vendredi 31 octobre 2014

بعد تعيين 'طارق ذياب' وزيرا للشباب والرياضة: السيّد الوزير الأوّل إبني يسألني لماذا نتعلّم

هل يُدرك السيّد الوزير الأوّل حجم ما تُنفقه العائلة التّونسيّة سنويّا على الدروس الخصوصيّة لضمان كلّ أسباب التّفوّق والنجاح لأبنائها؟ وهل يدرك أنّ الآباء والأمّهات ينامون ويصحون وهم يردّدون على أسماع أبنائهم ما حفظوه على مربّيهم من أحاديث نبويّة وشعارات أو أشعار بأنّ العلم نور وأنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة وأنّ طلب العلم لا يقف عند سنّ أو حدّ وهو مطلوب ولو كان في الصين ولو شئنا لاستعرضنا منها ما يكفي لملء كلّ الصفحات؟
لماذا نتعلّم إذا كان بالإمكان أن تصبح وزيرا وأنت لم تتجاوز عتبة المرحلة الأولى من التعليم الثانويّ؟ صدمني السؤال وجعلني في حيرة. في البداية شككت في الأمر واعتقدت أنّ هناك خطأ. ولكنّ الجواب كان قاطعا. تلك هي الحقيقة وأبناؤنا لهم من سعة الإطّلاع ما يمكن أن يُحْرِجَ لا الأولياء فقط ولكن كبار المسؤولين أيضا. فهل سيهجر أبناؤنا مقاعد الدراسة وهل ستتحوّل ساحات المدارس إلى ملاعب مفتوحة لتنمية الموارد الرياضيّة لأبنائنا؟
عفوا السيّد الوزير ليس القصد الإهانة أو التقليل من شأن الرياضة ولا من ملكات ومواهب الرياضيّين ولكنّ الرسالة قد تحمل في طيّاتها إلى أبنائنا وشبابنا من أصحاب الشهائد الجامعيّة الكثير من الإشارات الخاطئة، ونحن في بلد لا خيار أمامه سوى الإستثمار في طاقاته البشريّة الخلاّقة وعقول أبنائه...
السؤال يؤرقني ويحرجني أمام طفلي وهو الّذي لا يخلو من مواهب رياضيّة متعدّدة، فهل سأندم يوما إن حرمتُه من فرصة تنمية مواهبه الرياضيّة وأهدرت أمامه فرصة أن يتولّى يوما منصب الوزارة... ألم يكن بإمكان السيّد الوزير أن يختار لهذا المنصب رياضيّا يجمع في مسيرته بين المؤهّلات العلميّة والكرويّة وهم بالتّأكيد كُثُرٌ في تونس الولاّدة...؟
آسيا العتروس،
بعد تعيين 'طارق ذياب' وزيرا للشباب والرياضة :
 السيّد الوزير الأوّل إبني يسألني لماذا نتعلّم...،
المغرب، العدد 105 ، الأحد 25 ديسمبر 2011 ، ص. 4

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire