ou pas), p. 15] (ص. 166).

[التلمود هو كتاب تعليم قواعد الدّيانة اليهودية، ويتضمّن سجلاًّ لآراء حكماء الحاخامات اليهود، قصصًا من التاريخ اليهودي، وفتاوًى بشأن بعض الدعاوى والمطالبات ذات الطبيعة القانونية. ويتكوّن التلمود من جزءين، الأول هو "الميشناه" (الشريعة اليهودية القديمة كما تمّ تناقلها شفويّا)، والثاني هو "الجيمارا" (دراسةٌ للميشناه وتعليقاتٌ عليها) -[المُترجِمة]] (ص. 166).

[The Baboylonian Talmud, Niddah, 30l, http://juchre.org ; quoted in French in Wientter, Transmettre (ou pas), p. 27] (ص. 166).

[كان القدّيس توما الأكويني Thomas Acquinas (1225-1272) راهبًا دومينيكانيًّا إيطاليًّا، اشتغل بالفلسفة وباللاهوت حتى صار عَلَمًا من أعلام المدرسة السكولائية Scholasticism. له اتجاهاتٌ معروفةٌ في مباحث الأخلاق والسياسة والقانون الطبيعيّ natural law، حتى صارت أفكاره من أهمّ دعائم الفكر الغربي. طُوِّب قدّيسًا بعد وفاته. – [المُترجِمة]] (ص. 166).

[Thomas Aquinas, Summa Theologica, tr. Fathers of the English Dominican Province, 1947, First Part, Question 117, www.sacred-texts.com; quoted in French in Winter, Transmettre (ou pas), p. 32] (ص. 166).

[Jacques Lacan, Le Séminaire livre XVI : D’un autre à l’Autre, 1968-1969, http://staferla.free.fr, p. 99] (ص.167).

[كان مارسيل بلانيول Marcel Planiol (1853-1931) أستذًا للقانون في جامعتيْ رين L’Université de Rennes والسوربون Sorbonne الفرنسيّتين. له كتاباتٌ شهيرةٌ في مجال القانون المدني، معروفةٌ لدارسي القانون في كلٍّ من فرنسا وفي الدول التي أخذت بنظام القانون الفرنسي، من أهمّها "النظرية الأساسية للقانون المدني" Traité élémentaire de droit civil (1901)، الذي قام فيه بشرح أهم مبادئ هذا القانون، من خلال ربطها بالقواعد العامة للقانون الروماني Roman Maxims. كان السبب وراء تسمية عمله بـ "النظرية الأساسية للقانون المدني" هو أنّه عاد في دراسته إلى أصول القانون المدني التي ترجع إلى القانون الروماني، مخلّصًا إيّاه ممّا علق به من شروحات القرون الوسطى. من حيث المنهج، كانت دراسته هذه مقسَّمةً تقسيمًا وفق العناوين موضوع البحث، وليس باتباع ترتيب نصوص القانون المدني. أمّا موضوعيًّا، فقد عالج هذا العمل جوانب القانون المدني المتعلّقة بمؤسّساته الأدبيّة الكبرى، مثل القانون الطبيعي، العقد، الخطأ، الإلتزام والمسؤوليّة، كما دعم الأفكار المجرّدة بالأمثلة والتطبيقات العمليّة. بعد ترك بلانيول Planiol  لمقعده التدريسي في السوربون Sorbonne، خلفه ريبير Ripert، ثمّ قام كلّ من يبير Ripert وجان بولانجيه Jean Boulanger بتنقيح عمل بلانيول Planiol  هذا، وإصدار طبعاتٍ متلاحقة منه، ما زالت مستمرّةً حتى اليوم] (ص. 167-168).

[هنا تعاطٍ ذكيٌّ مع اللّغة، تمّ تحويل كلمة educators إلى educastrators (وهي نَحتٌ من كلمتَي education التي تعني التربية وcastration التي تعني تعقيم الذكر أو إخصاؤه). وبذلك، فالمُراد بالكلمة هو اللّعب بالمعنى من خلال تحويله من "الأخِصّائيّين" التربوبيين إلى "الإخْصائيّين" التربويّين، إشارةً إلى قيام المعلّمين السُلطويين بتجريد طلبتهم من الخيال. – [المُترجِمة]] (ص. 168).

[Jacques Lacan, The Seminar of Jacques Lacan, Book II : The Ego in Freud’s Theory and in the Technique of Psychoanalysis, 1954-1955, ed. Jacques-Alain Miller (New York : W.W.Norton, 1998), p. 207] (ص. 169).