jeudi 4 avril 2013

دعوا الفقراء يأكلون النّار

في كتاب لقلبريث (GALBRAITH) المتحصّل على جائزة نوبل "في فنّ تجاهل الفقراء"، قال المؤلّف إنّ "من بين السّبل غير المشرّفة الّتي نعتمدها حتّى نتجنّب كلّ وخز ضمير في خصوص الفقراء و شقائهم" هو اللّجوء إلى عنصرين :
1- "أن تعود إلى الإنجيل [أو لكتاب دين آخر] وهو الّذي يعد الفقراء بالجنّة وبشأن كبير في الآخرة ويوم تقوم السّاعة". ومن هذا المنطلق فحين ترى بائسا فقيرا تذكلر أنّه سينعم في يوم قادم بخيرات الجنّة وينعم بحور العين. ومن هذا المنطلق يتّهم ’مالتوس’ [MALTHUS] الفقراء لأنّهم في رأيه هم المتسبّبون في بؤسهم. يقول ’مالتوس’ : "سبب فقر الفقراء هو قوّتهم الجنسيّة الّتي تدفعهم ليتوالدوا أكثر فأكثر ممّا يؤثّر سلبا على مواردهم الماليّة". وهو ما نقوله نحن في تونس عبر المثل : "الفقر وصحّة الفقر" أو كما يقول آخرون "العربي إذا جاع سرق وإذا شبع زنى". أمّا ‘هربار سبنسار‘ [H. SPENCER] فيقول إنّ "القضاء على الفقراء يمثّل الوسيلة الّتي تعتمدها الطّبيعة لتحسين الجنس البشريّ".
2- "أن تقلع عن التّفكير في الفقراء سواء كانوا في أثيوبيا أو في جنوب البرنكس في نيويورك أو في لوس أنجبس [...] المهمّ هو أن تنظروا وتركّزوا اهتماماتكم على أشياء أكثر أريحيّة، على قضايا جميلة. أمّا سواها فلا تبالوا به ودعوا الفقراء يأكلون النّار".
                                                                                                                                            المغرب، العدد 21،                                                                                                                             السبت 17/09/2011، ص. 15

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire