jeudi 10 janvier 2013

اللغة الفرنسيّة أم اللغة الإنغليزيّة

إنّ التعامل مع الفرنسيّة كغنيمة حرب كان بالتأكيد تناولا مشروعا في حقبة تاريخيّة محددّة عندما كان المركز الفرنسي ذي نفوذ واسع يتجاوز المنطقة الفرنكفونيّة. غير أنّه لم يعد من الممكن تجاهل ما يراه الجميع خاصّة منذ تسعينات القرن الماضي أي مركزة المعارف في السياق الأنغلوسكسوني.
لا يظهر ذلك فقط عندما نتمعّن في مظاهر بارزة للعيان على مستوى حسّيّ مباشر مثل الثقافة اليوميّة و الأنترنت و الإعلام السمعي البصري بل يظهر خاصّة على مستوى أكثر دقّة من خلال ترتيب الجامعات الأنغلوسكسونيّة الّتي تتربّع بوضوح على مقدّمة الجامعات في العالم. و لا يتعلّق ذلك باختصاصات محدّدة، مثل العلوم الصحيحة، بل يخصّ مختلف الإختصاصات بدون استثناء. فإذا كانت الفرنكفونيّة في مجالها المركزي تحاول التأقلم مع هذا الوضع الجديد من خلال النفوذ المتزايد للإنقليزيّة فإنّه يصبح من الضروريّ بالنسبة لمجالات الأطراف في المنطقة الفرنكفونيّة أن تراجع بجدّيّة موقع الفرنسيّة في أنظمتها التعليميّة.
إنّ ما يجب أن يحدّد هويّة اللغة الثانية ليس لبتاريخ الثقافي أو أي دواعي أخرى غير منفعيّة بل حاجات الحاضر و المستقبل. و لا يبدو من الصعب حينها أن نرى الإنقليزيّة عوض الفرنسيّة في ذلك الموقع.
طارق الكحلاوي
الصباح، السبت 09/10/2010
أستاذ "تاريخ الشرق الأوسط" - جامعة روتغرز

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire