samedi 1 novembre 2014

"حتّى لا يأكل الماضي المستقبل"

إنّ القيام بثورة ليس هدفا بحدّ ذاته، بل جاءت الثورة دفاعا عن الحرّيّة ومن أجل الشّغل وحتّى يلقى الفقراء والمهمّشون عيشا أفضل. أمّا أن نبكي على من مات ونترحّم ونستجدي المشاعر فهذا لا ينفع الأحياء... في ذكرى الثورة، كان من الأحرى أن نقول ما حقّقت الثورة منذ اندلعت وكم خلقت من موطن شغل جديد وكم من مهمّش تمّ دمجه وكم من فقير خرج من الفقر...
أسأل هل حقّقت الثورة بعضا من غاياتها؟ بعد سنة، ازداد الوضع في تونس سوءا وتعقيدا. بعد سنة من الثورة، تكاثر البطّالون وغابت الإستثمارات وأغلقت المصانع وكثرت المزابل وأربكت الجامعات إلى غير ذلك من الإخلالات الكثيرة وآخرها وأخطرها هذا الضرب المتواصل للحرّيّة وهذا التّعسّف على من خالف الرّأي وهذا الوعيد المفزع... فهل هي الثورة تأكل نفسها؟ وهل هم الموتى يلتفّون على الأحياء؟ وهل هو الماضي يعصف بالمستقبل؟ حان الوقت لنمُرَّ إلى أشياء أخرى عاجلة. كفى التفاتًا إلى ما فات واننظر حالاّ إلى الأفق.


شيحة قحة

"حتّى لا يأكل الماضي المستقبل"

المغرب، العدد 137، الخميس 2 فيفري 2012، ص. 14
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire