- أخاف أن يصبح العاطلون عن العمل معطّلين عن العمل وشتّان بين الأولى والثانية. فالأولى إسم فاعل والثانية إسم مفعول [به]، ولمن لا يعرف الفرق بينهما في اللّغة العربيّة أعلمه أنّه يعادل الفرق بين مُخَيَّر ومُسَيَّر.
- أخاف أن يأتي يوم تصبح فيه الجهويّة دينا والعروشيّة طائفة والقبليّة مذهبا. غريب أمر أولئك البشر إن لم يجدوا نقاط اختلاف يسيلون لأجلها الدّماء، اختلقوها بعد أن يصدروا حكم الإعدام على ما يوحّدهم.
- أخاف أن تصبح بيانات بطاقات التّعريف الوطنيّة كالتالي : الإسم واللّقب... تاريخ ومكان الولادة... المهنة... العرش... الديانة... الحزب الحاليّ...
- أخاف أن تتحوّل السياسة إلى عمل من لا عمل له، وإن كان في الموضوع جانب مُشرق يتمثّل في التخفيض من نسبة البطالة.
- أخاف أن يندثر الخجل والحياء، حتّى في السياسة. لأنّك إذا لم تستح فافعل ما شئت... وقل ما شئت...!
- أخاف أن أقتني في العودة المدرسيّة القادمة كتابا مدرسيّا، لأُفاجَأ على غلافه بصورة لفلان كُتِب تحتها : "حامي الثورة التّومسيّة المجيدة". لا غرابة فالكثير من الثورات أنجبت ديكتاتورا، الثورة البلشفيّة أنجبت ستالين...، الثورة الكوبيّة أنجبت كاسترو وغيرهما وغيرهما...
- أخاف أن نُدْرِجَ مضطرّين بدافع الأمانة التّاريخيّة، في كلّ مادّة مدرسيّة، كحورًا جديدًا إسمه "محور اللّصوصيّة" نكتب فيه عن : لصوص التّاريخ ولصوص الجغرافيا ولصوص الإقتصاد والتّصرّف [في المال العام]، ولصوص الحساب ولصوص الفلسفة والأخلاق ولصوص اللّغة العربيّة ولصوص التّربية الإسلاميّة ووو....
- أخاف أن يتحوّل الفساد إلى الثابت الّذي لا يتغيّر مهما تغيّر محيط الدائرة.
- أخاف أنّ الخروج من عنق الزجاجة سيُكلّفنا كسر الزجاجة.
"حقائق، العدد 144
الجمعة 20 ماي 2011، ص.16
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire