mardi 21 novembre 2017

Ce qui s'est passé pour Saad Hariri (en 10 points)

Vu et copié de Facebook :
Voici en 10 point ce qui s’est passé pour Al Hariri :
1. Suite à un accord secret entre le prince héritier Saoudien Ben Salmane et Trump et bien-sûr Israel de charger l’arabie saoudite d’ouvrir un front de guerre contre l’Iran, qui gêne Israel et constitue une menace aussi pour les saoudiens,
2. Le prince  Ben Salmane a demandé aux Princes et riches saoudiens de participer avec des sommes d’argent et des dons pour financer cette guerre.
3. Les Princes et le riches ont ne l’entendant pas de cette oreille et ne sont pas d’accord pour financer cette guerre ont commencé à se réunir et à trouver un plan visant à se débarrasser du prince Ben Salmane contre un accord avec l’Iran d’arrêter ses hostilités et menaces envers la Saoudia.
4. Ne pouvant pas contacter directement l’Iran, vu qu’ils sont sur écoute, ils ont choisi un intermédiaire qui est Saad El Hariri pour voir avec l’Iran s’il est d’accord de signer un accord de paix avec la Saoudia au cas où le prince serait écarté de la scène et même éliminé.
5. Hariri qui n’était déjà pas au beau fixe dans ses relations avec le Prince héritier saoudien vu sa politique envers le Liban et en plus des problèmes d’affaires et d’entreprises en Saoudia a accepté de se mêler.
6. Les services secrets américains ont découvert le pot au rose et les communications de Hariri avec Iran, et ont informé le Prince Ben Salmane et ont mis ensemble un plan à exécuter dans les heures qui suivent : Arrêter les princes mêlés à cette affaire et piéger Hariri en Saoudia pour paralyser ses démarches  et l’obliger à se repentir et supplier le pardon.
7. En quelques heures des dizaines de princes et riches hommes d’affaires et même des ministres saoudiens sont arrêtés ou assigné à résidence, Hariri est convoqué d’urgence en saoudia pour une affaire bidon.  Il arrive en courant et tombe dans le piège. On lui enlève ses téléphones.
8. On lui présente des preuves irréfutables de ses contacts avec l’Iran, il avoue et fond en larmes et accepte de démissionner. Après la déclaration de démission à la TV, on l’oblige à demander pardon au Roi puis à aller aux émirats avouer les faits pour qu’il y ait une autre partie témoin.
9. Macron a voulu jouer un coup politique médiatique pour se positionner sur la scène politique internationale mais qui n’aura pas beaucoup d’incidence sur les faits car c’est les américains et sionistes comme toujours qui tiennent les rênes.
10. Le programme de guerre contre l’Iran tient toujours.
A suivre.........

mercredi 1 novembre 2017

"الله أكبر على شكون؟ وفاش قام؟

"الله أكبر" على بوليس مطيش في قلب كياس؟؟ الشمس تنڨبلو في راسو في الصيف والڨوايل؟؟؟
"الله أكبر" على بوليس مطيش في قلب الرونبوان؟؟ الريح يصرفڨ فيه مالجهات الكل والمطر ترنخ فيه كل مرة ربي يعطي خيرو؟؟ في الشتاء؟؟؟
"الله أكبر" على بوليس خرج يندب على همو مالصباح؟؟ بوليس خلى مرا وصغار ودار وساعات ام وبو ما عمرهم ما نساووا بش يدعيولو في صلاتهم الساذجة بش ربي يسترو؟؟؟؟
"الله أكبر" على شكون؟؟ على بوليس معرض لكل أنواع الخطر .. خطر الطريق؟؟ خطر الارهاب؟؟ خطر الادارة.. خطر الحوادث.. وحتى خطر القضاء والقدر؟؟؟
"الله أكبر" على شكون؟؟ على بوليس الي حتى خبر موتو .. ولا خبر انفجار لغم عليه.. ولا خبر قصان ساقو؟؟ صارت اخبار عادية وروتينية وتتعدى بعد اخبار الدربي؟؟؟؟
"الله أكبر" على شكون؟؟ على بوليس ولدو يستنى فيه بش يروحلو بالبراية والاقلام الشمعية الي طلبتهم منو انيستو البارح في المدرسة وقاللها تو بابا الليلة يشريهملي؟؟؟
"الله أكبر" على شكون؟؟؟ على بوليس مقيد معاه بوه وامو المعوزين في دفتر العلاج المجاني الي وفرتهولو الوزارة.. بش يداويلهم ركايبهم وعينيهم الي تعبوا؟؟
"الله أكبر" على شكون؟؟ على اعوان الامن.. اولاد الشعب الي جايين من كل اصقاع البلاد بعد ما تسكرت في وجوههم البيبان وما لقاوش خدمة اخرى توفرلهم عيش كريم؟؟
"الله أكبر" على شكون؟ على بوليس أداة في ايد كل نظام نحطوه احنا ببهامتنا ولامبالاتنا..؟؟
وشبيه "الله مش أكبر" على الي سرقوا البلاد وباعوها؟؟ 
وشبيه "الله مش أكبر" علي غسلك مخك وعملك لافاج ورماك حطب في محرقة انت بش تكون فيها رماد وهو بش يقبض كاش وبالدوفيز؟؟
وشبيه "الله مش أكبر" علي قتل شهداءنا ويتم صغارهم؟؟ وشوى الكبيدة متاع اميماتهم؟؟؟
وشبيه"الله مش أكبر" علي سمسروا بتاريخنا وارضنا و ثروتنا وحضارتنا وترابنا و دمنا ... وبمستقبل صغارنا... 
شبيه"الله مش أكبر" علي بدل ألوان بلادنا؟؟ وبدل كل شئ بالأكحل.. وقتل الحمام والخطيفة... وكبر الغرابيب السود في ربوعنا؟؟
شبيه"الله مش أكبر" علي بكانا والي رخس دمنا والي حرمنا حتى مالدواء؟؟؟؟
شبيه "الله مش أكبر" علي يحب يغتصب لغتنا وموسيقتنا وفننا ودنيتنا؟
براس امك شبيه"الله أكبر" كان عالضعيف والزوالي؟ علاش مهوش اكبر عالظالم والسارق والمعتدي والمغتصب؟؟؟؟ علاش علاش؟؟؟؟؟
الله اكبر؟؟؟ فاش قام؟؟!؟
فردوس بوغطاس الشورابي...

mardi 17 octobre 2017

القربان من إفيجينيا إلى إسماعيل

كان العرب قبل الإسلام يفدون نساء ورجالا من كافة أنحاء شبه الجزيرة العربية لأداء مناسك الحج أو العمرة في مكّة، ويدوم حجّهم أربعة أشهر جعلوها أشهرا حرما، يحرّم فيها القتال والغزو والإغارة على قوافل الحجيج والتجّار المتوجّهين للبيت الحرام، وكانوا يطوفون بالكعبة، ويقدّسون الحجر الأسود، ويسعون بين الصفا والمروة، بعضهم يرتدي المآزر والبعض الآخر عاريا تماما، وكانوا يقفون في جبل عرفة، ويقدّمون الهدي ( الذبائح) للتقرّب من آلهتهم الّتي إستقدمها من بلاد الشام مؤسس الديانة الوثنيّة في مكّة عمرو ابن لحي الخزاعي، ومن أهمّها "اللاّت" و "العُزّى" و "مناة" و "هبل".
أبطل الإسلام بعض شعائر الحج السابقة له، ولكنّه حافظ على أغلبها ومنها شعيرة الأضحية في اليوم العاشر من ذي الحجّة. يذكر المؤرّخ العراقي جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"في الفصل السابع والستين التقرب الى الآلهة؛ "وقد كان الجاهليون، يعظمون البيت بالدم، ويتقربون إلى أصنامهم بالذبائح، يرون ان تعظيم البيت أو الصنم لا يكون إلا بالذبح، وان الذبائح من تقوى القلوب. والذبح هو الشعار الدال على الاخلاص في الدين عندهم،وعلامة التعظيم. "قال المسلمون: يا رسول الله، كان اهل الجاهلية يعظمون البيت بالدم، فنحن أحق ان نعظمه".
لم تكن القبائل العربية الوثنية مثل قريش وخزاعة وهذيل والأوس والخزرج وحدها التّي كانت تقدّم الذبائح للتقرّب لآلهتها، بل كذلك كان يفعل أهل الكتاب من اليهود،  فقد أوصى موسى بني إسرائيل بالإحتفال سنويّا بذكرى نجاتهم من عبودية الفراعنة،  ويسمّى هذا الإحتفال الذي يتواصل لمدّة سبعة أيّام بعيد الفصح وينتهي بذبح كبش أو ماعز ، قربانا للاله المخلّص يهوه. جاء في أصحاح 12 من سفر الخروج؛ وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: «هذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ. كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ. وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أُكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ.
يوجد تشابه كبير بين شروط ذبيحة عيد الفصح عند اليهود وشروط ذبيحة عيد الإضحى عند المسلمين، وللأضحية في الإسلام مثل اليهودية شروط ومواصفات، الفقهاء حدّدوا ستّة شروط؛  الشرط الأوّل أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم ضأنها ومعزها،  والشرط الثاني، أن تبلغ السن المحدّدة شرعا وهي خمس سنوات للإبل وسنتان للبقر وسنة واحدة للغنم، والشرط الثالث أن تكون خالية من العيوب،  والشرط الرابع أن تكون ملكا لصاحبها،  والشرط الخامس أن لا يتعلّق بها حق للغير والشرط السادس والأخير أن تذبح بعد صلاة العيد،  ويجوز ذبح الأضحية إلى حدود غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجّة. في حديث عن الرسول رواه مسلم قال "لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن ".
تنقسم القرابين عند المسلمين في الحجّ إلى ثلاثة أنواع رئيسيّة ؛  الفدية والهدي والأضحية. الفدية وهي الذبيحة الواجبة على الحاج أو المعتمر بسبب ترك واجب أو فعل محظور أثناء الحج مثل حلق الشعر أو تقليم الأظافر أو لبس المخيط، وكلّ هذه المحظورات تقريبا وجدت عند العرب قبل الإسلام وعند اليهود . "وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُك" البقرة 196.أمّا الهدي فهو ما يُهدَى إِلى الحرم من بهيمة الأنعام، تقربًا إِلى الله، بعد أن كان عند العرب قبل الإسلام يهدى تقرّبا إلى الأصنام والأوثان. أمّا الأضحية فهي ما يُذبح أيام النحر، إحياء لسنّة إبراهيم وطاعته لربّه.
تتّفق الميثولجيا الإسلامية مع الميثولوجيا اليهودية حول تفاصيل القصّة الإبراهيمية الّتي تتحدّث عن إمتثال إبراهيم الخليل لأمر ربّاني يقضي بذبح إبنه الوحيد وتقديمه قربانا لخالقه، قبل أن تقدّم له السماء كبش فداء بدلا عن الذبيح ، ولكنّهما تختلفان حول هويّة الذبيح. في حين حدّد النصّ التوراتي بوضوح هويّة الذبيح وهو إسحاق. حيث ورد في تفسير أصحاح 22 من سفر التكوين: "وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ.[…] فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا» فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ."
بقي النصّ القرآني غامضا في تحديد هويّة الذبيح الإبراهيمي،  حيث ورد في سورة الصافات: "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)."
 الرواية الإسلامية الرسميّة الّتي تبلورت بصورة متأخّرة حوالي القرن الثالث للهجرة والقائلة بأنّ الذبيح هوّ إسماعيل وليس إسحاق،  لم تكن محلّ إجماع المسلمين، حيث أقرّ العديد من الصحابة والتابعين والمفسّرين والمؤرخين أنّ الذّبيح هوّ إسحاق وليس إسماعيل ومن أهمّهم؛  عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود والعبّاس بن عبد المطّلب، وقد اورد ذلك الطبري في تفسيره والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن وابن خلدون في مقدّمته وابن عربي في فصوص الحكم. سوف يشتدّ عبر التاريخ، الصراع حول القربان الإبراهيمي و حول هويّة الذّبيح بين اليهود والمسلمين،  بين ذريّة هاجر وذريّة ساره،  بين أحفاد إسحاق وأحفاد إسماعيل.

تجد هذه الأسطورة الإبراهيمية الواردة في النصّ التوراتي أوّلا، ثمّ في النصّ القرآني لاحقا جذورها في الميثولوجيا الإغريقية القديمة، حيت تحدّث "هوميروس" في ملحمة الإلياذة عن أسطورة "أجاممنون" شقيق ملك أسبرطة "ميلانوس" وقائد الجيش اليوناني، الذي طلبت منه آلهة الخصب والصيد "آرتميس" ان يقدّم لها إبنته الكبرى والأعزّ إلى قلبه الفاتنة "إفيجينيا" قربانا، كي تسخّر له الرياح التي سوف تحمل سفنه الحربيّة إلى شواطئ طروادة،  وعند إستجابته لطلب الآلهة، رغم رفض البطل آخيل، منحته السماء غزالة مكافأة له، ليقدّمها قربانا عوضا عن ذبح إبنته.
إنّ طقوس الذبح والنحر وتقديم القرابين للآلهة لتجنّب سخطها وإرضائها لم تأت مع الميثولوجيا الإبراهيمية، بل كانت سابقة لها وملازمة للإنسان منذ فجر البشريّة ، ولكنّ ما قدّمته الديانات التوحيدية للإنسانية هيّ إستبدالها للقربان البشري بالقربان الحيواني، مع ضرورة الإشارة انّ الحضارة السومرية قد سبقتها في ذلك، وربّما أسطورة ذبح إبراهيم لإبنه تأتي في هذا الإطار، لأنّ الحفريات الأركيولوجية أثبتت وجود طُقس تقديم القرابين البشرية عند الكنعانيين والمصريين والفنيقيين. فيكون بذلك تعويض القربان البشري بالقربان الحيواني هوّ بداية لخروج الإنسان من البربريّة ودخوله للتاريخ.
نجيب بكوشي
02 سبتمبر 2017
https://www.hakaekonline.com/content/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A5%D9%81%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84

mercredi 12 juillet 2017

Nos plages de plus en plus "pudiques"

La Tunisie défigurée...la modernisation menacée...Nos plages de plus en plus "pudiques"

Nouvelle invasion hilalienne... toujours culturelle, puisque la première a fait de nous un peuple "arabe" après cinq siècles de romanité et sept siècles de culture marine carthaginoise ouverte sur le monde et la seconde nous ramène au Moyen-âge!
Les marées noires féminines s'amplifient sur nos plages et éclipsent de plus en plus les maillots de bain les plus pudiques de la gente féminine obligée de se soumettre de gré ou de force à l'environnement politico-familial et la volonté dictatoriale des hommes remodelés et acquis aux cultes "frères musulmans" salafistes purs et durs.
Comment en sommes-nous arrivés là... après deux siècles de réformisme et de la "renaissance" musulmane véhiculée par les précurseurs Mohamed Abdou, Kheïreddine Bacha Ettounsi, Beyram V, Salem Bouhajeb, Mohamed Essenoussi, puis les acteurs politiques de la modernisation à leur tête Bourguiba, les Néo-destouriens, ainsi que les mouvements féministes avec Bchira Ben Mrad, Radhia Hadded, Wassila Bourguiban Chedlia Bouzgarrou et Fathia Mzali : Où sont les soixante ans d'indépendance et de rénovation culturelle et sociale, avec des générations entières d'hommes et de femmes acquis au Code du Statut personnel et à la libération de la femme ?! Où est l'UNFT [Union Nationale de la Femme Tunisienne, Ndlr] et qu'elle est devenue, cette organisation citoyenne, sublime, du développement du milieu familial surtout dans les quartiers populaires périphériques des grandes métropoles et dans le milieu rural ?! Décapitée... parce que étouffée financièrement et politiquement et avec elle, toute cette culture engagée du bourguibisme rénovateur et libérateur de la femme tunisienne.
Aujourd'hui, nos plages, en dehors des hôtels 4 et 5 étoiles, et encore, ressemblent plus à des plages saoudiennes, ou de pays du Golfe [persique], qu'à celles des pays si proches de nous comme la Côte d'Azur ou la Costa d'El Sol !
Les marées noires et cette multitude de femmes se baignant en robes longues ont pris possession même des piscines malgré les injonctions bien timides des propriétaires et professionnels du tourisme dans ces lieux, et la nécessité de se baigner en maillots et non en "robes" afghanes pour des raisons d'hygiène évidentes.
Rien n'y fait, on laisse faire au nom de la démocratie et de la liberté que les islamistes de ce pays assassinent aux gouttes à gouttes, en injectant le poison obscurantiste par les prédications salafistes dans les mosquées.
Le plus dramatique, c'est aucune autorité et aucun leader politique y compris ceux de la gauche moderniste, ne réagissent à cette nouvelle invasion "hilalienne" et à cette agression caractérisée sur notre patrimoine maritime et esthétique.
Pis encore, les organisations féministes sont abonnées "absentes" sur le sujet et aucune mobilisation n'est visible ou perceptible pour la libération de la femme de cette nouvelle dictature salafiste, d'abord, tolérée, puis autorisée et institutionnalisée par les responsables politiques en charge de l'espace religieux depuis la sainte troïka !
Ils sont forts ces islamistes pour avoir détruit la Tunisie trois fois millénaires en trois ans !
Si ça continue dans l'indifférence générale et la démission des pouvoirs publics et des partis de la modernisation, il ne restera au dernier carré des résistants contre l'obscurantisme que de s'aligner... Eh oui... "Islam tisslam"... Soit islamiste et tu auras la paix !
La lâcheté... c'est pas si mal !... C'est le confort des peuples et des élites en déclassement !
Entre temps, serions-nous acculés un jour à diviser les plages en en réservant certaines aux "islamistes" et certaines aux "modernistes" qui n'ont pas honte de leur corps et qui veulent la liberté !
La mer "halel" et la mer "koffar"...! Pauvre Tunisie défigurée par tant d'idéologies et de prédications religieuses obscurantistes et rétrogrades !
Au fait, Ennahdha qui propose de séparer le "daâwique" prédicationnel de la politique ... dans quelle mer va-t-elle se baigner !
Entre temps, elle a donné une nouvelle couleur à la Tunisie azure et blanche depuis 4000 ans : Le Noir !
Khaled GUEZMIR
LE TEMPS
Mercredi 12 Juillet 2017

vendredi 30 juin 2017

لا تعلّموا أبناء السفهاء

بعد 64 عام اكتشفنا جميعا ان جلاله الملك المعظم فاروق الاول ملك مصر والسودان كان على حق عندما أصدر مرسوما ملكيا بألا يدخل كليات الطب والحقوق والشرطه والحربيه الا من كان من ابناء العوائل الكريمه . ( لاتولوا أموركم أبناء السفهاء و المقصود بالسفاء هنا ليس الفقراء بل عديمى الاخلاق ) و ابن خلدون قال في مقدمته "لا تعلموا أبناء السفهاء منكم وان علمتموهم لا تولوهم شئون الجند ولا القضاء"..لأنهم إذا تعلموا"أي اصبحوا ذوو نفوذ ومناصب نتيجه لهذا التعلم" اجتهدوا في إذلال الشرفاء.واكتشفنا ايضا ان الساده اعضاء مجلس قياده الثورة كانوا يضللون الشعب عن طريق السينما بأن جلالته كان فاسدآ . مع انه الحاكم الوحيد على مستوى العالم الذى كان يطبق هذا الحديث وبالطبع اكتشفنا ان الساده الاطباء المتورطين فى بيع الاعضاء البشريه هم ابناء السفهاء والسيد القاضى الذى ضبط يتقاضى رشوة هو ايضا من ابناء السفهاء والسيد الضابط المريض نفسيا الذى يعذب المساجين ويقوم بتلفيق القضايا بدون وجه حق هو من ابناء السفهاء . والامثله كثيرة لايتسع المقام لسردها . رحم الله جلاله الملك فاروق الاول

تم وضع هذا البوست لمناقشتة مناقشة هادفة .... وليس للتسفية والتخوين والتجريح فى الناس ...قل ما تريد ولكن بدون تجريح فى احد ...

منقول

lundi 26 juin 2017

ياسمين بوصباح : "هل أكون حقّا من أنا برفض ما أنا عليه؟"

نشرت ياسمين بوصباح  صاحبة أعلى معدل شعبة الأداب، من معهد الطيب المهيري بمعدل 16.05 تدوينة جاء فيها النص الكامل لما كتبته عن امتحان الفلسفة الذي اثارها و كان موضوعه "هل أكون حقّا من أنا برفض ما أنا عليه ؟" 

و تداولت عدة صفحات هاته التدوينة مبدين اعجابهم بابداع المتفوقة ياسمين مصباح , و في ما يلي النص الكامل لما كتبته : 

 " أن أرفض ما أنا عليه ، أن أشنّ حربا معلنة على كلّ ما تشكّل فيّ بعدُ من نظم و قواعد و حتميّات تتنازعني و تقلّص من إمكانات تحقّقي ذاتا حرّة في الوجود ، ذاتا لا ترى حقيقةً تقوّمها إلاّ ما انتظم على الحريّة بإطلاق ... أن أكون أنا ، أن أكون حرّا في حِلٍّ من كلّ ما يعيدني إلى الحدود التي تُدمي ذاتي و تسجن كياني و تمنع عنّي أن أرى ذاتي تتحقق وجودًا مستقلاّ لا يكترث لما يحكمه من حتميّات الجسد و النفسي و التاريخي و الثقافي و الاجتماعي و السياسي و كلّ ما من شأنه أن يربطني بهذا "الما أنا عليه" .. ما أنا عليه من حاضر محكوم بواقع الصراع الذي تخوضه غرائزي و دوافعي ضدّ ترسانة المواضعات الأخلاقية و الاجتماعية التي تأبى السّماح لحقيقة ما يعتمل في داخلي من نزوع نحو اللّٰذة أن تكشف عن ذاتها سافرة مندفعة منطلقة ... ما أنا عليه من حاضر محكوم بذاك الكمّ العجيب ممّا وقع كبته عنوة و أنا أتلقى المواضعات و الما يجب أن يكون منذ نشأتي الأولى ..

 ما أنا عليه من إنتماء إلى واقع اقتصادي و اجتماعي و سياسي تحضر فيه ذاتي مجرّد انعكاس لما أقحَمهُ داخلها الواقع من حتميات تجدُ الذات فيها نفسها بغتة و قد وقع قذفها داخل طبقة اجتماعية ما لا تعكس دائما تطلعاتها و ما تصبو إلى أن تكونه ، أو في ظلّ نظام سياسي ما تتغوّل فيه السّيادة فتستحيل استبدادا يقصف بكل أمل في تحقيق وجود حرّ و نحرا لكل إمكانية تسمح لأناي بأن تكون ذاتًا مواطِنة ..
 ما أنا عليه ممّا وقع استبطانه بفعل الموروث الذي صوّر لي الهوية انتماء ثابتا جامدا و سجنا أزليا تعدّ كلّ محاولة للفرار منه ضربا من الخيانة ..
 ما أنا عليه من واقع إنتاج لا يرى فيّ كذات عاملة سوى أداة لتحقيق أرباح نظام غارق في طلب نجاعة لا تتحقق إلاّ على حساب إنسانية العمل بما هو المجال الذي تتحقق داخله الذات كينونة تنشئ المعنى و تنشده .. ما أنا عليه من واقع تستحيل فيه كلّ فعالية للإبداع إلى صنم و أقنوم يفرض اكراهات جسيمة على ذاتي التواقة إلى تحطيم السائد و النمطي و الوضعي .. ما أنا عليه من كلّ ما وقع حشره فيّ من تصوّرات و أحكام و مواضعات لا تترجم حقيقة ذاتي البتة ..

 أن أكون حقّا .. يعني أن أحطّم ما أنا عليه .. أن أقوّض كلّ ما تشكّل فيّ دون إرادة منّي .. أن أكون يعني أن أهوي على كلّ هذه الحتميات بمطرقة الهدم .. أن أكون يعني أن أهدم العالم من حولي .. أن أغادره .. أن أهرب .. إلى حيث لا عالم .. و لا حدود و لا حتميات تكبّلني ..
 أن أكون إذن يعني أن لا أكون وجودا في العالم !!! و لكن أي سبيل لأن أكون خارج العالم و خارج الحدود و خارج الحتميات ؟ أيّ تصوّر ذاك الذي يمكن بناؤه حول الإنسان ذاتاً تحلّق فوق العالم ؟ هلاّ أكون سوى وجودا في العالم ؟ هلاّ أكون سوى بؤرة تجتمع داخلها حتميات النفسي و التاريخي و الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي و الطبقي ؟ هلاّ يكون كلّ ما تشكّل داخلي من حتميات هو حقيقتي بإطلاق ؟ ثم ألا يكون السعي إلى تقويض الحتميات التي تخترقني هو مزيد من الاعتراف بها من حيث هي حضور دائم داخلي و قبالتي ممّا يجعل كلّ رفض لها ضربا من العبث ؟ ألا يجدر مقابل ذلك فتح الذات على ضرب من القبول و الاعتراف بحقيتها ذاتا مخترقة تعجز أحيانا على الفعل أمام ما يفرضه الأمر الواقع ؟

 و لكن ألا يعدّ التسليم بحقيقة للذات تكون فيها مرتهنة تماما إلى الأمر الواقع تجريدا لها من كلّ فاعليّة و تقويضا بالتالي لكلّ فعاليات الإنشاء و الإبداع و الإضافة في الإنسان؟

 هلا ّأكون حقّا ما أنا سوى ذاتا تعي بحتميّاتها و تسعى إلى الفعل فيها بشكل يُصيّر العالم حولها محصّلة لتمثلاتها و شكل إقبالها عليه ؟ هلاّ أكون حقّا ما أنا إلاّ حين أكفّ عن اعتبار العالم واقعة موضوعية مفصولة عن الذات لا تحضر الذات داخلها إلا على جهة الرفض أو على جهة الخضوع ؟ هلاّ أكون سوى ترجمة لهذا التعالق الصميم بين الحرية و الضرورة ، بين الرفض و القبول و بين التمرّد و الخضوع ؟ 
 
هلاّ أكون حقا سوى مشروعا قيد الإنجاز و مهمّة قيد التحقق و كينونة يتواشج داخلها الموجود و المنشود ؟ هلاّ يكون الإنسان في هذا العالم سوى مشروع تحرّر ؟"

lundi 10 avril 2017

قواعد العشق الأربعون -- إليف شافاق

قواعد العشق الأربعون
إليف شافاق
ترجمة : خالد الجبيلي
طوى، لندن، ٢۰۱۲
"عندما كنت طفلاً، رأيت الله،
رأيتُ ملائكة،
رأيتُ أسرار العالمَين العلوي والسفلي.
ظننتُ أنّ جميع الرجال رأوا ما رأيتُه.
لكنّي سرعان ما أدركتُ أنّهم لم يروا..." (شمس التبريزي)
إستهلال
                إيلا – نورثامبتون، ١٧ أيار (مايو) ٢٠٠٨
"على الرغم ممّا يقوله البعض، فإنّ العشق ليس مجرّد شعور حلو مقدّر له أن يأتي ويذهب بسرعة" (ص ٢٦).
"بأشكال عدّة، لا يختلف القرن الحادي والعشرون كثيرُا عن القرن الثالث عشر. وسيُدوّن التاريخ أنّ هذين القرنين كانا عصر صراعات دينيّة إلى حدّ لم يسبق له مثيل، وعصر ساد فيه سوء التفاهم الثقافي، والشعور العام بعد الأمان والخوف من الآخر.  وفي أوقات كهذه، تكون الحاجة إلى الحبّ أشدّ من أيّ وقت مضى" (ص ٢٧).
الكفر الحلو
رواية أ.ز. زاهارا

"يقول الصوفيّون إنّ سرّ القرآن يكمن في سورة الفاتحة،
وسرّ الفاتحة يكمن في عبارة بسم الله الرحمن الرحيم
ويكمن جوهر  بسم الله الرحمن الرحيم في حرف الباء
حيث توجد نقطة تحت هذا الحرف...
وتجسّد النقطة تحت حرف الباء الكون برمّته...
ب كما يبدأ المثنوي بحرف الباء".
مقدّمة
القاتل – الإسكندرية، تشرين الثاني (نوفمبر) ١٢٥٢
"كنت أُنَفِّذُ الأعمال القذرة لصالح الآخرين. حتّى الله أدرك الحاجة إلى شخص مثلي في خطّته المقدّسة عندما عيّن عزرائيل، ملاك الموت، لإنهاء حياة الناس. وهكذا يخاف الناس الملاك ويلعنونه ويمقتونه، بينما تظلّ يدا الله نظيفتين، ويظلّ اسمه نقيًّا. وفي ذلك جور على هذا الملاك" (ص ٣٦).
الجزء الأوّل : الأرض، الأشياء الّتي تكون صلبة، متشرّبة وساكنة
شمس – حانة في ظاهر سمرقند، آذار(مارس) ١٢٤٢
"ألا يقول الله ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ﴾؟ فالله لا يقبع بعيدًا في السماوات العالية، بل يقبع في داخل كلّ منّا. لذلك فهو لا يتخلّى عنّا، فكيف له أن يتخلّى عن نفسه؟" (ص ٤٧).
"إنّها القاعدة الأولى يا أخي: إنّ الطريقة الّتي نرى فيها الله ما هي إلاّ انعكاس للطريقة الّتي نرى فيها أنفسنا. فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا سوى الخوف والملامة، فهذا يعني أنّ قدرًا من الخوف والملامة يتدفّق في نفوسنا. أمّا إذا رأينا الله مفعمًا بالمحبّة والرحمة، فإنّنا نكون كذلك". (ص ٤٨).
"عندما ينسانا الله ويتركنا وحيدين هنا، يقع على عاتقنا، نحن الناس العاديّين، أن نصبح أشدّاء أو نحقّق العدل بأيدينا. لذلك عندما تكلّمه في المرّة القادمة، أرجو أن تُخبره ذلك. وسأقول له إنّه عندما يتخلّى عن حملانه، فلن تنتظر هذه الحملان بوداعة وخنوع حتّى تُذبَح. بل ستتحوّل إلى ذئاب" (ص٤٩-٥٠).
إيلا – نورثامبتون، ١٨ أيار (مايو) ٢٠٠٨
شمس – حانة في ظاهر سمرقند، آذار(مارس) ١٢٤٢
"[...] وخلال هذه الرحلات والتجارب، رحت أجمع قائمةً لم تُدوَّنْ في أيّ كتاب، بل حُفِرت في روحي فقط. وقد أطلقتُ على هذه القائمة الشخصيّة "المبادئ الأساسيّة للصوفيّين الجوّالين في الإسلام"؛ وإنّي أعتبرها قائمة شاملة وموثوقة وثابتة كما هي قوانين الطبيعة. وهي تُشكّل مدوّنة "القواعد الأربعون لدين العشق"، الّتي لا يمكن تحقيقها إلاّ من خلال العشق، والعشق وحده. وتقول إحدى تلك القواعد: "إنّ الطريق إلى الحقيقة يمرّ من القلب، لا من الرّأس. فاجعل قلبك، لا عقلك، دليلك الرئيسي. واجِه، تحدَّ، وتغلّب في نهاية المطاف على "النفس" بقلبك. إنّ معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله" ". (ص ٦١-٦٢).
"لم يكن الموت هو الّذي يُقاقني، لأنّني لم أكن أعتبره نهاية؛ بل ما كان يقلقني هو أن أموت من دون أن أُخَلِّدَ تُراثًا. إذ يتكدّس في صدري حشد من الكلمات، وقصص كثيرة تنتظر أن أحكيها. كنتُ أريد أن أنقل المعارف الّتي توصّلتُ إليها إلى شخص آخر، سواء كان أستاذًا أم تلميذًا. إنّي أبحث عن نظير-رفيق" (ص ٦٢).
إيلا – نورثامبتون، ١٩ أيار (مايو) ٢٠٠٨
"لِيَخْتَرْ  أحدنا الآخر رفيقًا له !
ولِيَجْلِسْ أحدنا عند قدميْ الآخر !
ففي داخلنا الكثير من الإنسجام – ولا تظنّن
أنّنا ما نراه فحسب" (ص ٦٤-٦٥).
"إِخْتَرْ الحبّ، الحبّ ! فمن دون حياة الحبّ العذبة،
تُمسي الحياة عبئا ثقيلاً – كما ترى" (ص ٦٦).
السّيّد – بغداد، نيسان (أبريل) ١٢٤٢
"لا يجادل أحد في أنّ مدينة بغداد مدينة رائعة، لكن لا يوجد جمالٌ على وجه الأرض يدوم إلى الأبد. إذ إنذ المدن تنتصب فوق أعمدة روحيّة، كالمرايا العملاقة، وهي تعكس قلوب سكّانها، فإذا أظلمت هذه القلوب، وفقدت إيمانها، فإنّها ستفقد بريقها وبهاءها. لقد حدث ذلك لمدنٍ كثيرة؛ وهو يحدث دائمًا" (ص ٧٥).
"إنّ الشريعة كالشمعة، تُوفِّرُ نورًا لا يُقدَّرُ بثمنٍ. لكن يجب ألاّ ننسى أنّ الشمعة تساعدنا على الإنتقال من مكان إلى آخر في الظلام، وإذا نسينا إلى أين نحن ذاهبون وركّزنا على الشمعة، فما النفع من ذلك؟" (ص ٧٦).
"لا تحكم على الطريقة الّتي يتواصل بها النّاس مع الله، فلكلّ امرئ طريقته وصلاته الخاصّة. إنّ الله لا يأخذنا بكلمتنا، بل ينظر في أعماق قلوبنا. وليست المناسك أو الطقوس هي الّتي تجعلنا مؤمنين، بل إن كانت قلوبنا صافية أم لا" (ص ٧٩).
إيلا – نورثامبتون، ٢٠ أيار (مايو) ٢٠٠٨
"يخطئ البعض عندما يخلطون بين "الإذعان" و"الضعف". فالإذعان شكل من أشكال القبول السلمي بشروط الكون. ومن بينها الأمور الّتي لا نستطيع تغييرها أو فهمها حاليّا" (ص ٨٤).
التلميذ – بغداد، نيسان (أبريل) ١٢٤٢
"تقول إحدى القواعد إنّه يمكنك أن تدرس الله من خلال كلّ شيء وكلّ شخص في هذا الكون، لأنّ وجود الله لا ينحصر في المسجد، أو في الكنيسة أو في الكنيس. لكنّك إذا كنتَ لا تزال تريد أن تعرف أين يقع عرشه بالتحديد، يوجد مكان واحد فقط تستطيع أن تبحث فيه عنه، وهو قلب عاشق حقيقيّ. فلم يعش أحد بعد رؤيته، ولم يمت أحد بعد رؤيته. فمن يجده يبقى معه إلى الأبد" (ص ٨٩).
إيلا – نورثامبتون، ٢٠ أيار (مايو) ٢٠٠٨
السّيّد – بغداد، ۲٦ كانون الثاني (يناير) ١٢٤٣
"يتكوّن الفكر والحبّ من موادّ مختلفة. فالفكر يربط البشر في عُقَدٍ، لكنّ الحبّ يُذيب جميع العُقَد. إنّ الفكر حذر على الدّوام وهو يقول : "إحذر الكثير من النشوة"، بينما الحبّ يقول : "لا تكترث! أَقْدِمْ على هذه المجازفة". وفي حين أنّ الفكر لا يمكن أن يتلاشى بسهولة، فإنّ الحبّ يتهدّم بسهولة ويصبح ركامًا من تلقاء نفسه. لكن الكنوز تتوارى بين الأنقاض. والقلب الكسير يخبئ كنوزًا" (ص ١٠٠).
الرسالة – من القيصريّة إلى بغداد، شباط (فبراير) ١۲٤٣
شمس – بغداد، ۱٨ كانون الأوّل (ديسمبر) ۱۲٤٣
"الوحدة والخلوة شيئان مختلفان. فعندما تكون وحيدًا، من السّهل أن تخدع نفسك ويُخَيَّلُ إليك أنّك تسير على الطريق القويم. أمّا الخلوة فهي أفضل لنا، لأنّها تعني أن تكون وحدك دون أن تشعر بأنّك وحيد. لكن في نهاية الأمر، من الأفضل لك أن تبحث عن شخص، شخص يكون بمثابة مرآة لك. تذكّر أنّك لا تستطيع أن ترى نفسك حقّا، إلاّ في قلب شخص آخر، وبوجود الله في داخلك" (ص ١١٠).
إيلا – نورثامبتون، ۲۲ أيار (مايو) ٢٠٠٨
الرسالة – من بغداد إلى قيصريّة، ۲٩ أيلول (سبتمبر) ۱۲٤٣
التلميذ – بغداد، ۲٩ أيلول (سبتمبر) ۱۲٤٣
شمس – بغداد، ٣٠ أيلول (سبتمبر) ۱۲٤٣
"لا يوجد فرق كبير بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال. فمهما كانت وجهتك، يجب أن تجعل الرّحلة الّتي تقوم بها رحلةً في داخلك. فإذا سافرتَ في داخلك، فسيكون بوسعك اجتياز العالم الشاسع وما وراءه" (ص ۱۲٨).
"عندما تجد القابلة أنّ الحبلى لا تتألّم أثناء المخاض، فإنّها تعرف أنّ الطّريق ليس سالكًا بعدُ لوليدها، فلن تضعَ وليدها إذًا. ولكي تولدَ نفْسٌ جديدة، يجب أن يكون ألم" (ص ۱۲٩).
"إنّ السعي وراء الحبّ يغيّرنا. فما من أحد يسعى وراء الحبّ إلاّ وينضج أثناء رحلته. فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحبّ، حتّى تتغيّر من الداخل ومن الخارج" (ص ۱۲٩).
التلميذ – بغداد، ٣٠ أيلول (سبتمبر) ۱۲٤٣
"يوجد معلّمون مزيّفون وأساتذة مزيّفون في هذا العالم أكثر عددًا من النّجوم في الكون المرئيّ. فلا تخلط بين الأشخاص الأنانيّين الّذين يعلمون بدافع السّلطة وبين المعلّمين الحقيقيّين. فالمعلّم الروحي الصادق لا يوجّه انتباهك إليه ولا يتوقّع طاعةً مطلقةً، أو إعجابًا تامًّا منك، بل يساعدك على أن تُقدّر نفسك الدّاخليّة وتحترمها. إنّ المعلّمين الحقيقيّين شفّافون كالبلّور، يعبر نور الله من خلالهم" (ص ۱٣۲).
إيلا – نورثامبتون، ۲٤ أيار (مايو) ٢٠٠٨
الجزء الثاني : الماء، الأشياء السائلة تتغيّر، ولا يمكن التّنبّؤ بها
الرومي – قونية، ۱٥ تشرين الأوّل (أكتوبر) ۱۲٤٤
شمس – قونية، ۱٥ تشرين الأوّل (أكتوبر) ۱۲٤٤
"لا تحاول أن تقاوم التّغييرات الّتي تعترض سبيلك، بل دع الحياة تعيش فيك. ولا تقلق إذا قلبت حياتك رأسا على عقب. فكيف يمكنك أن تعرف أنّ الجانب الّذي اعتدتَ عليه أفضل من الجانب الّذي سيأتي؟" (ص ١٤٨).
"إنّ الله منهمك في إكمال صنعك، من الدّاخل ومن الخارج. إنّه منهمك بك تمامًا. فكلّ إنسان هو عمل متواصل يتحرّك ببطء لكن بثبات نحو الكمال. فكلّ واحد منّا هو عبارة عن عمل فنّيّ غير مكتمل يسعى جاهدًا للإكتمال. إنّ الله يتعامل مع كلّ واحد منّا على حدة لأنّ البشريّة لوحة جميلة رسمها خطّاط ماهر تتساوى فيها جميع النقاط من حيث الأهمّيّة لإكمال الصورة" (ص ١٥٠).
"لا أظنّ أنّ هناك مشكلة مع الحزن. بل على العكس تمامًا – فالنّفاق هو الّذي يجعل النّاس سعداء، أمّا الحقيقة فتجعلهم يشعرون بالحزن" (ص ١٥١).
حسن المتسوّل – قونية، ١٧ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١۲٤٤
شمس – قونية، ١٧ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١۲٤٤
"من السهل أن تُحِبَّ إلهًا يتّصف بالكمال، والنّقاء، والعصمة. لكن الأصعب من ذلك أن تُحِبَّ إخوانك البشر بكلّ نقائصهم وعيوبهم. تذكّر، أنّ المرء لا يعرف إلاّ ما هو قادر على أن يُحِبَّ. فلا حكمة من دون حبّ. وما لم نتعلّم كيف نُحِبُّ خَلْقَ الله، فلن نستطيع أن نُحِبَّ حقًّا ولن نعرف الله حقًّا" (ص ١٦٠).
"هذه إحدى القواعد الأربعين: إنّ القذارة الحقيقيّة تقبع في الدّاخل، أمّا القذارة الأخرى فهي تزول بغسلها. ويوجد نوع واحد من القذارة لا يمكن تطهيرها بالماء النّقيّ، وهو لوثة الكراهيّة والتّعصّب الّتي تُلوِّثُ الرّوح. نستطيع أن نُطَهِّرَ أجسامنا بالزّهد والصّيام، لكن الحبّ وحده هو تاّذي يطهّر قلوبنا" (ص ۱٦۲).
"إنّ كلّ إنسان عبارة عن كتاب مفتوح، وكلّ واحد منّا قرآن متنقّل. إنّ البحث عن الله متأصّل في قلوب الجميع، سواء أكان وليًّا أم قدّيسًّا أم مومسًا. فالحبّ يقبع في داخل كلّ منّا منذ اللّحظة الّتي نولدُ فيها، وينتظر الفرصة الّتي يظهر فيها منذ تلك اللّحظة. وهذاما تقوله إحدى القواعد الأربعين: يقبع الكون كلّه داخل كلّ إنسان – في داخلك. كلّ شيء تريْنَه حولك، بما في ذلك الأشياء الّتي قد لا تحبّينها، حتّى الأشخاص الّذين تحتقرينهم أو تمقتينهم، يقبعون في داخلك بدرجات متفاوتة. لذلك، لا تبحثي عن الشيطان خارج نفسك – أيضا. فالشيطان ليس قوّة خارقة تهاجمك من الخارج، بل هو صوت عاديّ ينبعث من داخلك. فإذا تعرّفت على نفسك تمامًا، وواجهتِ بصدقٍ وقسوة جانبيك المُظلم والمُشرق، عندها تبلغين أرقى أشكال الوعي. وعندما تعرفين نفسك، فإنّك ستعرفين الله" (ص ۱٦٤-۱٦٥).
إيلا – نورثامبتون، ۲٨ أيار (مايو) ٢٠٠٨
"هل تعرفين أنّ الأربعين في الفكر الصوفي ترمز إلى الصعود من مستوى إلى مستوى أعلى، وإلى يقظة روحيّة؟ فعندما نحزن نحزن لمدّة أربعين يومًا. وعندما يولد طفل فهو يستغرق أربعين يومًا حتّى يتهيّأ لبدء الحياة على الأرض. وعندما نعشق يجب أن ننتظر أربعين يومًا حتّى نتأكّد من حقيقة مشاعرنا. لقد استمرّ طوفان نوح أربعين يومًا، وفي حين دمّر الماء الحياة، فقد جرف أيضًا جميع الشّوائب، ومكّن البشر من بدء حياة جديدة. وفي الصوفيّة الإسلاميّة أربعون درجة تفصل بين الإنسان والله. بالإضافة إلى ذلك، هناك أربع مراحل أساسيّة من الوعي في كلّ منها عشر درجات، فيصبح مجموعها أربعين. وقد خرج المسيح إلى القفر أربعين يومًا وليلة. وكان محمّد في الأربعين من عمره عندما نزل عليه الوحي. وتأمّل بوذا تحت شجرة زيزفون أربعين يومًا. بالإضافة إلى قواعد شمس الأربعين" (ص ۱٦٨-١٦٩).
البغي وردة الصحراء – قونية، ١٧ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١٢٤٤
حسن الشّحّاذ – قونية، ١٧ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١٢٤٤
سليمان السكران – قونية، ١٧ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١٢٤٤
"كلّ واحد يبحث في ذاته عن الله. وهناك قاعدة في هذا الشّأن: لقد خُلِقْنَا جميعًا على صورته، ومع ذلك فإنّنا جميعًا مخلوقات مختلفة ومميّزة. لا يوجد شخصان متشابهان، ولا يخفق قلبان لهما الإيقاع ذاته. ولو أراد الله أن نكون متشابهين، لخلقنا متشابهين. لذلك، فإنّ عدم احترام الإختلافات وفرض أفكارك على الآخرين، يعني عدم احترام النّظام المقدّس الّذي أرساه الله" (ص ۲٠٧-۲٠٨).
"إنّ الشّكّ شيء جيّد. فهو يعني أنّك حيّ تُرزق ودائم البحث. [...] كما أنّ المرء لا يُصبح مؤمنًا بين عشيّة وضحاها. إذ يُخَيَّلُ إلى المرء أنّه مؤمن، ثمّ يحدث شيء في حياته فيُصبح مُلحدًا، ثمّ يعود ويُؤمن ثانيةً، ثمّ يُصبح متشكّكًا، وهكذا دواليك، حتّى يبلغ مرحلةً مُعيّنةً. إنّنا نتردّد باستمرار. هذه هي الطّريقة الوحيدة الّتي تجعلنا نمضي إلى الأمام. ومع كلّ خطوة جديدة، نزداد قُربًا من الحقيقة" (ص ۲٠٨).
"عندما يدخل عاشق حقيقيّ لله إلى حانة، فإنّها تصبح غرفة صلاته، لكن عندما يدخل شارب الخمر إلى الغرفة نفسها، فإنّها تصبح خمّارته. ففي كلّ شيء نفعله، قلوبنا هي المهمّة، لا مظاهرنا الخارجيّة. فالصوفيّون لا يحكمون على الآخرين من مظهرهم أو من هم ؛ وعندما يحدّق صوفيّ في شخص ما، فإنّه يغمض عينيه ويفتح عينًا ثالثة – العين الّتي ترى العالم الدّاخلي –" (ص ۲٠٩).
إيلا – نورثامبتون، ٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
"لم يكن عزيز [ز. زاهارا] رجلاً صاحب دعابات صغيرة. فهو يعتقد بأنّ الّذين لم يجعلوا من قلوبهم دليلاً أساسيًّا يقودهم في الحياة، الّذين لا يستطيعون الإنفتاح على الحبّ ويسيرون على هديه، كما تتبع زهرة عبّاد الشمس الشمس، فهم ليسوا أحياء حقيقيّين" (ص۲١۲).
إيلا – نورثامبتون، ٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
"وصلتني رسالتكِ وأنا أتهيّأ لمغادرة أمستردام إلى ملاوي [...]. الآن، إذا سار كلّ شيء على ما يرام، فإنّي سأعود بعد أربعة أيّام. هل يمكنني أن آمل ذلك؟ نعم. هل يمكنني أن أتحكّم بذلك؟ لا! فكلّ ما يمكنني عمله هو أن آخذ حاسوبي النّقّال، وأحاول إيجاد وصلة جيّدة بالانترنت، وآمل أن أعيش يومًا آخر، أمّا ما تبقّى فليس في يدي. وهذا ما يُطلِق عليه الصوفيّون العنصر الخامس – الفراغ. العنصر الإلهيّ الّذي لا يمكن تفسيره، والّذي لا يمكن التحكّم به، والّذي لا نستطيع نحن البشر أن نفهمه، ومع ذلك يجب أن ندركه طوال الوقت. فأنا لا أؤمن ب"التقاعس" إن كنتِ تقصدين ذلك لأنّكِ لا تفعلين شيئًا على الإطلاق، ولا تُبْدِين اهتمامًا عميقًا بالحياة. لكنّي أؤمن باحترام العنصر الخامس. أظنّ أنّ كلّ واحد منّا يُقيمُ عهدًا مع الله. أعرف أنّني فعلتُ ذلك. فعندما أصبحتُ صوفيًّا، وعدتُ الله أن أفعل ما يجب أن أفعله بحسب مقدرتي، وأن أترك الباقي له، وله وحده فقط. وقد قبِلْتُ الحقيقة بأنّ هناك أشياء تتجاوز حدودي ومقدرتي. فلا يمكنني أن أرى إلاّ بعض الأجزاء، مثل قِطَعٍ عائمة في فيلم سينمائيّ. أمّا المخطّط الأكبر فهو يتجاوز إدراكي. الآن تظنّين أنّني رجل متديّن. لا، لستُ كذلك. بل أنا رجل روحانيّ، وهو شيء مختلف. فالتّديّن والروحانيّة ليسا الشيء نفسه، وأظنّ أنّ الفجوة بين هذين الشّيئين لم تكن أعمق ممّا هي عليه اليوم. فعندما أنظر إلى العالم، أرى ورطة تزداد عمقًا. فمن ناحية، نحن نؤمن بحرّيّة الفرد وقوّته بغضّ النّظر عن الله، أو الحكومة، أو المجتمع. ومن نواحٍ عدّة، بدأ البشر يزدادون أنانيّة،وبدأ العالم يصبح أكثر مادّيّة. ومن النّاحية الأخرى، بدأت الإنسانيّة ككلٍّ تصبح أكثر روحانيّة. فبعد الإعتماد على العقل منذ فترة طويلة، يبدو أنّنا وصلنا إلى نقطة يجب أن نُقِرَّ فيها بحدود العقل. واليوم، كما كان الحال في العصور الوسطى، هناك انفجار في الإهتمام بالرّوحانيّات. وبدأ عدد أكبر من النّاس في الغرب يحاولون التّقرّب من الرّوحانيّات في غمرة حياتهم المنهمكة بالعمل. لكن بالرّغم من نيّاتهم الطّيّبة، فإنّ أساليبهم غير كافية في معظم الأحيان. فالروحانيّات ليست توابل أخرى لذات الطبق القديم. إنّها ليست شيئًا يمكننا إضافته إلى حياتنا من دون أن نُدْخِلَ تغييرات رئيسيّة عليها. [...] هل تعلمين أنّ شمس التبريزي قال إنّ العالم قِدْرٌ ضخم  يُطهى فيه شيء ضخم؟ لكنّنا لا نعرف ما هو حتّى الآن. فكلّ ما نفعله، أو نلمسه، أو نفكّر فيه، هو أحد مكوّنات ذلك الخليط. يجب أن نسأل أنفسنا ماذا نضيف إلى القدر. فهل نضيف استياء، أو عداوات، أو غضبًا، أو عنفًا؟ أم نضيف حُبًّا وانسجامًا؟" (ص ٢١٥-۲١٧).
الجزء الثالث : الرّيح : الأشياء الّتي تتحرّك، تتطوّر، وتتحدّى
المتعصّب – قونية، ١٩ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١۲٤٤
شمس – قونية، ٣٠ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١۲٤٤
الرومي – قونية، ٣١ تشرين الأوّل (أكتوبر) ١۲٤٤
إيلا – نورثامبتون، ٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
علاء الدين – قونية، ١٦ كانون الأوّل (ديسمبر) ١۲٤٤
الرومي – قونية، ١٨ كانون الثاني (يناير) ١۲٤٤
كيرا – قونية، ١٨ كانون الأوّل (ديسمبر) ١۲٤٤
كيميا – قونية، ۲٠ كانون الأوّل (ديسمبر) ١۲٤٤
إيلا – نورثامبتون، ٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
كيرا – قونية، ٥ أيار (مايو) ١۲٤٥
شمس التبريزي – قونية، ١۲ حزيران (يونيو) ١۲٤٥
"مؤمن مضطرب! إذا صام المرء شهر رمضان كلّه باسم الله، وقدّم خروفًا أو عنزة كلّ عيد ليغفر الله له ذنوبه، وإذا جاهد المرء طوال حياته ليحجّ إلى بيت الله الحرام في مكّة المكرّمة، وإذا سجد خمس مرّات كلّ يوم على سجّادة صلاة، وليس في قلبه مكان للمحبّة، فما الفائدة من كلّ هذا العناء؟ فالإيمان مجرّد كلمة، إن لم تكن المحبّة في جوهرها، فإنّه يصبح رخوا، مترهّلا، يخلو من أيّ حياة، غامضا وأجوف، ولا يمكنك أن تحسّ به حقّا.
هل يعتقدون بأنّ الله يقيم في مكّة المكرّمة أو في المدينة المنوّرة؟ أو في أيّ مسجد من مساجد العالم؟ كيف يمكنهم تصوّر أنّ الله يمكن أن يكون محصورًا في فضاء محدود وهو الّذي يقول : «ما وسعني أرضي ولا سمائي، ووسعني قلب عبدي المؤمن».
إنّي أُشفق على الأحمق الّذي يظنّ أنّ حدود عقله البشري هي حدود الله عزّ وجلّ. إنّي أُشفق على الجاهل الّذي يعتقد بأنّه يستطيع أن يساوم الله ويسوّي حساباته وديونه معه. هل يظنّ هؤلاء الله بقّالاً يزن حسناتنا وسيّئاتنا في ميزانين منفصلين؟ هل يظنّون أنّه يسجّل ذنوبنا في دفتر حساباته بدقّة حتّى نسدّد له ما علينا ذات يوم؟ أهذه هي فكرتهم عن الوحدانيّة؟
إنّ إلهي ليس بقّالاً ولا محاسبًا، بل إنّه إله عظيم. إله حيّ! فلماذا أريد إلهًا ميتًا؟ إنّه حيّ. اسمه الحيّ القيّم. لماذا أتخبّط في مخاوف أبديّة وقلق لا ينتهي، حيث يقيّدني دائمًا بالمحرّمات والمحظورات؟ فلا حدود لرحمته. إذ إنّ اسمه الودود، الحميد. إنّي أحمده بكلّ كلماتي وتصرّفاتي، بشكل طبيعي ويُسر كما أتنفّس الهواء.
اسمه الحميد. فكيف يمكنني أن أستغيب الآخرين وأُشهّر بهم وأنا أعلم في أعماق قلبي أنّ الله هو السميع البصير؟ اسمه البشير. جميل يفوق كلّ الأحلام والآمال.
الجميل، القيّوم، الرحمن، الرحيم. أثناء المجاعات والفيضانات، وخلال الجفاف والظمأ، سأغنّي وأرقص له حتّى تخور ركبتاي، حتّى ينهار جسمي، وحتّى يتوقّف قلبي عن الخفقان. سأحطّم نفسي إلى شذرات حتّى لا أعدو  إلاّ مجرّد ذرّة في العدم، عابر سبيل في الفراغ المحض، هباء الهباء في هندسته العظيمة الرائعة. ولن أكفّ عن امتداح عظمته وكرمه بامتنان، وسعادة. سأشكره على كلّ ما منحني إيّاه وما حرمني منه، لأنّه يعرف ما هو الأفضل لي.
عندما تذكّرتُ قاعدة أخرى في قائمتي، غمرتني موجة جديدة من السعادة والأمل. يتبوّأ الإنسان مكانةً فريدةً بين خلق الله، إذ يقول عزّ وجلّ، «و نفختُ فيه من روحي». فقد خُلقنا جميعًا، من دون استثناء، لكي نكون خلفاء الله على الأرض. فاسأل نفسك، كم مرّة تصرّفت كخليفة له، هذا إن فعلت ذلك؟ تذكّر أنّه يقع على عاتق كلّ منّا اكتشاف الروح الإلهيّة في داخله حتّى يعيش وفقها.
وبدلاً من أن يفني المتديّنون المتعصّبون ذواتهم في حبّ الله ويجاهدون أنفسهم، فهم يحاربون أناسًا آخرين، يولّدون موجة إثر موجة من الخوف. وينظرون إلى الكون كلّه بعيون يشوبها الخوف، ولا عجب أنّهم يرون أشياء كثيرة يخافها النّاس. فعندما يحدث زلزال أو جفاف، أو تقع كارثة يعتبرون هذا دليلاً على غضب الله، وكأنّ الله لا يقول صراحةً، «إنّ رحمتي سبقت غضبي». وعندما يغضبون من أحد لسبب أو لآخر، فإنّهم يتوقّعون أنّ الله سبحانه وتعالى سيتدخّل بالنيابة عنهم ويثأر من أجلهم. وتغمر حياتَهم حالةٌ متواصلة من المرارة والعداوة، ويلاحقهم سخط كبير أينما ذهبوا، مثل غيمة سوداء، فيسوّد ماضيهم ومستقبلهم.
يوجد شيء في الإيمان يجعل المرء غير قادر على رؤية الغابة لأنّه يرى الأشجار. إنّ الدّين بكليته أعظم وأعمق بكثير من الأجزاء الصغيرة المكوّنة له؛ ويجب قراءة كلّ قاعدة في إطار القواعد كلّها. والقواعد الكاملة تتوارى في الجوهر.
لكن بدلاً من البحث عن جوهر القرآن، وأخذه ككلّ، ينتقي المتعصّبون آية أو آيتين بعينهما، ويمنحون الأولويّة للأوامر الإلهيّة الّتي يرون أنّها تتناغم مع أسلوب تفكيرهم وعقولهم الّتي يسكنها الخوف. ولا يكفّون عن التّذكير بأنّ البشر جميعًا سيُرغمون على السّير يوم القيامة على السّراط، الأرفع من شعرة، والأحدّ من سيف. وعندها يسقط المذنبون الّذين لا يستطيعون اجتياز السّراط، فيسقطون في قعر جهنّم، ويعانون إلى الأبد. أمّا الّذين عاشوا حياة تقيّة فسيتمكّنون من عبور السّراط حتّى نهايته، وسيُكافؤون بفاكهة لذيذة، ومياه عذبة، وحوريّات. هذه هي، بإيجاز، فكرتهم عن الحياة الآخرة. ويتركّز هاجسهم الرّئيسي في الحياة على الأهوال وعلى الجزاء والنّار والفاكهة، والملائكة والشياطين، وفي سعيهم الدّائب للوصول إلى مستقبل يبرّر من هم اليوم، فإنّهم ينسون الله! ألا يعرفون هذه القاعدة من القواعد الأربعين؟ إنّ جهنّم تقبع هنا والآن، وكذلك الجنّة. توقّفوا عن التّفكير بجهنّم بخوف أو الحلم بالجنّة، لأنّهما موجودتان في هذه اللّخظة بالذّات. ففي كلّ مرّة نحبّ، نصعد إلى السّماء. وفي كلّ مرّة نكره، أو نحسد، أو نحارب أحدًا، فإنّنا نسقط مباشرة في نار جهنّم. هذا ما تقوله القاعدة الخامسة والعشرون.
هل يوجد جحيم أسوأ من العذاب الّذي يعانيه الإنسان عندما يعرف في أعماق ضميره أنّه اقترف ذنبًا، ذنبًا جسيمًا؟ اسأل ذلك الرّجل، فإنّه سيُخبرك ما هي جهنّم. هل توجد جنّة أفضل من النّعمة الّتي تهبط على الإنسان في تلك اللّحظات النّادرة من الحياة عندما تُفتح فيها مزاليج الكون، ويشعر بأنّه يمتلك كلّ أسرار الخلود ويتّحد مع الله اتّحادًا تامًّا؟ إسأل ذلك الرّجل، فإنّه سيُخبرك ما هي الجنّة.
لماذا كلّ هذا القلق ممّا سيحدث بعد الحياة، مستقبل متخيّل، عندما تكون هذه اللّحظة بالذّات هي الزمن الوحيد الّذي نستطيع أن نشعر حقًّا وبصورة كاملة بوجود الله وغيابه في حياتنا؟ إنّ الصوفيّين يحبّون الله، لا خوفًا من العقاب في نار جهنّم، ولا رغبة في الثواب والمكافأ في الجنّة، بل يحبّون الله لمجرّد محبّته الخالصة، محبّة نقيّة وسهلة، غير ملوّثة، خالية من أيّ مصلحة.
الحبّ هو العلّة. الحبّ هو المعلول.
فعندما تحبّ الله، وعندما تحبّ كلّ مخلوقاته من أجله، وبفضله، تذوب جميع الإنقسامات وتختفي. ومن هنا، لا يعود هناك شيء يدعى "أنا"، وكلّ ما تبلغه هو صفر كبير يغطّي كيانك كلّه.
قبل أيّام، كنتُ أنا والرّومي نمعن التّفكير في هذه الأمور، عندما أغمض عينيه فجأة وردّد الأبيات التّالية:
«لستُ مسيحيًّا ولا يهوديًّا ولا مسلمًا، لستُ بوذيًّا ولا هندوسيًّا، ولا صوفيًّا ولا من أتباع زن. لا أتبع أيّ دين أو نظام ثقافيّ. لستُ من الشرق، ولا من الغرب.
إنّ مكاني هو اللاّمكان، أثر اللاّأثر».
يظنّ الرومي أنّه لا يمكن أن يكون شاعرًا، لكن يوجد شاعر في داخله. شاعر رائع! وقد برز ذلك الشّاعر الآن.
نعم، إنّ الرّومي على حقّ، فهو ليس من الشرق ولا من الغرب، إنّه ينتمي إلى مملكة الحبّ. إنّه ينتمي إلى المحبوب." (ص ۲٦٦-۲٧٠)
إيلا – نورثامبتون، ١۲ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بيبرس المحارب – قونية، ١٠ تموز (يوليو) ١۲٤٥
إيلا – نورثامبتون، ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
الرومي – قونية، ١٧ آب (أغسطس) ١۲٤٥
كيميا – قونية، ١٧ آب (أغسطس) ١۲٤٥
سلطان ولد – قونية، ٤ أيلول (سبتمبر) ١۲٤٥
"يُشبه هذا العالم جبلاً مكسوًّا بالثّلج يردّد صدى صوتك. فكلّ ما تقوله، سواء أكان جيّدًا أم سيّئًا، سيعود إليك على نحوٍ ما. لذلك، إذا كان هناك شخص يتحدّث بالسّوء عنك، فإنّ التّحدّث عنه بالسّوء بالطّريقة نفسها يزيد الأمر سوءًا. وستجد نفسك حبيس حلقة مفرغة من طاقة حقودة. لذلك، انطلق وفكّر طوال أربعين يومًا وليلة بأشياء لطيفة عن ذلك الشّخص. إنّ كلّ سيء سيصبح مختلفًا في النّهاية، لأنّك ستصبح مختلفًا في داخلك" (ص ٣٠٨-٣٠٩)
إيلا – نورثامبتون، ١٥ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
البغي وردة الصحراء – قونية، كانون الثاني (يناير) ١٢٤٦
"إنّ الماضي تفسير، والمستقبل وهم. إنّ العالم يتحرّك عبر الزمن وكأنّه خطّ مستقيم، يمضي من الماضي إلى المستقبل.  بل إنّ الزّمن يتحرّك من خلالنا وفي داخلنا، في لوالب لا نهاية لها.
إنّ السرمديّة لا تعني الزّمن المطلق، بل تعني الخلود.
فإن أردتِ اختبار  النّور الأبديّ، فعليكِ أن تُخرجي الماضي والمستقبل من عقلك وتظلّي داخل اللّحظة الرّاهنة.
كما تريْن، فإنّ اللّحظة الحاليّة هي كلّ ما كان وكلّ ما سيكون. وعندما تفهمين هذه الحقيقة، فلن يبقى ما تخشين منه [...]" (ص ٣۱٧-٣۱٨).
كيميا – قونية، كانون الثاني (يناير) ١۲٤٦
"لا يعني القدر أنّ حياتك محدّدة بقدر محتوم. لذلك، فإنّ ترك كلّ شيء للقدر، وعدم المشاركة في عزف موسيقى الكون دليل على جهل مطلق" (ص ٣۲٥).
"لا يعنيني الحلال و لاالحرام. فأنا أفضّل أن أطفئ نار جهنّم، وأن أحرق الجنّة حتّى يحبّ النّاس اللهَ من أجل الحبّ الخالص" (ص ٣۲٦)
شمس – قونية، كانون الثاني (يناير) ١۲٤٦
إيلا – نورثامبتون، ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
البغي وردة الصحراء – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
إيلا – نورثامبتون، ١٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
شمس – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
الجزء الرابع : النّار : الأشياء الّتي تدمّر  وتحطّم
سليمان السكران – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
علاء الدّين – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
"إذا أردتَ أن تقوّي إيمانك، فيجب أن تكون ليّنًا في داخلك. لأنّه لكي يشتدّ إيمانك، ويصبح صلبًا كالصخرة، يجب أن تكون قلبك خفيفًا كالرّيشة. فإذا أُصِبْنا بمرض، أو وقعت حادثة، أو تعرّضنا لخسارة، أو أصابنا خوف، بطريقة أو بأخرى، فإنّنا نواجه جميعًا الحوادث الّتي تُعلّمنا كيف نصبح أقلّ أنانيّة وأكثر حكمة، وأكثر عطفًا، وأكثر كرمًا. ومع أنّ بعضنا يتعلّم الدّرس ويزداد رقّة واعتدالاً، يزداد آخرون قسوةً. إنّ الوسيلة الّتي تمكّنك من الإقتراب من الحقيقة أكثر تكمن في أن يتّسع قلبك لاستيعاب البشريّة كلّها، وأن يظلّ فيه متّسع لمزيد من الحبّ". (ص ٣٥٣).
شمس – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
"[...] إنّ النّموّ الروحيّ يكمن في وعينا، لا بوجّسنا من أمور معيّنة [...]. يجب ألاّ يحول شيء بين نفسك وبين الله؛ لا أئمّة، ولا قساوسة، ولا أحبار، ولا أيّ وصيّ آخر على الزعامة الأخلاقيّة أو الدينيّة، ولا السّادة الرّوحيّون، ولا حتّى إيمانك. آمن بقيمك ومبادئك، لكن لا تفرضها على الآخرين، وإذا كنت تحطّم قلوب الآخرين، فمهما كانت العقيدة الدينيّة الّتي تعتنقها، فهي ليست عقيدةً جيّدةً".
"إبتعد عن عبادة الأصنام بجميع أنواعها، لأنّها تشوّه رؤيتك. ليكن الله، والله وحده دليلك. تعلّم الحقيقة، يا صديقي، لكن احرص على ألاّ تصنع من الحقائق الّتي تتكوّن لديك أوثانًا" (ص ٣٥٦-٣٥٧).
إيلا – نورثامبتون، ۲٤ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
المتعصّب – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
حسام التلميذ – قونية، شباط (فبراير) ١٢٤٦
بيبرس المحارب – قونية، أيار (مايو) ١٢٤٦
إيلا – نورثامبتون، ۲٦ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
كيرا – قونية، أيار (مايو) ١٢٤٦
"لِيَكُنْ عقلكِ صافيًا يا طفلتي [...] تذكّري قاعدة أخرى : على الرغم من أنّ المرء في هذا العالم يجاهد ليحقّق شيئًا ويصبح شخصًا مهمًّا، فإنّه سيخلّف كلّ شيء بعد موته. إنّك تهدفين إلى بلوغ المرحلة العليا من العدم. عيشي هذه الحياة خفيفة وفارغة مثل الرقم صفر. إنّنا لا نختلف عن أصيص الزرع. فليست الزينة في الخارج، بل الفراغ في داخلنا هو الّذي يجعلنا نقف منتصبي القامة. مثل هذا تمامًا، فالوعي بالعدم وليس ما نتطلّع إلى تحقيقه، هو الّذي يبقينا نواصل الحياة" (ص ٣٨٤).
سلطان ولد – قونية، حزيران (يونيو) ١٢٤٦
سليمان السكران – قونية، حزيران (يونيو) ١٢٤٦
علاء الدّين – قونية، حزيران (يونيو) ١٢٤٦
شمس – قونية، حزيران (يونيو) ١٢٤٦
إيلا – نورثامبتون، ۲٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
الجزء الخامس : العدم : الأشياء الموجودة من خلال غيابها
سلطان ولد – قونية، تموز (يوليو) ١٢٤٦
الرومي – قونية، آب (أغسطس) ١٢٤٦
"إنّ الحياة تعني الكمال، فكلّ حادثة تقع، كبيرة كانت أم صغيرة، وكلّ مشقّة نكابدها هي جانب من خطّة إلهيّة تحدث حتّى النهاية. إنّ المجاهدة متأصّلة في نفوس البشر، لذلك يقول الله في كتابه العزيز  ﴿سَنُرِيهُمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهُمْ حَتَّى يَتَبَيّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ﴾؛ ولا مجال لشيء يُسمّى الصدفة في تدبير الله" (ص ٤۱٥-٤۱٦).
شمس – دمشق، نيسان (أبريل) ١٢٤٧
"لا يعني الإستسلام أن يكون المرء ضعيفًا أو سلبيًّا، ولا يؤدّي إلى الإيمان بالقضاء والقدر أو الإستسلام، بل على العكس تمامًا. إذ تكمن القوّة الحقيقيّة في الإستسلام – القوّة المنبعثة من الدّاخل. فالّذين يستسلمون للجوهر الإلاهي في الحياة، يعيشون بطمأنينة وسلام حتّى عندما يتعرّض العالم برمّته إلى اضطراب تلو اضطراب" (ص ٤۲٠).
كيميا – قونية، أيار (مايو) ١٢٤٧
كيرا – قونية، أيار (مايو) ١٢٤٧
إيلا – بوسطن، ۲٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
شمس – قونية، أيار (مايو) ١٢٤٧
شمس – قونية، أيار (مايو) ١٢٤٧
"في هذا العالم، ليست الأشياء المتشابهة أو المنتظمة، بل المتناقضات الصّارخة، هي ما يجعلنا نتقدّم خطوة إلى الأمام. ففي داخل كلّ منّا توجد جميع المتناقضات في الكون، لذلك يجب على المؤمن أن يلتقي بالكافر القابع في داخله.
وعلى الشخص الكافر أن يتعرّف على المؤمن الصّامت في داخله. وإلى أن نصل إلى اليوم الّذي يبلغ فيه مرحلة الكمال، مرحلة الإنسان المثاليّ، فإنّ الإيمان ليس إلاّ عمليّة تدريجيّة، ويستلزم وجود نظيره : الكفر" (ص ٤٤٤).
كيميا – قونية، كانون الأوّل (ديسمبر) ١٢٤٧
وردة الصحراء– قونية، كانون الأوّل (ديسمبر) ١٢٤٧
إيلا – بوسطن، ٣ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
سليمان السكران – قونية، آذار (مارس) ١٢٤٨
"لقد خُلِقَ هذا العالم على مبدإ التبادل ؛ فكلّ امرئ يُكَافَأُ على كلّ ذرّة خير يفعلها، ويُعاقَبُ على كلّ ذرّة شرّ يفعلها. لا تخف من المؤامرات، أو المكر، أو المكائد الّتي يحيكُها الآخرون ؛ وتذكّر أنّه إذا نَصَبَ لك أخدهم شركًا، فإنّ الله يكون قد فعل ذلك. فهو المخطّط الأكبر. إذ لا تتحرّك ورقة شجرة من دون علمه. آمِنْ بذلك ببساطة وبصورة تامّة. فكلّ ما يفعله الله، يفعله بشكل جميل" (ص ٤٧٣).
القاتل – قونية، آذار (مارس) ١٢٤٨
"إنّ الله ميقاتيّ دقيق. إنّه دقيق إلى حدّ أنّ ترتيبه وتنظيمه يجعلان كلّ شيء على وجه الأرض يتمّ في حينه، لا قبل دقيقة ولا بعد دقيقة. والساعة تمشي بدقّة شديدة بالنسبة للجميع بلا استثناء. فلكلّ شخص وقت للحبّ ووقت للموت" (ص ٤٧٧).
إيلا – نورثامبتون، ۱۲آب (أغسطس) ٢٠٠٨
علاء الدين – قونية، نيسان (أبريل) ۱۲٤٨
سلطان ولد – قونية، أيلول (سبتمبر) ۱۲٤٨
الرومي – قونية، ٣۱ تشرين الأوّل (أكتوبر) ۱۲٦٠
"مع أنّ الأجزاء تتغيّر، فإنّ الكلّ يظلّ ذاته، لأنّه عندما يغادر لصٌّ هذا العالم، يولد لصّ جديد، وعندما يموت شخص شريف، يحلّ مكانه شخص شريف آخر. وبهذه الطريقة لا يبقى شيء من دون تغيير، بل لا يتغيّر شيء أبدًا أيضًا.
لأنّه مقابل كلّ صوفيّ يموت، يولد صوفيّ آخر في مكان ما في العالم.
إنّ ديننا هو دين العشق، وجميع البشر مرتبطون بسلسلة من القلوب. فإذا انفصلت حلقة منها، حلّت محلّها حلقة أخرى في مكان آخر، ومع موت كلّ شمس تبريزيّ، يظهر شمس جديد في عصر مختلف، بإسم مختلف.
إنّ الأسماء تتغيّر، تأتي ونذهب، لكن الجوهر يبقى ذاته" (ص٤٩۲).
إيلا – قونية، ٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
"تقول القاعدة الأربعون : لا قيمة للحياة من دون عشق. لا تسأل نفسك ما نوع العشق الّذي تريده، روحيّ أم ماديّ، إلهيّ أم دنيويّ، غربيّ أم شرقيّ... فالإنقسامات لا تؤدّي إلاّ إلى مزيد من الإنقسامات. ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف.  إنّه كما هو، نقيّ وبسيط.
العشق ماء الحياة. والعشيق هو روح من النّار !
يصبح الكون مختلفًا عندما تعشق النّارُ الماءَ" (ص ٥٠٠)