mardi 25 octobre 2022

نظام التفاهة لآلان دونو (الفصل الثاني: التجارة والتمويل)

 الفصل الثاني

التجارة والتمويل

[La Banque de France هو البنك المركزي للجمهورية الفرنسية. – [المُترجِمة]] (ص. 171).

[عند تقييم تصرّف ما لتحديد ما إذا كان يشكّل خطأً من نمظور المسؤولية التقصيرية – أي خروج على السلوك المتوقع من الشخص المعتاد – وفق قواعد القانون المدني، فإنّ القضاء المقارن يقوم بتقييم الظروف الخارجية والموضوعية للمدّعى عليه (أي تلك الخارجة عن الشخص نفسه كظرفَي الزمان والمكان والأجواء المناخيّة السيّئة) دون تلك الداخلية اللصيقة بالشخص نفسه (كالسنّ والصحّة والحالة الذهنية أو مستوى التعليم)، حيث تُعتبر ظروفًا شخصيّةً لا يُعتدُّ بها. من هنا، فإنّ السلوك المعياري الذي يعتبر الشخص المخالف له مخطئًا خطأً تقصيريًّا في نظم القانون المدني المقارنة هو سلوك "الشخص العادي" )وهو ما يُعرف بــ "معيار الشخص المعتاد")، وهذا الشخص هو شخصٌ افتراضيٌّ يمثّل أواسط الناس وغالبيّتهم، يقوم عادةً بالأعمال المتوقّعة منهم (وليس هناك ما يمنع من أن يكون الشخص المعتاد "نسبيًّا"، أي أن يمثّل فئةً أو طائفةً معيّنةً من المجتمع، كالأطبّاء على سبيل المثال، بمراعاة ما تفرضه المهنة من فنٍّ وحرص). و"معيار الشخص المعتاد" يستند إلى سلوك "ربّ الأسرة الصالح"، الذي يسمّيه الفقه الفرنسي bon père de famille، مستندًا إلى التسمية اللاتينينة bonus pater familias، المستقاة من القانون الروماني (ففي الأخير، كان نطاق الحالة العائلية status familias يرتكز على السلطة الأبويّة patria potestar وما ينجم عنها من حقوق وواجبات أسريّة وماليّة معًا). وفي القانون الإنجليزي، فإنّ الشخص المعتاد في السوابق القضائيّة هناك يُسمّى "الرجل الّذي يستقلّ حافلة مدينة كلابام" the man on the Clapham omnibus كنايةً عن الوسطيّة والإعتياد، فهو شخصٌ من أواسط الناس، يتصرّف كما يتصرّف عامّتهم ويمارس ما يمارسونه. وقد كان أوّل حكمٍ قضائيٍّ ترد فيه هذه الإشارة إلى "رجل حافلة مدينة كلابام" هو الحكم في قضيّة McQuire v. Western Morning News 2 KB 100 [1903]. وقد تطوّرت هذه التسمية الآن لتصبح the man in the street ("رجل الشارع")، the reasonable man ("الرجل العقلاني")، أو the average person ("الشخص المعتاد"). انظر: مشاعل عبد العزيز الهاجري، "حول المنصّة، لا عليها: سِتُّ مقارباتٍ حول المرأة والقضاء في دولة الكويت"، ورقة عمل أُلْقِيَتْ في منتدى المرأة والقضاء، الجمعيّة  الثقافيّة الإجتماعيّة النسائيّة، الكويت، 8 مارس 2017. – [المُترجِمة]] (ص. 172).

[الإسم المستعار pseudonym هو اسمٌ غير حقيقيٍّ، يُطلقه إنسان على نفسه رغبةً منه في إخفاء شخصيّته الحقيقيّة. – [المُترجِمة]] (ص. 173).

[Ervin Karp, ‘6’ (Brussels : Zones sensibles, 2013) and ‘5’ (Brusels : Zones Sensibles ; 2014] (ص. 173).

[Frederie Lelievre and Francois Pilet, Krach Machine : Comment les traders à haute fréquence menacent à faire sauter la bourse (Paris : Calman-Levy, 2013)] (ص. 173).

[Ivan Macaux, Les nouveaux loups de Wall Street (France : Chenguy Prod and Canal+, 2015] (ص. 173).

"الأعمال جميعها تشير إلى أنّ السوق يعمل الآن من دون تدخّلٍ من العقل البشري: إنّه يُحرَّك من قِبَلٍ خوارزميّات ["الخوارزميّات" Algorithms هي حزمةٌ من الخطوات الرياضيّة المتتابعة بسلسلةٍ من العمليّات ذات الهدف المحدّد، وهي ما يتمّ إدخاله إلى نظم الحاسب الآلي اليوم للقيام بالمهام المطلوبة منه، مثل ترتيب الجداول الزمنيّة أو إصدار التقارير الدوريّة. يُنسب الإسم إلى عالم الرياضيّات المسلم محمد بن موسى الخِوارزمي (حوالي 781-847)، الذي وضع قواعدها في القرن التاسع عشر. – [المُترجِمة]] تقوم بعملّياتها خلال نانو ثانية (أي واحد على بليون في الثانية)، وهو أمرٌ يمكن معه أن يتحقّق الخطأ بطريقةٍ خارجةٍ عن السيطرة. فمن ضمن أشياءَ أخرى، يمكن للخوارزميّات أن أن تكشِف عن عروض الشّراء في السوق فتقوم من ثَمَّ بمضاعفتها خلال نانو ثواني، بهدف السيطرة على ملكيّة الأسهم، ثمّ بيعها بسعرٍ أعلى لأيٍّ من كان يرغب بها ابتداءً. طوال اليوم، يقوم بائعو جملة البورصة الإلكترونيّون هؤلاء بقذفِ أنفسهم بسرعة الضوء وسط كمّيّاتٍ مهولةٍ من الأوراق الماليّة، لذا فإنّ النّشاط المتولّد عن تحرّكاتهم هذه يُعرّض النظام بأكمله للخطر. عام 2010، لاحظ أحد مخترعي هذه الآلات، توماس بيترفي Thomas Peterffy أنّها قد "تطوّرت بطريقةٍ أسرع من قدراتنا على فهمها أو السّيطرة عليها" [‘The Father of High Trading Speaks’, Commodity Trade Mantra, April 9, 2014, quoted in French in Krap, 6,54]. وبذلك، فما لم تقع كارثةٌ طبيعيّة، فإنّه من المستحيل الآن فهم "ردّة فعل السوق" تجاه أيّة معلومةٍ سياسيّة، لأنّ "السوق"، ببساطة، لم يعد الآن موضوعًا خاضعًا للمعطيات الإجتماعيّة؛ لقد صارت العقلانيّة الإقتصاديّة economic retionality مُدْمَجَةً الآن في برامج الكمبيوتر التي يلقيها الخبراء في المِقلاة، من دون معرفةٍ محدّدةٍ لما سوف يحدث بعدها لآلاف البليونات من الدولارات محلّ التعامل يوميًّا. في سوق الأوراق الماليّة، تلعب هذه الآلات بكلٍّ من: مدّخرات الأفراد ذوي الدّخول المحدودة، الديون الوطنيّة للدول، وقِيَمِ العملات" (ص. 173-174).

["وكالات التصنيف الإئتماني" credit rating agencies - CRAs هي جهاتٌ تُعين المستثمرين على التمييز بين المؤسّسات الماليّة العاملة بالسوق (كالمصارف مثلا)، وذلك من اجل ترشيد المخاطر وتحديد ما إذا كانت لهذه المؤسّسات القدرة على الوفاء بما عليها من التزامات ماليّة، رغم ما قد تبدو عليه من مظاهر الصحّة السوقيّة. ومن أشهر هذه الوكالات وكالة ستاندرد آند بورز Standard & Poor’s – S&P ووكالة موديز Moody’s. وتقوم هذه الوكالات بتصنيف المؤسّسات الماليّة من حيث الملاءة الماليّة وفق فئات معيّنة، تعبّر كلٌّ منها عن درجة مختلفة من الملاءة، مثل: "ممتازة" AAA، "فائقة الجودة" AA، "جيدة" A-، "معتدلة" BBB، "هشة" BB، "فائقة المخاطر" B، "رديئة" CCC، "قيد الإنعدام" CC و"منعدمة" C. – [المُترجِمة]] (ص. 174).

"في الأوّل من أكتوبر 2012 قامت خوارزميّات غير معروفةٍ بالسيطرة على البِنية الإلكترونيّة التحتيّة لبورصة نيويورك New York Stock Exchange، وذلك من خلال إغراقِها بعروضٍ خاليةٍ من الأرباح، كان الهدف منها هو التقليل من التدفّقات المنافسة، كجزءِ من استراتيجيّةٍ ما زالت غير مفهومةٍ حتّى اليوم.

لم يعد أيّ شيء مُتماسكًا الآن، فبورصة نيويورك New York Stock Exchange توجد فعليًّا في نيو جيرسي New Jersey، في ضاحية ماهوا Mahwa غير المعروفة. وهناك، في مخازنٍ ذات إجراءاتٍ أمنيّةٍ مشدّدةٍ تمتدّ على مساحة عدّة ملاعب لكرة القدم، توجد عدّة كمبيوتراتٍ ذات أداءٍ فائق الجودة، تتحارب فيما بينها على قِيَم الأسهم، مستهلكةً في اليوم الواحد طاقةً كهربائيّةً تكفي لتزويد 4500 منزل. وتفعل بورصة باريس La Bourse de Paris الشيء ذاته؛ وهي التي تقع قرب لندن، في المدينة التي لا يعرفها أحد والمسمّاة باسلدون Basildon.

يمكن لأيّ خطإٍ أن يرتِّب آثارًا وخيمةً. في أغسطس من عام 2012، كانت شركة نايت كابيتال بروكيريج Knight Capital Brokerage تستخدم خوارزميّاتٍ لأغراضٍ تجريبيّةٍ حصرًا، بغرض محاولة فهم كيف سيتصرّف السوق في حال ما إذا قام متعاملٌ فيه بالتصرّف – فجأة – بطريقةٍ عصبيّة. ولكن عِوضًا عن أن تعمل هذه الخوارزميّات بسكلٍ تجريبيٍّ كما كان مُخطَّطًا لها، فقد بدأت بالعمل بشكلٍ حقيقيٍّ في بورصة نيويورك New York Stock Exchange : لقد اشترت هذه الخوارزميّات أسهمًا عندما بلغت هذه الأسهم أعلى قيمةٍ لها، ثمّ باعتها عندما وصل سعرها إلى الحضيض. على إثر ذلك، خسِر العملاء ما قيمته 180 دولارًا في الملّي ثانية – أي 180 ألف دولار في الثانية، أو 11.8 مليونًا في الدقيقية – وذلك لمدّةٍ استمرّت حوالي خمس وأربعين دقيقة، من دون أن يعرف أحدٌ السبب وراء حدوث ذلك. وقبل ذلك ببضعة أشهر، وقع حدثٌ مدهشٌ بدرجةٍ مماثلة: ففي 23 مارس 2012 بعد الساعة الحادية عشرة صباحًا بأربع عشرة دقيقة و18 ثانية و436 مِلّي ثانية، كانت شركة باتس جلوبال ماركتس Bats Global Markets – التي تمارس نشاط التداول المكثّف high frequency trading – [المراد بــ High Frequency Trading أو HFT في مجال الأسهم والأوراق المالية هو "نظم التداول عالية الكثافة"، وهي عبارةٌ عن منصّات تداولٍ إلكترونيّة مكرّسةٌ لخدمة الجهات الإستثماريّة الكبرى من مصارفَ وصناديق استثمارٍ وغيرها، وذلك بالإستناد إلى خوارزميّاتٍ معقّدةٍ تستخدم لتحليل الأسواق المالية واكتشاف الفرص المتاحة فيها، ثمّ التداول بها. – [المُترجِمة]] كانت قد دخلت لتوّها إلى البورصة، بدعايةٍ صاخبةٍ، بسعرٍ أوليٍّ للسهم بقيمة 15.28 دولارًا. وخلال 900 مِلّي ثانية، انخفض سعر السهم إلى 0.28 دولار فقط. لقد كانت ضربةً قاصمةً للشركة حَدَتْ بها، خلال بضعة أيّام، لقبول الإستحواذ ["الإستحواذ" Acquisition هو سيطرة شركةٍ ما على شركةٍ أخرى من خلال أسهمها بالكامل أو شراء حصّةٍ كبيرةٍ منها، بحيث تصبح الأولى، إثر ذلك، في مركزٍ قانونيٍّ يمكّنها من تشكيل مجلس إدارة الشركة المُسْتَحْوَذ عليها ومن ثَمّ السيطرة على قراراتها. وعادةً ما تلجأ الشركات إلى عدّة طرقٍ للإستحواذ، ومن طلك استراتيديّاتها الخاصّة بالتوسّع أو السيطرة على المنافسين لها في السوق. – [المُترجِمة]] عليها من قِبَلِ شركةٍ منافسة. لقد كان ما حدث هو أنّه، فور أن أُعْلِنَ السعر، كانت خوارزميّات عدوّةٌ، متربّصة في كمين، قد وزّعت بسرعةٍ خاطفةٍ عروض شراءٍ بأسعارٍ متدنّيةٍ، وبطريقةٍ دمّرت المعروض فوراًا. لم يتمّ إجراء أيّ تحقيقٍ جادٍّ حول هذا الرعب الذي أوقعه هذا التوحّش المالي للقرن الجديد. وفقًا لكارب Karp "يبدو أنّ هذا الصراع الجديد قد أكّد أنّ الأسواقهي ساحة قتالٍ الآن، وأنّ من يمتلك الخوارزميّات الأسرع والأقوى هو من سيخرج منتصرًا" " (ص. 175-176).

["السَرْنَمَة" هي حالة السير أثناء النوم Sleepwalking (وتسمّى أيضًا Parasomnia)، هي أحد اضطرابات النوم التي تؤدّي إلى قيام النائم – مع استمراره في نومه – وتحرّكه لممارسة أفعال لا يقوم بها عادةً إلاّ من هو في حال اليقظة. [المُترجِمة]] (ص. 177).

["الداروينية" Darwinism هي نظريّة النشوء والإرتقاء (أو التطوّر البيولوجي biological evolution) التي خرج بها تشارلز داروين Charles Darwin (1809-1882) عالم الطبيعة الإنجليزي. وهي تذهب إلى أجناس الكائنات الحيّة تنشأ ثمّ تتطوّر من خلال عمليّة انتقاءٍ طبيعي (natural selection) للسّمات الأفضل الموروثة، التي تزيد من قدرة واحدها على البقاء على قيد الحياة ومن ثَمّ التكاثر. نشر داروين Darwin نظريّته هذه في كتابه "في أصل الأنواع" On the Origins of Species عام 1859، وقد لاقت نجاحًا كبيرًا، انتشرت معه بعدها إلى كثيرٍ من العلوم الإنسانيّة (علم الاجتماع، الأنثروبولوجيا، علم النفس وعداها)، حتى صارت كلّ سمة تطوّريّة تقف عليها هذه العلوم توصف بأنّها ذات طبيعة "داروينيّة" of a Darwinian nature. - [المُترجِمة]] (ص. 177).

[المشتقّات الماليّة Derivatives هي عقودٌ فرعيّةٌ تُشْتَقُّ من عقودٍ أساسيّةٍ لأدواتٍ استثماريّة (أوراق ماليّة، عملات أجنبيّة، سلع، معدّلات فائدة، إلخ)، فلا ينتج عن ذلك أصولٌ ماليّةٌ أو عينيّة، وإنّما مجرّد عقودٍ تعيّن حقوقًا وواجباتٍ لكلّ طرفٍ وعليه. -[المُترجِمة]] (ص .179).

[الإسم الرسميّ لهذا القانون هو The Dodd-Frank Wall Street Reform and Consumer Preotection Act. - [المُترجِمة]] (ص. 179).

"لقد صار سوق الأوراق الماليّة اليوم منطقة حربٍ حقيقيّةٍ تتحدّد فيها الأسعار من خلال كلٍّ من أصول المشاركين وأدواتهم. لذلك، فإنّ هذه العقوبات لا تفعل سوى أنّها تدعم الغرض القاصد إلى التعمية على الناس، لأنّ اختيار شخصٍ ما بصورةٍ عشوائيّةٍ وجَعْلَه عبرةً هو مجرّد أسلوبٍ للإيهام بأنّ الإستئناءات التي تقع على الهامش إنّما تُخِلُّ بنظامٍ هو ناجحٌ في حدّ ذاته ويعمل كما ينبغي [المُراد هنا هو بيان خطورة استخدام العقوبات القانونيّة بغرض إظهار الجدّيّة، إذا كان الغرض منها مجرّد التمويه على حقيقة كون النظام، بأكمله، نظامًا فاشلاً. – [المُترجِمة]]" (ص. 179-180).

"وبذات الطريقة، فإنّ البرامج المُصمّمة لتثقيف الناس حول الاقتصاد هي، بدورها أيضًا، تقصِد إلى منعنا من إدراك أنّ هذا النظام هو في حالةٍ تامّةٍ من الفوضى. وبشكلٍ عامٍّ، يمكننا أن نقول عن الاقتصاد ما قالته صاحبة البيت في رواية كافكا Kafka، [فرانز كافكا Franz Kafka (1883-1924) هو روائيّ تشيكي، يعتبر رائد الكتابة "الكابوسية" وأحد أهمّ أدباء أوروبا في فنَّيْ الرواية والقصّة القصيرة في هذا المجال، حتّى اشتهرت كتاباته السوداويّة بطبيعة خاصّة صارت تمثّل نوعًا أدبيًّا يحمل اسمها؛ الكافكاويّة Kafkaism. من أشهر أعماله روايات "التحوّل" Metamorphosis، "القلعة" The Castle، "المحاكمة" The Trial، "مستعمرة العقاب" The Penal Colony، وسواها. عاش كافكا في حالات قلق واكتئاب لازمته طوال حياته، وقبيل وفاته، أوصى صديقه الأديب ماكس برود Max Brod بإحراق جميع آثاره الأدبيّة، إلاّ أنّ هذا الصديق خالف وصيّة كافكا، فحفظ نتاجه الأدبيّ، ثمّ نشره وأطلع العالم على أعمال صديقه المتوفّى، في تصرّفٍ ما زال محلّ جدلٍ، حتّى أنّه صُنِّفَ كأنبل خيانةٍ في تاريخ الأدب الحديث. [المُترجِمة]] "المحاكمة" The Trial، [رواية "المحاكمة" The Trial (أو "القضيّة" كما نُشِرت في بعض الترجمات العربيّة) هي إحدى روايات الأديب التشيكي فرانز كافكا Franz Kafka (1883-1924)، وضعها بين عاميْ 1914 و1915، وهي تدور حول شخص يدعى "جوزيف ك" Josef K.، يستيقظ صباحًا ليجد بالباب رَجُليْن يُخبرانه بأنّه مطلوب للمحاكمة. وتدور الأحداث من دون أن يعرف البطل ما هي جريمته، ولا كيف يدافع عن نفسه، إلى أن يتخلّى عنه محاميه، فيبقى وحيدًا مقابل منظومةٍ قضائيّةٍ ضخمة، غامضة، تسير وفق بيروقراطيّة جدباء، إلى أن يصاب بالإحباط، في إطارٍ عدميٍّ كئيب. – [المُترجِمة]] حول النظام القضائي: "إنّه يبدو شيئًا علميًّا، أعتذر إن كنت أتفوّه بحماقات، ولكنّه يبدو شيئًا علميًّا أنا لا أفهمه، ولا حاجة لي إلى فهمه أصلاً". وفي الحقيقة، يُطلَبُ منّا أت نصدّق بأنّ هناك علمًا للإقتصاد يوضَع موضع التطبيق في قرارات الأشخاص الذين نعتمد عليهم من ذوي السلطة، وأنّ الديمقراطيّة تعني جعل المواطنين شركاء: قادرين على إتقان مصطلحات هذا "العلم" ومبادئه الأساسية، ولكنّهم غير قادرين على التصرّف بموجبه بأيّ شكل من الأشكال، فلا يستطيعون إلاّ البقاء رهن محبسه. إن هذا يفسّر الطبيعة المُكثّفة للمبادرات القاصدة نحو تحقيق "الشعبوية" لهذا العلم، سواء كانت تُنفذ من قِبَل المؤسّساتِ الرسميّةِ والصحافة اليمينيّة او من قِبَلِ الحركات الشعبيّة grassroots movements أو منشورات الاقتصاد البديل alternative economics التي تعطي منظورًا نقديًّا بشأن الكلمات التي تستعمِر عالمنا" (ص. 180-181).

الاقتصاد الغبيّ

[بيل كلينتون William Clinton هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للفترة من عام 1993 إلى عام 2001. – [المُترجِمة]] (ص. 182).

[Éric Desrosiers, ‘Commande record pour Bombradier’, Le Devoir, Nov. 28,2012] (ص. 182).

"إنّ هذا العقد يذكّرنا بالشركات الماليّة التي أنقذتها الحكومات من الكارثة ابتداء من عام 2008، من خلال ضخّ آلاف البليونات من الدولارات فيها، بدعوى أنّ إفلاسها سوف يقود إلى انهيار حضارات بأكملها، وعودة هذه الشركات إلى أسوأ عاداتها بعد أن تمّ تأمين تدفّقاتها المالّية، فرجعت إلى دفع بليونات الدولارات كمكافآتٍ للمدراء وأعضاء مجالس الإدارات، حتّى في السنوات التي يحقّقون فيها عجزًا ماليًّا، وهم السالكون مسلك السحرة المتدرّبين على خلق منتجاتٍماليّةٍ للمضاربة الفائقة، والمنغمسين في عروضٍ إنفاقيّةٍ للثروة كشراء الطائرات أو استئجارها كما هي الحال مع طائرات جلوبال Global العائدة إلى مجموعة بومباردييه Bombardier." (ص. 183).

[Desrosiers, ‘Commande record pour Bombardier’ ; Bomardier, ‘VistaJet Thinks Global with $ 7.8 Billion Bombardier Business Aircraft Order’, press release, http://ir.bombardier.com, Nov. 27,2012] (ص. 183).

"هذه الأسواق الناشئة emerging markets - التي تُخطّط شركة فيستا جيت Vista Jet لتشغيل طائراتها النفّاثة فيها – توجد في روسيا، الصين، الشرق الأوسط، وأفريقيا: إنّ جميع الأماكن التي "تنشأ" فيها طبقةٌ مالكةٌ ذات قدرةٍ على الدفع لمثل هذه النزوات المتعلّقة بالكلاحة الجوّيّة هي بالضرورة مرتبطةٌ بالفساد السياسيّ، نهب الأصول العامّة، الإستغلال البشع للثروات العامة، وغيرها من عمليّاتٍ مقاربةٍ للجريمة المنظّمة organized crime." (ص. 184).

[Niall McCarthy, ‘The Countries Where Private Jet Ownership is Soaring’, Forbes, www.forbes.com, March 2, 2017] (ص. 184).

[المقصود هنا هو الثورة الفرنسيّة، التي استمرّت من عام 1789 إلى عام 1799، والتي استمرّت من عام 1789 إلى عام 1799، والتي قام بها الشعب الفرنسي ضدّ النظام الملكي. كانت لهذه الثورة أسبابٌ كثيرة، ولكنّها تنتهي جميعًا إلى: الرغبة في إنهاء الحكم الملطي المُطلَق، وقف امتيازات النبلاء والإقطاعيّين، منع تدخّل الكنيسة في السياسة العامة للبلاد، الحرّيّة الدينيّية، العدالة الإجتماعيّة، وتحسين الاقتصاد. أعدمت الثورة ملك فرنسا لويس السادس عشر Louis XV وزوجته ماري أنطوانيت Marie Antoinette، وذلك على المقصلة في باريس، وكان ذلك إيذانًا ببدء حكم الإرهاب في فرنسا، عبر ما كان يُعرف بلجنة السلامة العامة le Comité de la sécurité publique التي ترأّسها ماكسميليان روبسبيير Maximilien de Robespierre وفريقه من اليعاقبة Les Jacobins، والتي قامت بإعدام عشرات الآلاف من الفرنسيّين، بمن فيهم روبسبيير Robespierre نفسه. إنتهى الأمر بتراجع التيّار الثوري، ومن ثَمّ تقلّد البورجوازيّة المعتدلة زمام الأمور، فتمّ وضع دستور جديد للجمهوريّة، وأعيد الإعتبار والسلطة للجيش، ممّا مهّد أمام نابليون بونابرت Napoleon Bonaparte – الضابط فيه – للقيام بانقلابٍ عسكريٍّ أنهى الثورة فعليًّا، وإن كان قد ادّعى الإستمرار فيها، وأسّس لنظامٍ سلطويٍّ انتهى فيه بإعلان نفسه إمبراطورًا على الفرنسيّين عام 1804. – [المُترجِمة]] (ص. 184-185).

[الإشارة هنا هي إلى الثورات الأوروبية لعام 1848 (أو "ربيع الأمم" Spring of Nations)، التي كانت عبارةً عن سلسلةٍ من الإضطرابات التي اندلعت في عدّة دُولٍ من أوروبا، فشكّلت موجةً ثوريّةً حقيقيّةً وكبرى. كانت المطالب في تلك الثورات تدور حول إلغاء النّظم الإقطاعيّة القديمة، وتأسيس نُظمٍ سياسيّةٍ ديمقراطيّةٍ مع المزيد من المشاركة الشعبيّة فيها، والمناداة بحرّيّة الصحافة. وقد تمثّلث البداية الحقيقة بانطلاق شرارة الثورة الفرنسيّة عام 1789، وقد خمدت هذه الجذوة إلى أن أحيتها أسبابٌ ثقافيّة (كالأفكار السياسيّة الجديدة آنذاك، مثل الإشتراكيّة التي كان ينظّر لها كلٌّ من كارل ماركس Carl Marx وفريديريش إنجلز Friedrich Engels، والقوميّة المُلهَمَة بفكرة الدولة المستقلّة) وأخرى اقتصاديّة (نقص المحاصيل الزراعيّة وانتشار الفقر). وفي حين يرى أكثر المؤرّخين أنّ تلك الثورات قد مُنِيَت بالفشل، لأنّها لم ترتّب تغييراتٍ هيكليّةً دائمةً وكبرى، إلاّ أنّ ما نجم عنها من تطوّراتٍ سياسيّةٍ واقتصاديّةٍ يظلّ أمرًا معتبَرًا (كإلغاء نظام القنانة في بعض الدول، القضاء على الإقطاع في أخرى، تدعيم سلطات البرلمانات في فئة ثالثةٍ منها). - [المُترجِمة]] (ص. 185).

[Capgemini and Merrill Lynch, World Wealth Report 2007, www.capgemini.com.] (ص. 185).

[العوام plebs: هذه إحالةٌ إلى النظام الطبقيّ الروماني، الذي كان يقسّم المجتمع إلى هرمٍ من عدّة طبقات: (1) فعلى قمّة الهرم كانت تقع طبقة النبلاء أو الأشراف patricians، وهُم سكّان روما الأصليّون، الذين كانوا أقلّيّة. وقد تمثّلت حقوق هذه الطبقة بامتلاك الأراضي الزراعية، وبالحقوق العامة كحقّ الإنتخاب والترشيح للمجالس العامة، وبالحقوق الشخصيّة كحقّ التقاضي في المحاكم وحقّ امتلاك الأموال المنقولة وغير المنقولة، فيما كانت واجباتهم تتمثّل في أداء الخدمة العسكريّة ودفع الضرائب للخزينة العامة. و(2) طبقة العوام plebeians، وهُم أغلبيّة المجتمع الروماني، وكانوا يتكوّنون من الفقراء والمستضعفين من سكّان روما، والغرباء الذين قدموا إلى روما واستقرّوا فيها للعمل في الصناعة والتجارة، وهُم جماعاتٌ فقيرةٌ خاضعةٌ لسيطرة الرومان الأقوياء المالكين لمعظم الأراضي، ممّا حدا بكثير منهم إلى التبعيّة للسادة الأغنياء، ثمّ العبيد الذين تحرّروا من تبعيّتهم لأسيادهم من الرومان. وأفراد هذه الطبقة لا يتمتّعون بالحقوق العامة والخاصة، كما أنّهم معفيّون من الخدمة العسكريّة ودفع الضرائب، ويقوم الأغنياء من الرومان بحمايتهم وتمثيلهم أمام القضاء مقابل أن يقوم هؤلاء العوام بخدمة السادة من الرومان والعمل في أراضيهم (دون الحقّ في تملّكها). (3) طبقة العبيد slaves، التي كانت تتكوّن من أسرى الحروب الرومانيّة، الأحرار المباعين كعبيد (بسبب الفقر أو الدين)، الأطفال مجهولي الوالدين، المدينين الملتزمين بالعمل لدى دائنيهم بسبب عجزهم عن تسديد ديونهم، والمتخلّفين عن أداء الخدمة العسكريّة. وكانت مجالات عمل العبيد تشمل الزراعة والصناعة (فالعمل اليدوي كان يُنظر إليه بازدراء في روما باعتباره لا يليق بالأحرار) والترفيه (كان العبيد يعملون كمجالدين gladiators في حلبات الرياضة والمصارعة). للمزيد، انظر: مشاعل عبد العزيز الهاجري، قانون العمل الكويتي الجديد – السّمات المنهجيّة والمُستحدثات الموضوعيّة: دراسة انتقاديّة للقانون رقم 6 لسنة 2010 في شأن العمل في القطاع الأهلي (الكويت: شركة آفاق للنشر والتوزيع، 2017). – [المُترجِمة]] (ص. 186).

[كان إيفان بافلوف Ivan Pavlov (1849-1936) عالمًا روسيًّا في الفسيولوجيا (علم وظائف الأعضاء)، وقد حصل على جائزة نوبل في الطب عام 1904. تعلّقت أهمّ أبحاث بافلوف بما خرج به من نظريّة "الإرتباط الشرطي" Conditioned Reflex (التي تسمّى أيضًا بـــ "الإشتراط البافلوفي" Pavlovian conditioning)، وهي نتيجة أبحاثٍ كثيرةٍ وطويلةٍ أجراها على الكلاب ثمّ عمّم نتائجها، وتقوم على عمليّة يتسبّب فيها منبّه يكون حياديًّا عادة – مثل صوت جرس – في إثارة ردّ فعلٍ محدّدٍ، كإفراز اللّعاب، وذلك من خلال تزامنه بشكلٍ متكرّرٍ مع منبّهٍ آخر يؤدّي إلى إثارة ردّ الفعل هذا، مثل تقديم الطعام. وهكذا فإنّ كلّ ارتباطٍ لازم (أو مُتخيّل) بين متغيّرَين، بحيث إنّ أحدهما يؤدّي إلى الآخر بالضرورة (أو يُظنّ أنّه كذلك)، يوصَف بأنّه "ارتباطٌ بافلوفيّ"، نسبةً إلى هذا الباحث. – [المُترجِمة]] (ص. 187-188).

[David Rothkopf, Superclass : The Global Power Elite and the World They Are Making (Toronto : Viking Canada, 2008)] (ص. 188).

["العولمة" Globalization هي عمليّة التحوّل الاجتماعي والسياسي والإقتصادي المستمرّ الّتي تتمّ على مستوًى دولّي، والتي تؤدّي إلى تداخل العلاقات بين الدّول وتقارب الأسواق فيها، ومن ثَمّ التبادل السلس للسلع والخدمات والتدفّق الخصب للنقد والتكنولوجيا بينها. وعادةً ما يكون ذلك بسببٍ من التسهيلات المتزايدة التي تقرّرها التشريعات المُقارنة والتدابير ذات العلاقة، النُّظم الحدوديّة والجمارك والضرائب وانتقال العمالة. – [المُترجِمة]] (ص. 189).

صُنِعَ في الصّين

["منطقة الحرّة" free zone هي منطقةٌ خاصّةٌ في الدولة، تُعفى فيها الشركات من الإمتثال لقوانين الضريبة، العمل، المعايير البيئيّة، النّظم الجمركيّة، وسواها من قوانين ذات علاقاتٍ بأُطُر العمل التجاريّة أو الماليّة. – [المُترجِمة]] (ص. 190).

[أدّت الظروف الإجتماعيّة والإقتصاديّة السيّئة للعمّال في القرن التاسع عشر إلى ظهور فكرٍ سياسيٍّ واقتصاديٍّ جديدٍ عُرِفَ بــــ"الإشتراكيّة"  Communism، بشّر به كلٌّ من كارل ماركس Karl Marx وفريدريك إنجلز Friedreich Engels عام 1848 من خلال منشورهما المعروف بـــ "البيان الشوعي" The Communist Manifesto. ويقوم هذا الفكر على آيديولوجيا تنادي بالملكيّة الشعبيّة الجماعيّة لوسائل الإنتاج، من خلال نظامٍ يبدأ برأسماليّة الدولة بغرض السيطرة على وسائل الإنتاج هذه، لتبدأ الفترة الشيوعيّة القاصدة إلى اضمحلال الدولة، ومن ثَمّ لصيرورة وسائل الإنتاج ملكيّةً عامّةً للشعب. وهذه هي السياسة التي انتهجها الإتّحاد السوفيتي السابق بعد الثورة البلشفيّة عام 1917، وتبعته في تبنّيها دوا أوروبا الشرقيّة الدائة في فَلكه، وحتّى سقوط دار برلين عام 1989. ويختلف الفكر الإشتراكي عن نظيره الرأسمالي من حيث الحرص على مصلحة العامل، فيدعو لعدم غمط جهد العمّال واستفادتهم من القيمة المضافة المترتّبة على عملهم باعتبارهم العنصر الرئيسي في عمليّة الإنتاج، بالمقارنة بالفكر الرأسمالي الذي تكمن أولويّته في مراكمة رأس المال بالدرجة الأولى. – [المُترجِمة]] (ص. 191).

[ما بات يُعرف بــــ sweatshops (أو ateliers de misère بالفرنسيّة) هو المصانع الصغيرة المتناثرة في الدول النامية (لا سيّما في دول شرق آسيا وأفريقيا)، والعاملة في مجالات الملابس والأحذية والألعاب بالدرجة الأولى، التي تورّد بضائعها للشركات الأجنبيّة الكبرى، والتي تمارس استغلالاً فاضحًا للعاملين فيها، من حيث حملهم على العمل في ظروفٍ سيّئة، لساعاتٍ طويلة، في مبانٍ خالية من الإشتراطات الصحّيّة، من دون ضماناتٍ عمّاليّةٍ ومقابل أجورٍ زهيدةٍ –لأنّ قوانين العمل في تلك الدول عادةً ما تكون قاصرةً عن حماية العمّال، رغبةً من حكوماتها باستقطاب الشركات العالميّة إليها – حتّى صار الأمر أقرب ما يكون للسّخرة. ولمّا كانت تلك الشركات الكبرى ليست في المركز القانوني لربّ العمل، فهي لا تتعاقد مع العمّال مباشرةً وإنّما هي في مركز المتعاقد مع تلك المصانع فقط، ممّا يعني أنّها تلتفّ بذلك على تطبيق معايير العمل الدوليّة International labour standards، فتُوفّر في أجور العامالة وضماناتها، ممّا يحملها على عدم إنشاء مصانع لها في دول مقرّ إداراتها، وإنّما تعتمد – كلّيَّةً – على هذه المصانع المُستغلّة للعمّال والكائنة في الخارج، وهو ما يسمّى outsourcing، لا سيّما وأنّ هذه الدول التي تقع فيها هذه المصانع عادةً ما تحرص على أن تكون بيئةً جاذبة للأعمال من حيث توفير اشتراطاتٍ مُهادنةٍ أخرى (لا ضرائب، سهولة استصدار الرخص التجاريّة، تسهيلات تمويليّة، غياب الحدّ الأدنى للأجور، ضعف الإشتراطات التأمينيّة، وغير ذلك). وكحالةٍ تطبيقيّةٍ، لعلّ في استفادة الشركات الأمريكيّة من قانون العمل الصيني الحالي مثالاً على ذلك، فالكثير من الشركات الأمريكيّة تتعامل مع مصانعَ في الصين لكوْنها توفّر عمالةً رخيصة، إذ تستفيد هذه الشركات من رخص تكلفة العمالة الصينيّة بسبب الحماية الضعيفة التي يوفّرها قانون العمل الصيني. وعندما تقدّم الخطط لتعديل ظروف العمل هناك فإنّ الشركات الأمريكيّة تهدّد الحكومة الصينيّة بعدم التعامل مع مصانعها في حال إصدار قانونٍ جديدٍ يُعطي للعمّال حقوقًا أكبر أو حرّيّاتٍ نقابيّةً أوسع. – [المُترجِمة]. انظر، على سبيل المثال، تقرير منظّمة Human Rights Watch عن هذه المصانع في كمبوديا: Human Rights Watch, ‘Work Faster or Get Out : Labor Rights Abuses in Cambodia’s Garment Industry’, United States of America, 2015] (ص. 191-192).

[Thomas Gerbet, ‘De mystérieux hommes d’affaires chinois veulent s’établir au Québec et changer les règles’, Radio-Canada, April 28, 2015 ; Radio-Canada, ‘Un millier de gens d’affaires chinois à Varennes ?’, Aug. 13, 2015] (ص. 193).

[Claude-André Mayrand, ‘Laval intéresse les Chinois : Un centre de commerce mondial et un ‘Chinatown’ de luxe dans l’ancien ciné-parc’, Journal de Montréal, Nov. 27, 2013] (ص. 193).

["الإغراق التجاري" Dumbing هي إشكاليّةٌ تثور في نطاق اتفاقيّات التجارة الدولية، إذ تسعى هذه الإتّفاقيّات – ومنها الإتفاقيّة العامة للتعرفة الجمركيّة والتجارة – General Agreement on Tariffs and Trade – GATT – إلى رفع القيود التي تفرضها الدول الأعضاء بعضها على بعض فيما يتعلّق بالسلع والخدمات الداخلة إليها من دُول أخرى، وذلك تحقيقًا لمبدإ حرّيّة التجارة وانسيابيّتها عبر الحدود الدوليّة. من هنا، يتمّ تقييد حقّ الدول الأطراف في هذه الإتّفاقيّات في فرض التعرفات الجمركيّة على السلع أو الخدمات الداخلة إليها من دُول أخرى، إلاّ في حال تعرّضها لممارساتٍ تجاريّةٍ ضارّةٍ باقتصادها الوطني. من أمثلة ذلك، أن يتمّ "إغراق" أسواقها بسلعٍ ذات أسعارٍ متدنّيةٍ إلى ما دون سعر التكلفة، بهدف الإضرار بمنتجي السّلع والخدمات المحلّيّين ودفعهم إلى الخسارة المالية، ومن ثَمّ إخراجهم من نطاق المنافسة، حتى تتمكّن الشركات الأجنبيّة "المُغرِقة" من الإنفراد بالسوق والسيطرة عليه، ثمّ التحكّم بأسعاره لاحقًا. في حالاتٍ مثل هذه، تبيح هذه الإتفاقيّات للدول التي تعرّضت لممارساتٍ "إغراقيّةٍ" أن تتّخذ التدابير القانونية اللازمة لحماية أسواقها من مثل هذه المنتجات، كفرض الضرائب أو التعرفات الجمركية أو الغرامات المالية أو سحب الترخيص أو حتى منع هذه السلع عند الحدود. – [المُترجِمة]أنأن] (ص. 194).

[ماكاو Macau هي جزيرةٌ صغيرةٌ تقع في بحر الصين الجنوبي، وتبلغ مساحتها حوالي 30 كيلومترًا. وهي تابعةٌ للصين، إلاّ أنّ لها طبيعةً إداريّةً خاصّة، مثلها في ذلك مثل هونج كونج Hong Kong، إلى حدٍّ ما. وهي تُعتبر ملاذًا ضريبيًّا، وتعتمد في اقتصادها على السياحة والقمار. – [المُترجِمة]] (ص. 195).

[مقاطعة British Columbia تتطوّر كمركزٍ لتهريب المخدّرات القادمة من آسيا؛ ألبيرتا Alberta – وتقلّدها في ذلك ساسكاتشوان Saskatchewan هي ولايةٌ نفطيّة petro-state؛ أونتاريو Ontario هي عرين شركات التعدين النَّشِطَة في العالم أجمع؛ كيبيك Quebec هي ولاية معادن، مكرّسةٌ بالكامل لمصلحة الصناعات الإستخراجيّة وهي تُظهِر الآن اهتمامًا بالنفط؛ إنّها موطن Maples في كندا، وهي واحدةٌ من أكبر الشركات القانونيّة في العالم والمتخصّصة في خلق كيانات الأوفشور offshore، وهي ىلآن تأمل، طبعًا، في نشاطٍ مع قطاع الإستيراد والتصدير الصينيّ. أمّت بالنسبة لنوفاسكوتيا Nova Scotia، فهي قد طوّرت برنامجًا للتوظيف يُمَكِّن الشركات في بيرمودا Bermuda [بيرمودا Bermuda هي أرخبيلٌ من الجزر الواقعة في المحيط الأطلسي، وهي أحد أقاليم ما وراء البحار البريطانيّة British Overseas Territories، وتُعتبر مركزًا دوليًّا هامًّا للأعمال، وملاذًا ضريبيًّا لكثيرٍ من الأفراد والشركات حول العالم. – [المُترجِمة]] من إيكال أعمالها إلى محاسبين في هاليفاكسHalifax ، وقد اختار مُلاّك هذه الشركات توطينها في بيرمودا Bermuda للإستفادة من أرخبيل الإعفاءات الضريبيّة الكبيرة هذا، التي تُبرَّر معها إعادة توطين هذه الشركات [Alain Deneault, Canada : A New Tax Haven, tr. CatherineBrowne (Vancouver : Talon books, 2015]] (ص. 196).

الخُبَراءُ المُنقِذون

[بنما Panama هي إحدى جمهوريّات أمريكا الوسطى، وهي تمثّل أكبر اقتصادات المنطقة، وتعتبر ملاذًا ضريبيًّا معروفًا. – [المُترجِمة]] (ص. 197).

[أجرى مؤلّف هذا الكتاب، ألان دونو Alain Deneault، تحليلاً مستفيضًا لكلمة "الحوكمة" governance وآثارها السياسيّة في كتابٍ سابقٍ له، هو "الحوكمة: الإدارة الشموليّة" Governance : Le management totalitaire (Montreal : Lux, 2013، وهو المجلّد الأوّل من اثنين، الذي يمثّل هذا الكتاب، Mediocracy، المجلّد الثاني منهما. ويركّز كتاب "الحوكمة" على الحوكمة كتجسيد لاستبدال الإدارة بالسياسة تحت قواعد الحوكمة، حيث يتطلّب الأمر أنّ جميع الوقائع الاجتماعية يجب أن تخضع لقواعد الإدارة الخاصّة بالمشروعات التجارية الخاصّة (فانتشار كلمة "العميل" كبديلٍ عن مفاهيم مثل "المريض" أو "الطالب" هو جزءٌ من هذا التوجّه الآن). وفي حين أنّ كلمة "الحوكمة" governance قد صارت منتشرةً بشكلٍ واسعٍ في اللّغة الإنجليزية ومقبولةً فيها، فإنّ الأمر مختلفٌ في فرنسا، نتيجةً للتقليد الجمهوريّ هناك الذي يذهب إلى اعتبار النظام القائم على مفاوضات "أصحاب المصالح" stakeholders أمرًا مناقضًا لمبادئ السيادة الشعبيّةِ ولدور الشعب في الفضاء السّياسي. – [المُترجِمة]] (ص. 197).

[Radio-Canada, ‘L’éthique peut triompher sans que PKP vende ses actions, estime Michel Nadeau’, Oct 8,2014] (ص. 198).

[في كندا، يلقّب رؤساء حكمومات المقاطعات، مثل مقاطعة كيبيك Quebec، بلقب The Premier – [المُترجِمة]] (ص. 198).

"لقد سبق لبالتزار جراسيان Baltasar Gracián أن أمسك بملامح هذه الشخصيّات في كتابه "الناقد" El Criticon، الذي  يعود إلى القرن السابع عشر [بالتزار جراسيان Baltasar Gracián (1601-1658) هو كاتبٌ ومفكّرٌ ورجل بلاطٍ أسباني، له كتاباتٌ هي أقرب لأن تكون نظراتٍ في طبيعة الحياة وفي أصناف الناس فيها. كتابه الأهمّ هو "الناقد" El Criticon، وهو – من حيث القيمة – يُعتبر عملاً لا يقلّ أهميّةً عن رواية الكاتب الأسباني الشهير سيرفانتيس "دون كيخوت دي لا مانشا" Don Quijote de la Mancha. وقد تأثّر كلٌّ من الفيلسوفيْن شوبنهاور Schopenhauer ونيتشه Nietzsche بآثاره. – [المُترجِمة]]: "شخصٌ يُرى وكأنّه عالِمٌ رغم أنّه لم يَدْرس؛ رجلٌ حكيمٌ ولكنّه لم يفعل أيّ شيءٍ مُتعِبٍ: له لحيةٌ مهيبةٌ من دون أن يحرق زيت الليل، مليءٌ بالعواصف ولكنّه لم يسمح غبار الكُتب قطّ، متنوّرٌ جدًّا رغم أنّه لم يسبِق له السّهر، مُغطّىً بالمجد من دون أن يعمل أبدًا خلال النهار أو الليل. باختصارٍ، إنّه كاهن الإبتذال؛ شخصٌ يتّفق الجميع على ما لديه من معارفَ عظيمة، رغم أنّهم لا يعرِفون عنها شيئًا [Baltasar Garcian, El Criticon, Instituto Nacional de Tecnologias Educativas y de Formacion del Profesorado, http://educalab.es/intef, p.122 ]" (ص. 200).

"تطرح الكاتبة النسوية أندريا دوركن Andrea Dworkin الأمر بشكلٍ أكثر حدّة "في حين أنّ الثرثرة بين النساء هي أمرٌ محلّ سخريّةٍ حول العالم باعتباره دنيئًا وسخيفًا... فإنّ الثرثرة بين الرّجال تُسمّى نظريّة أو فكرة أو واقعة" [Andrea Dworkin, Right-Wing Women (New York : G.P. Putnam’s Sons, Perigee Books, 1983), p.13]" (ص. 201).

مَرَضُ المال

"كوسيلةٍ للوصول إلى كلّ شيءٍ، تصبح النقود الوسيلة القصوى. وبصفتها هذه، فقد فرضت النقود نفسها أخيرًا في التاريخ كهدفٍ أعلى ذي طبيعةٍ ترتبط بمفارقة: فوق كلّ شيء، نحن نبحث عن ملكيّة هذه الوسيلة التي توصِلنا إلى كلّ شيء. كتب سيميل Simmel عام 1916: "لقد أصبحت النقود تحديدًا غاية الغايات لغالبيّة الناس في حضارتنا، إذ إنّ حيازة النقود هي ما يمثّل الهدف الأعلى لجميع الأنشطة الهادفة التي تقوم بها هذه الغالبيّة... ففي عقل الرجل الحديث، ما عادت فكرة الإحتياج تعني احتياج السلع الماديّة، ولكن فقط احتياج النقود اللازمة لشراء هذه السلع [Georg Simmel, ‘The Crisis of Culture’, tr. D.E. Jenkinson, in Simmel on Culture : Selected Writing, ed. David Frisby and Mike Featherstone (London, Thousand Oaks and New Delhi : Sage Publications, 1997), 97] ".

تبدأ المشكلات عندما نتوقّف عن النّظر إلى النّقود "كوسيطٍ" للقيمة، فنبدأ في التصرّف وكأنّها "تتضمّن" قيمةً أو كأنّها هي في حدّ ذاتها قيمة: "إنّه من الواضح بالتأكيد أنّ هذا الأمر السابق للهدف النهائيّ – في أقصى حالاته شموليّةً وتطرّفًا – يقع ليس في المراحل المتوسّطة للحياة ولكن في النّقود. لم يحدث مسبقًا أن اتّفق لشيءٍ مدينٍ بقيمته فقط لدوره الوسيط ولقابليّته على التحوّل إلى قيمٍ أكثر تحديدًا، لم يتّفق لشيءٍ مثل هذا أن تطوّر – بالكليّة ومن دون تحفّظ – إلى قيمةٍ سيكولوجيّةٍ مطلقة، إلى هدفٍ نهائيٍّ مُستغرِقٍ ومُسيطِرٍ على الوعي العمليّ. إنّ هذا الإشتهاء الأقصى للنّقود لا بدّ أن يزداد إلى درجة أن تأخذ النقود صفة الوسيلة الخالصة pure means... إنّ أهمّيتّها المُتزايدة تعتمد على كونها خالصةً من كلّ شيءٍ هو ليس محض وسيلة... كلّما كبُرَت قيمة النقود كوسيلة، صار يُظنّ أنّها في حدّ ذاتها قيمةٌ مطلقة [Georg Simmel, The Philosophy of Money, ed. David Frisby, tr. Tom Bottomore and David Frisby (London and New York : Routledge, 2004), p. 232] " " (ص. 202-203).

"بخلاف ماركس Marx، أدار سيميل Simmel انتباهَه إلى النتائج السيكولوجيّة الواقِقة على الثقافة المُسيطَر عليها من قِبَلِ المال كَوَثَنٍ رمزيّ. ومثل رأس المال، ولكن على مستوًى سيكولوجيٍّ الآن، فإنّ للنّقود أثرًا مشوِّهًا، لأنّها تركِّز نشاط العقل على وسيلةٍ تجعله يفقد كلّ إدراكٍ عقلانيّ لتنوّع العالم. وفي الفصل الثالث من كتابه "فلسفة النّقود" The Philosophy of Money، فإنّ سيميل Simmel – بطريقةٍ تشبه طريقة دي لابرويير de La Bruyère – يقدّم معرضًا من البورتريهات للشخصيّات النمطيّة. إنّ سرده الإيتيولوجيّ [الإيتيولوجيا Etiology (ويسمّى أيضًا Aetiology) هو علم دراسة العِلَل أو الأسباب. – [المُترجِمة]] يشمل كلًّ من البخيل miser، المُسرِف spendthrift، الجشِع greedy، المولَع باللّذّة blasé،والساخِر cynic. تقع النقود في قلب تطوّر هذه الشخصيّات، التي هي في الحقيقة مولِّدة لها. وبالنسبة لكلّ نمطٍ من هذه الأنماط، فإنّ النقود هي أداةٌ مُصطَنَعةٌ تمكّن العقل من قطعِ علاقته بالواقع التطبيقيّ لمصلحة نظامٍ محاسبيٍّ لا جسد له". (ص. 204)

[كان أونوريه دي بلزاك  Honoré de Balzac (1799-1850) روائيًّا فرنسيًّا معروفًا، وهو من كبار كتّاب الواقعيّة في الأدب الأوروبيّ. - [المُترجِمة]] (ص. 206)

["أوجيني غرانديه" Eugénie Grandet هي واحدة من أهمّ الروايات التي وضعها الأديب كان أونوريه دي بلزاك  Honoré de Balzac. نُشرت الرواية عام 1833، وهي تدور حول شخصيّة الثريّ البخيل فيليكس جرانديه Felix Grandet وابنته أوجيني Eugénie وأمّها، وتأثير بخله على حياة الإثنتين. - [المُترجِمة]] (ص. 206).

[تيمون الأثيني Timon of Athens هي من المسرحيّات الأقلّ شهرةً للكاتب الإنجليزي الشهير ويليام شكسبير William Shakespeare (1554-1616). وتدور أحداث هذه المسرحيّة حول تيمون Timon ، أحد شباب أثينا اللاهين، الذي يفقد أمواله نتيجة التبذير، فيتعرّض لفقدان الأصدقاء إثر ذلك، وتبيّن مساعيه نحو تعديل مسار حياته. - [المُترجِمة]] (ص. 206).

[يقوم المذهب الحيوي vitalism على الإعتقاد بوجود قوًى حيويّة وراء حركة وظائف الجسم، فيميّز بين العناصر العضويّة التي توجد في الكائنات الحيويّة والعناصر غير العضويّة التي توجد فيما عداها من جمادات. - [المُترجِمة]] (ص. 207).

"والتفاوت بين كلّ شيء ولا شيء، المدعوم بالنقود، ينتج طريقة تفكير تميل إلى عدم الإستثمار في الأشياء في هذا العالم. لم يجد سيميل Simmel إلاّ سببًا واحدًا فقط للإبتهاج خلال الحرب العالميّة الأولى World War I [نشبت الحرب العالميّة الأولى World War I في الفترة من عام 1914 إلى عام 1918، وطلك بين كلٍّ من قوّات الحلفاء من جهة (المملكة المتحدة وفرنسا وروسيا) وقوّات المِحوَر من جهة أخرى (الإمبراطوريّات الألمانية والنمساوية المجرية والدولة العثمانية ومملكة بلغاريا). وقد امنتهت هذه الحرب بانتصار الفريق الأوّل. - [المُترجِمة]]، وهو قسائم الخبزbread coupons  التي كانت توَزَّع بدلاً من النقود، ممّا مكّن أفراد المجتمع من العودة إلى القيمة العينيّة للأشياء عِوَضًا عن قيمة ما يعالها" (ص. 209).

["الباثولوجيا" Pathology هو علم طبائِع الأمراض. - [المُترجِمة]] (ص. 209).

["التكاليف الخارجيّة" أو "العوامل الخارجية" Externalities هو بندٌ محاسبيٌّ يظهر في التقارير الماليّة السنويّة للشركات، وهو خاصٌّ بأشياءَ مثل كلفة التخلّص من منتجٍ ما في نهاية عمره الإنتاجي، وتكاليف التدهور البيئيّ الذي يكون نتيجة للإنبعاثات الناجمة عنه، إضافةً إلى التكاليف الإجتماعيّة كارتفاع نسبة البطالة بسبب التحوّل نحو الأتمتة autonomization مثلاً. - [المُترجِمة]] (ص. 210).

الاقتصاد الجَشِع

[تتكوّن منطقة الفرنك من 15 دولة أفريقيّة، تقع المجموعة الأولى منها في غرب أفريقيا (بينين، بوركينا فاسو، سلحل العاج، غينيا بيساو، مالي، النيجر، السنيغال وتوجو)، فيما توجد الثانية منها في أفريقيا الوسطى (الكاميرون، جمهوريّة أفريقيا الوسطى، تشاد، الكونغو، غينيا الإستوائيّة والغابون) بالإضافة إلى جزر القُمُر. - [المُترجِمة]] (ص. 212).

[معاهدة ماسترخت Maastricht Treaty لعام 1992 هي الإتفاقيّة المؤسِّسة للإتّحاد الأوروبي European Union، وهو تكتّلٌ سياسيٌّ – اقتصادي، يشمل في عضويّته أغلب دول القارّة الأوروبيّة. - [المُترجِمة]] (ص. 212).

[Sanou Mbaye, L’Afrique au secours de l’Afrique (Ivry-sur-Seine : Éditions de l’Atelier, 2009)] (ص. 212).

[نسبةً إلى قصّة "السّامريّ الطيّب" the Good Samaritan التي وردت في إنجيل لوقا، والتي قصّها عيسى المسيح على حوارييه. وقد وردت هذه القصّة كما يلي بالنّصّ: "إنسانٌ كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا، فوقع بين لصوص، فعرّوه وجرحوا ومَضوا، وتركوه بين حيٍّ وميّت. فعرض أنّ كاهنًا نزل في تلك الطريق فرآه وجاز مقابله. وكذلك لاويٌّ أيضًا إذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله. ولكن سامريًّا مسافرًا جاء إليه ولمّا رآه تحنّن. فتقدّم وضمّد جراحاته وصبّ عليها زيتًا وخمرًا وأركبه على دابّته وآتى به إلى فندق واعتنى به. وفي الغد لمّا مضى، أخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق، وقال له اعتن به، ومهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أوفيك" (إنجيل لوقا 10: 30-37). يُذكر أنّه في القانون المُقارن، صارت تسمية Good Samaritan laws تُطلق على التشريعات التي تنظّم مسؤوليّات من يقومون بالإنقاذ من دون أن يكونوا مكلَّفين بذلك قانونًا، كالمارّة الذي يشهَدون الحوادث أو كالأطبّاء في بعض الأوضاع الخاصّة. - [المُترجِمة]] (ص. 214).

[Johanna Siméant, Contester au Mali. Formes de la mobilisation et de la critique à Bamako (Paris : Karthala, 2014)] (ص. 214).

[The Wanted 18, dir. Paul Cowan and Amer Shomali (National Film Board of Canada, 2014)] (ص. 215).

[بنين (مملكة داهومي سابقًا) هي جمهوريّةٌ تقع في غرب أفريقيا. - [المُترجِمة]] (ص. 215).

[المُراد هنا هو ما هو مُلاحَظٌ في اتّباع كثير من الدّول الإفريقيّة الفرانكوفونيّة لنموذج الجمهوريّات الفرنسيّة الخمس. فبعد أن كانت ذات تاريخٍ ملكيٍّ عريق، عرفت فرنسا خمس جمهوريّات، بدأت أولاها مع الثورة الفرنسيّة التي خلعت الملك لويس السادس عشر Louis XVI، فأعلنت الجمهوريّة الفرنسيّة La République Française عام 1792، واستمرّت إلى حين إعلان الإمبراطوريّة الأولى على يد نابليون بونابرت Napoléon Bonaparte عام 1804، منهيًا الجمهوريّة بذلك. ثمّ أعلنت الجمهوريّة الفرنسيّة الثانية La Deuxième République Française في الفترة من عام 1848 (الثورة) إلى عام 1851 (الإنقلاب العسكريّ)، وكان لويس نابليون بونابرت Louis- رئيسًا لها، قبل أن ينفرد بالحكم فينصّب نفسه إمبراطورًا باسم الإمبراطور نابليون الثالث Napolean III ويقيم الإمبراطوريّة الثانية. أمّا الجمهوريّة الثالثة La Troisième République (أو La III République) فقد قامت إثر هزيمة الإمبراطور نابليون الثالث Napolean III أمام الجيوش الألمانيّة التي ضمّت إقليم الألزاس واللّورين، واستمرّت قائمةً للفترة من عام 1870 وحتى عام 1940، حين قام الجيش الألمانيّ النّازيّ باحتلال فرنسا في الحرب العالميّة الثانية وتشكيل حكومةٍ فرنسيّةٍ مواليةٍ له برئاسة المارشال بيتان Pétain (عُرِفت بحكومة فيشي Vichy Government). وبعد ذلك، قامت الجمهوريّة الفرنسيّة الرابعة La Quatrième République Française بين سنتي 1946 و1958، وعانت الكثير من الإضطراب وعدم الاستقرار السياسيّين، وتزامن حكمها مع تفكيك المستعمرات في أقاليم ما وراء البحار (decolonisation)، لا سيّما الجزائر التي كانت تُعتبرأهمّ تلك المستعمرات إستراتيجيًّا واقتصاديًّا. أمّا الجمهوريّة الخامسة La Cinquième République (أو Ve République) فهي التي قامت على يد الجنرال شارل دي جول Charles de Gaulle محرّر فرنسا من الاحتلال الألماني، والتي بدأت إثر تبنّي الدستور الفرنسي الحالي ابتداءً من عام 1958، الذي نصّ على تحويل النّظام السياسيّ للجمهوريّة من الحكومة البرلمانيّة إلى نظامٍ شبه رئاسيّ (يقسّم السلطة بين رئيس الوزراء كرئيسٍ للحكومة والرّئيس بصفته رأس الدولة). وما زالت هذه الجمهوريّة مستمرّةً حتّى الآن. – [المُترجِمة]] (ص. 216-217).

[الجيوبوليتيك Geopolitics هي الجغرافيا السياسيّة، والكلمة هي الجغرافيا السياسيّة، والكلمة هي عبارة عن نحتٍ من كلمتيْ geography (جغرافيا) وpolitics (سياسة). – [المُترجِمة]] (ص. 217).

["الكولونياليّة" Colonialism هي سياسات أو ممارسات السّيطرة السياسيّة الكليّة أو الجزئيّة بلدٍ ما على بلدٍ آخر، من خلال احتلاله على يد المُستعمِرين، واستغلاله اقتصاديًّا. – [المُترجِمة]] (ص. 217).

[في النّص الفرنسي matrice، وفي النّص الإنجليزي matrix. و"المصفوفة" هي تسميةٌ رياضيّةٌ تعني تنظيمًا مستطيل الشكل لعددٍ من العناصر (أعداد أو رموز) مرتَّبة وفق خاناتٍ هي عبارةٌ عن أعمدةٍ وصفوف. – [المُترجِمة]] (ص. 217).

"تعرض العديد من هذه النُّظُم نفسها ككيانٍ كاريكاتوريٍّ عن الجمهوريّة الفرنسيّة الخامسة Fifth French Republic، التي كانت هي ذاتها، عام 1958، تمجيدًا لخيالات شارل دي جول Charles de Gaulle المَلَكيّة. إنّ تركيز السلطة في يد شخصٍ واحد (وهو أمرٌ تمّ رفضه اليوم في فرنسا أخيرًا) قد وصل إلى مدًى غير مسبوقٍ في المستعمرات الفرنسيّة السابقة في أفريقيا، في ظلّ ديكتاتوريّاتٍ متنكّرةٍ بمظهر الديمقراطيّات، بمباركةٍ أو حتّى بدعمٍ نَشِطٍ من فرنسا ومن قوًى غربيّةٍ أخرى. وتُظهِر هذه النُّظُم، بشكلٍ مُركّزٍ، جميع عيوب الجمهوريّة الخامسة؛ فليس فقط أنّ رؤساء الدولة يملكون السلطة لتعيين رئيس الوزراء والوزراء ولحلّ المجلي التشريعيّ بمحض إرادتهم، بل إنّهم يستطيعون أيضًا – وهو انحرافٌ دستوريٌّ constitutionnal aberration - [من المعايير الموضوعيّة للتعرّف على "الإنحراف التشريعي" legal aberration (ومنه "الإنحراف الدستوري" constitutionnal aberration): (1) إصدار البرلمان تشريعًا مجرّدًا وعامًّا مع علمه المسبّق بأنّه لن يُطبَّق في الواقع إلاّ على حالاتٍ فرديّةٍ بعينها (2) إصدار البرلمان لتشريعٍ ما بزعم حفظ النظام الاجتماعي، مع اتّخاذ تدابير استثنائيّةٍ حادّةٍ وغير ذات علاقة، كإصدار قانونٍ بإعلان الأحكام العرفيّة لمواجهة أخطارٍ مدّعاةٍ وغير متحقّقةٍ على أرض الواقع (3) إصدار تشريعٍ يقصد إلى تقييد الحرّيّات العامّة كالحقّ في المساواة والخصوصيّة وحرمة المسكن وحرّيّة التعبير والتنقّل والتملّك ومباشرة الحقوق السياسيّة، بحيث يعتبر هذا التشريع باطلاً لمخالفته للدستور (4) كما يكون التشريع معيبًا بالإنحراف إذا تَغوّل على الحقوق المُكتسبة والمراكز القانونيّة المستقرّة. انظر: عبد الرزاق السنهوري، "مخالفة التشريع للدستور والإنحراف في استعمال السلطة التشريعيّة"، مجلّة مجلس الدولة (مصر)، 1952، ص 1 وما بعدها. – [المُترجِمة]] أن يتولّوا سلطات الوزراء، بما في ذلك المناصب الوزاريّة الإستراتيجيّة مثل الدّفاع والدّاخليّة. من هم "المواطنون" الذين يملكون ممارسة إراداتهم في ظلّ بُنيةٍ سلطويّةٍ مثل هذه؟ إنّه نظامٌ يتّسم بتشابهٍ غريبٍ مع ذاك الذي ظهرت حركات التحرّر إلاّ لتدميره تحديدًا، عندما حقّقت الإستقلال. وحقيقة كون هذه النُّظُم – بحدودِها الجغرافيّة التي عفا عليها الزّمن – مُنظّمةٌ عمومًا مثل قبائل، سلالات، جماعات إثنيّة، أو عائلاتٍ محلّيّةٍ مثل آل نياسنبيه Gnassingbé أو آل بونجو Bongo كمثالٍ واضحٍ، لا تعني بأيّ حالٍ من الأحوال أنّ الشعب يشعر أنّه مُمَثّلٌ بشكلٍ جيّدٍ. إنّ فكرة "الخير المُشتَرَك" the common good هي مجرّد خيالٍ خِطابيٍّ [بالفرنسيّة Chose commune]" (ص. 217-218).

[Dev Car and Sarah Freitas, Illicit Financial Flows from Developing Countries : 2001-2010, Global Financial Integrity, Washington, DC, Dec. 2012] (ص. 219).

نَهْبٌ مُسيّرٌ عن بُعْد

[لفظ "مايكرو" micro يفيد الشيء متناهي الصغر، فيما يعني لفظ "كوسموس" Cosmos الكون (ومصدر الإثنين هو اللّغة اليونانيّة). ومن ثَمَّ، فإنّ كلمة "مايكروكوزم" Microcosm تعني العالم أو المجتمع المُصَغّر. – [المُترجِمة]] (ص. 220).

["الكليبتوكراسية" Kleptocracy هو مصطلحٌ اصطُنِعَ في بدايات القرن التاسع عشر، ليصِف النظام السياسيّ المُسمّى "حكم اللّصوص"، وهو النّظام الذي يسمح بالفساد وسرقة المال العام والخاصّ من خلال تسهيل استغلال المناصب الإداريّة والسياسيّة من قِبَلِ القائمين على مرافق الدولة، ويُطلق على المستفدين من هذا النظام السياسيّ اسم "كليبتوكراتس" kleptocrats. بطبيعة الحال، كلّما انتشر هذا الوضع في النُّظُم الديمقراطيّة، كان على القواعد الشعبيّة أن تُراجع المعايير الخاصّة بخياراتها الإنتخابيّة. – [المُترجِمة]] (ص. 220-221).

[Fritz Deshommes, ‘Haïti : Quelle refondation ?’ In Refonder Haïti ?, ed. Pierre Buteau, Rodney Saint-Éloi and Lyonel Trouillot (Monteral : Mémoire d’encrier, 2011)] (ص. 221).

[مدينة بورتوبرنس Port-au-Prince هي عاصمة هايتي. – [المُترجِمة]] (ص. 222).

[الأكسيولوجيا Axiology هو علم القِيَم المُطلقة. وهو أحد المَباحِث الرئيسيّة الثلاثة في الفلسفة، وهي مَبْحَث الوجود (أنطولوجيا Ontology)، ومَبْحَث المعرفة (إبيستيمولوجيا Epstimology)، ومَبْحَث القِيَم (أكسيولوجيا Axiology). – [المُترجِمة]] (ص. 222).

[مدينة بيتيونفيل Pétion-Ville، إحدى ضواحي العاصمة الهايتية مدينة بورتوبرنس Port-au-Prince. – [المُترجِمة]] (ص. 223).

[Justin Podur, Haïti’s New Dictatorship : The Coup, the Earthquake and the UN Occupation (Toronto : Between the Lines, 2012)] (ص. 223).

[Nikolas Barry-Shaw and Dru Oja Jay, Paved with Good Intentions : Canada’s Development NGOs from Idealism to Imperialism (Halifax and Winnipeg : Fernwood Publishing, 2012)] (ص. 223).

[Raoul Peck, Fatal Assistance, Velvet Film, 2013] (ص. 224).

[تقع منطقة Klondike في إقليم Yukon الكندي. – [المُترجِمة]] (ص. 224).

[السيانيد Cyanide هي مادةٌ شديدة السُميّة. – [المُترجِمة]] (ص. 224).

[خَبَثُ المعادِن هي موادٌّ خطِرةٌ تنتج عن مخلّفات الإحتراق في الصناعات التحويليّة ةإعادة التدوير، وتتعلّق بالدرجة الأولى بتفاعل هذه المخلّفات مع الماء، فتُنتِج عدّة غازات، مثل غاز الأمونيا ذي الآثار الخطِرة على كلٍّ من الإنسان والبيئة. – [المُترجِمة]] (ص. 225).

[إشارة إلى شخصيّة "فرانكشتاين" Frankenstein التي ابتدعتها الروائيّة الإنجليزية ماري شيلي Mary Shelley (1797-1851)، وهو عبارةٌ عن وحشٍ غير طبيعيّ صنعه عالِمٌ من موادَّ عضويّة. – [المُترجِمة]] (ص. 225).

[ماجسيكور Majescor هي شركة تعدين. – [المُترجِمة]] (ص. 225).

[Jacques Roumain, Masters of the Dew, tr. Langston Hughes and Mercer Cook (London : Heinmann Educational Books, 1986)] (ص. 225).

["الفودو" Vodou هو مذهبٌ روحيٌّ منتشرٌ في منطقة غرب أفريقيا والكاريبي، لا سيّما في هايتي. وهو يرتبط بالأرواح الهائمة للأموات (وتسمّى "لوا" Loa) وبالسّحر الأسود black magic، الذي يعتقد ممارسوه بقدرته على إيذاء من يوجّه ضدّه. – [المُترجِمة]] (ص. 226).

[الرِكاز هو المعدن في حالته الطبيعيّة، مثل عروق الذهب الموجودة بحالة فلزيّةٌ حرّةٌ في الطبيعة. ومؤخّرًا، تطوّر استخدام هذه التسمية، فصارت تعني كلّ خامةٍ معدنيّةٍ ذات قيمةٍ اقتصاديّة. – [المُترجِمة]] (ص. 226).

[‘Majescor to Acquire Interest in Strategic Gold-Copper Property in Haiti’, press release, www.marketwired.com, April 23, 2009] (ص. 227).

[الديمغرافيا Demography هو علم خصائص السُكّان. – [المُترجِمة]] (ص. 227).

[جمهورية الدومينيكان Dominican Republic هي دولةٌ مجاورةٌ لهايتي Haïti (تتقاسم الدولتان نفس الجزيرة، وهي جزيرة إيسبانيولا Hispaniola). – [المُترجِمة]] (ص. 228).

[Hugo Fontaine, ‘Haïti : Un trésor sous les ruines ?’, La Presse, Montreal, Oct. 21, 2012] (ص. 229).

[الزامور هي أسماك صغيرة تعيش في سرب يسبح دائمًا بمصاحبة أسماك القرش الكبيرة. وبالإضافة إلى أغراضها النفعيّة من حيث الإحتماء بأسماك القرش والتغذّي على فضلات غذائها، من المعتقد أنّ لهذه الأسماك دورٌ استطلاعيّ، فأسماك القرش قصيرة النظر، ولذلك فالزامور يقودها لإرشادها إلى أماكن الطعام، ولهذا سُمِّيت هذه الأسماك بالأسماك القائدة pilot fish. – [المُترجِمة]] (ص. 229-230).

[الجورد Gourde هو عملة هايتي. – [المُترجِمة]] (ص. 230).

[Ayiti Kale Je, ‘Le Parc Industriel de Caracol : à qui profitera le par ?’, Plateforme Haïtienne de Plaidoyer pour un Développement Alternatif, http//papda.org, March 9, 2013] (ص. 230).

["إل دورادو" El Dorado هي أرضٌ أسطوريّةٌ في أمريكا الجنوبية، وتحديدًا في بيرو Peru، يُحكى أنّها تضمّ جبالاً من الذهب والفضّة والأحجار الكريمة، وبوفرةٍ خياليّة. – [المُترجِمة]] (ص. 231).

[‘Le Sénat vote la suspension des permis miniers en Haïti, Haïti Libre, www.haïtilibre.com, Feb. 21, 2013] (ص. 232)

نقابات العمَل ضدّ الرِّفاق العالميّين

[Erwin Wagenhofer, Let’s Make Maoney (Austria, 2009)] (ص. 233).

[Ghislanine Raymond, Le partenariat social : Sommet socio-économique de 1996, syndicats et groupes populaires (Monreal : M Éditeur, 2013)] (ص. 234).

[Jean-Marie Pernot, Syndicats : Lendemains de crise ? (Paris : Gallimard, 2010)] (ص. 234).

[لوسيان بوشار Luncien Bouchard (1938-) هو سياسيٌّ كنديٌّ ووزيرٌ سابقٌ للبيئة.- [المُترجِمة]] (ص. 235).

[Rashida El Azzouzi, ‘Jean-Marie Pernot : La démocratie sociale à la française est un échec’, Mediapart, www.snuaquiatine.fr, May 26, 2015] (ص. 237).

[كانت روزا لكسمبورغ  (1871-1919) ناشطةً ثوريّةً ألمانيّةً ذات انتماءٍ فكريٍّ ماركسي. لها مواقفُ قويّةٌ نحو تبنّي فكرة الإضراب العام كموقفٍ ثوريّ، ناقشتها في كتابها الهام "تراكم رأس المال" The Accumulation of Capital (1913). تمّ اغتيالها من قِبَلِ الجيش الألماني نتيجةً لمواقفها المعارضة. – [المُترجِمة]] (ص. 241).

[الكاتب البريطاني ذائع الصيت جورج أورويل (1903-1950) هو مؤلِّف الروايتيْن الشهيريتيْن "مزرعة الحيوانات" Animal Farm و "1984"، والإثنتان تظهران بشكلٍ متكرّرٍ في قوائم أفضل الكتب للقرن العشرين، وقد لاقتا نجاحًا كبيرًا، فانتشرتا عبر العالم وتُرجِمتا إلى جميع اللّغات الحيّة تقريبًا. ولرواية 1984، تحديدًا، طبيعةٌ ديستوبيّةٌ قاتمةٌ وصِفةٌ تنبّئيّةٌ مثيرةٌ للإهتمام، حيث يصف الكاتب عالَمًا مخيفًا يُعامَل فيه الناس مثل قطيعٍ من الأغنام، يُساقون على يد حكّامٍ مجهولين، لتحقيق أغراضٍ غير واضحةٍ، مع الخضوع المستمرّ لإعلامٍ غير صادقٍ تتوهُ فيه الحقائق فلا يمكن معه التّفرقة بين الصدق والكذب. ورغم أنّ رواية 1984 نُشرت عام 1949، فإنّ كثيرًا من النّقّاد يرون أنّ ما ورد فيها ينطبق على الحياة المعاصرة الآن. – [المُترجِمة]] (ص. 243).

[Gabriel Tarde, Psychologie économique, Vol. 1 (Paris : Félix Alcan, 1902)] (ص. 244).

[على المستوى الأبسط، يُذَكِّرُ محامو العمل نُظراءهم من محاميي الممارسة النقابيّة المُحارِبة combative unionism [بالإنجليزية combative uionism، وبالفرنسية syndicalisme de combat – [المُترجِمة]] بأمرٍ كان الفيلسوف فالتر بينجامين Walter Benjamin [كان فالتر بينجامين Walter Benjamin (1892-1940) كاتبًا ومفكّرًا ألمانيًّا، ذا معارف واسعةٍ في مجالات الأدب والفنون والتاريخ، والفلسفة. ورغم أنّه مُقِل، إلاّ أنّه مؤثّرٌ جدًّا وصاحب بصمةٍ كبيرة. ويعود السبب في ندرة كتاباته إلى كونه قد مات في سنٍّ مبكّرةٍ نسبيًّا (48 عامًا)، وذلك أثناء محاولته الفرار من القوّات النازيّة، عن طريق الخروج من ألمانيا مع مجموعةٍ من الأصدقاء عبر الحدود الفرنسية-الأسبانية. هناك، قيل له إنّه لن يستطيع عبور الحدود، فتناول القلم وكتب بضع صفحاتٍ أخيرة في نظريّته حول تطوّر التاريخ، ثمّ انتحر بعدها بجرعةٍ عاليةٍ من المورفين كان يحملها معه لضمان عدم وقوعه حيًّا بأيدي النازيّين. تكمن المفارقة الحزينة في أنّه في اليوم التالي لانتحاره مباشرة، فُتِحَتْ الحدود ونجا جميع من كان معه. لترجمةٍ لبعض كتابات بينجامين Benjamin، انظر: مشاعل عبد العزيز الهاجري، "فالتر بينجامين: تقنيّة الكاتب في ثلاث عشرة أطروحة"، Eltibas، 13 يوليو 2012:https://eltibas.wordpress.com  - [المُترجِمة]] ينتقده، وهو: حقيقة أنّ النّظام سوف يحتمِل الحركة العماليّة فقط طالما ضَمِنَ عدم المساس بالإطار الذي تُمارس ضمنه السلطة المستقرّة. في كتابه "نقد العنف" Critique of Violence، يعرِض بينجامين Benjamin الحقّ بالإضراب كطريقةٍ تقوم فيها دولة القانون بتهدئة الناس الذين تتحكّم بهم. ومع ذلك، فإنّه لن يُسمح للنّقابات العماليّة بأيّ شكلٍ من الأشكال بأن تقوم بالتّأثير على الغمل الفعليّ للنظام، سواءٌ بالإضراب أو من خلال أيّة طريقةٍ أخرى. وعلى سبيل المثال، فإنّ إضرابًا عامًّا ثوريًّا يقصد إلى شلّ الدولة بهدف إرغامها على القيام بتغييراتٍ راديكاليّةٍ سوف يُنظر إليه باعتباره أمرًا غير مشروع. وفي حالة الإضرابات المُتزامنة simultaneous strikes:

"سوف يتنادى العمّال دائمًا بحقّهم في الإضراب، فيما سوف تسمّي الدولة هذه الدعوة بالتعسّف في استعمال الحقّ abuse of right، لأنّ الحقّ في الإضراب "لم يكن مقصودًا به أن يكون على هذا النحو"، وسوف تطبّق بناءً على ذلك إجراءاتٍ استثنائيّةٍ. هذا، لأنّ الدولة تحتفظ لنفسها دائمًا بالحقّ بأن تقرّر كون الإضراب المتزامن الذي تقوم به جميع الصناعات في آنٍ واحدٍ أمرًا مخالفًا للقانون، لأنّ الأسباب المحدّدة للإضراب المسموح به قانونًا لا يمكن أن تكون متحقّقةً في كلّ صناعةٍ [Walter Benjamin, ‘Critique of Violence’, in Essays, Aphorisms, Autobiographical Writings, ed. Peter Demetz, tr. Edmund Lephcott (New York : Schocken Books, 1986), p.282 ]".

ولأنّ نظام السلطة القائم لن يمنح أبدًا حقًّا قد يُستعمل للإطاحة به، فإنّ الحركة العماليّة سوف تُجبر على التضحية ببعض المزايا التي منحها إيّاها هذا النّظام لضمان ولائها، وسوف تُظطرّ إلى إيجاد طرقٍ جديدةٍ وخلاّقةٍ لتعبئة أعضائها. وإذا تحقّق ذلك، فإنّ بعض الموارد سوف ينفد، إلاّ أنّ الأثر السياسيّ الذي سوف يبجم عنه سوف يكون أقوى بكثير. واليوم، صار على الحركة العماليّة أن تختار بين ممارسة النشاط السياسيّ الذي قد يُضعفها ماديًّا، وبين البقاء في حالة ضعفٍ سياسيٍّ مع الحِفاظ على قواها الإداريّة]" (ص. 244-245).